دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

descriptionبشرتي ونفسيتي Emptyبشرتي ونفسيتي

more_horiz
تلعب العوامل النفسية دورا كبيرا في نشوء وتفاقم كثير من الأمراض ولعل الأمراض الجلدية ليست استثناء من هذا فهناك ترابط واضح بين الجلد والانفعالات النفسية للانسان خاصة اذا اخذنا بالاعتبار ان جلد الانسان هو الواجهة الخارجية التي يراها الآخرون من خلاله وهو المرآة التي ينعكس عليها ما يدور داخل نفسه من انفعالات ومشاعر وعواطف وصراعات وغيرها كما ان الأمراض العضوية التي تصيب الجلد يسهل رؤيتها من قبل الآخرين مما يؤدي إلى انفعالات نفسية مختلفة.

ان علاقة الحالة النفسية بالحالة العضوية مهم جدا، فكثير من الأمراض العضوية لها منشأ نفسي، حيث اظهرت الدراسات العلمية وجود ارتباط واضح بين نشوء بعض الأمراض وبين عوامل نفسية سبقتها، كما ان البيئة والمجتمع والثقافة لهما دور كبير في ترجمة الحالة النفسية إلى أعراض جسدية والعكس صحيح أي انها ايضا قد تساهم في ترجمة الحالة الجسدية إلى أعراض نفسية.





ويمكن تقسيم مظاهر هذا التفاعل إلى ما يلي:




1- مظاهر فسيولوجية جلدية لانفعالات نفسية:
ان الجلد هو واجهتنا الخارجية أمام الآخرين وبه تنعكس انفعالاتنا النفسية المختلفة فكثيرا ما نلاحظ ان حالتنا النفسية يصاحبها تغيرات تظهر على جلدنا، فمثلا احمرار الوجه، وافراد العرق الغزير في اليدين والقدمين قد يحدث لنا بسبب الخجل أو الحرج وكذلك الشحوب والاصفرار قد يصيبنا عند الخوف واما في حالات الرعب فقد يحدث وقوف لشعر الرأس وهكذا وكل هذه الأمثلة المعروفة تبين بوضوح تأثير الانفعالات النفسية على المظهر الخارجي لأي منا وهي تأثيرات طبيعية غير مرضية تحدث لدى كل الناس وهي وان كانت طبيعية إلا انها قد تسبب لدى بعض الاشخاص الحساسين انعكاسات نفسية مستمرة.

2- أمراض نفسية ذات أعراض جلدية:
 

هناك اضطرابات نفسية متعددة قد يصاحبها مظاهر جلدية نتيجة للمرض النفسي ومثال ذلك الاضطرابات ذات الطابع الوسواسي القهري والتي يصاحبها مثلا الخوف من الاصابة بديدان أو طفيليات في الجلد وقد يتطور الأمر إلى الاعتقاد بوجودها على الجلد رغم سلامته من ذلك وقد يحضر المريض إلى الطبيب ومعه قشور وبقايا يزعم انها جزء من هذه الطفيليات.
ومن مظاهر هذه الاضطرابات النفسية أيضا الخوف الزائد من الاصابة بسرطان الجلد أو الايدز وكذلك الخوف الزائد من العدوى مما يؤدي بالشخص إلى تجنب مصافحة الآخرين لاعتقاده ان العدوى يمكن ان تنتقل إليه عن طريق الملامسة، وهناك انواع أخرى من المخاوف والأوهام تسيطر على بعض الناس وهي تتعلق بالشكل الخارجي لهم وهي تتراوح بين الاهتمام الزائد بالشكل الخارجي للجسم إلى المبالغة بالاستجابة النفسية والعلاجية لأشياء بسيطة ليس لها تأثير يذكر وقد يصل الحال بهم إلى محاولة تغيير لون أو شكل الجلد وهنا لابد من التفريق بين السعي الطبيعي للبحث عن المظهر الخارجي أو إزالة العيوب الواضحة، وبين المبالغة المرضية بالشكل الخارجي والتي تؤدي إلى انعكاسات نفسية مختلفة أو تكون نتاج أمراض نفسية اساسية.
وأخيراً فإن هناك أمراضاً نفسية أخرى غير شائعة يؤدي فيها المرض النفسي إلى أعراض جلدية وذلك عن طريق إيذاء الانسان لنفسه ويكون مظاهر ذلك في الجلد كدمات أو جروح متنوعة تختلف حسب نوع الأداة المستخدمة في ذلك.


ان كل تلك المظاهر السابقة لا يمكن علاجها بمعزل عن العلاج النفسي حيث يجب المبادرة بعلاجها مبكرا ويجب ان يتم ذلك عن طريق الطبيب النفساني المتخصص وبالأدوية النفسية ان لزم الأمر ذلك.


3- أمراض جلدية نتيجة عوامل نفسية:
هناك أمراض جلدية متعددة يكون السبب فيها عوامل نفسية مختلفة ومن هذه الأمراض الحساسية العصبية وهي شكل من اشكال الحساسية غالبا ما تظهر في مكان محدد من الجسم على هيئة أكزيما دائرية يكون الحك فيها كثيرا وهي نوع من العادة العصبية تظهر مع التوتر والقلق والاكتئاب.

كما ان هناك نوعاً خاصاً من سقوط الشعر يسمى هوس نتف الشعر وهو مرض يحدث لدى الأطفال والمراهقين خاصة الفتيات وذلك نتيجة للتوترات النفسية التي بتعرضون لها وفي هذا المرض يحصل عملية جذب لاإرادي بشكل مستمر للشعر سواء شعر فروة الرأس أو شعر الأجفان والحاجبين مما يؤدي إلى سقوطه بدرجات متفاوتة.وهناك أيضا نوع من حب الشباب شائع في المرضى المصابين بتوترات نفسية وعصبية، يدعى العد المتقرح وهو ينتج عن عملية حفر ونكش الوجه بشكل مستمر خاصة حبوب الشباب الموجودة على الوجه وهذا قد يؤدي إلى تشكيل قشور وندبات منقطة.

بشرتي ونفسيتي Image010

4- أمراض جلدية تتفاقم عن العوامل النفسية:
 
هناك أمراض جلدية عدة يكون الشخص فيها حاملا لجينات المرض ويرتبط ظهورها وتفاقهما بتعرضه لعوامل نفسية حادة فهذه العوامل النفسية ليست سبب المرض وانما هي عوامل للتحفيز والإثارة ومن هذه الأمراض الصدفية، البهاق، الثعلبة وغيرها من الأمراض التي يتبين في كثير من الأحيان ان بداية ظهورها لدى الكثير من الناس هو أزمة نفسية حادة أو خوف شديد أو حزن أو نكسة مفاجئة، وفي حالة الأطفال فقد تبدأ مظاهر هذه الأمراض بدخول المدرسة أو بالغيرة لدى قدوم مولود جديد وهكذا، ومعظم الأشخاص المصابون بهذه الأمراض هم من ذوي الشخصيات الحساسة والذين يقلقون أو يغضبون بسرعة، ومهمة الطبيب مع هؤلاء الأشخاص هو تبيانهم ان هذه العوامل ليست اساس المرض وإنما هي عوامل مساعدة ونصحهم بأن يسعوا إلى تجنب كل ما يثيرهم ويوتر أعصابهم الامكان.



5- مظاهر نفسية نتيجة للمرض الجلدي:
 
تختلف الأمراض الجلدية عن غيرها من الأمراض في انها ظاهرة ومكشوفة للعيان وبسبب ذلك فهي تؤدي إلى لفت الأنظار إلى المريض مما يؤدي إلى اصابته بالاحراج والخجل ومن ثم قد يؤدي ذلك إلى القلق والاحباط، كما ان هناك أمراضاً جلدية عدة تظهر على الجسم بصورة مقززة أو تصاحبها افرازات وروائح مزعجة مما يؤدي إلى نفور الناس من المريض والابتعاد عنه، وقد تكون بعض الأمراض مما يصاحبه اعتقادات خاصة لدى الناس مثل الجذام والبرص مما يجعل الناس يعتزلون الشخص المصاب فضلا عن السماح له بالتواصل الاجتماعي معهم وذلك خوفا من العدوى.


ان كون تغيرات الجلد ظاهرة للعيان قد تصعب احيانا من عملية العلاج نتيجة للضغط النفسي الذي يصاحبها فالناس لديهم حساسية خاصة من حصول تغير غير طبيعي على بشرتهم ولو لفترة قصيرة ولو كان هذا التغير جزء من العلاج وفي سبيل نتيجة افضل ومن خلال التجربة الخاصة فقد لاحظت على سبيل المثال ان كثيراً من المعلمات والطالبات يتجنبن كريمات التقشير أو عملية التقشير أثناء أيام الدراسة وذلك بسبب الاحراج الذي يحصل لديهن نتيجة لظهور الاحمرار والجفاف الذي يصاحب التقشير فإذا كان هذا الأثر النفسي يحصل لدينا من اجراء تجميلي يتم باختيارنا فكيف تكون نفسية المرض الذي أصابه مرض جلدي ليس له خيار فيه.


تأثير نفسي


واجمالا فإن للمرض الجلدي تأثيراً نفسيا على المريض أياً كان عمره أو جنسه وتتراوح شدة التأثير ما بين الانزعاج إلى القلق والاحباط وقد يؤدي به إلى اعتزال الناس ولذا يجب على الطبيب المعالج ان يعطي هذا الجانب أهمية كبرى عند معالجة المرض فيحرص على ازالة العارض بأسرع وقت ممكن مع شرح وافٍ لسير المرض للمريض كما يحرص على اعطاء المريض اجازة في حالة عدم قدرته على مواجهة الآخرين كما انه في حالة امكانية تغطية المناطق المصابة والمكشوفة بمستحضرات خاصة فيجب على الطبيب ان يبادر بنصح المريض بذلك كما يحصل مثلا في حالة البهاق، كما انه من الضروري إفهام الآخرين موضوع العدوى وهل هذا المرض معد أم لا وهي مسألة هامة تهم المرافقين للمريض وقد تكون مهمة لجهة العمل.
وأخيراً فإنه كثيرا ما يكون لدى المريض انطباعات خاصة وتصورات غير صحيحة عن مرضه فمن المهم مناقشة المريض عن هذه التصورات وتصحيح بعض الاعتقادات الخاطئة كأن يتوقع مثلا ان مرضه مرتبط بخلل بالجسم بينما الأمر عكس ذلك أو ان يتخيل ان هذا المرض سرطاني بينما هو مشكلة عارضه وهكذا.


التعامل الأمثل
كل الدلائل تشير إلى وجود ارتباط قوي بين الحالة النفسية للانسان وبين التغيرات الجلدية التي تطرأ عليه كما ان هذه التغيرات الجلدية بدورها قد تؤدي إلى انعكاسات نفسية مختلفة وهذه الحقيقة على أهميتها قد تكون غير واضحة للمريض أو المحيطين به، كما ان ذلك قد يظل خافيا عن الأطباء ما يؤدي إلى الخطأ بالتشخيص والعلاج وقد تفشل جميع أنواع العلاج بالأدوية والدهانات الموضعية بسبب اغفال حقيقة ان هذه الأمراض هي أمراض نفسية جسدية تحتاج إلى معالجة نفسية بالدرجة الأولى، لذا فإنه يجب على الطبيب والمجتمع في كثير من الحالات التعامل مع الجذور النفسية لهذه الأمراض وليس مع الطفح أو البقع الجلدية السطحية فقط كما يجب الاستعانة بالطبيب النفساني واشراكه في خطة العلاج كما يجب على المريض والعائلة تفهم هذه الحقيقة وقبول العلاج النفسي في حالة الحاجة إليه.


ان الابتعاد عن مصادر القلق والتوترات ما أمكن والتخلي عن الطموحات والتطلعات غير الواقعية والسعي إلى تجنب الضغوط النفسية الزائدة أياً كان مصدرها، والنظر إلى الحياة بمشاعر الرضا والتفاؤل هو في أحيان كثيرة سبيل الوقاية من أمراضنا المختلفة سواء الجلدية أو غيرها.

descriptionبشرتي ونفسيتي Emptyرد: بشرتي ونفسيتي

more_horiz
بوركت علي الموضوع

descriptionبشرتي ونفسيتي Emptyرد: بشرتي ونفسيتي

more_horiz
بارك الله فيك ، شكراً على الرد الجميل 



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي