من هو الصحابي الذي جالس النبي 100 مرة وصلى معه أكثر من 2000 صلاة؟
تشرف صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم كانوا ملازمين له في كثير من حالاته، ولكن كان بعضهم أكثر ملازمة له من غيرهم، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
ومن هؤلاء الصحابة الكرام، صحابي جليل فاز بمجالسة النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أكثر من مئة مرة، وصلى خلفه في مسجد قباء أكثر من ألفي صلاة مكتوبة.
إنه الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه، الذي لازم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروى عنه الكثير من الأحاديث الشريفة، وله مع النبي عليه الصلاة والسلام وعلى آله مواقف كثيرة، منها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رآه مرة يجلس في الشمس، فتوقف الذي لا ينطق عن الهوى ؛ حتى ينظر إليه، ثم ناداه، ونهاه عن ابتدار الشمس، ونصحه بالجلوس في الظل، قائلاً: "تحول إلى الظل، فإنه مبارك".
كما جاء في أثر هذا الصحابي، أن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر يوماً من أمام صحابته الكرام، فأخذ يمسح على وجوههم، وخدودهم بكفه الشريفة الطاهرة، ومسح على خد جابر بن سمرة يومئذ، فيقول جابر عن هذا: "لقد كان خدي الذي مسح عليه، أفضل وأحسن من الآخر طوال حياتي".
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديثَ كثيرة، منها قوله: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في ليلةٍ مقمرة وعليه حلّةٌ حمراء؛ فجعلتُ أنظر إليه وإلى القَمَرِ، فَلهُوَ عندي أحسنُ من القَمَرِ".
ظل سيدنا جابر بن سمرة رضي الله عنه ملازمًا للحبيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وبعدها سافر إلى الكوفة، واستقر بها، حتى توفاه الله، وكان هذا في ولاية بشر بن مروان في عام 74 هجريًا، وترك من الأبناء ثلاثة ذكور، هم: خالد، وطلحة، وسلم.
بقلم – هاني ضوه :
