محمد علي ابوقطاطي.....الشفيف .. المتفرّد

أبو قطاطي .. وجهه حنين .. ونطقه سحر .. ملكة مبهرة ..

جوهرة من ممتلكات وطنٍ يتخير الأرفف ليودع بإهماله

المورث كل نفائسه وجمالياته حتى يتغشّاها صولجان

الغبار .. فتأتي رياح الغرباء لتنفخ فيه فيستبين لك أي

معدن قد أضعنا ..

هل هو حبٌ حقيقي ، أم وحى الشيطان حين يوشوش

للغاوين .. أيّ فؤادٍ هذا الذي يتزلزل حتى يصبح ريشة

في مهب الريح ..

سوات العاصفــة بي سـاق الشتيـل الني

وفعل السيل وقت اتحدر اكسح ما يفضّل شئ

تقرأ بيتين من البيان .. ثم تنتظر وتترقب ..

ليقول لك ببساطة أقرب للونسة ك

دا كان حبك وقت حسيتو شفت الدنيا دارت بي

هل هو الحب من أول نظرة .. لكنها ليست نظرة اعجاب

عابرةٍ .. أو شهوة تتربص بمواقع الفتنة لتحصى تقاطيع

واستدارت الجسد .. هي عاطفة كالعاصفة تهزك حيث

لا ثبات لك .. حيث يتفلت رسن القلب حيث لا سطوة ..

لا قوة .. حيث لا صمود بل تسليم ..

صعيب وصفك .. لأنك هالة وكلك ضئ ..

وهل هناك وصف أجمل من ذلك ، لم يتح له توهجها ولمعانها

ادامتالنظر ، هل هي اشراقة الوجه أم هو العشق الصوفي ..

المرسـال ..

يبهرني هذا البسيط الشفيف في تخيره لمفرداته التي

ينطقها كل عابر للمحطة الوسطى أو كل شماسي تائها

بلا هدى .. لكن !! لو طلب منك أن تنضم منها عقدا يتقد

لمعاناً .. لتنسرب حباته واحدة

تلو اخرى كنقر اصبع ماهر على طبل حنين ..

أهو السهل الممتنع أم ماذا ..؟؟!!

أمش قليهو يا المرسال عساهو يراعي ملهوفو

ملهوفو !!..

وهل اللهفة غير الشوق الطاغي .. الإندفاع دون تحكم ..

حبيبك وبي وراك جارت عليهو وخانتو ظروفي

هل هو تميهد للإستجداء ، استجداء الهزيم الذي رفع رايات

الإستسلام ، فلم يبق له إلا الإستعطاف الرحيم ..

.. فقد صبرو

.. شرد نومو

ولهيب الشوق حرق جوفو

نحول جسمو .. وشحوب لونو

مالي أراك عصيّ الدمع ..

ماذا بعد فقد الصبر .. وهروب النوم .. وحرقان الجوف ..

ونحول الجسم ..وشحوب اللون ، عجبا كيف له العيش

وهو ظل إنسان .. حالة من الولهوالعشق الصادق

النبيل .. لكنه رقة الإحساس وفقدان الثقة ..

رغم توصيف حاله البليغ يرجع ويستعطف ...

براك أحسن تعال شوفو ..

هل هو شراك الخديعة يرمى به كي يحظى بنظرة فاتنة ،

أم هو فعلاالعجز عن شرح حاله الذي آل اليه ..

استخدام أبو قطاطي للمفردة فريد وغير مسبوق ،

هل وجدت مثلا فيأي اغنية كلمة ( كالتالي ) ، هل تعتقد

أن هذه الكلمة يمكن أن تشكل

لحنا مستطابا حين يهمس بها شخص ..

هو أبو قطاطي .. وهو وردي

صاحب الصوت الملائكي والموسيقى الدافقة ، أنظر ..

أقول أتناسى حبو يزيد .. تزيد – بالتالي – أوجاعي ،

لو سحبت هذه الكلمة لأختل هذا النغم النسيق ،

ولكنها الملكة التي لا تؤتى لكل حادب .. هي سحر

يندس في جوف مريديه .. وحتى لا يبدو لك أن الأمر

مصادفة في اختيار كلمة تحسبها ناشزة ولكنها من

جسد الكلام فإليك مثلا ..

كلمة ( سوا ) هل تظنها مفردة شعرية رنانة .. نعم هي كذلك :

بقيت أنا والنجوم بالليل – سوا – نساهر ونتناجى

والسهر ومناجات النجوم من علامات المحبين ؟؟!!

وليس ذلك وحسب – فكلمة فراجا ، تبدو جافة لا حياة فيها ..

لكنه يراع مسكونّ بالسحر المنقى فيهمزها بسنته فتصبح

كمزامير داؤود ..

والناس اللي كانو سبب .. رموني وصبحوا – فراجا –

أبو قطاطي .. عاشق العامية السودانية .. ينزفها بسيطة

دون تكلف ..لكنها تستقر في دواخلك عميقا .. عميقا حتى

تكاد تبكيك ، يتملكك احساس بأنك قادرٌ على أن تنظم آلالاف

القصائد من شاكلة شعره .. حين تحاول لا تملك إلا أن تنحني

معذرة واحتراما انك حاولت توهماأن تماسس محرابه ..

إنه أبو قطاطي الشفيف .. المتفرّد ..

موضوع رائع

وطرح مميز

شكرا على الابداع

فى انتظار المزيد

 كل الشكر والامتنان على مروركم الطيب
نورتم الموضوع بوجودكم
وزادت صفحتي نورا واشراقة بطلتكم.