الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرفِ الأنبياءِ
والمُرسلين ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن اتَّبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين ..
وبعـد ،،
النَّصِيحـةُ : هى بذلُ النُّصْحِ للغير ، والنُّصْحُ معناه :
أنَّ الشخصَ يُحِبُّ لأخيه الخيرَ ، ويدعوه إليه ، ويُبَيِّنُه له ،
ويُرغِّبُه فيه . وفي حديث النبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
(( الدِّينُ النَّصِيحة )) رواه مُسلم .
فعلى المُسلم أنْ يُقدِّمَ النَّصِيحةَ لِمَن حوله ولا يبخل بها .
وكثيرون مَن يُقدِّمون النَّصيحة ، لكنَّها - للأسف -
دعوةٌ للشَّر والإفسادِ في الأرض ، وخاصةً بين أوساط
الشباب وطُلاَّبِ المدارس ، حيثُ يكثُرُ أصدقاءُ السُّوءِ مِمَّن
لا يُريدونَ الخيرَ لغيرهم . فينصحون الشَّابَّ بالسرقةِ ،
وعقوقِ الوالدين ، وفِعل الحرام ، ومُعاكسةِ الفتيات ،
وتعاطي المُخدِّرات ، مِمَّا يَعودُ بالضرر على هذا الشَّابِّ
وأسرتِه ومُجتمعِه .. فعلى الشَّاب ألاَّ يقبل نُصحَهم ،
وألاَّ يسمعَ لهم ، بل عليه ألاَّ يُصاحِبهم ، وأنْ يبتعِدَ عنهم .
والنَّصِيحَـةُ الحقيقيـةُ لا تكونُ إلاَّ مِن شخصٍ يُحِبُّكَ في
الله ، وتَهُمُّه مَصلحتُك ، ويُحبُّ لك الخير .
ولا بُـدَّ عند تقديم النَّصِيحـةِ مِن مُراعاة الأعمارِ
والأوقاتِ والأحوالِ والنفسياتِ والأماكِن .
ويدخلُ في بابِ النَّصِيحةِ : الدعوةُ إلى اللهِ تعالى ،
والأمرُ بالمعروف ، والنهىُ عن المُنكر ، وهو أمرٌ مطلوبٌ
مِن جميع المُسلمين ، لقول رَبِّنا تبارك وتعالى : ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾
آل عمران/110 ، ولقول نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
(( مَن رأى منكم مُنكرًا فليُغيِّره بيده ، فإنْ لم يستطع فبلسانه ،
فإنْ لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعفُ الإيمان ))
رواه مُسلم .. والآياتُ والأحاديثُ في ذلك كثيرة .
وعلى الآمِـرِ بالمَعروف والناهي عن المُنكر أو مُقدِّم النَّصيحةِ
ألاَّ يكونَ قاسِيًا عنيفًا جافِيًا ، بل عليه أنْ يكونَ حليمًا لطيفًا
رفيقًا ، يقولُ رسولُنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( إنَّ الرِّفقَ لا
يكونُ في شئٍ إلاَّ زانَه ، ولا يُنزَعُ مِن شئٍ إلاَّ شانَه ))
رواه مُسلم .. وعليه أنْ يأمرَ بالمعروف بالمعروف ، فلا يُشدِّد
ولا يَغضب ، وأنْ يكونَ نهيُه عن المُنكر بلا مُنكر ، بل بأسلوبٍ
هَيِّنٍ لَيِّنٍ حَسَن ، حتى يُقبَلَ منه . فإذا ترتَّبَ على إنكاره
للمُنكر مُنكرٌ أشدّ منه ، فعليه ألاَّ يُنكر بيده أو بلسانه ،
ويكتفي بالإنكار بقلبه . ومِثالُ ذلك : لو أنَّ شابَّاً وجد أباه
يُشاهِدُ فيلمًا أو مُسلسلاً بالتلفاز ، وأراد إنكارَ هذا المُنكر
بتغيير القناة أو بإغلاق جهاز التلفاز أو بتقديم النَّصيحةِ لوالده
ونهيه عن هذا الفِعل المُحرَّم ، لكنَّه يعلمُ أنَّه إذا فعل ذلك
سيقومُ والدُه ويضربه ، أو سيُعيدُ القناةَ التي بها هذا الفيلم
المُحرَّم ، أو سيشتُم ويَسُبُّ ويستهزأ بأصحابِ الّلحَى ، وقد
يدعوا عليه ، فعليه في هذه الحالةِ ألاَّ ينصح والدَه ، ولا يُنكِر
عليه هذا المُنكرَ بيده ، ولا بلسانِه ، بل يكفيه الإنكارُ بقلبه ،
ويُمكنه أنْ يُظهر استيائَه مِن هذا الأمر بمُغادرةِ المكان ،،
والقاعـدةُ الفِقهيةُ تقول : d]أزِل المُنكر ، فإنْ لم يَزُل فزُل ] .
ولا بُـدَّ للنَّاصِـح مِن تعلُّمِ فَن تقديم النَّصيحة ، و عدم اليأس
مِن رَدِّ كلامِه ، أو عدم اهتمام الناسِ به ، أو عدم استجابتهم له .
جعلني اللهُ وإيَّاكُنَّ مِمَّن يُقدِّمون النُّصْحَ لغيرهم ، ويقبلون النُّصحَ
مِن الآخرين ، وجعلنا مِن الدُّعاةِ إليه على بصيرة ،
إنَّه وَلِىُّ ذلك والقادِرُ عليه .
والمُرسلين ، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن اتَّبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين ..
وبعـد ،،
النَّصِيحـةُ : هى بذلُ النُّصْحِ للغير ، والنُّصْحُ معناه :
أنَّ الشخصَ يُحِبُّ لأخيه الخيرَ ، ويدعوه إليه ، ويُبَيِّنُه له ،
ويُرغِّبُه فيه . وفي حديث النبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :
(( الدِّينُ النَّصِيحة )) رواه مُسلم .
فعلى المُسلم أنْ يُقدِّمَ النَّصِيحةَ لِمَن حوله ولا يبخل بها .
وكثيرون مَن يُقدِّمون النَّصيحة ، لكنَّها - للأسف -
دعوةٌ للشَّر والإفسادِ في الأرض ، وخاصةً بين أوساط
الشباب وطُلاَّبِ المدارس ، حيثُ يكثُرُ أصدقاءُ السُّوءِ مِمَّن
لا يُريدونَ الخيرَ لغيرهم . فينصحون الشَّابَّ بالسرقةِ ،
وعقوقِ الوالدين ، وفِعل الحرام ، ومُعاكسةِ الفتيات ،
وتعاطي المُخدِّرات ، مِمَّا يَعودُ بالضرر على هذا الشَّابِّ
وأسرتِه ومُجتمعِه .. فعلى الشَّاب ألاَّ يقبل نُصحَهم ،
وألاَّ يسمعَ لهم ، بل عليه ألاَّ يُصاحِبهم ، وأنْ يبتعِدَ عنهم .
والنَّصِيحَـةُ الحقيقيـةُ لا تكونُ إلاَّ مِن شخصٍ يُحِبُّكَ في
الله ، وتَهُمُّه مَصلحتُك ، ويُحبُّ لك الخير .
ولا بُـدَّ عند تقديم النَّصِيحـةِ مِن مُراعاة الأعمارِ
والأوقاتِ والأحوالِ والنفسياتِ والأماكِن .
ويدخلُ في بابِ النَّصِيحةِ : الدعوةُ إلى اللهِ تعالى ،
والأمرُ بالمعروف ، والنهىُ عن المُنكر ، وهو أمرٌ مطلوبٌ
مِن جميع المُسلمين ، لقول رَبِّنا تبارك وتعالى : ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾
آل عمران/110 ، ولقول نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
(( مَن رأى منكم مُنكرًا فليُغيِّره بيده ، فإنْ لم يستطع فبلسانه ،
فإنْ لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعفُ الإيمان ))
رواه مُسلم .. والآياتُ والأحاديثُ في ذلك كثيرة .
وعلى الآمِـرِ بالمَعروف والناهي عن المُنكر أو مُقدِّم النَّصيحةِ
ألاَّ يكونَ قاسِيًا عنيفًا جافِيًا ، بل عليه أنْ يكونَ حليمًا لطيفًا
رفيقًا ، يقولُ رسولُنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( إنَّ الرِّفقَ لا
يكونُ في شئٍ إلاَّ زانَه ، ولا يُنزَعُ مِن شئٍ إلاَّ شانَه ))
رواه مُسلم .. وعليه أنْ يأمرَ بالمعروف بالمعروف ، فلا يُشدِّد
ولا يَغضب ، وأنْ يكونَ نهيُه عن المُنكر بلا مُنكر ، بل بأسلوبٍ
هَيِّنٍ لَيِّنٍ حَسَن ، حتى يُقبَلَ منه . فإذا ترتَّبَ على إنكاره
للمُنكر مُنكرٌ أشدّ منه ، فعليه ألاَّ يُنكر بيده أو بلسانه ،
ويكتفي بالإنكار بقلبه . ومِثالُ ذلك : لو أنَّ شابَّاً وجد أباه
يُشاهِدُ فيلمًا أو مُسلسلاً بالتلفاز ، وأراد إنكارَ هذا المُنكر
بتغيير القناة أو بإغلاق جهاز التلفاز أو بتقديم النَّصيحةِ لوالده
ونهيه عن هذا الفِعل المُحرَّم ، لكنَّه يعلمُ أنَّه إذا فعل ذلك
سيقومُ والدُه ويضربه ، أو سيُعيدُ القناةَ التي بها هذا الفيلم
المُحرَّم ، أو سيشتُم ويَسُبُّ ويستهزأ بأصحابِ الّلحَى ، وقد
يدعوا عليه ، فعليه في هذه الحالةِ ألاَّ ينصح والدَه ، ولا يُنكِر
عليه هذا المُنكرَ بيده ، ولا بلسانِه ، بل يكفيه الإنكارُ بقلبه ،
ويُمكنه أنْ يُظهر استيائَه مِن هذا الأمر بمُغادرةِ المكان ،،
والقاعـدةُ الفِقهيةُ تقول : d]أزِل المُنكر ، فإنْ لم يَزُل فزُل ] .
ولا بُـدَّ للنَّاصِـح مِن تعلُّمِ فَن تقديم النَّصيحة ، و عدم اليأس
مِن رَدِّ كلامِه ، أو عدم اهتمام الناسِ به ، أو عدم استجابتهم له .
جعلني اللهُ وإيَّاكُنَّ مِمَّن يُقدِّمون النُّصْحَ لغيرهم ، ويقبلون النُّصحَ
مِن الآخرين ، وجعلنا مِن الدُّعاةِ إليه على بصيرة ،
إنَّه وَلِىُّ ذلك والقادِرُ عليه .