دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

descriptionالحنين إلى الله Emptyالحنين إلى الله

more_horiz
الحنين إلى الله Image001mq

الحنين إلى الله

في صيف أحد الأعوام فكرت الأسرة أن تسافر كالعادة إلى بلاد أوروبا ..هناك حيث جمال الأرض و روعة المكان ..و أكثر من هذا الحرية التي تمنحها المرأة لنفسها ..
كانت هذه الفتاة مع الأسرة تربط الأمتعة وتنظر إلى أخوها الأكبر ..وتقول له في فرحة غامرة وسعادة كبيرة : أما هذه العباءة سأتركها ... لا حاجة لي بها وهذا الحجاب الذي حجبني عن حريتي وعن متعتي فسوف أرمي به عرض الحائط سألبس لباس أهل الحضارة !!

طارت الأسرة وسارت من أرض الوطن وبقيت في بلاد أوروبا شهراً كاملاً ما بين اللعب والعبث والمعصية لله سبحانه وتعالى ..
وفي ليلة قضتها هذه الأسرة بين سماع المزامير ورؤية المحرمات عادت الفتاة إلى غرفتها وقبل النوم أخذت تقلب تلك الصور التي التقطتها والتي ليس فيها ذرة من حياء ثم أخذت الفتاة الوسادة وتناولت سماعه الراديو... تريد أن تنام مبكراً فغداً يوجد مهرجان غنائي صاخب ..

نامت وهي تفكر كم الساعة الآن في بلدي ثم أيقظ تذكر بلدها إيمانها النائم وقالت :منذ حضرنا في هذه البلاد ونحن لم نسجد لله سجدة واحدة والعياذ بالله !!

قامت الفتاة تقلب قنوات المذياع المعد للنزلاء وإذا بصوت ينبعث من ركام الصراخ وركام العويل والمسلسلات والأغاني الماجنات ( صوت الأذان ) ..

كان صوتاً ندياً يصل إلى أعماق قلبها وأحيا الإيمان في أعماقها .. صوت من أطهر مكان وأقدس بقعة في الأرض ، من بلد الله الحرام .. نعم إنه صوت إمام الحرم الذي انساب إلى قلب هذه المسكينة في هجعة الليل .. انساب إلى قلب هذه الفتاة التي هي ضحية واحدة من بين ملايين الضحايا .. ضحية الأب الذي لا خلاق له وضحية الأم التي ما عرفت كيف تصنع جيلا يخاف الله ويراقبه سبحانه وتعالى ..!!


تقول هذه المسكينة وكلها حنين إلى ربها سبحانه وتعالى : سمعت صوت القرآن وهو بعيد غير واضح .... هالني الصوت ، حاولت مراراً أن أصفي هذه الإذاعة التي وصلت إلى القلب قبل أن تصل إلى الأذن ، أخذت أستمع إلى القرآن وأنا أبكي بكاءاً عظيماً ..

أبكاني بُعدي عن القرآن ..... أبكاني بعدي عن الاستقامة .... أبكاني بعدي عن الله عز وجل .. أبكاني ذلك التفريط والضياع .... أبكاني نزع الحجاب ...... أبكتني تلك الملابس اللي كنت أرتديها .. كنت أبكي من بشاعة ما نصنع في اليوم والليلة !!

لما فرغ الشيخ من قراءته أصابني الحنين .. ليس للوطن .. ولا للمكان .... ولا للزمان .. ولكن الحنين إلى ربي سبحانه وتعالى فاطر الأرض والسماء ... إلى الرحيم الرحمن إلى الغفور الودود ..

قمت مباشرة ...... فتوضأت وصليت ما شاء الله أن أصلي .. لم أُصلي ولم أسجد لله أو أركع ركعة واحدة خلال شهر كامل .. ثم عدت أبحث عن شيء يؤنسني في هذه الوحشة وفي هذه البلاد .. فلم أجد سوى أقوام قال عنهم ربي سبحانه وتعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ) ..

بحثت في حقائبي فلم أجد إلا صوراً خليعة وأرقام الأصدقاء ..... بحثت في أشرطتي عن شريط قرآن أو محاضر .. فلم أجد سوى شريط الغناء ..... فكان كل شيء في هذا المكان يزيد من غربتي وبعدي عن الله عز وجل ..

بقيت ساهرة طوال الليل.... أحاول أن أستمع إلى المذياع لعله يسعف قلبي بآية من كتاب الله
لعله يسعف فؤادي بحديث .... لأني والله ما شعرت براحة ولا أمان إلا بعد أن استمعت إلى تلك الآيات .. والله لا طبيعة ولا جمال ولا ألعاب ولا هواء ولا نزهة أسعدتني كما أسعدني القرآن
جاء الفجر فتوضأت وصليت .. نظرت إلى أبي !!! نظرت إلى أمي!! .... نظرت إلى أخواني .... وإذا بهم كلهم يغطون في نوم عميق ...!!
فزاد هذا المنظر في قلبي حزنا إلى حزني ..فلما قرب موعد الذهاب إلى المهرجان .. استيقظت الأسرة من النوم العميق وأنا لا أزال ساهرة لم أذق طعم النوم فقررت البقاء بالغرفة والتظاهر بالمرض ..... فوافق الجميع على بقائي وذهبوا إلى هذا المنكر .. فبقيت أتذكر في تلك اللحظات كم من معصية لله عصيتها وكم من طاعة فرطت فيها ... وكم من حد من حدود الله انتهكته إلى أن غلبني النوم ..

وعادت الأسرة بعد يوم صاخب ... فقررت أن أتقدم وان أقول كل ما لدي .. وقفت أمام الجميع ... حاولت الكلام فلم استطع فانفجرت باكية .... فوقف والدي ووالدتي وأخذا يهدئاني وقالا هل نحضر لكِ طبيباً..؟!؟!

قلت : لا ..
فقويت نفسي على الحديث قلت يا أبي لماذا نحن هنا ؟! يا أبي لماذا منذ أن قدمنا لم نصلي ولم نسجد لله سجدة؟ ... يا أبي لماذا لم نقرأ القران؟ .... يا أبي أعدنا سريعا إلى أرض الوطن أعدنا إلى أرض الإسلام .. يا أبي اتق الله في أيامي ..... يا أبي اتق الله في آلامي.... اتق الله في دمعاتي ..

فتفاجأ الجميع بهذا الكلام.... وذهل الأب والأم والأخوة لهذه الفتاة التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها وتقول كل هذا الكلام ..

حاول الأب أن يبرر الموقف فلم يستطع.... فاضطر إلى السكوت ... وفكر كثيراً في هذا الكلام الذي كان يسقي بذرة الإيمان الذابلة في قلبه ثم قام وأخذ يستعيذ بالله من الشيطان ..

تقول الفتاه : والله كأن الجميع كانوا في نوم عميق ثم استفاقوا فجأة فوجدوا أنفسهم في بركة من القاذورات ..

قام الأب وهو يردد استعاذته من الشيطان .... فأسرع وحجز على أقرب رحله وعادت الأسرة سريعا لأرض الوطن .. لم يكن حنينهم إلى الوطن بل حنينهم إلى عبادة الله عز وجل والأنس بقربه ..

سبحان الله .... لا راحـــــة إلا بالقرب من الله .... ولا شقــــاء إلا بالبعـــد عنه ... سبحانه وتعالى ..

descriptionالحنين إلى الله Emptyرد: الحنين إلى الله

more_horiz
شكرااااا علي التوبيك
وجزاك الله كل خير
وجعلة الله في ميزان حسناتك
ان شاء الله تعالي


جزاك الله خيرا ولا حرمك اجرها

تقبل مروري المتواضع

descriptionالحنين إلى الله Emptyرد: الحنين إلى الله

more_horiz
مشكور علي مرورك أخي الكريم جزاك الله ألف خير ..

descriptionالحنين إلى الله Emptyرد: الحنين إلى الله

more_horiz
شكـرا لكـ عـلى الـموضوع الـرائع ..
دئمـا تبدع بـأجمـل مواضيعكـ ..~
لا تبخلنــا بالمزيد لأننـا بانتضـاركـ دائمـا ،
تحيــاتي تسبقهـا محبتـي ..~
vbnvbn

descriptionالحنين إلى الله Emptyرد: الحنين إلى الله

more_horiz
شكرااااا علي التوبيك
وجزاك الله كل خير
وجعلة الله في ميزان حسناتك
ان شاء الله تعالي

descriptionالحنين إلى الله Emptyرد: الحنين إلى الله

more_horiz
نورتم موضوعي بارك الله فيكم



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي