سيستمر غياب المدرب الجديد للمنتخب المغربي البلجيكي “إريك غيراتس” في لقاء تنزانيا المقرر في الثامن أكتوبر القادم لحساب الجولة الثانية لتصفيات كأس أمم إفريقيا-2012 المقرر تنظيمها مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية.
ووسط جدل كبير داخل الشارع الرياضي المغربي، أكّد وزير الشباب والرياضة المغربي “منصف بلخياط”:”غيراتس هو الذي سيختار اللاعبين الذين سيواجهون تنزانيا، مثلما سبق له فعل ذلك في لقاء جمهورية إفريقيا الوسطى ( 0-0)”.
واعتبر بلخياط أن مبلغ 220 ألف أورو الذي قالت الصحافة المغربية أنّ الجامعة المغربية لكرة القدم تصرفه على المدرب ” مبالغ فيه صراحة”، معلقا:”أستطيع القول أنه لا يتلقى حتى نصف هذا المبلغ، أجر غيراتس محدد تبعا للعقد المبرم والذي لم يتم نشره بعد” على حد تعبير المسؤول المغربي.
بالمقابل، وجه الرأي الرياضي العام المغربي من جمهور ونقاد ومدربين انتقادات لاذعة إلى غيراتس بسبب غيابه قبل أسبوع عن مباراة إفريقيا الوسطى التي انتهت بتعادل بطعم الهزيمة.
وفيما ركن الاتحاد المغربي إلى الصمت، اتسعت موجة السخط الجماهيري على الأداء الباهت لرفاق الشماّخ، واعتبر كثيرون أن تقديم أسود الأطلس لعروض ضعيفة هو مجرد تحصيل حاصل لعدم تواجد اللاعب البلجيكي السابق رفقة منتخب بدا شاحبا، بعدما عانى من حالة سُبات رياضي امتدت أشهراً عديدة غداة تجرعه سلسلة من الخيبات والهزائم المتكررة.
وأعربت فعاليات رياضية مغربية عن استنكارها لعدم حضور غيراتس، واكتفائه بتوجيه التعليمات في آخر لقاء عبر الهاتف إلى مساعده الفرنسي دومينيك كوبرلي.
بهذا الصدد، شدد “فخر الدين رجحي” المدرب المغربي المعروف على أنّ هذا المستوى الهزيل وعدم انسجام التشكيلة المغربية لا يمكن أن يتأت بوجود مدرب مساعد تتلخص واجباته في تغطية فراغ خلقه غياب غيراتس.
واعتبر رجحي أنّ لمنتخب بلاده مدربا “شبحا” لا يوجد على رقعة الملعب، يُسير المباراة ويُوجه اللاعبين عن طريق مساعده بالهاتف وكم من الأوراق.
وأضاف رجحي أنّ عدم حضور المدرب الرسمي جعل مساعده لا يستطيع إنجاز قراءة سليمة لنقاط القوة والضعف لدى المنافس، ما جعله يعجز عن إحداث التغييرات الضرورية في الشوط الثاني لترجيح النتيجة.
ويشكل المغرب رفقة الجزائر، تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى المجموعة الرابعة، وتتساوى المنتخبات الأربعة في النقاط عقب إجراء الجولة الأولى .
يذكر أن إريك غيراتس (54 سنة) يشرف منذ جويلية 2009على تدريب نادي الهلال السعودي، وقاده للفوز بلقب الدوري المحلي وكأس ولي العهد، وبالتوازي مع ذلك، تعاقد والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شهر جويلية الأخير قصد تولي العارضة الفنية للمنتخب المغربي على أن يترك الهلال-حسب الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية- شهر نوفمبر القادم في حال ما إذا تأهل فريقه إلى نهائي دوري أبطال آسيا .
وسبق لمتوسط ميدان بلجيكا في ثمانينيات القرن الماضي(86 مباراة دولية سجل خلالها هدفين)، أن درّب نادي قلعة السراي التركي، هذا الأخير فاز معه بلقب الدوري المحلي، وحل في المركز الثالث على مدى موسمين.
وقاد غيراتس نادي إيندهوفن الهولندي (1999-2002) بعدما سبق أن دافع عن ألوان النادي نفسه كلاعب أيضاً من 1985 إلى 1992، وتولى أيضا إدارة نادي ولفسبورغ الألماني قبل إشرافه على نادي أولمبيك مارسيليا في موسمين وإهداره لقب البطولة مع رفاق زياني في آخر جولة