[b][size=21]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
الشيخ الدكتور
أحمد عبيد الكبيسي
البشائر - الحلقة 2
البشارة الثانية:
يقولون:
والضدُّ يُظهر حسنه الضِّدُ.
فالأمر
يختلف بين أن تبشر رجلاً سعيداً ورجلاً مكروباً من حيث تأثير البشارة
فالبشارة يتضاعف أثرها عندما تقع على رجل يعاني معاناة شديدة.
وما من ساعة من ساعات الانسان أشد معاناة من ساعة الاحتضار وهي التي يفكر فيها كل انسان وينظر اليها نظرة مرعبة ويتحاشاها.
في
هذه الساعة المخيفة والتي تملأ خيالنا رعباً في كل أدوار حياتنا وترتجف
فيه القلوب تتنزّل عليك الملائكة ببشارة تجعل الأحاسيس في غاية السعادة
والفرح
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
أن
لا تخاف مما هو قادم ولا تحزن على ما تركت من أموال وأولاد لأن الله تعالى
سيملأ قلبك رضى بما هو قادم وينزع حب الدنيا منه وأبشر بالجنة التي أُعدّت
للمؤمنين وأنت من المؤمنين.
(ربنا الله)
ما
من أمة تُحسن هذه الكلمة كأمة الاسلام ولم يعد هناك أمة تأخذ بهذه الكلمة
إلا هذه الأمة فهي الأمة الوحيدة الموحدة لله تعالى فما عليك إلا أن
تستقيم ورأس الاستقامة الصلاة فإذا صلّى المسلم بالمحافظة عليها من
النقائض والمحافظة عليها تكون بالمداومة عليها في مكانها
(المسجد)
وتأديتها
في اوقاتها وحسن ركوعها وسجودها فإذا فعل المسلم ذلك فقد ولج باب
الاستقامة التي توصله لهذه البشارة العظيمة في أحلك ساعات عمره.
دقة الآيات
(قالوا ربنا الله ثم استقاموا)
التوحيد اولاً والعمل ثانياً
ويجب
أن يكون مستقيماً وسطياً يبدأ بالصلاة نؤديها ونحافظ عليها ونداوم عليها
ونقيمها في أماكنها اي المساجد ويعتبر من أهل المساجد من يؤدي الصلوات
فيها إلا إذا حبسه حابس هذا الانسان يترقى فيصبح من أهل هذه البشارة لأنه
من حسُنت صلاته فقد ولج باب الاستغفار ويوصله الى ما يريد
(تتنزل عليه الملائكة)
قال تعالى تتنزل ولم يقل تنزل لأن تنزل تعني نزولها مرة واحدة وهو نزول ملك الموت
أما
تتنزل فتعني أن هناك ملائكة أخرى يستبشرون ويبشرون ويتنزّلون ويتناوبون
على الانسان المحتضر يواكبونه من ساعة الاحتضار الى أن يستقر في الجنة
ويؤنسون وحشته في البرزخ
(له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه)
ويراقبونه الى أن يدخل الجنة
(والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
والآية
في سورة فصلت تبين أن الله تعالى الذي له مئة رحمة رحمة واحدة فقط هي التي
تحيا بها كل المخلوقات على الأرض وكل من في قلبه رحمة على الآخر انما هي
جزء من هذه الرحمة الواحدة وكل رحمات الله تعالى على عباده منها
وادّخر
سبحانه 99 رحمة للآخرة وتبدأ هذه الرحمات في التعامل مع المؤمن الذي قال
ربي الله ثم استقام منذ ساعة الاحتضار الى أن يستقر في الجنة فماذا يمكن
أن تفعل الرحمات التسع والتسعون في نفس المحتضر؟
وقد قال r في الحديث الشريف:
" ما من مؤمن يموت يودّ أن يرجع الى الدنيا لما يرى من سعة رحمة الله عز وجلّ".[/b][/size]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أمام المجاهدين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
الشيخ الدكتور
أحمد عبيد الكبيسي
البشائر - الحلقة 2
البشارة الثانية:
يقولون:
والضدُّ يُظهر حسنه الضِّدُ.
فالأمر
يختلف بين أن تبشر رجلاً سعيداً ورجلاً مكروباً من حيث تأثير البشارة
فالبشارة يتضاعف أثرها عندما تقع على رجل يعاني معاناة شديدة.
وما من ساعة من ساعات الانسان أشد معاناة من ساعة الاحتضار وهي التي يفكر فيها كل انسان وينظر اليها نظرة مرعبة ويتحاشاها.
في
هذه الساعة المخيفة والتي تملأ خيالنا رعباً في كل أدوار حياتنا وترتجف
فيه القلوب تتنزّل عليك الملائكة ببشارة تجعل الأحاسيس في غاية السعادة
والفرح
(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون)
أن
لا تخاف مما هو قادم ولا تحزن على ما تركت من أموال وأولاد لأن الله تعالى
سيملأ قلبك رضى بما هو قادم وينزع حب الدنيا منه وأبشر بالجنة التي أُعدّت
للمؤمنين وأنت من المؤمنين.
(ربنا الله)
ما
من أمة تُحسن هذه الكلمة كأمة الاسلام ولم يعد هناك أمة تأخذ بهذه الكلمة
إلا هذه الأمة فهي الأمة الوحيدة الموحدة لله تعالى فما عليك إلا أن
تستقيم ورأس الاستقامة الصلاة فإذا صلّى المسلم بالمحافظة عليها من
النقائض والمحافظة عليها تكون بالمداومة عليها في مكانها
(المسجد)
وتأديتها
في اوقاتها وحسن ركوعها وسجودها فإذا فعل المسلم ذلك فقد ولج باب
الاستقامة التي توصله لهذه البشارة العظيمة في أحلك ساعات عمره.
دقة الآيات
(قالوا ربنا الله ثم استقاموا)
التوحيد اولاً والعمل ثانياً
ويجب
أن يكون مستقيماً وسطياً يبدأ بالصلاة نؤديها ونحافظ عليها ونداوم عليها
ونقيمها في أماكنها اي المساجد ويعتبر من أهل المساجد من يؤدي الصلوات
فيها إلا إذا حبسه حابس هذا الانسان يترقى فيصبح من أهل هذه البشارة لأنه
من حسُنت صلاته فقد ولج باب الاستغفار ويوصله الى ما يريد
(تتنزل عليه الملائكة)
قال تعالى تتنزل ولم يقل تنزل لأن تنزل تعني نزولها مرة واحدة وهو نزول ملك الموت
أما
تتنزل فتعني أن هناك ملائكة أخرى يستبشرون ويبشرون ويتنزّلون ويتناوبون
على الانسان المحتضر يواكبونه من ساعة الاحتضار الى أن يستقر في الجنة
ويؤنسون وحشته في البرزخ
(له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه)
ويراقبونه الى أن يدخل الجنة
(والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).
والآية
في سورة فصلت تبين أن الله تعالى الذي له مئة رحمة رحمة واحدة فقط هي التي
تحيا بها كل المخلوقات على الأرض وكل من في قلبه رحمة على الآخر انما هي
جزء من هذه الرحمة الواحدة وكل رحمات الله تعالى على عباده منها
وادّخر
سبحانه 99 رحمة للآخرة وتبدأ هذه الرحمات في التعامل مع المؤمن الذي قال
ربي الله ثم استقام منذ ساعة الاحتضار الى أن يستقر في الجنة فماذا يمكن
أن تفعل الرحمات التسع والتسعون في نفس المحتضر؟
وقد قال r في الحديث الشريف:
" ما من مؤمن يموت يودّ أن يرجع الى الدنيا لما يرى من سعة رحمة الله عز وجلّ".[/b][/size]