عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكبا وماشيا فيصلي فيه ركعتين متفق عليه وفي رواية كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت راكبا وماشيا وكان ابن عمر يفعله
الشرح
هذه الأحاديث تتعلق بالباب الذي ذكره المؤلف من أنه ينبغي إكرام العلماء وتوقيرهم واحترامهم ومصاحبة أهل الخير والصلاح وزيارتهم ودعوتهم للزيارة وما أشبه ذلك ففي الحديث الأول عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابيا قال يا رسول الله متى الساعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ماذا أعددت لها قال حب الله ورسوله ففي هذا الحديث دليل على أنه ليس الشأن كل الشأن أن يسأل الإنسان متى يموت أو بأي أرض يموت ولكن على أي حال يموت هل يموت على خاتمة حسنة أو على خاتمة سيئة ولهذا قال ماذا أعددت لها يعني لا تسأل عنها فإنها ستأتي قال تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها وقال تعالى يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا وقال تعالى وما يدريك لعل الساعة قريب لكن الشأن ماذا أعددت لها هل عملت هل أنبت إلى ربك هل تبت من ذنبك هذا هو المهم وكذلك حديث ابن مسعود وما ذكره المؤلف بعده من فضل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن الإنسان إذا أحب قوما كان منهم قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث فأنا أحب الله ورسوله أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أبا بكر وعمر فالمرء مع من أحب لأنه إذا أحب قوما فإنه يألفهم ويتقرب منهم ويتخلق بأخلاقهم ويقتدي بأفعالهم كما هي طبيعة البشر وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تنسنا من دعائك أو أشركنا في دعائك فهذا حديث ضعيف وإن صححه المؤلف فإن المؤلف رحمه الله له منهجه الذي منه أنه إذا كان الحديث في فضائل الأعمال فإنه يتساهل في الحكم عليه والعمل به وهذا وإن كان يصدر عن حسن نية لكن الواجب اتباع الحق فالصحيح صحيح والضعيف ضعيف وفضائل الأعمال تدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة نعم أمر النبي عليه الصلاة والسلام من رأي أويسا القرني أو القرني أن يطلب منه الدعاء لكن هذا خاص به لأنه كان رجلا بارا بأمه وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة ولهذا لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن يطلب أحد من أحد أن يدعو له مع أن هناك من هو أفضل من أويس فأبو بكر أفضل من أويس بلا شك وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحدا أن يطلب الدعاء من أحد فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلا صالحا وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين أما إذا كان الدعاء عاما يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك فلا بأس لأن هذا لمصلحة غيرك كما لو سألت المال للفقير فإنك لا تلام على هذا ولا تذم وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته يسألونه أن يدعو الله لهم كما قال الرجل حين حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقام عكاشة بن محصن قال ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة وكما قالت المرأة التي كانت تصرع حيث طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها فقال إن شئت دعوت الله لك وإن شئت صبرت ولك الجنة فقالت أصبر ولكن ادع الله ألا تنكشف عورتي فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام من خصوصياته أن يسأل الدعاء أما غيره فلا نعم لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه أو أن الله تعالى يستجيب دعوته لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله فالأعمال بالنيات هذا ما نوي ذلك لمصلحة نفسه خاصة بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء فالأعمال بالنيات أما المصلحة الخاصة فهذا كما قال الشافعي رحمه الله يدخل في المسألة المذمومة وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئا
الشرح
هذه الأحاديث تتعلق بالباب الذي ذكره المؤلف من أنه ينبغي إكرام العلماء وتوقيرهم واحترامهم ومصاحبة أهل الخير والصلاح وزيارتهم ودعوتهم للزيارة وما أشبه ذلك ففي الحديث الأول عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابيا قال يا رسول الله متى الساعة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ماذا أعددت لها قال حب الله ورسوله ففي هذا الحديث دليل على أنه ليس الشأن كل الشأن أن يسأل الإنسان متى يموت أو بأي أرض يموت ولكن على أي حال يموت هل يموت على خاتمة حسنة أو على خاتمة سيئة ولهذا قال ماذا أعددت لها يعني لا تسأل عنها فإنها ستأتي قال تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها وقال تعالى يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا وقال تعالى وما يدريك لعل الساعة قريب لكن الشأن ماذا أعددت لها هل عملت هل أنبت إلى ربك هل تبت من ذنبك هذا هو المهم وكذلك حديث ابن مسعود وما ذكره المؤلف بعده من فضل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن الإنسان إذا أحب قوما كان منهم قال النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب قال أنس فما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث فأنا أحب الله ورسوله أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أبا بكر وعمر فالمرء مع من أحب لأنه إذا أحب قوما فإنه يألفهم ويتقرب منهم ويتخلق بأخلاقهم ويقتدي بأفعالهم كما هي طبيعة البشر وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تنسنا من دعائك أو أشركنا في دعائك فهذا حديث ضعيف وإن صححه المؤلف فإن المؤلف رحمه الله له منهجه الذي منه أنه إذا كان الحديث في فضائل الأعمال فإنه يتساهل في الحكم عليه والعمل به وهذا وإن كان يصدر عن حسن نية لكن الواجب اتباع الحق فالصحيح صحيح والضعيف ضعيف وفضائل الأعمال تدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة نعم أمر النبي عليه الصلاة والسلام من رأي أويسا القرني أو القرني أن يطلب منه الدعاء لكن هذا خاص به لأنه كان رجلا بارا بأمه وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة ولهذا لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام بأن يطلب أحد من أحد أن يدعو له مع أن هناك من هو أفضل من أويس فأبو بكر أفضل من أويس بلا شك وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحدا أن يطلب الدعاء من أحد فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلا صالحا وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين أما إذا كان الدعاء عاما يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك فلا بأس لأن هذا لمصلحة غيرك كما لو سألت المال للفقير فإنك لا تلام على هذا ولا تذم وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته يسألونه أن يدعو الله لهم كما قال الرجل حين حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقام عكاشة بن محصن قال ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة وكما قالت المرأة التي كانت تصرع حيث طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها فقال إن شئت دعوت الله لك وإن شئت صبرت ولك الجنة فقالت أصبر ولكن ادع الله ألا تنكشف عورتي فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام من خصوصياته أن يسأل الدعاء أما غيره فلا نعم لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه أو أن الله تعالى يستجيب دعوته لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله فالأعمال بالنيات هذا ما نوي ذلك لمصلحة نفسه خاصة بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء فالأعمال بالنيات أما المصلحة الخاصة فهذا كما قال الشافعي رحمه الله يدخل في المسألة المذمومة وقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئا