عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - : باب الجمع بين الخوف والرجاء وتغليب الرجاء في حال المرض . هذا الباب قد اختلف فيه العلماء هل الإنسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف فمنهم من قال : يغلب جانب الرجاء مطلقا ومنهم من قال : يغلب جانب الخوف مطلقا . ومنهم من قال : ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء ، لا يغلب هذا على هذا ، ولا هذا على هذا لأنه إن غلب جانب الرجاء أمن مكر الله ، وإن غلب جانب الخوف يئس من رحمة الله . وقال بعضهم : في حال الصحة يجعل رجاءه وخوفه واحدا كما اختاره النووي رحمه الله في هذا الكتاب وفي حال المرض يغلب الرجاء أو يمحضه . وقال بعض العلماء أيضا إذا كان في طاعة فليغلب الرجاء وأن الله يقبل منه وإذا كان عند فعل المعصية فليغلب الخوف ، لئلا يقدم على المعصية . والإنسان يجب عليه أن يكون طبيب نفسه إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله وأنه مقيم على معصية الله ، ومتمن على الله الأماني فليعدل عن هذه الطريق وليسلك طريق الخوف . وإذا رأى أن فيه وسوسة ، وأنه يخاف بلا موجب فليعدل عن هذا الطريق ، وليغلب جانب الرجاء حتى يعتدل خوفه ورجاؤه . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيات جمع الله فيها ذكر ما يوجب الخوف وذكر ما يوجب الرجاء ذكر فيها أهل الجنة وأهل النار ، وذكر فيها صفته عز وجل وأنه شديد العقاب وأنه غفور رحيم . وتأمل قوله تعالى : اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ حيث إنه في مقام التهديد والوعيد قدم ذكر شدة العقاب : اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . وفي حالة تحدثه عن نفسه وبيان كمال صفاته قال : نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ فقدم ذكر المغفرة على ذكر العذاب ، لأنه يتحدث عن نفسه عز وجل وعن صفاته الكاملة ورحمته التي سبقت غضبه . ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى تدل على أنه يجب على الإنسان أن يجمع بين الخوف والرجاء مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد والمراد لو يعلم علم حقيقة وعلم كيفية لا أن المراد لو يعلم علم نظر وخبر ، فإن المؤمن يعلم ما عند الله من العذاب لأهل الكفر والضلال لكن حقيقة هذا لا تدرك الآن لا يدركها إلا من وقع في ذلك أعاذنا الله وإياكم من عذابه . ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد والمراد حقيقة ذلك ، وإلا فإن الكافر يعلم أن الله غفور رحيم ويعلم معنى المغفرة ويعلم معنى الرحمة . وذكر المؤلف أحاديث في معنى ذلك مثل قوله : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك شراك النعل يضرب به المثل في القرب لأن الإنسان لابس نعله ، فالجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، لأنها ربما تحصل للإنسان بكلمة واحدة ، والنار مثل ذلك ربما تحدث النار بسبب كلمة يقولها القائل ، مثل الرجل الذي كان يمر على صاحب معصية فينهاه ويزجره فلما تعب قال : والله لا يغفر الله لفلان . فقال الله تعالى : من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك ، قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ، نعوذ بالله . فالواجب على الإنسان أن يكون طبيب نفسه في كونه يغلب الخوف أو الرجاء إن رأى نفسه تميل إلى الرجاء وإلى التهاون بالواجبات وإلى انتهاك المحرمات استنادا إلى مغفرة الله ورحمته فليعدل عن هذه الطريق وإن رأى أن عنده وسواسا ، وأن الله لا يقبل منه فإنه يعدل عن هذا الطريق إلى ما يصلحه في حال الصحة وفي حال المرض
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - : باب الجمع بين الخوف والرجاء وتغليب الرجاء في حال المرض . هذا الباب قد اختلف فيه العلماء هل الإنسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف فمنهم من قال : يغلب جانب الرجاء مطلقا ومنهم من قال : يغلب جانب الخوف مطلقا . ومنهم من قال : ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء ، لا يغلب هذا على هذا ، ولا هذا على هذا لأنه إن غلب جانب الرجاء أمن مكر الله ، وإن غلب جانب الخوف يئس من رحمة الله . وقال بعضهم : في حال الصحة يجعل رجاءه وخوفه واحدا كما اختاره النووي رحمه الله في هذا الكتاب وفي حال المرض يغلب الرجاء أو يمحضه . وقال بعض العلماء أيضا إذا كان في طاعة فليغلب الرجاء وأن الله يقبل منه وإذا كان عند فعل المعصية فليغلب الخوف ، لئلا يقدم على المعصية . والإنسان يجب عليه أن يكون طبيب نفسه إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله وأنه مقيم على معصية الله ، ومتمن على الله الأماني فليعدل عن هذه الطريق وليسلك طريق الخوف . وإذا رأى أن فيه وسوسة ، وأنه يخاف بلا موجب فليعدل عن هذا الطريق ، وليغلب جانب الرجاء حتى يعتدل خوفه ورجاؤه . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيات جمع الله فيها ذكر ما يوجب الخوف وذكر ما يوجب الرجاء ذكر فيها أهل الجنة وأهل النار ، وذكر فيها صفته عز وجل وأنه شديد العقاب وأنه غفور رحيم . وتأمل قوله تعالى : اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ، مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ حيث إنه في مقام التهديد والوعيد قدم ذكر شدة العقاب : اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . وفي حالة تحدثه عن نفسه وبيان كمال صفاته قال : نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ فقدم ذكر المغفرة على ذكر العذاب ، لأنه يتحدث عن نفسه عز وجل وعن صفاته الكاملة ورحمته التي سبقت غضبه . ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى تدل على أنه يجب على الإنسان أن يجمع بين الخوف والرجاء مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد والمراد لو يعلم علم حقيقة وعلم كيفية لا أن المراد لو يعلم علم نظر وخبر ، فإن المؤمن يعلم ما عند الله من العذاب لأهل الكفر والضلال لكن حقيقة هذا لا تدرك الآن لا يدركها إلا من وقع في ذلك أعاذنا الله وإياكم من عذابه . ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد والمراد حقيقة ذلك ، وإلا فإن الكافر يعلم أن الله غفور رحيم ويعلم معنى المغفرة ويعلم معنى الرحمة . وذكر المؤلف أحاديث في معنى ذلك مثل قوله : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك شراك النعل يضرب به المثل في القرب لأن الإنسان لابس نعله ، فالجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، لأنها ربما تحصل للإنسان بكلمة واحدة ، والنار مثل ذلك ربما تحدث النار بسبب كلمة يقولها القائل ، مثل الرجل الذي كان يمر على صاحب معصية فينهاه ويزجره فلما تعب قال : والله لا يغفر الله لفلان . فقال الله تعالى : من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك ، قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته ، نعوذ بالله . فالواجب على الإنسان أن يكون طبيب نفسه في كونه يغلب الخوف أو الرجاء إن رأى نفسه تميل إلى الرجاء وإلى التهاون بالواجبات وإلى انتهاك المحرمات استنادا إلى مغفرة الله ورحمته فليعدل عن هذه الطريق وإن رأى أن عنده وسواسا ، وأن الله لا يقبل منه فإنه يعدل عن هذا الطريق إلى ما يصلحه في حال الصحة وفي حال المرض