عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
الشرح
ذكر المؤلف رحمه الله فيما نقل عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرأة أحدنا عليه والصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فإنما يسألونه ليعلموا لا ليعلموا فقط خلافا لما عليه كثير من الناس اليوم يسألون ليعلموا ثم لا يعمل إلا قليل منهم وذلك أن الإنسان إذا علم من شريعة الله ما علم كان حجة له أو عليه إن عمل به فهو حجة له يوم القيامة وإن لم يعمل به كان حجة عليه يؤاخذ به وما أكثر ما كان الصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهم ففي القرآن مسائل كثيرة يسألونك ماذا ينفقون ويسألونك عن اليتامى ويسألونك عن المحيض يسألونك عن الأهلة كلها أسئلة يريد بها الصحابة رضي الله عنهم أن يعملوا منها حكم الله ثم يطبقوه في أنفسهم وفي أهليهم وهنا سأله معاوية ما حق امرأة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت يعني لا تخص نفسك بالكسوة دونها ولا بالطعام دونها بل هي شريكة لك يجب عليك أن تنفق عليها كما تنفق على نفسك حتى إن كثيرا من العلماء يقول إذا لم ينفق الرجل على زوجته وطالبت بالفسخ عند القاضي فللقاضي أن يفسخ النكاح لأنه قصر بحقها الواجب لها . قال ولا تضرب الوجه ولا تقبح فلا تضربها إلا لسبب وإذا ضربتها فاجتنب الوجه وليكن ضربا غير مبرح وقد سبق لنا أن الإنسان إذا رأي من امرأته نشوزا وترفعا عليه وأنها لا تقوم بحقه وعظها أولا ثم هجرها في المضجع ثم ضربها ضربا غير مبرح فإذا حق له أن يضربها لوجود السبب فإنه لا يضرب الوجه وكذلك غير الزوجة لا يضرب على الوجه فالابن إذا أخطأ لا يضرب على الوجه لأن الوجه أشرف ما في الإنسان وهو واجهة البدن كله فإذا ضرب كان أذل للإنسان مما لو ضرب غير وجهه يعني يضرب الرجل مع كتفه مع عضده مع ظهره فلا يري بذلك أنه استذل كما لو ضربته على وجهه ولهذا نهي عن ضرب الوجه وعن تقبيح الوجه قوله لا تقبح يعني لا تقل أنت قبيحة أو قبح الله وجهك ويشمل النهي عن التقبيح النهي عن التقبيح الحسي والمعنوي فلا يقبحها مثل أن يقول أنت من قبيلة رديئة أو من عائلة سيئة أو غير ذلك كل هذا من التقبيح الذي نهي الله عنه قال ولا تهجر إلا في البيت يعني إذا وجد سبب الهجر فلا تهجرها علنا وتظهر للناس أنك هجرتها اهجرها في البيت لأنه ربما تهجرها اليوم وتتصالح معها في الغد فتكون حالكما مستورة لكن إذا ظهرت حالكما للناس بأن قمت بنشر ذلك والتحديث به كان هذا خطأ اهجرها في البيت ولا يطلع على هجرك أحد حتى إذا اصطلحت معها رجع كل شيء على ما يرام دون أن يطلع عليه أحد من الناس أما الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه فإنه حديث عظيم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا الإيمان يتفاوت ويتفاضل كما قال الله تعالى ويزداد الذين آمنوا إيمانا وليس الناس في الإيمان سواء من الناس من يؤمن بالغيب وكأنه يشاهده شهود عيان يؤمن بيوم القيامة وكأنه الآن في تلك الساعات يؤمن بالجنة وكأنها ماثلة أمامه يؤمن بالنار وكأنه يراها بعينه يؤمن إيمانا حقيقيا مطمئنا لا يخالطه شك ومن الناس من يكون مزعزع الإيمان نسأل الله العافية كما قال تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف يعني على طرف فإن أصابه خير يعني إن لم يواجه أحدا يشككه في الدين ولم يواجه إلا صلحاء يعينونه اطمأن به أي ركن إليه وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة إن أصابته فتنة في بدنه أو ماله أو أهله انقلب على وجهه واعترض على القضاء والقدر وتسخط وهلك والعياذ بالله خسر الدنيا والآخرة فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وفي هذا حث عظيم على حسن الخلق حسن الخلق مع الله وحسن الخلق مع الناس أما حسن الخلق مع الله فأن يرضي الإنسان بشريعته وينقاد إليها مسلما راضيا مطمئنا بها سواء كان أمرا يأمر به أو نهيا ينهي عنه . وأن يرضي الإنسان بقدر الله عز وجل ويكون الذي قدر الله عليه مما يسوءه كالذي قدر الله عليه مما يسره فيقول يا رب كل شيء من عندك فأنا راض بك ربا إن أعطيتني مما يسرني شكرت وإن أصابني ما يسوءني صبرت فيرضي بالله قضاء وقدرا وأمرا وشرعا هذا حسن الخلق مع الله أما حسن الخلق مع الناس فظاهر فكف الأذى وبذل الندي والصبر عليهم وعلى أذاهم هذا من حسن الخلق مع الناس أن تعاملهم بهذه المعاملة تكف أذاك عنهم وتبذل نداك الندي يعني العطاء سواء مالا أو جاها أو غير ذلك وكذلك تصبر على البلاء منهم فإذا كنت كذلك كنت أكمل الناس إيمانا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي فخير الناس هو خيرهم لأهله لأن الأقربين أولى بالمعروف فإذا كان فيك خير فليكن أهلك هم أول المستفيدين من هذا الخير وهذا عكس ما يفعله بعض الناس اليوم تجده سيئ الخلق مع أهله حسن الخلق مع غيرهم وهذا خطأ عظيم أهلك أحق بإحسان الخلق أحسن الخلق معهم لأنهم هم الذين معك ليلا ونهارا سرا وعلانية إن أصابك شيء أصيبوا معك وإن سررت سروا معك وإن حزنت حزنوا معك فلتكن معاملتك معهم خيرا من معاملتك مع الأجانب فخير الناس خيرهم لأهله نسأل الله أن يكمل لي وللمسلمين الإيمان وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلينا ومن لهم حق علينا
الشرح
ذكر المؤلف رحمه الله فيما نقل عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرأة أحدنا عليه والصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فإنما يسألونه ليعلموا لا ليعلموا فقط خلافا لما عليه كثير من الناس اليوم يسألون ليعلموا ثم لا يعمل إلا قليل منهم وذلك أن الإنسان إذا علم من شريعة الله ما علم كان حجة له أو عليه إن عمل به فهو حجة له يوم القيامة وإن لم يعمل به كان حجة عليه يؤاخذ به وما أكثر ما كان الصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهم ففي القرآن مسائل كثيرة يسألونك ماذا ينفقون ويسألونك عن اليتامى ويسألونك عن المحيض يسألونك عن الأهلة كلها أسئلة يريد بها الصحابة رضي الله عنهم أن يعملوا منها حكم الله ثم يطبقوه في أنفسهم وفي أهليهم وهنا سأله معاوية ما حق امرأة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت يعني لا تخص نفسك بالكسوة دونها ولا بالطعام دونها بل هي شريكة لك يجب عليك أن تنفق عليها كما تنفق على نفسك حتى إن كثيرا من العلماء يقول إذا لم ينفق الرجل على زوجته وطالبت بالفسخ عند القاضي فللقاضي أن يفسخ النكاح لأنه قصر بحقها الواجب لها . قال ولا تضرب الوجه ولا تقبح فلا تضربها إلا لسبب وإذا ضربتها فاجتنب الوجه وليكن ضربا غير مبرح وقد سبق لنا أن الإنسان إذا رأي من امرأته نشوزا وترفعا عليه وأنها لا تقوم بحقه وعظها أولا ثم هجرها في المضجع ثم ضربها ضربا غير مبرح فإذا حق له أن يضربها لوجود السبب فإنه لا يضرب الوجه وكذلك غير الزوجة لا يضرب على الوجه فالابن إذا أخطأ لا يضرب على الوجه لأن الوجه أشرف ما في الإنسان وهو واجهة البدن كله فإذا ضرب كان أذل للإنسان مما لو ضرب غير وجهه يعني يضرب الرجل مع كتفه مع عضده مع ظهره فلا يري بذلك أنه استذل كما لو ضربته على وجهه ولهذا نهي عن ضرب الوجه وعن تقبيح الوجه قوله لا تقبح يعني لا تقل أنت قبيحة أو قبح الله وجهك ويشمل النهي عن التقبيح النهي عن التقبيح الحسي والمعنوي فلا يقبحها مثل أن يقول أنت من قبيلة رديئة أو من عائلة سيئة أو غير ذلك كل هذا من التقبيح الذي نهي الله عنه قال ولا تهجر إلا في البيت يعني إذا وجد سبب الهجر فلا تهجرها علنا وتظهر للناس أنك هجرتها اهجرها في البيت لأنه ربما تهجرها اليوم وتتصالح معها في الغد فتكون حالكما مستورة لكن إذا ظهرت حالكما للناس بأن قمت بنشر ذلك والتحديث به كان هذا خطأ اهجرها في البيت ولا يطلع على هجرك أحد حتى إذا اصطلحت معها رجع كل شيء على ما يرام دون أن يطلع عليه أحد من الناس أما الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه فإنه حديث عظيم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا الإيمان يتفاوت ويتفاضل كما قال الله تعالى ويزداد الذين آمنوا إيمانا وليس الناس في الإيمان سواء من الناس من يؤمن بالغيب وكأنه يشاهده شهود عيان يؤمن بيوم القيامة وكأنه الآن في تلك الساعات يؤمن بالجنة وكأنها ماثلة أمامه يؤمن بالنار وكأنه يراها بعينه يؤمن إيمانا حقيقيا مطمئنا لا يخالطه شك ومن الناس من يكون مزعزع الإيمان نسأل الله العافية كما قال تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف يعني على طرف فإن أصابه خير يعني إن لم يواجه أحدا يشككه في الدين ولم يواجه إلا صلحاء يعينونه اطمأن به أي ركن إليه وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة إن أصابته فتنة في بدنه أو ماله أو أهله انقلب على وجهه واعترض على القضاء والقدر وتسخط وهلك والعياذ بالله خسر الدنيا والآخرة فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وفي هذا حث عظيم على حسن الخلق حسن الخلق مع الله وحسن الخلق مع الناس أما حسن الخلق مع الله فأن يرضي الإنسان بشريعته وينقاد إليها مسلما راضيا مطمئنا بها سواء كان أمرا يأمر به أو نهيا ينهي عنه . وأن يرضي الإنسان بقدر الله عز وجل ويكون الذي قدر الله عليه مما يسوءه كالذي قدر الله عليه مما يسره فيقول يا رب كل شيء من عندك فأنا راض بك ربا إن أعطيتني مما يسرني شكرت وإن أصابني ما يسوءني صبرت فيرضي بالله قضاء وقدرا وأمرا وشرعا هذا حسن الخلق مع الله أما حسن الخلق مع الناس فظاهر فكف الأذى وبذل الندي والصبر عليهم وعلى أذاهم هذا من حسن الخلق مع الناس أن تعاملهم بهذه المعاملة تكف أذاك عنهم وتبذل نداك الندي يعني العطاء سواء مالا أو جاها أو غير ذلك وكذلك تصبر على البلاء منهم فإذا كنت كذلك كنت أكمل الناس إيمانا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي فخير الناس هو خيرهم لأهله لأن الأقربين أولى بالمعروف فإذا كان فيك خير فليكن أهلك هم أول المستفيدين من هذا الخير وهذا عكس ما يفعله بعض الناس اليوم تجده سيئ الخلق مع أهله حسن الخلق مع غيرهم وهذا خطأ عظيم أهلك أحق بإحسان الخلق أحسن الخلق معهم لأنهم هم الذين معك ليلا ونهارا سرا وعلانية إن أصابك شيء أصيبوا معك وإن سررت سروا معك وإن حزنت حزنوا معك فلتكن معاملتك معهم خيرا من معاملتك مع الأجانب فخير الناس خيرهم لأهله نسأل الله أن يكمل لي وللمسلمين الإيمان وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلينا ومن لهم حق علينا