عن عائشة رضي الله عنها قالت ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها وما رأيتها قط ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة فيقول إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد متفق عليه وفي رواية وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن وفي رواية كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة وفي رواية قالت استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال اللهم هالة بنت خويلد قولها فارتاح هو بالحاء وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي فارتاع بالعين ومعناه اهتم به
الشرح
كذلك أيضا يبقي # من البر بعد موت الوالدين ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال صلى الله عليه وسلم نعم الصلاة عليهما يعني الدعاء لهما وليس المراد صلاة الجنازة بل المراد الدعاء فالصلاة هنا بمعنى الدعاء وهي كقوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتته الصدقة قال اللهم صل على آل فلان كما قال عبد الله بن أبي أوفى أنه أتى بصدقة قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم صل على آل أبي أوفى فدعا لهم بالصلاة عليهم فقول النبي صلى الله عليه وسلم هنا الصلاة عليهما يعني الدعاء لهما بالصلاة فيقول اللهم صل على أبوي أو يدعو لهم بدخول الجنة والنجاة من النار وما أشبه ذلك الثاني الاستغفار لهما وهو أن يستغفر الإنسان لوالديه وأما إنفاذ عهدهما يعني إنفاذ وصيتهما فهذه خمسة أشياء الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإكرام صديقهما وإنفاذ عهدهما وصلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما هذه من بر الوالدين أما الصدقة لهما أو قراءة القرآن لهما أو الصلاة بأن يصلي الإنسان ركعتين ويقول لوالدي فهذا لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أرشد إليه بل قال إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ولم يقل ولد صالح يتصدق له أو يصلي له أو يحج له أو يعتمر له بل قال يدعو له فالدعاء خير من العمل الصالح للوالدين لكن لو فعل الإنسان ونوي بهذا العمل لوالديه لا بأس به لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمنع سعد بن عبادة من أن يتصدق لأمه بل أذن له ولا الرجل الذي قال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولو تكلمت لتصدقت فهذه خمسة أشياء من بر الوالدين بعد موتهما ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها والغيرة انفعال يكون في الإنسان يحب أن يختص صاحبه به دون غيره ولهذا سميت غيرة لأنه يكره أن يكون الغير حبيبا لحبيبه والنساء الضرات هن أشد بني آدم غيرة وعائشة رضي الله عنها كانت حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحب أحد مثلها في حياته بعد خديجة وكان عليه الصلاة والسلام يحب خديجة لأنها أم ولده إلا إبراهيم فمن مارية ولأنها وازرته وساعدته في أول البعثة وواسته في مالها فلذلك كان لا ينساها فكان في المدينة إذا ذبح شاة أخذ من لحمها وأهداه إلى صديقات خديجة رضي الله عنها ولم تصبر عائشة رضي الله عنها على ذلك قالت يا رسول الله كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة قال إنها كانت وكانت يعني كانت تفعل كذا وتفعل كذا وذكر من خصالها رضي الله عنها وكان لي منها ولد حيث كل أولاده أربع بنات وثلاث أولاد كلهم منها إلا ولدا واحدا هو إبراهيم رضي الله عنه فإنه كان من مارية القبطية التي أهداها إليه ملك القبط فأولاده كلهم من خديجة فلذلك قال إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد ويستفاد من هذا الحديث أن إكرام صديق الإنسان بعد موته يعتبر إكراما له وبرا به سواء كان من الوالدين أو من الأزواج أو من الأصدقاء أو من الأقارب فإن إكرام صديق الميت يعتبر إكراما
الشرح
كذلك أيضا يبقي # من البر بعد موت الوالدين ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال صلى الله عليه وسلم نعم الصلاة عليهما يعني الدعاء لهما وليس المراد صلاة الجنازة بل المراد الدعاء فالصلاة هنا بمعنى الدعاء وهي كقوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتته الصدقة قال اللهم صل على آل فلان كما قال عبد الله بن أبي أوفى أنه أتى بصدقة قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم صل على آل أبي أوفى فدعا لهم بالصلاة عليهم فقول النبي صلى الله عليه وسلم هنا الصلاة عليهما يعني الدعاء لهما بالصلاة فيقول اللهم صل على أبوي أو يدعو لهم بدخول الجنة والنجاة من النار وما أشبه ذلك الثاني الاستغفار لهما وهو أن يستغفر الإنسان لوالديه وأما إنفاذ عهدهما يعني إنفاذ وصيتهما فهذه خمسة أشياء الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإكرام صديقهما وإنفاذ عهدهما وصلة الرحم التي لا صلة لك إلا بهما هذه من بر الوالدين أما الصدقة لهما أو قراءة القرآن لهما أو الصلاة بأن يصلي الإنسان ركعتين ويقول لوالدي فهذا لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولا أرشد إليه بل قال إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ولم يقل ولد صالح يتصدق له أو يصلي له أو يحج له أو يعتمر له بل قال يدعو له فالدعاء خير من العمل الصالح للوالدين لكن لو فعل الإنسان ونوي بهذا العمل لوالديه لا بأس به لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمنع سعد بن عبادة من أن يتصدق لأمه بل أذن له ولا الرجل الذي قال يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولو تكلمت لتصدقت فهذه خمسة أشياء من بر الوالدين بعد موتهما ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها والغيرة انفعال يكون في الإنسان يحب أن يختص صاحبه به دون غيره ولهذا سميت غيرة لأنه يكره أن يكون الغير حبيبا لحبيبه والنساء الضرات هن أشد بني آدم غيرة وعائشة رضي الله عنها كانت حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحب أحد مثلها في حياته بعد خديجة وكان عليه الصلاة والسلام يحب خديجة لأنها أم ولده إلا إبراهيم فمن مارية ولأنها وازرته وساعدته في أول البعثة وواسته في مالها فلذلك كان لا ينساها فكان في المدينة إذا ذبح شاة أخذ من لحمها وأهداه إلى صديقات خديجة رضي الله عنها ولم تصبر عائشة رضي الله عنها على ذلك قالت يا رسول الله كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة قال إنها كانت وكانت يعني كانت تفعل كذا وتفعل كذا وذكر من خصالها رضي الله عنها وكان لي منها ولد حيث كل أولاده أربع بنات وثلاث أولاد كلهم منها إلا ولدا واحدا هو إبراهيم رضي الله عنه فإنه كان من مارية القبطية التي أهداها إليه ملك القبط فأولاده كلهم من خديجة فلذلك قال إنها كانت وكانت وكان لي منها ولد ويستفاد من هذا الحديث أن إكرام صديق الإنسان بعد موته يعتبر إكراما له وبرا به سواء كان من الوالدين أو من الأزواج أو من الأصدقاء أو من الأقارب فإن إكرام صديق الميت يعتبر إكراما