قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال مواقع القطر يفر بدينه من الفتن رواه البخاري .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان وخوف الفتنة . واعلم أن الأفضل هو المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم هذا أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ، ولكن أحيانا تحصل أمور تكون العزلة فيها خيرا من الاختلاط بالناس ، من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه فتنة مثل أن يكون في بلد يطالب فيها بأن ينحرف عن دينه أو يدعو إلى بدعة أو يرى الفسوق الكثير فيها ، أو يخشى على نفسه من الفواحش ، فهنا تكون العزلة خيرا له . ولهذا أمر الإنسان أن يهاجر من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، ومن بلد الفسوق إلى بلد الاستقامة فكذلك إذا تغير الناس والزمان ، ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن فهذا هو التقسيم تكون العزلة هي الخير إن كان في الاختلاط شر وفتنة في الدين ، وإلا فالأفضل أن الاختلاط هو الخير ، يختلط الإنسان مع الناس فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يدعو إلى حق ، يبين السنة للناس فهذا خير . لكن إذا عجز عن الصبر وكثرت الفتن ، فالعزلة خير ولو أن يعبد الله على رأس جبل أو في قعر واد . وبين النبي عليه الصلاة والسلام صفة الرجل الذي يحبه الله عز وجل فقال : إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي التقي : الذي يتقي الله عز وجل فيقوم بأوامره ويجتنب نواهيه يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقيها يصوم رمضان يحج البيت يبر والديه يصل أرحامه يحسن إلى جيرانه يحسن إلى اليتامى إلى غير ذلك من أنواع التقى والبر وأبواب الخير . الغني : الذي استغنى بنفسه عن الناس غنى بالله عز وجل عمن سواه لا يسأل الناس شيئا ولا يتعرض للناس بتذلل بل هو غني عن الناس مستغن بربه ، لا يلتفت إلى غيره . الخفي : هو الذي لا يظهر نفسه ولا يهتم أن يظهر عند الناس أو يشار إليه بالبنان أو يتحدث الناس عنه تجده من بيته إلى المسجد ، ومن مسجده إلى بيته ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه ، يخفي نفسه . ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان إذا أعطاه الله علما أن يتقوقع في بيته ولا يعلم الناس ، هذا يعارض التقي فتعليمه الناس خير من كونه يقبع في بيته ولا ينفع أحدا بعلمه أو يقعد في بيته ولا ينفع الناس بماله . لكن إذا دار الأمر بين أن يلمع نفسه ويظهر نفسه ويبين نفسه ، وبين أن يخفيها ، فحينئذ يختار الخفاء ، أما إذا كان لابد من إظهار نفسه فلابد أن يظهرها وذلك عن طريق نشر علمه في الناس وإقامة دروس العلم وحلقاته في كل مكان ، وكذلك عن طريق الخطابة في يوم الجمعة والعيد وغير ذلك ، فهذا مما يحبه الله عز وجل .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان وخوف الفتنة . واعلم أن الأفضل هو المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم هذا أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ، ولكن أحيانا تحصل أمور تكون العزلة فيها خيرا من الاختلاط بالناس ، من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه فتنة مثل أن يكون في بلد يطالب فيها بأن ينحرف عن دينه أو يدعو إلى بدعة أو يرى الفسوق الكثير فيها ، أو يخشى على نفسه من الفواحش ، فهنا تكون العزلة خيرا له . ولهذا أمر الإنسان أن يهاجر من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، ومن بلد الفسوق إلى بلد الاستقامة فكذلك إذا تغير الناس والزمان ، ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن فهذا هو التقسيم تكون العزلة هي الخير إن كان في الاختلاط شر وفتنة في الدين ، وإلا فالأفضل أن الاختلاط هو الخير ، يختلط الإنسان مع الناس فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يدعو إلى حق ، يبين السنة للناس فهذا خير . لكن إذا عجز عن الصبر وكثرت الفتن ، فالعزلة خير ولو أن يعبد الله على رأس جبل أو في قعر واد . وبين النبي عليه الصلاة والسلام صفة الرجل الذي يحبه الله عز وجل فقال : إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي التقي : الذي يتقي الله عز وجل فيقوم بأوامره ويجتنب نواهيه يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقيها يصوم رمضان يحج البيت يبر والديه يصل أرحامه يحسن إلى جيرانه يحسن إلى اليتامى إلى غير ذلك من أنواع التقى والبر وأبواب الخير . الغني : الذي استغنى بنفسه عن الناس غنى بالله عز وجل عمن سواه لا يسأل الناس شيئا ولا يتعرض للناس بتذلل بل هو غني عن الناس مستغن بربه ، لا يلتفت إلى غيره . الخفي : هو الذي لا يظهر نفسه ولا يهتم أن يظهر عند الناس أو يشار إليه بالبنان أو يتحدث الناس عنه تجده من بيته إلى المسجد ، ومن مسجده إلى بيته ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه ، يخفي نفسه . ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان إذا أعطاه الله علما أن يتقوقع في بيته ولا يعلم الناس ، هذا يعارض التقي فتعليمه الناس خير من كونه يقبع في بيته ولا ينفع أحدا بعلمه أو يقعد في بيته ولا ينفع الناس بماله . لكن إذا دار الأمر بين أن يلمع نفسه ويظهر نفسه ويبين نفسه ، وبين أن يخفيها ، فحينئذ يختار الخفاء ، أما إذا كان لابد من إظهار نفسه فلابد أن يظهرها وذلك عن طريق نشر علمه في الناس وإقامة دروس العلم وحلقاته في كل مكان ، وكذلك عن طريق الخطابة في يوم الجمعة والعيد وغير ذلك ، فهذا مما يحبه الله عز وجل .