الرابع : عن أبي ثابت وقيل أبي سعيد وقيل أبي الوليد سهل بن حنيف وهو بدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه منازل الشهداء وإن مات على فراشه رواه مسلم
الشرح
هذا الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في باب الصدق والشاهد منه قوله من سأل الله تعالى الشهادة بصدق والشهادة مرتبة عليا بعد الصديقية كما قال الله سبحانه ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين منها الشهادة بأحكام الله عز وجل على عباد الله وهذه شهادة العلماء التي قال الله فيها شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم والشهادة أنواع كثيرة . وقد ذهب كثير من العلماء في تفسير قوله والشهداء إلى أنهم العلماء ولا شك أن العلماء شهداء ، فيشهدون بأن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ويشهدون على الأمة بأنها بلغت شريعة الله ويشهدون في أحكام الله هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا مستحب وهذا مكروه ولا يعرف هذا إلا أهل العلم لذلك كانوا شهداء ومن الشهداء أيضاً من يصاب بالطعن والبطن والحرق والغرق وما أشبههم . ومن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله . ومن الشهداء الذين يقتلون دون أموالهم ودون أنفسهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حينما سأله رجل وقال أرأيت يا رسول إن جاءني شخص يطلب مالي أي عنوة - قال لا تعطه قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال قاتله قال أرأيت إن قتلته ؟ قال هو في النار - لأنه معتد ظالم - قال أرأيت إن قتلني قال إن قتلك فأنت شهيد وقال الرسول عليه الصلاة والسلام من قتل دون ماله وأهل فهو شهيد ومن الشهداء أيضاً من قتلوا ظلماً كأن يعتدي عليه إنسان فيقتله غلية ظلماً فهذا أيضاً شهيد . ولكن أعلى الشهداء هم الذين يقتلون في سبيل الله كما قال الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين وهؤلاء هم الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا فما قاتلوا لحظوظ أنفسهم ، وما قاتلوا لأموالهم وإنما قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا كما قال ذلك النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هذا ميزان عدل وضعه النبي صلى الله عليه وسلم يزن الإنسان به عمله . فمن قاتل لهذه الكلمة فهو في سبيل الله إن قتلت فأنت شهيد وإن غنمت فأنت سعيد كما قال الله سبحانه قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الظفر والنصر نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا أي إما أن الله يعذبكم ويقينا شركم كما فعل الله تعالى بالأحزاب الذين تجمعوا على المدينة يريدون قتال الرسول عليه الصلاة والسلام فأرسل الله عليهم ريحاً وجنوداً وألقى في قلوبهم الرعب . وقوله أو بأيدينا كما حصل في بدر ، فإن الله عذب المشركين بأيدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . فإذا سأل الإنسان ربه قال اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك ولا تكون الشهادة إلا بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية أنزله منازل الشهداء وإن مات على فراشه . بقي علينا الذي يقاتل دفاعاً عن بلده هل هو في سبيل الله أو لا ؟ نقول إن كنت تقاتل عن بلدك لأنها بلد إسلامي فتريد أن تحميها من أجل أنها بلد إسلامي فهذا في سبيل الله لأنك قاتلت لتكون كلمة الله هي العليا . أما إذا قاتلت لأجل أنها وطن فقط فهذا فقط ليس في سبيل الله لأن الميزان الذي وضعه النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطبق عليه وقد تقدم الكلام على هذه المسألة والله الموفق
الشرح
هذا الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في باب الصدق والشاهد منه قوله من سأل الله تعالى الشهادة بصدق والشهادة مرتبة عليا بعد الصديقية كما قال الله سبحانه ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين منها الشهادة بأحكام الله عز وجل على عباد الله وهذه شهادة العلماء التي قال الله فيها شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم والشهادة أنواع كثيرة . وقد ذهب كثير من العلماء في تفسير قوله والشهداء إلى أنهم العلماء ولا شك أن العلماء شهداء ، فيشهدون بأن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ويشهدون على الأمة بأنها بلغت شريعة الله ويشهدون في أحكام الله هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا مستحب وهذا مكروه ولا يعرف هذا إلا أهل العلم لذلك كانوا شهداء ومن الشهداء أيضاً من يصاب بالطعن والبطن والحرق والغرق وما أشبههم . ومن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله . ومن الشهداء الذين يقتلون دون أموالهم ودون أنفسهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حينما سأله رجل وقال أرأيت يا رسول إن جاءني شخص يطلب مالي أي عنوة - قال لا تعطه قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال قاتله قال أرأيت إن قتلته ؟ قال هو في النار - لأنه معتد ظالم - قال أرأيت إن قتلني قال إن قتلك فأنت شهيد وقال الرسول عليه الصلاة والسلام من قتل دون ماله وأهل فهو شهيد ومن الشهداء أيضاً من قتلوا ظلماً كأن يعتدي عليه إنسان فيقتله غلية ظلماً فهذا أيضاً شهيد . ولكن أعلى الشهداء هم الذين يقتلون في سبيل الله كما قال الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين وهؤلاء هم الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا فما قاتلوا لحظوظ أنفسهم ، وما قاتلوا لأموالهم وإنما قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا كما قال ذلك النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله هذا ميزان عدل وضعه النبي صلى الله عليه وسلم يزن الإنسان به عمله . فمن قاتل لهذه الكلمة فهو في سبيل الله إن قتلت فأنت شهيد وإن غنمت فأنت سعيد كما قال الله سبحانه قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما الظفر والنصر نحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا أي إما أن الله يعذبكم ويقينا شركم كما فعل الله تعالى بالأحزاب الذين تجمعوا على المدينة يريدون قتال الرسول عليه الصلاة والسلام فأرسل الله عليهم ريحاً وجنوداً وألقى في قلوبهم الرعب . وقوله أو بأيدينا كما حصل في بدر ، فإن الله عذب المشركين بأيدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . فإذا سأل الإنسان ربه قال اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك ولا تكون الشهادة إلا بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا فإن الله تعالى إذا علم منه صدق القول والنية أنزله منازل الشهداء وإن مات على فراشه . بقي علينا الذي يقاتل دفاعاً عن بلده هل هو في سبيل الله أو لا ؟ نقول إن كنت تقاتل عن بلدك لأنها بلد إسلامي فتريد أن تحميها من أجل أنها بلد إسلامي فهذا في سبيل الله لأنك قاتلت لتكون كلمة الله هي العليا . أما إذا قاتلت لأجل أنها وطن فقط فهذا فقط ليس في سبيل الله لأن الميزان الذي وضعه النبي عليه الصلاة والسلام لا ينطبق عليه وقد تقدم الكلام على هذه المسألة والله الموفق