عن ابن عمر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه ، فيقرره بذنوبه ، فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : رب أعرف ، قال : فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم فيعطي صحيفة حسناته متفق عليه . كنفه : ستره ورحمته .
الشرح
هذه الأحاديث المتعددة كلها في باب الرجاء ولكن الرجاء لابد أن يكون له عمل يبنى عليه . أما الرجاء من دون عمل يبنى عليه ، فإنه تمن لا يستفيد منه العبد ، ولهذا جاء في الحديث : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . فلابد من عمل يتحقق به الرجاء . ذكر المؤلف - رحمه الله - حديث معاذ بن جبل أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار . فقال له : أتدري ما حق الله على العباد ، وما حق العباد على الله ؟ قال : الله ورسوله أعلم . وهذا من آداب طالب العلم ، إذا سئل عن شيء أن يقول : الله أعلم ، ولا يتكلم فيما لا يعلم . قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا . يعني : أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئا ، لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد ، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة . فقلت : يا رسول الله ، أفلا أبشر الناس ؟ فقال : لا تبشرهم فيتكلوا . يعني : لا تبشرهم فيتكلوا على ما يجب ولا يقوموا بما ينبغي أن يقوموا به من النوافل ولكن معاذاً رضي الله عنه أخبر بها عند موته تأثماً . يعني خوفا من إثم كتمان العلم فأخبر بها . ولكن قول الرسول : لا تبشرهم فيتكلوا فيه إنذار من الاتكال على هذا ، وأن الإنسان يجب أن يعلم أنه لابد من عبادة . وكذلك الأحاديث التي ذكرها المؤلف كلها في سياق الرجاء ، منها أن المؤمن يسأل في القبر ، فيشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو القول الثابت الذي قال الله فيه : يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . والميت في قبره يسأل عن ثلاث : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم . وكذلك أيضا ما ذكر - رحمه الله - من صفة محاسبة العبد المؤمن ، أن الله عز وجل يأتي يوم القيامة فيخلو بعبده المؤمن ، ويضع عليه كنفه يعني ستره ، ويقول : فعلت كذا وفعلت كذا ، ويقرره بالذنوب ، فإذا أقر قال : كنت سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته باليمين . ومن ذلك أيضا أن المؤمنين كل واحد منهم يعطى يهوديا أو نصرانيا يوم القيامة ويقال : هذا فكاكك من النار يعني هذا يكون بدلك في النار وأما أنت فقد نجوت . فنحن يوم القيامة إن شاء الله تعالى كل واحد يجعل بيده يهودي أو نصراني يلقى في النار بدلاً عنه ، يكون فكاكا له من النار . ولا يلزم من هذا أن يكون اليهود والنصارى على قدر المسلمين ، فالكفار أكثر من المسلمين بكثير من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم ، لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار وواحد في الجنة . وذكر المؤلف أيضا حديثاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام عرض على الصحابة فقال : أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ، ثلث أهل الجنة ؟ قالوا : بلى قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة يعني نصف أهل الجنة من هذه الأمة ، والنصف الباقي من بقية الأمم كلها ، وهذا يدل على كثرة هذه الأمة ، لأنها آخر الأمم ، وهي التي ستبقى إلى يوم القيامة . وقد جاء في السنن والمسند أن صفوف أهل الجنة مائة وعشرون ، منها ثمانون من هذه الأمة فتكون هذه الأمة ثلثي أهل الجنة وهذا من رحمة الله عز وجل ، ومن فضل الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعطى أجر كل من عمل بسنته وشريعته
الشرح
هذه الأحاديث المتعددة كلها في باب الرجاء ولكن الرجاء لابد أن يكون له عمل يبنى عليه . أما الرجاء من دون عمل يبنى عليه ، فإنه تمن لا يستفيد منه العبد ، ولهذا جاء في الحديث : الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . فلابد من عمل يتحقق به الرجاء . ذكر المؤلف - رحمه الله - حديث معاذ بن جبل أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار . فقال له : أتدري ما حق الله على العباد ، وما حق العباد على الله ؟ قال : الله ورسوله أعلم . وهذا من آداب طالب العلم ، إذا سئل عن شيء أن يقول : الله أعلم ، ولا يتكلم فيما لا يعلم . قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا . يعني : أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئا ، لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد ، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة . فقلت : يا رسول الله ، أفلا أبشر الناس ؟ فقال : لا تبشرهم فيتكلوا . يعني : لا تبشرهم فيتكلوا على ما يجب ولا يقوموا بما ينبغي أن يقوموا به من النوافل ولكن معاذاً رضي الله عنه أخبر بها عند موته تأثماً . يعني خوفا من إثم كتمان العلم فأخبر بها . ولكن قول الرسول : لا تبشرهم فيتكلوا فيه إنذار من الاتكال على هذا ، وأن الإنسان يجب أن يعلم أنه لابد من عبادة . وكذلك الأحاديث التي ذكرها المؤلف كلها في سياق الرجاء ، منها أن المؤمن يسأل في القبر ، فيشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو القول الثابت الذي قال الله فيه : يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . والميت في قبره يسأل عن ثلاث : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم . وكذلك أيضا ما ذكر - رحمه الله - من صفة محاسبة العبد المؤمن ، أن الله عز وجل يأتي يوم القيامة فيخلو بعبده المؤمن ، ويضع عليه كنفه يعني ستره ، ويقول : فعلت كذا وفعلت كذا ، ويقرره بالذنوب ، فإذا أقر قال : كنت سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيعطى كتاب حسناته باليمين . ومن ذلك أيضا أن المؤمنين كل واحد منهم يعطى يهوديا أو نصرانيا يوم القيامة ويقال : هذا فكاكك من النار يعني هذا يكون بدلك في النار وأما أنت فقد نجوت . فنحن يوم القيامة إن شاء الله تعالى كل واحد يجعل بيده يهودي أو نصراني يلقى في النار بدلاً عنه ، يكون فكاكا له من النار . ولا يلزم من هذا أن يكون اليهود والنصارى على قدر المسلمين ، فالكفار أكثر من المسلمين بكثير من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم ، لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار وواحد في الجنة . وذكر المؤلف أيضا حديثاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام عرض على الصحابة فقال : أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ، ثلث أهل الجنة ؟ قالوا : بلى قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة يعني نصف أهل الجنة من هذه الأمة ، والنصف الباقي من بقية الأمم كلها ، وهذا يدل على كثرة هذه الأمة ، لأنها آخر الأمم ، وهي التي ستبقى إلى يوم القيامة . وقد جاء في السنن والمسند أن صفوف أهل الجنة مائة وعشرون ، منها ثمانون من هذه الأمة فتكون هذه الأمة ثلثي أهل الجنة وهذا من رحمة الله عز وجل ، ومن فضل الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعطى أجر كل من عمل بسنته وشريعته