عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه ثم ذكر النساء فوعظ فيهن فقال يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة وقال لم يضحك أحدكم مما يفعل متفق عليه والعارم بالعين المهملة والراء هو الشرير المفسد وقوله انبعث أي قام بسرعة
الشرح
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقته وكان عليه الصلاة والسلام خطبه على نوعين نوع راتب ونوع عارض فالخطب الراتبة كخطب يوم الجمعة وخطب العيدين والاستسقاء والكسوف وما أشبه ذلك والخطب العارضة هي التي يكون لها سبب فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم فيخطب الناس ويعظهم ويبين لهم وأحيانا يخطب على المنبر وأحيانا يخطب قائما على الأرض وأحيانا يخطب على ناقته وأحيانا يخطب معتمدا على بعض أصحابه حسب ما تقتضيه الحال في وقتها لأن الرسول عليه الصلاة والسلام من هديه أنه لا يتكلف فلا يطلب المعدوم ولا يرد الموجود إذا لم يكن في ذلك تقصير في الشرع أو تجاوز فيه فكان صلى الله عليه وسلم يخطب وسمعه عبد الله بن زمعة ومن جملة ما خطب أنه قال يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد يعني يجلدها جلد شخص كأنه لا علاقة بينه وبينها وكأنها عنده عبد أسير عان وهذا لا يليق لأن علاقة الرجل مع أهله علاقة خاصة ينبغي أن تكون مبنية على المحبة والألفة والبعد عن الفحشاء القولية أو الفعلية أما أن يجلدها كما يجلد العبد ثم في آخر اليوم يضاجعها كيف تضاجعها في آخر اليوم وتستمتع بها محبة وتلذذا وشهوة وأنت قد جلدتها جلد العبد فهذا تناقض ولهذا عتب النبي عليه الصلاة والسلام على هذا العمل فإنه لا ينبغي أن يقع هذا الشيء من الإنسان وصدق النبي عليه الصلاة والسلام فإن هذا لا يليق بالعاقل فضلا عن المؤمن ثم تحدث أيضا عن شيء آخر وهو الضحك من الضرطة يعني إذا ضرط الإنسان وخرجت الريح من دبره ولها صوت ضحكوا فقال صلى الله عليه وسلم واعظا لهم في ذلك لم يضحك أحدكم مما يفعل ألست أنت تضرط كما يضرط هذا الرجل بلى إذا كان كذلك فلماذا تضحك فالإنسان إنما يضحك ويتعجب من شيء لا يقع منه أما ما يقع منه فإنه لا ينبغي أن يضحك منه ولهذا عاتب النبي صلى الله عليه وسلم من يضحكون من الضرطة لأن هذا شيء يخرج منهم وهو عادة عند كثير من الناس كثير من الناس في بعض الأعراف لا يبالون إذا ضرط أحدهم وإلى جنبه إخوانه ولا يحتشمون من ذلك أبدا ويرون أنها من جنس العطاس أو السعال أو ما أشبه ذلك ولكن في بعض الأعراف ينتقدون هذا لكن كونك تضحك وتخجل صاحبك فهذا مما لا ينبغي وفي هذا إشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي له أن يعيب غيره فيما يفعله هو بنفسه إذا كنت لا تعيبه بنفسك فكيف تعيبه بإخوانك وبهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة شائعة عند العامة فإنه من المعلوم أن لحم الإبل إذا أكل منه الإنسان وهو متوضئ انتقص وضوؤه ووجب عليه أن يتوضأ إذا أراد الصلاة سواء أكله نيئا أو مطبوخا وسواء كان هبرا أو كبدا أو مصرانا أو كرشا أو قلبا أو رئة كل ما حملت البعير فإن أكله ناقض للوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن شيئا وإنما قال توضئوا من لحوم الإبل وسئل أنتوضأ من لحوم الإبل فقال نعم قال من لحوم الغنم قال إن شئت لحم الغنم لا ينقض الوضوء لحم البقر لا ينقض الوضوء لحم الخيل لا ينقض الوضوء لكن لحم الإبل ينقض الوضوء إذا أكلته نيئا أو مطبوخا وجب عليك أن تتوضأ فأما شرب لبنها فإن الصحيح أنه ليس بناقض للوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر العرنيين أن يخرجوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها لم يأمرهم بالوضوء ولو كان واجبا لأمرهم به فإن توضأت فهو أحسن أما الوجوب فلا وكذلك المرق لا يجب الوضوء منه وإن توضأت فهو أحسن أما اللحم فلابد وكذلك الشحم فلابد من الوضوء منه يقول بعض الناس إن السبب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في وليمة وكان لحمها لحم إبل وأنه خرجت ريح من بعض الحاضرين ولا يدري من فقال الرسول صلى الله عليه وسلم من أكل لحم إبل فليتوضأ فقام جميعهم يتوضئون وجعلوا هذا السبب في أن الإنسان يتوضأ من لحم الإبل وهذا حديث باطل لا أصل له وإنما الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل لحكمة يعلمها الله قد نعلمها نحن وقد لا نعلمها المهم نحن علينا أن نقول سمعنا وأطعنا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من لحوم الإبل إذا أكلنا منها فسمعا وطاعة
الشرح
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقته وكان عليه الصلاة والسلام خطبه على نوعين نوع راتب ونوع عارض فالخطب الراتبة كخطب يوم الجمعة وخطب العيدين والاستسقاء والكسوف وما أشبه ذلك والخطب العارضة هي التي يكون لها سبب فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم فيخطب الناس ويعظهم ويبين لهم وأحيانا يخطب على المنبر وأحيانا يخطب قائما على الأرض وأحيانا يخطب على ناقته وأحيانا يخطب معتمدا على بعض أصحابه حسب ما تقتضيه الحال في وقتها لأن الرسول عليه الصلاة والسلام من هديه أنه لا يتكلف فلا يطلب المعدوم ولا يرد الموجود إذا لم يكن في ذلك تقصير في الشرع أو تجاوز فيه فكان صلى الله عليه وسلم يخطب وسمعه عبد الله بن زمعة ومن جملة ما خطب أنه قال يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد يعني يجلدها جلد شخص كأنه لا علاقة بينه وبينها وكأنها عنده عبد أسير عان وهذا لا يليق لأن علاقة الرجل مع أهله علاقة خاصة ينبغي أن تكون مبنية على المحبة والألفة والبعد عن الفحشاء القولية أو الفعلية أما أن يجلدها كما يجلد العبد ثم في آخر اليوم يضاجعها كيف تضاجعها في آخر اليوم وتستمتع بها محبة وتلذذا وشهوة وأنت قد جلدتها جلد العبد فهذا تناقض ولهذا عتب النبي عليه الصلاة والسلام على هذا العمل فإنه لا ينبغي أن يقع هذا الشيء من الإنسان وصدق النبي عليه الصلاة والسلام فإن هذا لا يليق بالعاقل فضلا عن المؤمن ثم تحدث أيضا عن شيء آخر وهو الضحك من الضرطة يعني إذا ضرط الإنسان وخرجت الريح من دبره ولها صوت ضحكوا فقال صلى الله عليه وسلم واعظا لهم في ذلك لم يضحك أحدكم مما يفعل ألست أنت تضرط كما يضرط هذا الرجل بلى إذا كان كذلك فلماذا تضحك فالإنسان إنما يضحك ويتعجب من شيء لا يقع منه أما ما يقع منه فإنه لا ينبغي أن يضحك منه ولهذا عاتب النبي صلى الله عليه وسلم من يضحكون من الضرطة لأن هذا شيء يخرج منهم وهو عادة عند كثير من الناس كثير من الناس في بعض الأعراف لا يبالون إذا ضرط أحدهم وإلى جنبه إخوانه ولا يحتشمون من ذلك أبدا ويرون أنها من جنس العطاس أو السعال أو ما أشبه ذلك ولكن في بعض الأعراف ينتقدون هذا لكن كونك تضحك وتخجل صاحبك فهذا مما لا ينبغي وفي هذا إشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي له أن يعيب غيره فيما يفعله هو بنفسه إذا كنت لا تعيبه بنفسك فكيف تعيبه بإخوانك وبهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة شائعة عند العامة فإنه من المعلوم أن لحم الإبل إذا أكل منه الإنسان وهو متوضئ انتقص وضوؤه ووجب عليه أن يتوضأ إذا أراد الصلاة سواء أكله نيئا أو مطبوخا وسواء كان هبرا أو كبدا أو مصرانا أو كرشا أو قلبا أو رئة كل ما حملت البعير فإن أكله ناقض للوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن شيئا وإنما قال توضئوا من لحوم الإبل وسئل أنتوضأ من لحوم الإبل فقال نعم قال من لحوم الغنم قال إن شئت لحم الغنم لا ينقض الوضوء لحم البقر لا ينقض الوضوء لحم الخيل لا ينقض الوضوء لكن لحم الإبل ينقض الوضوء إذا أكلته نيئا أو مطبوخا وجب عليك أن تتوضأ فأما شرب لبنها فإن الصحيح أنه ليس بناقض للوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر العرنيين أن يخرجوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها لم يأمرهم بالوضوء ولو كان واجبا لأمرهم به فإن توضأت فهو أحسن أما الوجوب فلا وكذلك المرق لا يجب الوضوء منه وإن توضأت فهو أحسن أما اللحم فلابد وكذلك الشحم فلابد من الوضوء منه يقول بعض الناس إن السبب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في وليمة وكان لحمها لحم إبل وأنه خرجت ريح من بعض الحاضرين ولا يدري من فقال الرسول صلى الله عليه وسلم من أكل لحم إبل فليتوضأ فقام جميعهم يتوضئون وجعلوا هذا السبب في أن الإنسان يتوضأ من لحم الإبل وهذا حديث باطل لا أصل له وإنما الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل لحكمة يعلمها الله قد نعلمها نحن وقد لا نعلمها المهم نحن علينا أن نقول سمعنا وأطعنا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من لحوم الإبل إذا أكلنا منها فسمعا وطاعة