ربما تتأسف بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 حاليا على غياب النجم الألماني المعتزل مايكل شوماخر من جديد عن حلبات السباقات ، ولكن حتى مع غياب الضجة المصاحبة لعودة بطل العالم السابق سبع مرات لساحة المنافسة فإن سباق الجائزة الكبرى الأوروبي في بلنسية يتوقع أن يرفع الستار عن مرحلة ختامية مثيرة لبطولة العالم لهذا العام.
كان شوماخر اضطر الى إلغاء خطتة الخاصة بالعودة من الاعتزال ليحل محل السائق البرازيلي المصاب فيليبي ماسا بفريق فيراري ، ولكنه سيتواجد الآن ببلنسية للقيام بعمله الاستشاري مع الفريق الإيطالي.
أما السؤال الذي سيبحث لنفسه عن إجابة في بلنسية هو ما إذا كان فيراري ومنافسه الرئيسي ماكلارين مرسيدس ، اللذين كانا أبرز المرشحين لإحراز اللقب قبل انطلاق الموسم ، تمكنا بالفعل من تغيير حظوظهما بعد بدايتهما السيئة للموسم.
هذا على الأقل ما بدا الأمر عليه خلال السباق السابق بالبطولة والذي استضافته المجر عندما فاز بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون سائق ماكلارين مرسيدس بأول لقب له بهذا الموسم.
والآن صارت هناك ضغوط حقيقية وواضحة على البريطاني الآخر ، جنسون باتون ، سائق فريق براون ومتصدر الترتيب العام للسائقين بالموسم.
وتقلص فارق صدارة باتون الذي بدا غير قابلا للتعويض إلى 5ر18 نقطة فقط خلال السباقات الثلاثة الأخيرة ، ولكن السائق البريطاني أكد أن فريقه ظل يعمل جاهدا طوال العطلة الصيفية الممتدة لأربعة أسابيع لإصلاح مشاكل السيارة.
وقال باتون: "من الرائع أن أعود إلى التسابق من جديد بعد العطلة الصيفية.. كل من بالفريق يتطلعون قدما لسباق بلنسية".
وأضاف : "بلنسية سباق مليء بالتحديات أمام السائقين بسبب الانحناءات الكثيرة التي يشملها وإضافة عامل إحاطة المضمار بالحواجز يزيد من صعوبة السباق لأنه يعنى أنك يجب أن تحتفظ بتركيزك. ولكن مصنعنا شهد الكثير من العمل منذ أن أغلقنا من أجل العطلة ومع تقارب مستوى المنافسين على القمة حاليا ، فإن السباق الأوروبي سيكون في غاية الإثارة".
ويتصدر باتون الترتيب العام للسائقين هذا الموسم برصيد 70 نقطة ، يليه ثنائي فريق ريد بول مارك ويبر الأسترالي (5ر51 نقطة) والألماني سيباستيان فيتيل (47 عاما).
كان فيتيل /22 عاما/ ، على وجه الخصوص ، يتطلع بشدة لمنافسة شوماخر /40 عاما/ قبل أن يتراجع النجم الألماني الحائز على لقب بطولة العالم سبع مرات عن خطة عودته بعدما أدرك أن رقبته ، التي أصيبت في حادث دراجة بخارية تعرض له شوماخر في وقت سابق العام الجاري ، لن تحتمل ضغوط السباقات.
ومن حسن حظ الجماهير الأسبانية أن هناك عنصر جذب مهم بالنسبة لها سيظهر في سباق الغد وهو بطل العالم السابق الأسباني فيرناندو ألونسو ، سائق فريق رينو ، وذلك بعدما ألغت محكمة الاستئناف التابعة للاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) قرارا سابقا بإيقاف الفريق الفرنسي.
وسيحظى ألونسو ، بطل العالم مرتين سابقا ، هو الآخر بزميل جديد بفريقه غدا وهو السائق روميه جروجان الذي سيحل محل السائق قليل الحظ نيلسون بيكوي الإبن مع سعي رينو لزيادة فرصته في المنافسة.
ومع غياب ماسا لإصابته في رأسه بجزء متطاير من سيارة أخرى خلال التجربة الرسمية لسباق الجائزة الكبرى المجري ، لجأ فيراري إلى سائق التجارب المخضرم ، لوكا بادوير ، الذي سيكون أول إيطالي يجلس خلف عجلة القيادة لسيارة فورمولا 1 منذ عام 1994 .
وربما يشعر الفنلندي كيمي رايكونين ، سائق فيراري الآخر ، بإمكانية رفع رصيده الذي يضم حاليا 18 نقطة بعدما حل في المركز الثاني للسباق المجري ، ويمكن أن نقول الأمر نفسه عن هاميلتون (19 نقطة) الذي أكد أنه مازال لا يصدق فوزه على مضمار "هونجارورينج" في بودابست.
ويشعر ماكلارين بأنه نجح أخيرا في استجماع نفسه وأنه يستطيع الآن شن هجوم متأخر خلال السباقات السبعة الباقية بالموسم.
وأكد هاميلتون /24 عاما/ الذي حل في المركز الثاني بسباق بلنسية العام الماضي خلف ماسا أن التحسن في تطور الفريق يعني "أننا أصبح لدينا الآن سيارة ستكون أسهل عند قيادتها بالحد الأقصى لقدراتها وطاقتها وستكافئك على مجهودك".
كانت التجربتان الحرتان الأوليان لسباق الجائزة الكبرى الأوروبي جرتا أمس الجمعة ، في حين جرت التجربة الحرة الثالثة الأخيرة صباح اليوم السبت الذي سيشهد في وقت لاحق إقامة التجربة الرسمية التي ستحدد أماكن الانطلاق على مضمار السباق الأوروبي غدا الأحد.