هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

قال الله عز وجل في الأعراف :﴿ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾(الأعراف: 30) ، وقال سبحانه وتعالى في النحل :﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ﴾(النحل: 36) ، فأتى بالفعل ( حقَّ ) مع ( الضلالة ) مذكَّرًا في الآية الأولى ، وأتى بالفعل ( حقَّت ) معها مؤنَّثًا في الآية الثانية .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لم أتى هذا الفعل في آية الأعراف مذكَّرًا ، وأتى في آية النحل مؤنَّثًا ، والمسند إليه في الآيتين واحد ، وهو ( الضلالة ) ؟ وما الفرق بينهما ؟ وفي الإجابة عن ذلك نقول بعون الله وتعليمه :

أولاً- ( الضلالة ) في اللغة مؤنث ( الضلال ) . والضلالُ خلاف الاهتداء ، وهو مصدر : ضلَّ . يقال : ضلًّ يضِلُّ ضلالاً ؛ كما يقال : اهتدى يهتدي اهتداء . قال الله تعالى :﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ﴾(يونس: 108) . والضلالُ والضلالةُ : العدول عن الحق ومجانبة الصواب ، والفرق بينهما : أن الضلالة أخصُّ من الضلال ، وأبلغ في التعبير عن المراد . ويبين لك ذلك أن نوحًا عليه السلام لما دعا قومه إلى ( التوحيد ) ، قال له الأشراف من قومه والسادة الذين جعلوا أنفسهم أضداد الأنبياء :﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضلال مُّبِينٍ ﴾(الأعراف: 60) ، فأجابهم بقوله :﴿ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ ﴾(الأعراف: 61) ، ولم يجبهم بما يقتضيه قولهم له ، فيقول :( ليس بي ضلال ) ؛ لأن الضلالة أخصُّ من الضلال ، فكانت أبلغ في نفي الضلال ؛ وكأنه قال : ليس بي ضلالة واحدة أو شيء من الضلال ، فضلاً عن أن يكون بي ضلال . فكان جوابه من أحسن الرد وأبلغه في نفي أنواع الضلال عن نفسه ، وفي ضمنه نسبة الضلال إليهم بكل أنواعه . فلو قال :( ليس بي ضلال) ، لم يُؤدِّ هذا المعنى ، فتأمله !

وقولي : الضلال أو الضلالة خلاف الاهتداء هو مذهب أهل السنة ، ومذهب المعتزلة أن الضلالة خلاف الهُدَى ، واحتج الزمخشري على ذلك بقوله تعالى :﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾(البقرة: 16) ، وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾(سبأ: 24) ، فوقعت الضلالة والضلال في مقابلة الهدى . وقول الزمخشري هذا مبنيٌّ على تعريفه للهدى بأنه ( الدلالة الموصلة إلى البغية ) . أي : إلى الاهتداء . وقال آخرون : الهدى هو الاهتداء والعلم . وفي حقيقة الهدى قال الرازي :« الهدى عبارة عن الدلالة » ، ثم أورد القولين السابقين ، وعقَّب عليهما بقوله :« والذي يدل على صحة القول الأول ، وفساد القول الثاني والثالث ، أنه لو كان كون الدلالة موصلة إلى البغية مُعتَبرًا في مسمَّى الهدى ، لامتنع حصول الهدى عند عدم الاهتداء ؛ لأن كون الدلالة موصلة إلى الاهتداء حال عدم الاهتداء محالٌ ؛ لكنه غير ممتنع بدليل قوله تعالى :﴿ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ﴾(فصِّلت: 17) ، أثبت الهدى مع عدم الاهتداء ؛ ولأنه يصح في لغة العرب أن يقال : هديته فلم يهتد ، وذلك يدل على قولنا » . ثم قال :« الفرق بين الهدى ، وبين الاهتداء معلوم بالضرورة ؛ فمقابل الهدى هو الإضلال ، ومقابل الاهتداء هو الضلال ؛ فجََعلُ الهدى في مقابلة الضلال ممتنع » .

وذهب بعضهم إلى أن الضلال في قوله تعالى :﴿ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ﴾(نوح: 24) بمعنى العذاب ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى :﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾(القمر: 17) . أي : في عذاب ، ونار مستعرة . وقال أبو حيان في البحر عند تفسير قوله تعالى :﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾(البقرة: 16) :« قيل : يضل بمعنى : يعذب ؛ كقوله تعالى :﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾ ، قاله بعض المعتزلة ، وردّ القفال هذا ، وقال : بل المراد في الشاهد في ضلال عن الحق » . وقال الرازي :« اعترض القفال عليه ، فقال : لا نسلم بأن الضلال جاء بمعنى العذاب . أما قوله تعالى :﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾ فيمكن أن يكون المراد في ضلال عن الحق في الدنيا ، وفي سعر . أي : في عذاب جهنم في الآخرة » . وإلى هذا القول ذهب بعض المفسرين ، والصواب في تفسير الآية قول ابن كثير :« يخبرنا تعالى عن المجرمين أنهم في ضلال عن الحق ، وسُعُر مما هم فيه من الشكوك والاضطراب في الآراء ، وهذا يشمل كل من اتصف بذلك من كافر ومبتدع من سائر الفرق » ، ويؤيده قوله تعالى في آية أخرى :﴿ فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾(القمر: 24) ، والمعنى : يقولون : إن اتبعنا صالحًا وهو بشر منا واحد ، فإنا إذًا لفي ذهاب عن الصواب وبعد عن الحق ، وجنون . أو في شقاء وعناء ، تشبيهًا باستعار النار . وقال الزركشي في البرهان :« كل شيء في القرآن من ذكر السعير فهو النار والوقود ؛ إلا قوله عز وجل :﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾ ، فإنه العناد » .

ثانيًا- نعود إلى الجواب عن السؤال الذي ابتدأنا به ، وكان الغرض ممَّا تقدَّم أن نبين أن الضلالة خلاف الاهتداء ، وأنها لا تأتي بمعنى : العذاب ، خلافًا للمعتزلة ومن يقول بقولهم ، فنقول بعد هذا : قال ابن قيِّم الجوزيَّة :« فإن قيل : فما الفرق بين قوله :﴿ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ﴾(النحل: 36) ، وبين قوله :﴿ فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ ﴾(الأعراف: 30) ؟ قيل : الفرق من وجهين : لفظي ومعنوي.

أما اللفظي فهو أن الحروف الحواجز بين الفعل والفاعل في قوله :﴿ حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ ﴾ أكثر منها في قوله :﴿ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ ﴾ ، وقد تقدم أن الحذف مع كثرة الحواجز أحسن .

وأما المعنوي فإن ( مَنْ ) في قوله :﴿ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ﴾ واقعة على الأمة والجماعة ، وهي مؤنثة لفظًا ؛ ألا تراه يقول :﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا ﴾(النحل: 36) ، ثم قال :﴿ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ﴾ . أي : من تلك الأمم أمم حقَّت عليهم الضلالة . ولو قال بدل ذلك :( ضَلَّتْ ) ، لتعينت التاء ، ومعنى الكلامين واحد . وإذا كان معنى الكلامين واحدًا ، كان إثبات التاء أحسن من تركها ؛ لأنها ثابتة فيما هو في معنى الكلام الآخر .

وأما ﴿ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ ﴾ فـ( الفريق ) مذكَّر ، ولو قال :( فريقًا ضلُّوا ) ، لكان بغير تاء ، وقولهم :﴿ حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ ﴾ في معناه ، فجاء بغير تاء . وهذا أسلوب لطيف من أساليب العربية ، تدع العرب حكم اللفظ الواجب له في قياس لغتها ، إذا كان في معنى كلمة لا يجب لها ذلك الحكم ، تراهم يقولون : هو أحسن الفتيان وأجمله ؛ لأنه في معنى : هو أحسن فتى وأجمله » .

ثالثًا- وهنا أدعو عبَّاد الأوثان إلى النظر في جواب ابن قيِّم الجوزيَّة وتدبُّره ، إن كانوا يحسنون النظر والتدبر ؛ ليقارنوه بجواب العالم الكبير والمبدع الذي لا حدود لإبداعه ، وكان الدكتور السامرائي قد تحدث عن سبب تذكير الفعل وتأنيثه في هاتين الآيتين ، فقال :« تذكير الفاعل المؤنث له أكثر من سبب وأكثر من خط في القرآن الكريم ، فإذا قصدنا باللفظ المؤنّث معنى المذكّر جاز تذكيره ، وهو ما يُعرف بالحمل على المعنى ، وقد جاء في قوله تعالى عن الضلالة :( فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ (30) الأعراف) ، وقوله تعالى :( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ (36) النحل) .

ونرى أنه في كل مرة يذكر فيها الضلالة بالتذكير تكون الضلالة بمعنى العذاب ؛ لأن الكلام في الآخرة :( كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف) ، وليس في الآخرة ضلالة بمعناها ؛ لأن الأمور كلها تنكشف في الآخرة ، وعندما تكون الضلالة بالتأنيث يكون الكلام في الدنيا . فلمّا كانت الضلالة بمعناها هي ، يؤنّث الفعل » .

هذا ما أجاب به السامرائي ، ولا يخفى ما بينه ، وبين جواب ابن قيِّم الجوزية من مفارقة عجيبة ، ولو أنه اقتدى به لكان أفضل له وأحسن ، وتعقيبًا على هذا الجواب ، إن جاز أن نسمِّيه جوابًا ، نقول :

1- أما قوله :« تذكير الفاعل المؤنث له أكثر من سبب وأكثر من خط في القرآن الكريم » فالفاعل المؤنث لا يذكَّر ، وإنما الذي يجوز فيه التذكير والتأنيث هو الفعل المسند إلى الفاعل إن توفرت فيه الشروط المعروفة ، فلا يقال : هذا ضلالة ، وهذا صيحة ، وهذا رجفة ؛ وإنما يقال : حقَّ عليه ضلالة ، وأخذ الظالم صيحة ورجفة . وأما قوله :« له أكثر من سبب وأكثر من خط في القرآن الكريم » فهو ادعاء باطل ، وما سمَّاه خطوطًا هنا ، وفي موضع آخر : خطوطًا تعبيرية ، هو خطوط وهمية لا حقيقة لها ، وقد رددنا عليه قوله هذا في أكثر من مقال .

2- وأما قوله :« فإذا قصدنا باللفظ المؤنّث معنى المذكّر جاز تذكيره ، وهو ما يُعرف بالحمل على المعنى » فآخره صحيح ، وأوله كقوله السابق ؛ فاللفظ المؤنث ، وإن قصد به معنى المذكَّر ، فلا يجوز تذكيره ؛ وإنما الذي يجوز تذكيره- كما قلنا- هو الفعل المسند إليه إن توفرت فيه الشروط المتفق عليها بين النحاة .

3- وأما قوله :« ونرى أنه في كل مرة يذكر فيها الضلالة بالتذكير تكون الضلالة بمعنى العذاب » فالضلالة لا تُذكِر بالتذكير ، ولا تكون بمعنى العذاب ، وقد سبق أن بينا ذلك في الفقرة الأولى ، ونضيف هنا أولاً : قال الله تعالى :﴿ أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾(البقرة: 175) ، فجمع بين الضلالة والعذاب . فلو كانت الضلالة بمعنى العذاب ، لما صحت المغايرة بينهما . وأما ثانيًا : فإن لفظ ( الضلالة ) ورد بالتعريف في ثماني آيات ، وورد بالتنكير في آية واحدة وقع فيها اسمًا لليس ، وهي قوله :﴿ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ ﴾(الأعراف: 61) ، وجاء مسندًا إلى ضمير الغائبين ﴿ ضَلَالَتِهِمْ ﴾ في آيتين ، وجاء مسندًا إلى الفعل في آيتين ، ذكِّر في الأولى ، وأُنِّث في الثانية ؛ وهما الآيتان اللتان نحن بصدد الحديث عنهما :﴿ حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ ﴾ ، ﴿ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ ﴾ ، وهذا ينقض قوله السابق الذي زعم فيه أنه يرى في كل مرة يذكر فيها الضلالة بالتذكير تكون الضلالة بمعنى العذاب .

4- وأما قوله :« لأن الكلام في الآخرة :( كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) الأعراف) ، وليس في الآخرة ضلالة بمعناها ؛ لأن الأمور كلها تنكشف في الآخرة . وعندما تكون الضلالة بالتأنيث يكون الكلام في الدنيا ، فلمّا كانت الضلالة بمعناها هي يؤنّث الفعل » فهو ادعاء باطل أيضًا ، يدل على عدم فهم لكلام الله عز وجل ، وجهل فاضح بما ينطوي عليه من أسرار البيان . هذا مع أن معنى الآية أوضح من أن يخفى عن المبتدئين ؛ فالله تعالى يقول : كما بدأكم في الدنيا فريقين : فريق مهتد وفريق ضال ؛ كذلك يعيدكم يوم البعث فريقين : فريق مهتد وفريق ضال . فمن كتب عليه أنه من أهل السعادة والإيمان في الدنيا فهو كذلك في الآخرة ، ومن كتب عليه أنه من أهل الشقاوة والكفر في الدنيا فهو كذلك في الآخرة ، لا يتبدل شيء مما أحكمه الله عز وجل ودبَّره ، وهذا مذهب جمهور المفسرين .

وقال ابن عاشور :« ومعنى ﴿ فَرِيقاً هَدَى ﴾ : أن فريقًا هداهم الله في الدنيا ، و:﴿ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ ﴾ . أي : في الدنيا ؛ كما دل عليه التعليل بقوله :﴿ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾(الأعراف: 30) » ، فحصر الضلالة في الدنيا ، وقد مرَّ بنا قول نوح عليه السلام لقومه :﴿ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ ﴾(الأعراف: 61) بتذكير ( ليس ) مع الضلالة ، وهي في الدنيا ، وليست بمعنى العذاب وأنها في الآخرة ؛ كما زعم السامرائي . وأما سبب تذكيرها هنا فهو وجود الفاصل بينها ، وبين الضلالة ، وأن المراد بالضلالة النوع . أي ليس بي نوع من أنواع الضلال ، وهذا هو الحمل على المعنى .

رابعًا- من يقرأ جواب ابن قيم الجوزية يفهم منه كل شيء ، ومن يقرأ كلام العالم الكبير المبدع لا يفهم منه أي شيء ، والقول الوحيد الذي ذكره صوابًا في جوابه كله هو قوله :« وهو ما يُعرف بالحمل على المعنى » ، ولم يحسن تطبيقه . وأما ما عدا ذلك فكل ما ذكر في هذا الجواب هو خطأ ، لا يخفى إلا على من طمس الله على بصره ، وختم على قلبه ، فليس عجيبًا بعد هذا أن ترى أحدهم يكتب مقالاً بحت عنوان ( الدكتور فاضل السامرائي- إبداع بلا حدود ) ، وليس غريبًا أن تسمع السيدة سمر الأناؤوط تعلق على هذا المقال بقولها :

« بارك الله بالدكتور الفاضل ، وهو بحق إبداع بلا حدود ، وصدق فيه قوله تعالى :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ (23) الأحزاب ) ، صدق اللهَ في دعائه له بأن يفتح عليه من علمه الواسع بالقرآن وتعلق بأستار الكعبة داعيًا ربه متضرعًا إليه راجيًا ، فصدقَه اللهُ تعالى ، وزاده من علمه ، وفتح عليه فتوح العارفين » . وأضافت هذه السيدة التي اعترفت أكثر من مرة بأنها لا تفهم شيئًا مما يقول السامرائي ، فمهمتها مقتصرة فقط على نقل وجمع ما ينطق به عالمها المبدع الذي لا حدود لإبداعه من درر وجواهر ، أضافت قائلة :« وتقديرًا لجهوده وحرصًا على نشر علمه ، كانت فكرة موقعي إسلاميات الذي بدأ بحلقات هذا العالم الفاضل ، ثم توسع ليشمل علماء آخرين ، لكن يبقى برنامج لمسات بيانية أساس هذا الموقع وقلبه النابض بالعلم بكتاب الله تعالى » .

وشتان ما بين شهادة هؤلاء الشهود له ، وشهادة تلك اللمسات التي تنطق بنفسها دون أن يستنطقها أحد بجهل ما له حدود بكلام الله عز وجل ، أفلم ينظروا فيها ، ( فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ) ؟ ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) ، صدق الله العظيم !

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
شكــرا لكـ يا أخــى الغالــى ؛؛ باركـ الله فيكـ gg444g


::ss554dd::

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
جزاكم الله خيرا على المرور

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
شكرآ اخى الغالى على الموضوع

بالتوفيق .....
gg444g

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
بارك الله فيك اخي علي التوبيك
::ss554dd::

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
ردكم أنار الموضوع فشكرا لكم ولا تحرمونا من طيب مروركم

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz

وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ 54045245h

شكرا لك موضوع مميز ورائع



بارك الله فيك وجزاك الله كل خير



تقبل مروري وتحياتي اليك

وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ 886773

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
شكرا جزيلا

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
جزاكم الله خيرا نورتم كثيرا..

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
كم انت رائع يا اعصار
بارك الله لك .. ولا حرمنا من روعتك وابداعك


تحياتي وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ 235873

descriptionوَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ Emptyرد: وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ

more_horiz
جزاك الله كل خير

دمت فى حفظ الرحمـن



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي