دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyحديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz

عن أبي نجيح العرباض بن سارية رضي
الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها
القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، كأنها موعظة مودع
فأوصنا . قال : ( أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ،
وإن تأمّر عليكم عبد ؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم
ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة )
رواه أبو داود و الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

الشرح
خلال
ثلاث وعشرين سنة ،لم يدّخر النبي صلى الله عليه وسلم جهدا في تربية الناس
وإرشادهم ، فكانت حياته صلى الله عليه وسلم هداية للناس ، ونورا للأمة ،
يضيء لهم معالم الطريق ، ويبين لهم عقبات المسير وصعوباته .

لقد ظل هذا النبي الكريم على هذا المنوال طيلة حياته ، حتى جاء ذلك اليوم الذي نزل عليه قوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا }
(النصر : 1 - 3 ) ، حينها أدرك دنوّ أجله ، وازداد يقينا بذلك حينما خيّره
الله بين البقاء في الدنيا والانتقال للدار الآخره ، وتكاثرت الإرهاصات
الدالّة على قرب لحوقه بربّه ، فأدركته الشفقة على أمته من بعده ، وأراد أن
يعظهم موعظة نافعة ، ووصية جامعة ، تعطيهم منهاجا متكاملا للتعامل مع ما
سيمرّ بهم من فتن ، وما قد يبتلون به من محن ، فتكون هذه الوصية لهم بمثابة
طوق النجاة في بحر الحياة الخِضم .

وكان
لهذه الموعظة العظيمة أكبر الأثر في تلك النفوس الكريمة ، والمعادن
الأصيلة ، لقد استشعروا في هذه الوصية قرب فراق نبيهم للدنيا ؛ ولذلك ذرفت
عيونهم ، وخفقت قلوبهم ، وأحسوا بعظم الموقف ، مما جعلهم يقولون : " يا
رسول الله ، كأنها موعظة مودع فأوصنا " .

لقد
طلبوا منه وصية تكفيهم من بعده ، وتكفل لهم البقاء على الجادّة ، وصحة
المسير ، فجاءتهم الوصية النبوية بتقوى الله ؛ فإنها جماع كل خير ، وملاك
كل أمر ، وفيها النجاة لمن أراد في الدنيا والآخرة .

ثم أتبع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ببيان حقوق الإمام التي كفلها الشرع، فقال : (.. والسمع والطاعة – أي : للأمير - ، وإن تأمر عليكم عبد )
، فالسمع والطاعة حقّان من حقوق الإمام الشرعي كما قال الله عزوجل : { يا
أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ( النساء :
59 ) ، وعن أم الحصين رضي الله عنها قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع يقول : ( يا أيها الناس اتقوا الله ، واسمعوا وأطيعوا وأن أمّر عليكم عبد حبشي مجدع ، ما أقام فيكم كتاب الله عز وجل ) رواه أحمد وأصله في البخاري ، وغيرها من النصوص الكثيرة الدالة على ذلك .

وعلى
الرغم من دخول السمع والطاعة للإمام في باب التقوى ، إلا أن النبي صلى
الله عليه وسلم أفرده بالذكر ؛ تأكيدا على أهميته، وعظم شأنه وخطره .

لكن
ثمة أمر ينبغي أن نلقي الضوء عليه ، وهو أن هذه الطاعة التي تلزم للإمام
الشرعي مشروطة بأن تكون موافقة لأحكام الشرعية ، وليست مستقلة بنفسها ،
فإذا تعارض أمره مع شرع الله ورسوله فلا تجب طاعته في ذلك ، ومما يدل على
ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا طاعة في المعصية ، إنما الطاعة في المعروف ) رواه البخاري و مسلم .

وقد ذكر العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن تأمّر عليكم عبد )
أمران ، الأول: أن ذلك من باب الإخبار بالأمور الغيبية ، حين تُسند
الولاية إلى غير أهلها ، وتوضع في غير موضعها ، فهنا يجب له السمع والطاعة
درءا لحدوث الفتن ، والثاني : أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر
جاء من باب ضرب المثل ، وذلك كقوله في الحديث الآخر : ( من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر ، بنى الله له بيتا في الجنة ) رواه ابن ماجة ، ومفحص القطاة أقل من أن يتسع لفرد ، وأصغر من أن يكون مسجدا .

ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن اختلاف أمته من بعده ، وكيفية النجاة من هذا الاختلاف ، لقد قال : ( فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين )
، إنها إشارة إلى ما سيؤول إليه أمر الأمة من تفرّق يوهن قوتها ، وابتعاد
عن الهدى والحق ، فوصف الداء وبيّن الدواء ، وأرشدها إلى التمسك بسنته ،
وسنة خلفائه الراشدين من بعده ، الذين منّ الله عليهم بالهداية ومعرفة الحق
، والاستقامة على المنهاج النبوي ، حتى صار عصرهم أنموذجا رفيعا يُقتدى به
.

وفي ضوء ذلك، يمكن أن نفهم تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم الله على التزام هديهم عندما قال : ( عضّوا عليها بالنواجذ ) ، والنواجذ هي آخر الأضراس ، فهي إذاً كناية عن شدة التمسّك وعدم الحيدة عن هذا الطريق .

إن
هذه النصيحة النبوية لتحمل في ثناياها التصوّر الواضح والتأصيل الشرعي
الصحيح الذي ينبغي على المسلم أن ينتهجه في حياته ، وبذلك تزداد الحاجة إلى
تأمل هذا الحديث واستخراج معانيه العظيمة ، نسأل الله تعالى أن يكتب لنا
العصمة من الضلال ، آمين .

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
حديث: {فعليكم بسنتي} Www.almsloob.com-504a671e70

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
مشكوووووووووووووور على المرور جزاك الله خيرا

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
جزاك الله خير

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
شكرا على المرور وفقنا الله وإياكم لكل خير

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
بارك الله فيك واثابك ونفع بك اخي/اختي
gg444g

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
شكرا لك

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
جزاك الله كل خير

وجعله الله فى حسانتك تقبل تحياتي

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
جزاكم الله خيرا على المرور نفعنا الله بما علمنا وزادنا علما شكرا

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
جزاك الله خيرا ولا حرمك اجرها
في ميزان اعمالك
تقبل مروري المتواضع
+++++++++++++
شكرااااا علي التوبيك وجزاك الله كل خير وجعلة الله في ميزان حسناتك ان شاء الله تعالي



حديث: {فعليكم بسنتي} 417554383

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
شكرا لكم نورتم المووضوع بردكم حديث: {فعليكم بسنتي} 235873 حديث: {فعليكم بسنتي} 126274

descriptionحديث: {فعليكم بسنتي} Emptyرد: حديث: {فعليكم بسنتي}

more_horiz
مرسي
[على] الموضوع تستاهل تقييم و تشجيع [على]
المجهودات الرائعة
ننتظر
منكـ
المزيد |
دمت مبدعا و بـــ الله
ـــاركـ
فيك
تح
ــياتي وشكري ليك
دمت
حديث: {فعليكم بسنتي} Lol



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي