إن امرؤ سبك بما يعلم فيك ، فلا تسبه بما تعلم فيه ، فإن
أجره لك و وباله على من قاله
" لا تحقرن من المعروف شيئا و لو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي و لو أن تكلم أخاك و وجهك إليه منبسط ، و إياك و تسبيل الإزار ، فإنه من الخيلاء و الخيلاء لا يحبها الله عز وجل ، و إن امرؤ سبك بما يعلم فيك ، فلا تسبه بما تعلم فيه ، فإن أجره لك و وباله على من قاله " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 337 : أخرجه أحمد ( 5 / 63 ) حدثنا يزيد أخبرنا سلام بن مسكين عن عقيل بن طلحة حدثنا أبو جري الهجيمي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! إنا قوم من أهل البادية ، فعلمنا شيئا ينفعنا الله تبارك و تعالى به . قال : فذكره . ثم رواه عن عبد الصمد حدثنا سلام به إلا أنه قال : " فلا تشتمه بما تعلمه فيه ، فإن أجر ذلك لك و وباله عليه " . و هذا إسناد صحيح رجاله رجال الشيخين غير عقيل بن طلحة ، و هو ثقة و لأبيه صحبة كما في " التقريب " . و له طريق ثان ، فقال أحمد ( 5 / 63 - 64 ) : حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا يونس حدثنا عبيدة الهجيمي عن أبي تميمة الهجيمي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره نحوه و زاد في آخره : " و لا تسبن أحدا " ، فما سببت بعده أحدا و لا شاة و لا بعيرا . و رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبيدة الهجيمي و هو مجهول و فيه انقطاع ، فإن أبا تميمة تابعي ليس بصاحب و إنما هو يرويه عن أبي جري جابر ابن سليم أو سليم بن جابر . كذلك رواه هشيم عن يونس بن عبيد بلفظ : " اتق الله و لا تحقرن ... " . و قد سبق الكلام عليه برقم ( 770 )(1) . و له طريق أخرى عن أبي تميمة موصولا بلفظ : " لا تسبن أحدا " و يأتي قريبا (2). قال المناوي في شرحه للجامع الصغير : (إذا سبك) أي شتمك (رجل) يعني إنسان (بما يعلم منك) من النقائص والمعايب معيرا لك بذلك قاصدا أذاك (فلا تسبه) أنت (بما تعلم منه) من ذلك يعني إذا شتمك وعيرك بما فيك فلا تكافئه بشتمه ولا تعيره بما فيه وعلله بقوله (فيكون أجر ذلك) السب (لك) بتركك لحقك وعدم انتصارك لنفسك وكف عن مقابلته بما يستحقه من إذاعة نقائصه ومواجهته بها واحتمل أذاه (و) دعه يكون (وباله) أي سوء عاقبته في الدنيا والآخرة (عليه) * (وما الله بغافل عما تعملون) * (البقرة : 74) ولله در القائل : لا تهتكن من مساوي الناس ما سترا * فيهتك الله سترا عن مساويكا واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا * ولا تعب أحدا منهم بما فيكا (ابن منيع) في معجمه وكذا الديلمي (عن ابن عمر) رمز لحسنه وهو كما قال أو أعلى إذ ليس في روايته مجروح. |