إن
الحمد للّه نحمده ونستعينه ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا آله إلا الله
وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد .فإن الجهل بكتاب
الله في كثير من بلاد المسلمين قد أوقع بعضاً منهم بأمور خطيرة ومصيبة
عظيمة إما عن حسن نية وجهل ، وإما عن معرفة وعلم وقصد سيئ وأعداء الإسلام
كثيرون من بلاد الإسلام وخارجها وصدق الله القائل وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ والقائل قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ
ولا شك أن من أعظم ما تغزى به الأمم هو غزوها في أعظم مقوماتها ، والأمة
المسلمة أعظم ما تمنى به هو محاولة العبث بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وإن أعداء الإسلام منذ القدم
وهم يحاولون زعزعة المسلمين عن كتابهم العظيم الذي فيه عزتهم ورشدهم
وصوابهم ، والذى إن تمسكوا به لن يضلوا أبداً فهم دائماً وأبداً يحاولون
تحريفه بالزيادة فيه أو النقص منه أو بتغيير بعض الكلمات والعبارات ؛
لتحقيق ما يهدفون إليه من نزع الثقة منه ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو
كره الكافرون ، والأخطر من كل ذلك والأدهى والأمرُّ أن يحاولوا في هذه
المرة انتزاع القرآن من عربيته فيكتب بحروف أعجمية أو لاتينية بحجة تقريبه
وفهمه لأبناء المسلمين قاطبة عربهم وعجمهم وهذا بلا شك من أعظم الوسائل
لطمس القرآن وتمزيقه وهو بهذا يكون عرضة للتغيير والتبديل والتحريف حيث إن
اللغات الأعجمية متعددة وحروفها كذلك فيترتب على ذلك الفعل الذميم أن كل
شعب من شعوب الأرض له قرآنه الذي كتب بحروف ذلك الشعب وهكذا حتى تتعدد
المصاحف بتعدد لغات الشعوب وبهذا يضيع كتاب الله وتتلاشى فائدته وعموميته
وإعجازه ، ولا غرو أن يصدر هذا العمل من عدو للقرآن وكاره للغة العربية
حريص على زوالها واستبدالها بغيرها من اللغات اللاتينية والأعجمية والقرآن
عربي بإجماع المسلمين قال تعالى : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ
إن هذا العمل حقيقته تجريد القرآن عن معجزته الخالدة التي تكمن في فصاحته
وبلاغته وجودة أساليبه وعباراته ؛ لأن ذلك لن يكون إلا باللغة التي نزل بها
والقرآن نزل بلسان عربي مبين .وهناك كتاب لمن اراد المزيد للشيخ صالح على
العود.جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .قرأته بشوق ولهفة ،
وتتبعت حجج الشيوخ والعلماء ، التي اعتمدوها في إصدار حكمهم بمنع وتحريم
تغيير هيئة الرسم العثماني ، فوجدتها تؤول - في مجموعها - إلى أمرين خطيرين
تنتج عنهما آثار ناسفة لمقومات الأُمة الإسلامية كلها ، وهما :
1 - محاربة اللغة العربية . .
2 - تغيير الرسم الاصطلاحي للمصحف العثماني . .
ومحاربة اللغة العربية هي محاربة لجميع علومها ، واحتقار وازدراء لأهلها ، وأفكارهم واجتهاداتهم . .
وقد أجمع العلماء - قديماً وحديثَاَ -
على وجوب تعلم العربية ، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . ولم يكن
الرب - سبحانه - عاجزاً عن إنزال القرآن بلغة غير العربية ، ومن هنا ينبعث
الحسد والحقد في صدور الأعداء ! ومن هنا - أيضاً - نعتقد أنَّ كلَّ من حارب
اللغة العربية فإنما يحارب اللغة التي اختارها الله ، ومن ثمَّ فهو يتهم
الله في اختياره ! وبالتالي فهو كافر ، لأنَّه لا يقدِّس الله ولا ينزِّهُه
عن النقص ، تعالى الله عن ذلك عُلوّاً كبيراً . .
لكنَّ الكفَّار يدركون : أنه ما سادت
لغة في أمة إلاَّ ساد فكرها ، ومتى خضعت أمة لغزو لغة وفكرها إلاَّ كانت
تابعة مأمورة ، وذلك ما يخيفهم !
أمَّا محاولتهم لتغيير الرسم العثماني
فيكفي لرده أنه سيفتح باب الذرائع للأفكار المغرضة . بالإضافة إلى عجز
اللغة اللاتينية عن تحمل مضامين الحروف العربية وخصائصها . .
ولا عجب أن يقوم بنشر هذه الدعوة
البغيضة : الأعداء والمنافقون . . . لكن العجب أن يحملها وينافح عنها مدعو
الإسلام ، والمسلمون ، ويكلفون أنفسهم إيجاد البراهين المسوغة لها . .
وليسمح لي مؤيدو هذه الدعوة من
المسلمين أن أقول لهم : إن كنتم مخلصين في نشر الإسلام وتيسيره على من أسلم
أو نسي لغته ، فاجتهدوا في تعليم اللغة العربية ونشرها بكل ما تطيقون ،
كما نشر الغرب فينا لغته وغزانا بفكره . . . فإنكم بذلك ستجذرون لعقيدة
الإسلام . .
وأتوجه بتنبيه لكلِّ من أسلم صادقاً -
ولا يعرف العربية - أن يكون حذراً من قراءة ترجمة القرآن ، وعليه أن يعرض
ما فهمه منها على شيوخ الإسلام ، الذين يتقنون فَهْمَ أسلوب القرآن ،
ليصححوا له المفاهيم ، وينبِّهوه إلى المحاذير . واللّه نسأل أن يصلح أحوال
المسلمين ويوحد صفوفهم وكلمتهم على الحق والهدى ، وأن يجعل كيد الأعداء في
نحورهم إنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله
وصحبه أجمعين . .
الحمد للّه نحمده ونستعينه ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا آله إلا الله
وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد .فإن الجهل بكتاب
الله في كثير من بلاد المسلمين قد أوقع بعضاً منهم بأمور خطيرة ومصيبة
عظيمة إما عن حسن نية وجهل ، وإما عن معرفة وعلم وقصد سيئ وأعداء الإسلام
كثيرون من بلاد الإسلام وخارجها وصدق الله القائل وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ والقائل قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ
ولا شك أن من أعظم ما تغزى به الأمم هو غزوها في أعظم مقوماتها ، والأمة
المسلمة أعظم ما تمنى به هو محاولة العبث بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وإن أعداء الإسلام منذ القدم
وهم يحاولون زعزعة المسلمين عن كتابهم العظيم الذي فيه عزتهم ورشدهم
وصوابهم ، والذى إن تمسكوا به لن يضلوا أبداً فهم دائماً وأبداً يحاولون
تحريفه بالزيادة فيه أو النقص منه أو بتغيير بعض الكلمات والعبارات ؛
لتحقيق ما يهدفون إليه من نزع الثقة منه ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو
كره الكافرون ، والأخطر من كل ذلك والأدهى والأمرُّ أن يحاولوا في هذه
المرة انتزاع القرآن من عربيته فيكتب بحروف أعجمية أو لاتينية بحجة تقريبه
وفهمه لأبناء المسلمين قاطبة عربهم وعجمهم وهذا بلا شك من أعظم الوسائل
لطمس القرآن وتمزيقه وهو بهذا يكون عرضة للتغيير والتبديل والتحريف حيث إن
اللغات الأعجمية متعددة وحروفها كذلك فيترتب على ذلك الفعل الذميم أن كل
شعب من شعوب الأرض له قرآنه الذي كتب بحروف ذلك الشعب وهكذا حتى تتعدد
المصاحف بتعدد لغات الشعوب وبهذا يضيع كتاب الله وتتلاشى فائدته وعموميته
وإعجازه ، ولا غرو أن يصدر هذا العمل من عدو للقرآن وكاره للغة العربية
حريص على زوالها واستبدالها بغيرها من اللغات اللاتينية والأعجمية والقرآن
عربي بإجماع المسلمين قال تعالى : وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ
إن هذا العمل حقيقته تجريد القرآن عن معجزته الخالدة التي تكمن في فصاحته
وبلاغته وجودة أساليبه وعباراته ؛ لأن ذلك لن يكون إلا باللغة التي نزل بها
والقرآن نزل بلسان عربي مبين .وهناك كتاب لمن اراد المزيد للشيخ صالح على
العود.جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .قرأته بشوق ولهفة ،
وتتبعت حجج الشيوخ والعلماء ، التي اعتمدوها في إصدار حكمهم بمنع وتحريم
تغيير هيئة الرسم العثماني ، فوجدتها تؤول - في مجموعها - إلى أمرين خطيرين
تنتج عنهما آثار ناسفة لمقومات الأُمة الإسلامية كلها ، وهما :
1 - محاربة اللغة العربية . .
2 - تغيير الرسم الاصطلاحي للمصحف العثماني . .
ومحاربة اللغة العربية هي محاربة لجميع علومها ، واحتقار وازدراء لأهلها ، وأفكارهم واجتهاداتهم . .
وقد أجمع العلماء - قديماً وحديثَاَ -
على وجوب تعلم العربية ، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . ولم يكن
الرب - سبحانه - عاجزاً عن إنزال القرآن بلغة غير العربية ، ومن هنا ينبعث
الحسد والحقد في صدور الأعداء ! ومن هنا - أيضاً - نعتقد أنَّ كلَّ من حارب
اللغة العربية فإنما يحارب اللغة التي اختارها الله ، ومن ثمَّ فهو يتهم
الله في اختياره ! وبالتالي فهو كافر ، لأنَّه لا يقدِّس الله ولا ينزِّهُه
عن النقص ، تعالى الله عن ذلك عُلوّاً كبيراً . .
لكنَّ الكفَّار يدركون : أنه ما سادت
لغة في أمة إلاَّ ساد فكرها ، ومتى خضعت أمة لغزو لغة وفكرها إلاَّ كانت
تابعة مأمورة ، وذلك ما يخيفهم !
أمَّا محاولتهم لتغيير الرسم العثماني
فيكفي لرده أنه سيفتح باب الذرائع للأفكار المغرضة . بالإضافة إلى عجز
اللغة اللاتينية عن تحمل مضامين الحروف العربية وخصائصها . .
ولا عجب أن يقوم بنشر هذه الدعوة
البغيضة : الأعداء والمنافقون . . . لكن العجب أن يحملها وينافح عنها مدعو
الإسلام ، والمسلمون ، ويكلفون أنفسهم إيجاد البراهين المسوغة لها . .
وليسمح لي مؤيدو هذه الدعوة من
المسلمين أن أقول لهم : إن كنتم مخلصين في نشر الإسلام وتيسيره على من أسلم
أو نسي لغته ، فاجتهدوا في تعليم اللغة العربية ونشرها بكل ما تطيقون ،
كما نشر الغرب فينا لغته وغزانا بفكره . . . فإنكم بذلك ستجذرون لعقيدة
الإسلام . .
وأتوجه بتنبيه لكلِّ من أسلم صادقاً -
ولا يعرف العربية - أن يكون حذراً من قراءة ترجمة القرآن ، وعليه أن يعرض
ما فهمه منها على شيوخ الإسلام ، الذين يتقنون فَهْمَ أسلوب القرآن ،
ليصححوا له المفاهيم ، وينبِّهوه إلى المحاذير . واللّه نسأل أن يصلح أحوال
المسلمين ويوحد صفوفهم وكلمتهم على الحق والهدى ، وأن يجعل كيد الأعداء في
نحورهم إنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله
وصحبه أجمعين . .