"اللوجندا"
لغة تنتشر في جنوب شرق أوغندا، ويتكلم بها ما يزيد عن ثلاثة مليون مسلم.
وكانت أول ترجمة للقرآن بهذه اللغة قد ظهرت على أيدي بعض المنصرين سنة
1973م، وأعيدت طباعتها سنة 1983م، وكُتبت هذه الترجمة بالأحرف اللاتينية،
وكان الهدف منها تضليل من هداه الله للإسلام، والتلبيس على المسلمين .
وقد
تشكلت لجنة علمية، ضمت العديد من خريجي الجامعات الإسلامية؛ كالأزهر
الشريف في مصر، وجامعة الملك عبد العزيز في الرباط، والجامعة الإسلامية في
المدينة المنورة، وأوكل إليها القيام بترجمة معاني القرآن للغة ( اللوجندا )
مراعية لطبيعة النص القرآني وخصائصه، ومستوفية للشروط العلمية للترجمة .
وقد
قامت هذه اللجنة بوضع ترجمة كاملة للقرآن الكريم، وفق المعايير المعتبرة
بهذا الخصوص، ويُؤمل أن تكون هذه الترجمة على المستوى الذي يليق بالقرآن
الكريم. وقد قطعت اللجنة شوطًا جيدًا، وجهدًا طيبًا في إعداد هذه الترجمة،
وهي على وشك وضعها بين أيدي طالبيها، والمستفيدين منها .
وبهذه
المناسبة، لا بد من القول: إن ميدان ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات
العالم الحية، يحتاج إلى جهود مضنية، وتعاون على المستويات كافة؛ وهو يحتاج
أول ما يحتاج إلى تكوين هيئة عالمية للقرآن الكريم، تكون على علم أصيل
بمعرفة تفسير كتاب الله، وعلى دراية واسعة بتبليغ معاني القرآن الكريم
لشعوب العالم الإسلامي، على اختلاف لغاتها، وتباين أجناسها، حاملة شعار
مصحف لكل إنسان، وتفسير لكل إنسان .
والمتتبع
لتاريخ الإسلام في القارة السمراء، يجد أن الدعوة الإسلامية في تلك
القارة، قد بدأت منذ فجر الإسلام، وتوالى الدعاة على نشر دين الإسلام في
هذه القارة جيلاً بعد جيل، ولم تتوقف تلك الجهود - رغم كل المحاولات
الساعية لإيقافها والحد منها - إلى يومنا هذا، وهي ماضية بأمر ربها، لا
تلوي على أحد، واضعة نصب عينيها قوله تعالى: { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون } (التوبة:122) .
ومما
ساعد على السير في هذا الاتجاه، إرسال الشعوب الإفريقية العديد من أبنائها
إلى حواضر العالم الإسلامي، كمصر والسعودية لتلقي العلم الشرعي من تلك
البلاد، ثم العودة إلى بلادها، وقد تزودت بالعلم الذي يؤهلها لنشر دعوة
الإسلام في تلك الربوع، وتوعية الناس بحقيقة دينهم، ورد كل ما يبذل من جهود
تنصيرية، يقوم بها أعداء هذا الدين في القارة الإفريقية، لرد المسلمين عن
دينهم، وفتنتهم عن عقيدتهم. مع العلم أن نسبة كبيرة من الشعوب الإسلامية في
القارة الأفريقية، ما زالت لا تقرأ ولا تكتب، وهي تحتاج إلى من يبلغها
رسالة الإسلام تبليغًا شفويًا، الأمر الذي لا يمكن أن يتصدى له ويقوم به
إلا من درس اللغة العربية وعلومها على أيدي أبنائها، وتلقى فقه علوم
الإسلام من معين علمائه، ليشرحوا لأبناء جلدتهم أمر دينهم، ويفقهوهم في
أحكامه، وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم .
ويُشار
بهذا الصدد، إلى أن القيام بدراسة علمية متأنية للشعوب الإسلامية في
القارة الإفريقية، ودراسة لغاتها الرئيسة، والعمل على التنسيق بين جامعات
العالم الإسلامي لاستقبال طلاب العلم من تلك البلاد، وتزويدهم بالعلم
الشرعي، ومن ثم الدفع بهم إلى بلادهم لنشر العلم الشرعي بين شعوبهم، نقول:
إن القيام بذلك سيكون له أكبر الأثر، في نشر الإسلام بين أبناء شعوب العالم
الإسلامي .