عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله رواه البخاري
الشرح
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف في باب النفقة على الأهل كلها تدل على فضيلة الإنفاق على الأهل وأنه أفضل من الإنفاق في سبيل الله وأفضل من الإنفاق في الرقاب وأفضل من الإنفاق على المساكين وذلك لأن الأهل ممن ألزمك الله بهم وأوجب عليك نفقتهم فالإنفاق عليهم فرض عين والإنفاق على من سواهم فرض كفاية وفرض العين أفضل من فرض الكفاية وقد يكون الإنفاق على من سواهم على وجه التطوع والفرض أفضل من التطوع لقول الله تعالى في الحديث القدسي ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه لكن الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويزهده في الواجب فتجده مثلا يحرص على الصدقة ويدع الواجب يتصدق على مسكين أو ما أشبه ذلك ويدع الواجب لأهله يتصدق على مسكين أو نحوه ويدع الواجب لنفسه كقضاء الدين مثلا تجده مدينا يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفي ويذهب يتصدق على المساكين وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع وما أشبه ذلك ويدع الواجب وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة فهو سفه في العقل وضلال في الشرع والواجب على المسلم أن يبدأ بالواجب الذي هو محتم عليه ثم بعد ذلك ما أراد من التطوع بشرط ألا تكون مسرفا ولا مقطرا فتخرج عن سبيل الاعتدال لقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما يعني لا إقتار ولا إسراف بل قواما ولم يقل بين ذلك فقط بل بين ذلك قواما قد يكون الأفضل أن تزيد أو أن تنقص أو بين ذلك بالوسط على كل حال هذه الأحاديث كلها تدل على أنه يجب على الإنسان أن ينفق على من عليه نفقته وأن إنفاقه على من عليه نفقته أفضل من الإنفاق على الغير وفي هذه الأحاديث أيضا التهديد والوعيد على من ضيع عمن يملك قوته وهو شامل للإنسان وغير الإنسان فالإنسان يملك الأرقة مثلا ويملك المواشي من إبل وبقر وغنم فهو آثم إذا ضيع من يلزمه قوته من آدميين أو غير آدميين كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوتهم واللفظ الثاني في غير مسلم كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت وفي هذا دليل على وجوب رعاية من ألزمك الله بالإنفاق عليه
الشرح
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف في باب النفقة على الأهل كلها تدل على فضيلة الإنفاق على الأهل وأنه أفضل من الإنفاق في سبيل الله وأفضل من الإنفاق في الرقاب وأفضل من الإنفاق على المساكين وذلك لأن الأهل ممن ألزمك الله بهم وأوجب عليك نفقتهم فالإنفاق عليهم فرض عين والإنفاق على من سواهم فرض كفاية وفرض العين أفضل من فرض الكفاية وقد يكون الإنفاق على من سواهم على وجه التطوع والفرض أفضل من التطوع لقول الله تعالى في الحديث القدسي ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه لكن الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويزهده في الواجب فتجده مثلا يحرص على الصدقة ويدع الواجب يتصدق على مسكين أو ما أشبه ذلك ويدع الواجب لأهله يتصدق على مسكين أو نحوه ويدع الواجب لنفسه كقضاء الدين مثلا تجده مدينا يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفي ويذهب يتصدق على المساكين وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع وما أشبه ذلك ويدع الواجب وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة فهو سفه في العقل وضلال في الشرع والواجب على المسلم أن يبدأ بالواجب الذي هو محتم عليه ثم بعد ذلك ما أراد من التطوع بشرط ألا تكون مسرفا ولا مقطرا فتخرج عن سبيل الاعتدال لقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما يعني لا إقتار ولا إسراف بل قواما ولم يقل بين ذلك فقط بل بين ذلك قواما قد يكون الأفضل أن تزيد أو أن تنقص أو بين ذلك بالوسط على كل حال هذه الأحاديث كلها تدل على أنه يجب على الإنسان أن ينفق على من عليه نفقته وأن إنفاقه على من عليه نفقته أفضل من الإنفاق على الغير وفي هذه الأحاديث أيضا التهديد والوعيد على من ضيع عمن يملك قوته وهو شامل للإنسان وغير الإنسان فالإنسان يملك الأرقة مثلا ويملك المواشي من إبل وبقر وغنم فهو آثم إذا ضيع من يلزمه قوته من آدميين أو غير آدميين كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوتهم واللفظ الثاني في غير مسلم كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت وفي هذا دليل على وجوب رعاية من ألزمك الله بالإنفاق عليه