صاحب العصا المضيئة
عباد بن بشر
إنه عباد بن بشر -رضي الله عنه-، أحد الأنصار الذي أسلموا على يد
مصعب
بن عمير -رضي الله عنه- قبل هجرة الرسول ( إلى المدينة، وشهد عباد مع
الرسول ( الغزوات كلها وأبلى فيها بلاء حسنا، وهو من الذين قتلوا اليهودي
كعب بن الأشرف الذي كان يؤذي النبي ( ويضايقه ويحرض قومه على أذاه، فخلصوا
الإسلام من شروره.
وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن عباد: ثلاثة
من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً كلهم من بني عبد الأشهل؛ أسيد بن
حضير وسعد بن معاذ
وعباد بن بشر. [ابن إسحاق والحاكم].
وكانت عصاه تضيء له إذا خرج من عند رسول الله ( إلى بيته ليلاً، ودعا له النبي ( قائلاً: (اللهم اغفر له) [البخاري].
وعرف
عباد بشجاعته وفروسيته وقوته في الحرب، وقد أظهر مواقف بطولية كثيرة تدل
على حبه للجهاد ورغبته في الشهادة في سبيل الله، ويحكى أنه بعد غزوة ذات
الرقاع نزل رسول الله ( وصحابته في مكان يبيتون فيه، واختار الرسول (
نفرًا للحراسة ومنهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر، وبينما هما يحرسان قال
عباد لعمار: أي الليل تحب أن تحرس، أوله أم آخره؟
فقال عمار: بل آخره،
فنام عمار، ووقف عباد يصلي بجواره، فجاء رجل من العدو فرأى عبادًا يصلي؛
فأخرج سهما ثم رمى به عبادا، فأصابه في جسده، فنزعه عباد، وظل واقفا يصلي
فرماه الرجل بسهم ثان، فنزعه عباد -أيضًا-، وظل يصلي فرماه الرجل بسهم آخر
فنزعه عباد، وواصل صلاته حتى أتمها، ثم أيقظ عمارا فهرب الرجل.
ونظر
عمار إلى عباد فوجد دماءه تسيل، فقال له: سبحان الله: أفلا أيقظتني أول ما
رماك؟ فقال عباد: كنت أقرأ سورة الكهف في صلاتي، فلم أحب أن أقطعها حتى
أنتهي منها، فلما تابع عليَّ الرمي ركعت فآذنتك، وأيم الله لولا أن أضيع
ثغرًا (أترك مكانًا) أمرني رسول الله ( بحفظه لآثرت الموت على أن أقطع تلك
الآيات التي كنت أتلوها.
وظل عباد بن بشر -رضي الله عنه- يجاهد ويغزو
في سبيل الله ونصرة دينه حتى جاءت معركة اليمامة في عهد أبى بكر الصديق
-رضي الله عنه-، فخرج مع المسلمين لمحاربة المرتدين وقتال مسيلمة الكذاب
ومن معه.
ويحكى أن عبادًا نام في الطريق بعض الوقت ثم استيقظ فرحًا
مستبشرًا لأنه رأى في منامه رؤيا لم تلبث أن تحققت مع طلوع الشمس على أرض
المعركة، وحكى عباد تلك الرؤيا لأبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، فقال له:
لقد رأيت في منامي كأن السماء قد فرجت (فتحت) لي، ثم دخلت فيها ثم أطبقت
عليّ، فهي إن شاء الله الشهادة، فقال له أبو سعيد: خيرًا والله رأيت.
وبدأت
معركة اليمامة واشتد القتال، وكاد المسلمون أن ينهزموا فصاح عباد بأعلى
صوته في الأنصار قائلاً: حطموا جفون السيوف (أي: كسروا أغمادها حتى لا تعود
إليها مرة ثانية)، وتميزوا من الناس (أي: ابعدوا عن الناس حتى تظهر
بطولتكم فيكون ذلك حافزًا على القتال)، وأخلصونا أخلصونا (أي أخلصوا في
الحرب والقتال).
ثم انطلق أربعمائة رجل من الأنصار، وكان في مقدمتهم عباد بن بشر
والبراء بن مالك، وهجموا على باب الحديقة التي كان يختفي فيها مسيلمة وبعض أنصاره.
وتذكر
عباد قول النبي (: الأنصار شعار، والناس دثار.[مسلم] (بمعنى أنهم بطانة
النبي (، وخاصته دون سائر الناس)، فقاتل عباد بشجاعة حتى رزقه الله -عز
وجل- الشهادة في تلك المعركة، وكان ذلك في العام الثاني عشر من الهجرة.
وقد
وجد في جسده جراحات كثيرة حتى أن الصحابة لم يعرفوه، ولم يعرفه إلا صديقه
أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- بعلامة فيه كان يعرفها، وحينئذ كان عباد قد
بلغ من العمر خمسًا وأربعين سنة، فرضى الله عنك ورحمك يا عباد.
عباد بن بشر
إنه عباد بن بشر -رضي الله عنه-، أحد الأنصار الذي أسلموا على يد
مصعب
بن عمير -رضي الله عنه- قبل هجرة الرسول ( إلى المدينة، وشهد عباد مع
الرسول ( الغزوات كلها وأبلى فيها بلاء حسنا، وهو من الذين قتلوا اليهودي
كعب بن الأشرف الذي كان يؤذي النبي ( ويضايقه ويحرض قومه على أذاه، فخلصوا
الإسلام من شروره.
وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن عباد: ثلاثة
من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً كلهم من بني عبد الأشهل؛ أسيد بن
حضير وسعد بن معاذ
وعباد بن بشر. [ابن إسحاق والحاكم].
وكانت عصاه تضيء له إذا خرج من عند رسول الله ( إلى بيته ليلاً، ودعا له النبي ( قائلاً: (اللهم اغفر له) [البخاري].
وعرف
عباد بشجاعته وفروسيته وقوته في الحرب، وقد أظهر مواقف بطولية كثيرة تدل
على حبه للجهاد ورغبته في الشهادة في سبيل الله، ويحكى أنه بعد غزوة ذات
الرقاع نزل رسول الله ( وصحابته في مكان يبيتون فيه، واختار الرسول (
نفرًا للحراسة ومنهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر، وبينما هما يحرسان قال
عباد لعمار: أي الليل تحب أن تحرس، أوله أم آخره؟
فقال عمار: بل آخره،
فنام عمار، ووقف عباد يصلي بجواره، فجاء رجل من العدو فرأى عبادًا يصلي؛
فأخرج سهما ثم رمى به عبادا، فأصابه في جسده، فنزعه عباد، وظل واقفا يصلي
فرماه الرجل بسهم ثان، فنزعه عباد -أيضًا-، وظل يصلي فرماه الرجل بسهم آخر
فنزعه عباد، وواصل صلاته حتى أتمها، ثم أيقظ عمارا فهرب الرجل.
ونظر
عمار إلى عباد فوجد دماءه تسيل، فقال له: سبحان الله: أفلا أيقظتني أول ما
رماك؟ فقال عباد: كنت أقرأ سورة الكهف في صلاتي، فلم أحب أن أقطعها حتى
أنتهي منها، فلما تابع عليَّ الرمي ركعت فآذنتك، وأيم الله لولا أن أضيع
ثغرًا (أترك مكانًا) أمرني رسول الله ( بحفظه لآثرت الموت على أن أقطع تلك
الآيات التي كنت أتلوها.
وظل عباد بن بشر -رضي الله عنه- يجاهد ويغزو
في سبيل الله ونصرة دينه حتى جاءت معركة اليمامة في عهد أبى بكر الصديق
-رضي الله عنه-، فخرج مع المسلمين لمحاربة المرتدين وقتال مسيلمة الكذاب
ومن معه.
ويحكى أن عبادًا نام في الطريق بعض الوقت ثم استيقظ فرحًا
مستبشرًا لأنه رأى في منامه رؤيا لم تلبث أن تحققت مع طلوع الشمس على أرض
المعركة، وحكى عباد تلك الرؤيا لأبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، فقال له:
لقد رأيت في منامي كأن السماء قد فرجت (فتحت) لي، ثم دخلت فيها ثم أطبقت
عليّ، فهي إن شاء الله الشهادة، فقال له أبو سعيد: خيرًا والله رأيت.
وبدأت
معركة اليمامة واشتد القتال، وكاد المسلمون أن ينهزموا فصاح عباد بأعلى
صوته في الأنصار قائلاً: حطموا جفون السيوف (أي: كسروا أغمادها حتى لا تعود
إليها مرة ثانية)، وتميزوا من الناس (أي: ابعدوا عن الناس حتى تظهر
بطولتكم فيكون ذلك حافزًا على القتال)، وأخلصونا أخلصونا (أي أخلصوا في
الحرب والقتال).
ثم انطلق أربعمائة رجل من الأنصار، وكان في مقدمتهم عباد بن بشر
والبراء بن مالك، وهجموا على باب الحديقة التي كان يختفي فيها مسيلمة وبعض أنصاره.
وتذكر
عباد قول النبي (: الأنصار شعار، والناس دثار.[مسلم] (بمعنى أنهم بطانة
النبي (، وخاصته دون سائر الناس)، فقاتل عباد بشجاعة حتى رزقه الله -عز
وجل- الشهادة في تلك المعركة، وكان ذلك في العام الثاني عشر من الهجرة.
وقد
وجد في جسده جراحات كثيرة حتى أن الصحابة لم يعرفوه، ولم يعرفه إلا صديقه
أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- بعلامة فيه كان يعرفها، وحينئذ كان عباد قد
بلغ من العمر خمسًا وأربعين سنة، فرضى الله عنك ورحمك يا عباد.