قصيدة في حب المصطفى عليه الصلاة والسلام
نُحبُّـك إنّ الحُـبَّ آيَتُـكَ الكُـبـرى
هَزمْتَ بهِ الطاغوتَ والبغي والكُفـرا
وأعليتـهُ شـأنـاً وزوّدتـنـا بــه
فصارَ لنا نهْجأ وصرْنـا بـه فخْـرا
ومن داجياتِ الشرْك ِ والجهل سيّـدي
طلعْتَ بـهِ للنـاس قاطبـة ً فَجْـرا
وأشْرقتَ بـدراً قـد توَضّـأ بالسنـا
فلمْ نَـرَ بـدراً قبلَـهُ نـوّرَ البَـدرا
نُحبُّك فالحُـبّ ُ الـذي أنْـت رمـزُهُ
يُوحّدُنـا فكـرا ويرْفعُـنـا قــدْرا
ويجْعلُـنـا للتائـهـيـن مـنــارةً
بها يهْتدي من تاه عنْ درْبـه شِبْـرا
شددْنـا بــه أرواحـنـا وقُلوبَـنـا
وكانَ لنـا فـي كـلّ ملْحَمَـةٍ أزرا
زحَفنا بهِ نغْزو القلـوبَ ،، سلاحُنـا
كـلامٌ مـن القُـرآن ِ نحْملُـهُ فِكْـرا
أَلِنّـا عصيّـاتِ العـقـولِ بـآيـه ِ
فما جحدتْ من بعـد إيمانهـا أمْـرا
وجادتْ ولم تحْفـلْ بدُنيـا غـرورة ٍ
ومنْ رُزق التوحيد لمْ يأبـه العُمْـرا
حمَلنـا بـه للنـاس منـك رسالـة ً
مددْنا بهـا للفتْـح أضلاعَنـا جسْـرا
وصلْنا حُدودَ الصينِ،، في كًلّ موطئ ٍ
يعانقُنـا نصـرٌ فنُتْبـعُـهُ نـصْـرا
ومـا تعِبَـتْ يومـاً سرايـا جهادِنـا
اذا اقٌتحَمَتْ بـرّاً وانْ ركِبَـتْ بحْـرا
فَسَلْ تونس الخضراء،، زيْتون أرضِها
وسلْ قيروانَ الفاتحينْ وسـلْ مِصـرا
أليْـس بحـدّ الحُـبِ رقّـتْ قلوبُهـا
فجاءتْ الى الاسلامِ أفواجٌهـا تتْـرى
وليْس بحـد السيْـف فالسيْـفُ آلـة ٌ
اذا عافهـا الايمـانُ أدْمنـت الشّـرا
وكانـت وصايـاك الدليـلَ لزحْفنـا
فلا تهدموا دارا ولا تطْعنـوا غـدْرا
ولا تقطعوا زرعاً ولا تُسلبـوا فتـىً
ولا تقتلوا شيْخـا ولا أمَـة ً حيْـرى
اذا كان للأخلاق فـي الحـرب سيّـدٌ
فإنـك للأخـلاق سيّـدُهـا طُــرّا
عجيبٌ هو الحبُ الـذي جئتنـا بـه
وأعجبُ مـا فيـه سماحتُـهُ حصْـرا
فـأيُ نبـي ٍ فـي الديانـات كلِّهـا
مُقابل حرْف واحدٍ أطلـق الاسـرى
نحبُّـك،، أيْ والله نبـضُ قلوبِـنـا
يُـرددُ طـه والعلـيـمُ بـهـا أدرى
فحُبك فـي الاولـى ينيـرُ طريقنـا
وحُبُّك فـي الاُخـرى يُجنّبُنـا سقْـرا
وحُبك في الداريـن خيـرٌ ونعمـة ٌ
ونحنُ به اولى ونحْـنُ بهـا أحْـرى
اليكَ أبـا الزهـراء هاجـرَ خافقـي
فحُبُّك في الاحشـاء أوْقدهـا جمْـرا
يُحاصرُني أنّـى اتجهْـتُ يحوطُنـي
ويعْصرُني عصْـرا فأنظُمُـهُ شعْـرا
وأسكُبُهُ شهْداً وفـي الشهـد حكْمـة ٌ
متى ذاقَهُ المعلول مـن دائـه يبـرا
أما والـذي أعْطـى فأرضـى نبيّـهُ
وعنْد اشتداد الخطْبِ ألْهمَـهُ الصبْـرا
جرى حُبّ طه فـي القلـوب تدفقـاً
وما زال فيّاضا وما انقطعَ المجـرى
فمـا كـان فظـاً او غليظـاً فـؤادهُ
ولا حامـلاً غِـلاّ ولا مانعـاً خيْـرا
ولا قابلا جارا يبيتُ علـى الطِـوى
ولا طالبـا اذ ْ راح يُطعمُـهُ أجْـرا
ولا كانـزاً مـالاً ولا غائـلاً يــداً
ولا ناكثا عهْـداً ولا فاضحـاً سـرّا
ولا سائـلاً الآّ الـذي فلـقَ النـوى
ولا طائـعـاً إلآ لخالـقـه أمــرا
بنى دولة ً فـوق الحصيـر مهيبـة ً
ولمْ يعْتمرْ تاجا ً ولمْ يتخـذ ْ قصـرا
هُما الوحيُ والاسراء فيه خصاصـة ٌ
فسُبْحان من أوحى وسُبْحان منْ أسرى
نُحبّـكّ إن الحُـب آيتُـك الكُـبـرى
ومنْهاجُنا في الحقِ آياتُـك الاُخـرى