كان سارقا من أشهر السراق، وكان يقود
عصابة من اللصوص عاثت في البلاد فسادا. وفي يوم من الأيام
أراد سرقة دار جاره، فعبر الحائط واستقر فوق السطح مع عصابته، وأخذ يستطلع من على
حركة أهل الدار وسكناتهم، حتى يفاجئهم حين ينامون. ولكنه رأى في إيوان الدار ـ
وكانت الدار مكشوفة من الطراز القديم الذي كان شائعا في الموصل قديما، رأى حلقة
للذكر فيها جمع من الناس يذكرون الله. وانتظر حتى تبين الخيط الأبيض من الخيط
الأسود من الفجر ثم غادر الدار مع عصابته ليعود إليها سبعة أيام متتالية، وليرى
حلقة الذكر حافلة بالناس، يذكرون الله. وفي اليوم الثامن قال اللص المشهور رئيس
العصابة لصاحب الدار، وكان رجلا ورعا تقيا نقيا كثير التدين، أمواله بيده لا
بقلبه، فهي للفقراء والمساكين والمحتاجين. قال اللص لصاحب الدار: أفي كل يوم تقيم حلقة
للذكر في دارك؟ واستغرب الرجل وقال: لم أعقد في داري حلقة للذكر منذ سنوات؟ وقال
اللص: الآن حصحص الحق، لقد حاولت سرقة دارك منذ سبعة أيام خلت، وكل يوم أدخل دارك
أجد حلقة للذكر في الإيوان، تستمر حتى مطلع الفجر. قال الرجلإن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)...
صدق الله العظيم.