السلام عليكم
أدعوكم لحضور حفل زفاف مغربي فمرحبا بكم
كلما اقترب فصل الصيف كلما زاد
الاقبال على أسواق بيع مستلزمات الأعراس و ارتفعت حرارة الأسعار و علا شأن
أشخاص و أشياء خفت الإقبال عليها في باقي الشهور...ففصل الصيف هو الفصل
المفضل لدى عموم المغاربة لإقامة أعراسهم...تختلف مدة الاحتفال و طقوسه
باختلاف منطقة اقامته و خلفيات اصحابه الثقافية الا ان هناك طقوسا تظل
قاسما مشتركا بين جهات المغرب...النكافة و النقاشة و
حمام العروسة و الحناء و الدفوع-هدية العروس-أمور لا يمكن الاستغناء عنها
في عرس مغربي...
زواج ليلة تدبيروعام ..
هكذا يقول المثل المغربي لكنه اصبح نوعا ما متجاوزا في ايام السرعة هذه...و
حتى العرس الذي كان يقام في سبعة ايام اصبح لا يتجاوز الثلاثة ايام...
تبدا بصباح يوم الجمعة...و كما يقال دخول الحمام ماشي
بحال خروجو...ينطبق الحال على هذا اليوم... حيث تذهب العروس الى
الحمام الذي يكون قد خضع لعملية تطهير و تعطير استقبالا للعروس و رفيقاتها
من العازبات اللواتي يدخلن الحمام حاملات الشموع المضاءة و مرددات صلوات
على سيدنا محمد...بعدها تاوي العروس الى منزلها الذي يكون قد امتلا
بالمدعوات اللواتي يمضين فترة انتظار عقد القران في الرقص على اغاني
اللعابات و هي فرقة نسائية تقوم بالرقص و الغناء...و اذا كانت ايام العرس
المغربي تتعدد فيها الوجوه و الاطباق و الفساتين فان شخصا تزداد اهميته في
مثل هذا اليوم و هو النكافة...امراة تتكلف ليس فقط بتزيين العروس
بالمجوهرات و التاج و الفساتين التقليدية و انما تاخذ على عاتقها كل صغيرة و
كبيرة من احضار النقاشة التي ستزيين ايدي و ارجل العروس بالحناء الى
التكلف بما يرافق موكب العروس من فرق موسيقية و ما شابه...
بعد قدوم العروس من الحمام الى
منزلها تلبسها النكافة قفطانا اخضر اللون و تزينها بما خف من زينة و
مجوهرات و تخرجها من الغرفة الى مكان الاحتفال تحت ترديدات الصلاة على
النبي محمد ص و هو ما يسمى بالتعشاق الذي تتلوه الزغاريد... تجلس العروس في
المكان المخصص لها بين المدعوات امامها مائدة مزينة بالحناء و الورد و
البيض و الشموع و العود القمري و البخور...لتبدا مهمة النقاشة...بعدها
بلحظات يعلن عن قدوم العريس و عائلته في موكب الدفوع-هدايا تشمل الاثواب و
الالبسة و المفروشات و قوالب السكر و احيانا يتقدمها عجل او خروف- يكون
الموكب مرفقا بالدقة المراكشية- و هي فرقة من الشباب تدق على الدفوف و
الطبول و الطعاريج-ياخذ بعدها العريس-الذي يكون هو ايضا قد خضع لمقولة خروج
و دخول الحمام- و الرجال الذين يرافقونه مكانهم في غرفة اخرى للمدعوين في
انتظار قدوم العدول و عقد القران و بعد تلاوة الفاتحة و و سماع الامداح
النبوية يعلن عن لحظة تناول العشاء و الذي يقدم فيه اطباق مغربية خاصة
بالافراح على راسها البسطيلة بالدجاج و طجين اللحم مزين بالبرقوق المعسل و
اللوز و تنهي الوجبة بالمشروبات و الفواكه ليشد المدعوون و المدعوات الرحيل
و لا يبقى الا اقرب المقربين و يستمر الحفل حيث يتواصل تقديم ما لذ و طاب
من الحلويات المغربية اشهرها كعب الغزال و البريوات و ياخذ العريس مكانه
بجوار عروسه و احيانا يشاركان الباقي الرقص و الاحتفال...
بعد ان ياخذ اهل العريس مكانهم في
الحفل و تكون الفرقة الموسيقية التي عهد اليها باحيائه في طور الاطمئنان
على سلامة الاتهم ييبقى العريس بجوار –الكوشة- يستمع لارشادات مساعدات
النكافة...و اذا كان قدوم العروس الى مكان الحفل يكون في نفس موكب التزمير
الذي اتى فيه العريس فبوصولها الى مدخل مكان الحفل تختلف وسيلة المواصلات و
التي تكون اما حصانا مزينا و معدا لحمل العروس الى داخل القاعة او تكون
العمارية هي المحمل و لا يختلف لون التكشيطة- لباس تقليدي-عن لون العمارية
فاذا كانت خضراء تكون التكشيطة في نفس اللون اما اذا كانت بيضاء فتحمل على
عمارية عصرية تسمى الكوكياجا و هو تعريب صدفية اللؤلؤ بالفرنسية تدخل
العروس بالعمارية محمولة على اكتاف اربعة شباب تزينوابالجابدور-لباس تقليدي
مكون من سترة و سروال- و السلهام و الطربوش الاحمر و على انغام اغنية -
للا العروسة جات - يرقص هؤلاء الفتية و عمارية العروس فوق اكتافهم و العريس
قرب الكوشة ينتظر انزال العروس بجواره..
و يستمر بعدها الحفل بين تقديم
ماكولات الحلو و المالح و المشروبات المتنوعة و رقصات المدعوين و المدعوات
على ما اختلف من اغاني شرقية و شعبية... الا انه بين الحين و الاخر يتم
توقيف هذه الرقصات باشارة من النكافة الى مغني العرس ايذانا بموعد تغيير
العروس لفستانها و ارتداء اخر جديد و قد تصل عدد مرات التغيير هذه الى 14
مرة حسب ذوق العروس تستعرض فيه ما خاطته من اثواب كما تعبر عن تميز
الخصوصية الثقافية للمغرب من خلال ارتداء اللبسة الشمالية
و اللبسة الشلحة-لباس الامازيغ-و في هذا الرداء يرافقها العريس
ايضا بلباس امازيغي و يرقصان رقصة الشلوح بهز الاكتاف على انغام امازيغية
...
في حين يكون للبسة
الفاسية المثقلة بالمجورهات طقسها الخاص حيث تحمل العروس على الطيفور-يتخذ شكل مائدة باربعة اذرع- دوما فوق
اكتاف اربعة شباب و يحمل العريس ايضا في طيفور اخر و يتم الرقص بالعريسين
جيئة و ذهابا تحت انغام اغنية-العروسة و العريس في الطيفور- و الزغاريد و
الصلاة و السلام على رسول الله...في هذه اللحظة يقف جميع من بقاعة الحفل
ليس للرقص و انما للتصفيق و ترديد الصلوات و التلويح للعروسين اللذين
يرشقان الحضور بوريقات الورود و الازهار...و تكون هذه اللحظة لحظة الاعلان
عن قرب انتهاء الحفل حيث ترتدي العروس في الاخير فستان عرس اوروبي الطابع و
يرتدي العريس بدوره بذلة و يقومان بتقطيع حلوى العرس تحت انغام غربية
يعقبه رقصة هادئة للعروسين...بعدها ينفض الحضور الا من اقرب المقربين الذين
يرافقون العروسين الى مكان ما مثل ضريح حسان بالرباط
في موكب تزمير سيارات جديد يلتقطون صورا لليلة لعمر تحت اضواء و جمال حسان
ليلا..
و لا يتنهي الاحتفال فعليا بالعروسين
الا بعد اليوم التالي يوم الاحد او يوم الفطور حيث
يقدم اهل العروسين الى منزلهما مهنئين مباركين محملين باشهى حلويات اللوز و
الماكولات و يمضون اليوم مع العروسين في الضحك و الرقص...ليشد بعدها
الزوجان الرحال الى حيث شهر العسل...و مبارك للجميع