رمضان نهاية الانتكاس ..
الحمد لله وبعد .. فإن المرء قد رأى من الملتزمين الكثير ولله الحمد ..
ولكن المحزن أن ترى ملتزما ينتكس والعياذ بالله .. وحينما تسأله لم تراجعت؟
أو لم تخليت عن الهدي الظاهر؟ غالبا تكون الإجابة إما صحبة السوء وإما سوء
الظن بالنفس ..
فأما صحبة السوء فلا شك أنها أم المصائب في الدين نعوذ بالله منها ونسأل
الله أن يبارك لنا في صحبة الخير. آمين. وأما سوء الظن بالنفس فهذا هو
الموضوع الذي أريد الكلام فيه .. فإن سوء الظن بالنفس له بعدان رئيسان ..
البعد الأول: ملاحظة حسن ظن الناس بك خاصة بسبب حرصك على الهدي الظاهر ..
والبعد الثاني: معرفتك بذنوبك ومعاصيك خاصة السرية منها التي لا يعلمها من
البشر أحد..
فيحدث النزاع النفسي الداخلي والذي له دلالة طيبة جدا في الواقع .. لأن
الإنسان المنافق هو الذي يفرح بمدح الناس له على ما ليس فيه وقد
ق+-------قال الله تعالى
في المنافقين {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} .. ولكن هل إذا مدحنا
الناس بما ليس فينا -كما هو دوما- ننتكس؟! كلا والله .. هذه فكرة شيطانية
يصد بها عن سبيل الله .. ولكن لم لا نفعل مثل الإمام أبي حنيفة رحمه الله !
قالت له امرأة يوما "أنت أبو حنيفة الذي يقوم الليل كله!" فتعجب الإمام أن
الناس يتناقلون عنه أنه يقوم الليل كله رغم أنه لا يفعل هذا! فماذا فعل؟
هل حلق لحيته؟! هل توقف عن دروس العلم؟! هل توقف عن الفتوى ؟! لا والله بل
قال "لا يتحدث الناس أني أقوم الليل كله ولا أقومه!" يعني تناول الجانب
الإيجابي في الموضوع فصار يقوم الليل كله منذ ذلك الحين وصار أبا حنيفة ..
.. لذلك قال بعض السلف "إذا جاءك الشيطان وأنت تصلي فقال لك إنك تطيل
الصلاة من أجل الناس فزدها طولا" وبهذا أنت ترغم الشيطان فيغتاظ منك
.. إذن نخلص من هذا الموضوع إلى أن علاج الشعور بالنفاق ليس الانتكاس بل
أن نحرص أن نكون باطنا أفضل منا ظاهرا .. وذلك بأن نحرص على أن يكون لنا
حال مع الله تعالى ورصيد وافر من العبادات السرية التي بينك وبين ربك
سبحانه .. مثل قيام الليل ولو بأقل القليل ولكن دون أن يراك أحد .. أو
قراءة وردك في الخفاء ونحو ذلك .. وهذا لا يمنع أن تفعل بعض العبادات
أحيانا أمام الناس بنية الدعوة والتشجيع على فعل الخير وتوفير صحبة صالحة
عملية لمن يحتاجها والله تعالى يقول {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار
سرا وعلانية} الإنفاق بالليل له فائدة والإنفاق بالنهار له فائدة ..
الإنفاق سرا له فائدة والإنفاق علانية له فائدة .. ثم أن ندعو كما في
الدعاء المأثور "اللهم اجعلني خيرا مما يظنون .. ولا تؤاخذني بما يقولون ..
واغفر لي ما لا يعلمون" والله سبحانه هو الذي نرجوه ونخشاه ونحبه سبحانه
وتعالى .. وقد قال في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما
شاء" ونحن نظن بالله عز وجل أنه سيوفقنا لما يجب ويرضى ويأخذ بأيدينا إليه
أخذ الكرام عليه .. والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله وسلم وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الحمد لله وبعد .. فإن المرء قد رأى من الملتزمين الكثير ولله الحمد ..
ولكن المحزن أن ترى ملتزما ينتكس والعياذ بالله .. وحينما تسأله لم تراجعت؟
أو لم تخليت عن الهدي الظاهر؟ غالبا تكون الإجابة إما صحبة السوء وإما سوء
الظن بالنفس ..
فأما صحبة السوء فلا شك أنها أم المصائب في الدين نعوذ بالله منها ونسأل
الله أن يبارك لنا في صحبة الخير. آمين. وأما سوء الظن بالنفس فهذا هو
الموضوع الذي أريد الكلام فيه .. فإن سوء الظن بالنفس له بعدان رئيسان ..
البعد الأول: ملاحظة حسن ظن الناس بك خاصة بسبب حرصك على الهدي الظاهر ..
والبعد الثاني: معرفتك بذنوبك ومعاصيك خاصة السرية منها التي لا يعلمها من
البشر أحد..
فيحدث النزاع النفسي الداخلي والذي له دلالة طيبة جدا في الواقع .. لأن
الإنسان المنافق هو الذي يفرح بمدح الناس له على ما ليس فيه وقد
ق+-------قال الله تعالى
في المنافقين {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} .. ولكن هل إذا مدحنا
الناس بما ليس فينا -كما هو دوما- ننتكس؟! كلا والله .. هذه فكرة شيطانية
يصد بها عن سبيل الله .. ولكن لم لا نفعل مثل الإمام أبي حنيفة رحمه الله !
قالت له امرأة يوما "أنت أبو حنيفة الذي يقوم الليل كله!" فتعجب الإمام أن
الناس يتناقلون عنه أنه يقوم الليل كله رغم أنه لا يفعل هذا! فماذا فعل؟
هل حلق لحيته؟! هل توقف عن دروس العلم؟! هل توقف عن الفتوى ؟! لا والله بل
قال "لا يتحدث الناس أني أقوم الليل كله ولا أقومه!" يعني تناول الجانب
الإيجابي في الموضوع فصار يقوم الليل كله منذ ذلك الحين وصار أبا حنيفة ..
.. لذلك قال بعض السلف "إذا جاءك الشيطان وأنت تصلي فقال لك إنك تطيل
الصلاة من أجل الناس فزدها طولا" وبهذا أنت ترغم الشيطان فيغتاظ منك
.. إذن نخلص من هذا الموضوع إلى أن علاج الشعور بالنفاق ليس الانتكاس بل
أن نحرص أن نكون باطنا أفضل منا ظاهرا .. وذلك بأن نحرص على أن يكون لنا
حال مع الله تعالى ورصيد وافر من العبادات السرية التي بينك وبين ربك
سبحانه .. مثل قيام الليل ولو بأقل القليل ولكن دون أن يراك أحد .. أو
قراءة وردك في الخفاء ونحو ذلك .. وهذا لا يمنع أن تفعل بعض العبادات
أحيانا أمام الناس بنية الدعوة والتشجيع على فعل الخير وتوفير صحبة صالحة
عملية لمن يحتاجها والله تعالى يقول {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار
سرا وعلانية} الإنفاق بالليل له فائدة والإنفاق بالنهار له فائدة ..
الإنفاق سرا له فائدة والإنفاق علانية له فائدة .. ثم أن ندعو كما في
الدعاء المأثور "اللهم اجعلني خيرا مما يظنون .. ولا تؤاخذني بما يقولون ..
واغفر لي ما لا يعلمون" والله سبحانه هو الذي نرجوه ونخشاه ونحبه سبحانه
وتعالى .. وقد قال في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي بي ما
شاء" ونحن نظن بالله عز وجل أنه سيوفقنا لما يجب ويرضى ويأخذ بأيدينا إليه
أخذ الكرام عليه .. والحمد لله رب العالمين .. وصلى الله وسلم وبارك على
نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين