كثيرون أولئك الذين ترسخ لديهم مفهوم طي العلم والكتب والأعمال والبرامج في رمضان؛ لأنه نقل عن بعض السلف أنهم كانوا إذا جاء رمضان طووا كتب العلم، وتفرّغوا للعبادة وقراءة القرآن..وغاب عنهم ما شهده رمضان من الانتصارات والفتوحات والدعوة؛
فغزوة بدر، وفتح مكة، وفتح البويب، وفتح النوبة، ومعركة بلاط الشهداء،
وفتح عمورية، وفتح شقحب...كانت مساهمات عظيمة في "شهر القرآن".
وليس خافياً أن صلاح الدين الأيوبي
قد أحرز انتصارات باهرة على الصليبيين حتى استخلص منهم معظم البلاد التي
استولوا عليها، وحين نصحه بعض رجاله أن يرتاح في شهر رمضان، خاف من انقضاء
الأجل وقال: إن العمر قصير والأجل غير مأمون، وواصل زحفه حتى استولى على قلعة صفد الحصينة في منتصف رمضان.
كل ذلك أبدى لنا أن الفاعلية لإنقاذ شريحة من البشرية تتجرع علقم الكفر، وتقطن مستنقع الجهل، وتعبث بها أيادي الفساد
هدي نبوي، وسنة متبعة، وأن الانكفاء حول الذات، والانطواء بالنفس بمنأى عن
المجتمع والتخلي عن سفينته بحجة التعبد والتحنث ثلمة تفضي إلى الغرق
بالسفينة، وتفشّي الفساد، وضعف التمسك بتعاليم الدين لدى الأمة.
واليوم ليست معاركنا مع محور الشر محصورة ومحدودة؛
فواقع الأمة وحالها متباين، وقدراتها مختلفة، فأحوال المصلحين المرابطين
تختلف من قطر إلى آخر؛ إذ إن المرابطة في البلاد المحتلة تختلف عن قطر فتح
الباب على مصراعيه للدعوة ونشر الفضيلة... وكذلك قدرات المصلحين ليست على
صعيد واحد أو نمط متوافق من جانب الأداء أو الوسائل المتاحة؛ فالجميع على
ثغرة لا تقل أهمية الحراسة فيها عن الثغور الأخرى.
فثمة قوى تأخذ أهبتها، وترفع جاهزيتها، وترصد المبالغ الباهظة، لإعداد برامج أكثر كثافة، وأتقن أداءً في شهر رمضان؛
هدفها إلهاء الأمة، وبث السموم في الجيل، وشرخ قيم المجتمع وأخلاقه على
الصعيد الفكري والثقافي والاجتماعي...عبر وسائل الإعلام بشتى طرقه، وتسخر
ما تملك من طاقات وإمكانيات بشرية ومادية، مما يجعل المصلحين أمام تحدٍ
كبير للوقوف في وجه طغيان الإعلام المضلل والمفسد لشبابنا والمهدد لقيمنا
الرفيعة وأعمدة بنائنا الفكري والحضاري ..
ويعني هذا أننا مطالبون بأن نواجه هذا التحدي؛ فنجعل رمضان أكثر فاعلية، وأكثر إيجابية في الدعوة عبر الوسائل المختلفة،
و علينا تقديم النفع للآخرين من خلال الفرص المتاحة، ونشر الفضيلة بين
المجتمع بالطرق السانحة؛ و لا نظل مكتوفي الأيدي، رهن الانطواء حول منافع
الذات القاصرة؛ بحجة أن هذا الشهر هو شهر القرآن والعبادة، ويجب أن تطوى
فيه جميع الأعمال الأخرى، وتُقاطَع جميعُ البرامج...فأهمية الغذاء الروحي
في رمضان
ومشاهدة الروح المتألقة فيه، والتزود بعبادة القرآن والصلاة فيه وقصرها
على النفس لا يخرج بقية الأعمال عن مفهوم العبادة، ولا يقل أهمية عن الدعوة
إليها؛ فذكرنا عبادة ونطقنا كذلك عبادة، وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، فلا يركن الدعاة إلى الخلوات بأنفسهم، تاركين المجتمع وراءهم تعبث
به قوى الشر والفساد...
استغلال الإنسان الأزمنة والأمكنة الفاضلة وقصرها على النفس بالعبادة وما يكون مناسباً في حينه، لاسيما شهر رمضان بالغ الأهمية،
وأبلغ من ذلك أن يكون للشخص حظ من العبادة مع نفسه من صلاة وقراءة
للقرآن...ونصيب من المساهمة في المجتمع بما يملك من قدرات وطاقات لتحقيق
الخير والنفع الذي يعود على الأمة والمصلحة العامة لها.
وهنا ينصب الحديث على من يستطيع أن يقدم النفع المتعدي للآخرين
والمتمثل بعمل الدعاة وأهل الصلاح والخير، ومن وكِّلَ بعمل فليس له حق
التخلي عنه، و خليق بهؤلاء ألاّ ينسوا أنفسهم من التعرض لنفحات الرب في هذا
الشهر العظيم، والتماس بركاته وخيراته قدر الإمكان من صلاة وقراءة للقرآن
وخلوات مع النفس ومناجاة الرب سبحانه، واستلهام مغفرته عز وجل.
ومن سنح له الوقت، ولم تثقل كاهله أعباء المسؤولية فالأجدر به التفرغ للعبادة والقرآن وما يقربه إلى ربه تعالى، وأن يعطي نفسه حظاً واسعاً للتمكن من شعائر العبادات.
فضلاً أن يفتح الجميع باباً للمصالحة مع النفس بالرجوع إلى الله تعالى
والتوبة إليه، رجاء مغفرته ودخول جنته والأنس بجنابه واللوذ بحماه.
فغزوة بدر، وفتح مكة، وفتح البويب، وفتح النوبة، ومعركة بلاط الشهداء،
وفتح عمورية، وفتح شقحب...كانت مساهمات عظيمة في "شهر القرآن".
وليس خافياً أن صلاح الدين الأيوبي
قد أحرز انتصارات باهرة على الصليبيين حتى استخلص منهم معظم البلاد التي
استولوا عليها، وحين نصحه بعض رجاله أن يرتاح في شهر رمضان، خاف من انقضاء
الأجل وقال: إن العمر قصير والأجل غير مأمون، وواصل زحفه حتى استولى على قلعة صفد الحصينة في منتصف رمضان.
كل ذلك أبدى لنا أن الفاعلية لإنقاذ شريحة من البشرية تتجرع علقم الكفر، وتقطن مستنقع الجهل، وتعبث بها أيادي الفساد
هدي نبوي، وسنة متبعة، وأن الانكفاء حول الذات، والانطواء بالنفس بمنأى عن
المجتمع والتخلي عن سفينته بحجة التعبد والتحنث ثلمة تفضي إلى الغرق
بالسفينة، وتفشّي الفساد، وضعف التمسك بتعاليم الدين لدى الأمة.
واليوم ليست معاركنا مع محور الشر محصورة ومحدودة؛
فواقع الأمة وحالها متباين، وقدراتها مختلفة، فأحوال المصلحين المرابطين
تختلف من قطر إلى آخر؛ إذ إن المرابطة في البلاد المحتلة تختلف عن قطر فتح
الباب على مصراعيه للدعوة ونشر الفضيلة... وكذلك قدرات المصلحين ليست على
صعيد واحد أو نمط متوافق من جانب الأداء أو الوسائل المتاحة؛ فالجميع على
ثغرة لا تقل أهمية الحراسة فيها عن الثغور الأخرى.
فثمة قوى تأخذ أهبتها، وترفع جاهزيتها، وترصد المبالغ الباهظة، لإعداد برامج أكثر كثافة، وأتقن أداءً في شهر رمضان؛
هدفها إلهاء الأمة، وبث السموم في الجيل، وشرخ قيم المجتمع وأخلاقه على
الصعيد الفكري والثقافي والاجتماعي...عبر وسائل الإعلام بشتى طرقه، وتسخر
ما تملك من طاقات وإمكانيات بشرية ومادية، مما يجعل المصلحين أمام تحدٍ
كبير للوقوف في وجه طغيان الإعلام المضلل والمفسد لشبابنا والمهدد لقيمنا
الرفيعة وأعمدة بنائنا الفكري والحضاري ..
ويعني هذا أننا مطالبون بأن نواجه هذا التحدي؛ فنجعل رمضان أكثر فاعلية، وأكثر إيجابية في الدعوة عبر الوسائل المختلفة،
و علينا تقديم النفع للآخرين من خلال الفرص المتاحة، ونشر الفضيلة بين
المجتمع بالطرق السانحة؛ و لا نظل مكتوفي الأيدي، رهن الانطواء حول منافع
الذات القاصرة؛ بحجة أن هذا الشهر هو شهر القرآن والعبادة، ويجب أن تطوى
فيه جميع الأعمال الأخرى، وتُقاطَع جميعُ البرامج...فأهمية الغذاء الروحي
في رمضان
ومشاهدة الروح المتألقة فيه، والتزود بعبادة القرآن والصلاة فيه وقصرها
على النفس لا يخرج بقية الأعمال عن مفهوم العبادة، ولا يقل أهمية عن الدعوة
إليها؛ فذكرنا عبادة ونطقنا كذلك عبادة، وذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، فلا يركن الدعاة إلى الخلوات بأنفسهم، تاركين المجتمع وراءهم تعبث
به قوى الشر والفساد...
استغلال الإنسان الأزمنة والأمكنة الفاضلة وقصرها على النفس بالعبادة وما يكون مناسباً في حينه، لاسيما شهر رمضان بالغ الأهمية،
وأبلغ من ذلك أن يكون للشخص حظ من العبادة مع نفسه من صلاة وقراءة
للقرآن...ونصيب من المساهمة في المجتمع بما يملك من قدرات وطاقات لتحقيق
الخير والنفع الذي يعود على الأمة والمصلحة العامة لها.
وهنا ينصب الحديث على من يستطيع أن يقدم النفع المتعدي للآخرين
والمتمثل بعمل الدعاة وأهل الصلاح والخير، ومن وكِّلَ بعمل فليس له حق
التخلي عنه، و خليق بهؤلاء ألاّ ينسوا أنفسهم من التعرض لنفحات الرب في هذا
الشهر العظيم، والتماس بركاته وخيراته قدر الإمكان من صلاة وقراءة للقرآن
وخلوات مع النفس ومناجاة الرب سبحانه، واستلهام مغفرته عز وجل.
ومن سنح له الوقت، ولم تثقل كاهله أعباء المسؤولية فالأجدر به التفرغ للعبادة والقرآن وما يقربه إلى ربه تعالى، وأن يعطي نفسه حظاً واسعاً للتمكن من شعائر العبادات.
فضلاً أن يفتح الجميع باباً للمصالحة مع النفس بالرجوع إلى الله تعالى
والتوبة إليه، رجاء مغفرته ودخول جنته والأنس بجنابه واللوذ بحماه.