كانت هيئة صلاته صلى الله عليه وسلم النافلة في الليل على أنواع ثلاثة:
أولها: أنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر صلاته قائماً.، فعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: {مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ – نافلته - قَاعِدًا، حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا}{1}
وثانيها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قاعداً ويركع قاعداً، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: {كَانَ يُصَلِّي لَيْلا طَوِيلا قَائِمًا، وَلَيْلا طَوِيلا قَاعِدًا، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا}{2}
وثالثها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قاعداً فإذ بقي يسير من قراءته قام فركع قائماً، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها {أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي – أي النافلة - جَالِسًا، فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلاثِينَ، أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ}{3}
وكان صلى الله عليه وسلم يرشد للحفاظ على المداومة: فمن نام عن حزبه من الليل فليأتي به ما بين صلاتى الفجر والظهر، فيقول صلى الله عليه وسلم: {مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ}{4}
وكان صلى الله عليه وسلم أيضاً يُصلي صلاة الضحى، ولم يكن له عدد محدود، ولا وقت معين، فكان يُصليها من بعد الشمس بثلث ساعة إلى قبل الظهر بثلث ساعة، وأحياناً كان يُصلي الفجر ثم يمكث يذكر الله حتى تطلع الشمس، وبعد الشمس بثلث ساعة يقوم إلى الصلاة، ويقول صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت: {مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ}{5}
{بَعَثَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ نَجْدٍ فَغَنِمُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَقَالَ رَجَلٌ مِمَّنْ لَمْ يَخْرُجْ: مَا رَأَيْنَا بَعْثًا أَسْرَعَ رَجْعَةً وَلَا أَفْضَلَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى قَوْمٍ أَفْضَلُ غَنِيمَةً وَأَسْرَعُ رَجْعَةً، قَوْمٌ شَهِدُوا صَلاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ جَلَسُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ حَتَّى طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ فَأُولَئِكَ أَسْرَعُ رَجْعَةً وَأَفْضَلُ غَنِيمَةً}{6}
أكثر من هؤلاء في السرعة والغنيمة من عند الله، وكانوا يسمونها الغنيمة الباردة، أي التي لا تأتي عن طريق ضرب برمح أو سيف، ولكن تأتي عن طريق ذكر باللسان، وطاعة لله بالأبدان. وهى الغنيمة الإلهية من السكينة والطمأنينة والخشوع والخضوع والرضا عن الله وحلاوة طاعة الله وغيرها من الغنائم التي يفيضها الله على عباده الصالحين الذين يحرصون على هذه الأوقات.
وكان صلى الله عليه وسلم أحياناً يصلي الضحى ركعتين. وأحياناً يصليها أربع ركعات. وأحياناً يصليها ست ركعات. وأحياناً يصليها ثماني ركعات. وأحياناً يصليها اثني عشر ركعة. كل هذا وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: {صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي مِنَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ}{7}
وقالت السيدة أم هانيء بنت أبي طالب بنت عم رسول الله: {لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ وَسَتَرَتْهُ أُمُّ هَانِئٍ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ}{8}
وعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من صلى الضُّحى ثِنْتَيْ عشْرَةَ ركعةً بَنَى الله له قصراً في الجنة من ذهب}{9}
إذاً لا حد لأقلها، ولا حد للزيادة في شأنها، كل إنسان يعمل في شأنها بقول الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}التغابن1
لكن يقول فيها صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا، يُقَالُ لَهُ: الضُّحَى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُدِيمُونَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى؟ هَذَا بَابُكُمْ فَادْخُلُوهُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ}{10}
ويقول صلى الله عليه وسلم: {مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلاهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يُسَبِّحَ رَكْعَتَيِ الضُّحَى لا يَقُولُ إِلا خَيْرًا، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ}{11}
هذه بعض الآداب المتعلقة بالصلاة، فكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على هذه النوافل لله
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}
أولها: أنه صلى الله عليه وسلم كان أكثر صلاته قائماً.، فعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: {مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ – نافلته - قَاعِدًا، حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا، وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا}{1}
وثانيها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قاعداً ويركع قاعداً، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: {كَانَ يُصَلِّي لَيْلا طَوِيلا قَائِمًا، وَلَيْلا طَوِيلا قَاعِدًا، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ قَائِمًا رَكَعَ قَائِمًا، وَإِذَا قَرَأَ قَاعِدًا رَكَعَ قَاعِدًا}{2}
وثالثها: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ قاعداً فإذ بقي يسير من قراءته قام فركع قائماً، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها {أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي – أي النافلة - جَالِسًا، فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلاثِينَ، أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً، قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ}{3}
وكان صلى الله عليه وسلم يرشد للحفاظ على المداومة: فمن نام عن حزبه من الليل فليأتي به ما بين صلاتى الفجر والظهر، فيقول صلى الله عليه وسلم: {مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ}{4}
وكان صلى الله عليه وسلم أيضاً يُصلي صلاة الضحى، ولم يكن له عدد محدود، ولا وقت معين، فكان يُصليها من بعد الشمس بثلث ساعة إلى قبل الظهر بثلث ساعة، وأحياناً كان يُصلي الفجر ثم يمكث يذكر الله حتى تطلع الشمس، وبعد الشمس بثلث ساعة يقوم إلى الصلاة، ويقول صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت: {مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ}{5}
{بَعَثَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا قِبَلَ نَجْدٍ فَغَنِمُوا غَنَائِمَ كَثِيرَةً وَأَسْرَعُوا الرَّجْعَةَ، فَقَالَ رَجَلٌ مِمَّنْ لَمْ يَخْرُجْ: مَا رَأَيْنَا بَعْثًا أَسْرَعَ رَجْعَةً وَلَا أَفْضَلَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى قَوْمٍ أَفْضَلُ غَنِيمَةً وَأَسْرَعُ رَجْعَةً، قَوْمٌ شَهِدُوا صَلاةَ الصُّبْحِ ثُمَّ جَلَسُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ حَتَّى طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ فَأُولَئِكَ أَسْرَعُ رَجْعَةً وَأَفْضَلُ غَنِيمَةً}{6}
أكثر من هؤلاء في السرعة والغنيمة من عند الله، وكانوا يسمونها الغنيمة الباردة، أي التي لا تأتي عن طريق ضرب برمح أو سيف، ولكن تأتي عن طريق ذكر باللسان، وطاعة لله بالأبدان. وهى الغنيمة الإلهية من السكينة والطمأنينة والخشوع والخضوع والرضا عن الله وحلاوة طاعة الله وغيرها من الغنائم التي يفيضها الله على عباده الصالحين الذين يحرصون على هذه الأوقات.
وكان صلى الله عليه وسلم أحياناً يصلي الضحى ركعتين. وأحياناً يصليها أربع ركعات. وأحياناً يصليها ست ركعات. وأحياناً يصليها ثماني ركعات. وأحياناً يصليها اثني عشر ركعة. كل هذا وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: {صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي مِنَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ}{7}
وقالت السيدة أم هانيء بنت أبي طالب بنت عم رسول الله: {لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ، دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ وَسَتَرَتْهُ أُمُّ هَانِئٍ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ}{8}
وعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من صلى الضُّحى ثِنْتَيْ عشْرَةَ ركعةً بَنَى الله له قصراً في الجنة من ذهب}{9}
إذاً لا حد لأقلها، ولا حد للزيادة في شأنها، كل إنسان يعمل في شأنها بقول الله: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}التغابن1
لكن يقول فيها صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا، يُقَالُ لَهُ: الضُّحَى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُدِيمُونَ عَلَى صَلاةِ الضُّحَى؟ هَذَا بَابُكُمْ فَادْخُلُوهُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ}{10}
ويقول صلى الله عليه وسلم: {مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلاهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يُسَبِّحَ رَكْعَتَيِ الضُّحَى لا يَقُولُ إِلا خَيْرًا، غُفِرَ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْرِ}{11}
هذه بعض الآداب المتعلقة بالصلاة، فكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على هذه النوافل لله
منقول من كتاب {الجمال المحمدى ظاهره وباطنه}