عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال فقام رجل فقال يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عن خطاياي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت ؟ قال أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك رواه مسلم
الشرح
قال المؤلف رحمه الله في بيان فضيلة الجهاد في سبيل الله والشهادة فالجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء إلا الدين وكذلك إذا غل الإنسان شيئا مما غنمه فإنه لا يقال له شهيد والبردة نوع من الثياب والعباءة معروفة غلها يعني كتمها غنمها من أموال الكفار وقت القتال فكتمها يريد أن يختص بها لنفسه فعذب بها في نار جهنم وانتفت عنه هذه الصفة العظيمة وهي الشهادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلا يعني ليس بشهيد لأنه غل هذا الشيء البسيط فأحبط جهاده وصار في النار قال الله تعالى وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ففي هذا دليل على أنه لا ينبغي لنا أن نحكم على شخص بأنه شهيد وإن قتل في معركة بين المسلمين والكفار لا نقول فلان شهيد لاحتمال أن يكون غل شيئا من الغنائم أو الفيء ولو غل قرشا واحدا ولو مسمارا زال عنه اسم الشهادة وكذلك لاحتمال أن تكون نيته غير صواب بأن ينوي بذلك الحمية أو أن يرى مكانه ولهذا سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل يرى مكانه أي ذلك في سيبل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله والنية أمر باطني في القلب لا يعلمه إلا الله ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ما من مكلوم يكلم في سبيل الله أي ما من مجروح يجرح في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله قد نظن أنه يقاتل في سبيل الله ونحن لا نعلم والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك ولهذا ترجم البخاري رحمه الله في صحيحه قال باب لا يقال فلان شهيد يعني لا تعين وتقول فلان شهيد إلا إذا عينه الرسول عليه الصلاة والسلام أو ذكر عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأقره فحينئذ يحكم بشهادته بعينه وإلا فلا تشهد لشخص بعينه ونحن الآن في عصرنا هذا أصبح لقب الشهادة سهلا ويسيرا كل يعطى هذا الوسام حتى لو قتل ونحن نعلم أنه قتل حمية وعصبية ونعلم عن حاله بأنه ليس بذلك الرجل المؤمن ومع ذلك يقولون فلان شهيد استشهد فلان وقد نهى عمر رضي الله عنه أن يقال فلان شهيد قال إنكم تقولون فلان شهيد فلان قتل في سبيل الله ولعله يكون كذا وكذا يعني غل ولكن قولوا من قتل في سبيل الله أو مات فهو شهيد عمم أما قول فلان شهيد وإن كان في المعركة يتشحط بدمه فلا تقل شهيدا علمه عند الله قد يكون في قلبه شيء لا نعلمه ثم نحن شهدنا أو لو لم نشهد إن كان شهيدا عند الله فهو شهيد وإن لم نقل إنه شهيد وإن لم يكن شهيدا عند الله فليس بشهيد وإن قلنا إنه شهيد إذن نقول نرجو أن يكون فلان شهيدا أو نقول عموما من قتل في سيبل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك أما الحديث الثاني ففيه دليل على أن الشهادة إذا قاتل الإنسان في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر فإن ذلك يكفر عنه خطيئاته وسيئاته إلا الدين إذا كان عليه دين فإنه لا يسقط بالشهادة لأنه حق آدمي لابد من وفائه . وفي هذاك # دليل على عظم الدين ، وأنه لا ينبغي لإنسان أن يتساهل به ، ومع الأسف أننا في عصرنا الآن يتساهل الكثير منا في الدين ، فتجد البعض يشتري الشيء وهو ليس في حاجة إليه ، بل هو من الأمور الكمالية ، يشتريه في ذمته بالتقسيط أو ما أشبه ذلك ، ولا يهمه هذا الأمر وقد تجد إنساناً فقيراً يشتري سيارة بثمانين ألفاً أو يزيد ، وهو يمكنه أن يشتري سيارة بعشرين ألفاً ، كل هذا من قلة الفقه إلى الدين ، وضعف اليقين ، احرص على ألا تأخذ شيئاً بالتقسيط ، وإن دعتك الضرورة إلى ذلك ، فاقتصر على أقل ما يمكن لك الاقتصار عليه بعيداً عن الدين . نسأل الله أن يحمينا وإياكم مما يغضبه ، وأن يقضي عنا وعنكم دينه ودين عباده
الشرح
قال المؤلف رحمه الله في بيان فضيلة الجهاد في سبيل الله والشهادة فالجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم والشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء إلا الدين وكذلك إذا غل الإنسان شيئا مما غنمه فإنه لا يقال له شهيد والبردة نوع من الثياب والعباءة معروفة غلها يعني كتمها غنمها من أموال الكفار وقت القتال فكتمها يريد أن يختص بها لنفسه فعذب بها في نار جهنم وانتفت عنه هذه الصفة العظيمة وهي الشهادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلا يعني ليس بشهيد لأنه غل هذا الشيء البسيط فأحبط جهاده وصار في النار قال الله تعالى وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ففي هذا دليل على أنه لا ينبغي لنا أن نحكم على شخص بأنه شهيد وإن قتل في معركة بين المسلمين والكفار لا نقول فلان شهيد لاحتمال أن يكون غل شيئا من الغنائم أو الفيء ولو غل قرشا واحدا ولو مسمارا زال عنه اسم الشهادة وكذلك لاحتمال أن تكون نيته غير صواب بأن ينوي بذلك الحمية أو أن يرى مكانه ولهذا سئل النبي عليه الصلاة والسلام عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل يرى مكانه أي ذلك في سيبل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله والنية أمر باطني في القلب لا يعلمه إلا الله ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ما من مكلوم يكلم في سبيل الله أي ما من مجروح يجرح في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله قد نظن أنه يقاتل في سبيل الله ونحن لا نعلم والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك ولهذا ترجم البخاري رحمه الله في صحيحه قال باب لا يقال فلان شهيد يعني لا تعين وتقول فلان شهيد إلا إذا عينه الرسول عليه الصلاة والسلام أو ذكر عند الرسول صلى الله عليه وسلم وأقره فحينئذ يحكم بشهادته بعينه وإلا فلا تشهد لشخص بعينه ونحن الآن في عصرنا هذا أصبح لقب الشهادة سهلا ويسيرا كل يعطى هذا الوسام حتى لو قتل ونحن نعلم أنه قتل حمية وعصبية ونعلم عن حاله بأنه ليس بذلك الرجل المؤمن ومع ذلك يقولون فلان شهيد استشهد فلان وقد نهى عمر رضي الله عنه أن يقال فلان شهيد قال إنكم تقولون فلان شهيد فلان قتل في سبيل الله ولعله يكون كذا وكذا يعني غل ولكن قولوا من قتل في سبيل الله أو مات فهو شهيد عمم أما قول فلان شهيد وإن كان في المعركة يتشحط بدمه فلا تقل شهيدا علمه عند الله قد يكون في قلبه شيء لا نعلمه ثم نحن شهدنا أو لو لم نشهد إن كان شهيدا عند الله فهو شهيد وإن لم نقل إنه شهيد وإن لم يكن شهيدا عند الله فليس بشهيد وإن قلنا إنه شهيد إذن نقول نرجو أن يكون فلان شهيدا أو نقول عموما من قتل في سيبل الله فهو شهيد وما أشبه ذلك أما الحديث الثاني ففيه دليل على أن الشهادة إذا قاتل الإنسان في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر فإن ذلك يكفر عنه خطيئاته وسيئاته إلا الدين إذا كان عليه دين فإنه لا يسقط بالشهادة لأنه حق آدمي لابد من وفائه . وفي هذاك # دليل على عظم الدين ، وأنه لا ينبغي لإنسان أن يتساهل به ، ومع الأسف أننا في عصرنا الآن يتساهل الكثير منا في الدين ، فتجد البعض يشتري الشيء وهو ليس في حاجة إليه ، بل هو من الأمور الكمالية ، يشتريه في ذمته بالتقسيط أو ما أشبه ذلك ، ولا يهمه هذا الأمر وقد تجد إنساناً فقيراً يشتري سيارة بثمانين ألفاً أو يزيد ، وهو يمكنه أن يشتري سيارة بعشرين ألفاً ، كل هذا من قلة الفقه إلى الدين ، وضعف اليقين ، احرص على ألا تأخذ شيئاً بالتقسيط ، وإن دعتك الضرورة إلى ذلك ، فاقتصر على أقل ما يمكن لك الاقتصار عليه بعيداً عن الدين . نسأل الله أن يحمينا وإياكم مما يغضبه ، وأن يقضي عنا وعنكم دينه ودين عباده