في حديثه عن نشر الكلام الفاحش في الإنترنت
الشيخ المنجد يحذر الفتيات من ذئاب المنتديات
وكل من شارك بالفحش يتحمل إثم مشاركته
مما ينشر على شبكة الإنترنت وخصوصاً في المنتديات
وصف لما يحدث بين الزوجين على فراش الزوجية وهو وصف دقيق
ومفصل تفصيلاً فاحشاً يخدش الحياء ويساهم في إشاعة الفاحشة
وهذا بلا شك له أثر سيئ، وقد تحدث فضيلة الشيخ
محمد بن صالح المنجد الداعية المعروف والمشرف العام على
موقع الإسلام سؤال وجواب عن ذلك مؤكداً فضيلته وجوده
وأنه يكثر في المنتديات، ولا يمكن لأحدٍ أن يوقف ذلك السيل العارم
بالحديد، والقوة، ولا خير من تنمية الوازع الديني عندهم،
فهو الذي يمكن أن يردع هؤلاء المخالفين للشرع عن فعلهم،
وهو الذي يمكن أن يكُف أصابعهم عن كتابة ما لا يليق شرعاً وعرفاً.
الأسباب
وعن الأسباب التي تدعو أولئك المشاركين في تلك الكتابات
لكتابة ذلك الفحش والسوء قال الشيخ المنجد منها
عدم استشعار رقابة الله تعالى، فترى أحدهم يكتب
مع إغفاله لرقابة ربه تعالى عن حركة أصابعه،
وعلى نيته في باطنه والفراغ العاطفي لدى هؤلاء،
فلا زوجة يعف نفسه بها، ولا زوج يعفها ويكفيها وكذلك الفراغ من المسؤولات،
وكثرة الأوقات الفارغة والجهل بالأحكام الشرعية،
والجهل يؤدي إلى المعصية، والمعصية تؤدي إلى النار
وتهييج المشاركين والمشاركات للاصطياد الماكر إضافة
إلى صحبة السوء، والتنافس على القُبح.
العلاج
وعن علاج هذه الظاهرة قال الدكتور المنجد إن العلاج
يتمثل في أمور عدة منها تقوية جانب رقابة الله تعالى للعبد،
ويتجلى ذلك بتوضيح مفهوم الإحسان،
والتعريف بصفات الله تعالى كالرقيب، والبصير والسميع،
مع تقوية جانب الحياء من الله تعالى،
ومن ملائكته الكرام واستشهد بما قاله ابن القيم - رحمه الله -
الإحساء إذا باشر القلب: منعه عن المعاصي، فإنَّ من عبد الله كأنه يراه:
لم يكن كذلك إلا لاستيلاء ذكره، ومحبته، وخوفه، ورجائه على قلبه،
بحيث يصير كأنه يشاهده، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعاصي،
فضلا عن مواقعتها، فإذا خرج من دائرة الإحسان:
فاته صحبة رفقته الخاصة، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التام،
ومن العلاج ذكر الشيخ المنجد بيان الحكم الشرعي لكتابة الفحش،
والسوء، وأن الشريعة المطهرة حرَّمت ذلك،
مع تحريم نشر القبيح من الكلام، والإعانة على القبيح من الأفعال
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن،
وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)،
وكذلك بيان الحكم الشرعي لنشر أسرار الفراش في
الحياة الزوجية عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل
يُفضي إلى امرأته وتُفضي إليه ثم ينشر سِرها)
قال النووي - رحمه الله: وفي هذا الحديث:
تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور
الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك،
وما يجري من المرأة فيه، من قول، أو فعل، ونحوه.
ابن عثيمين
وقال الدكتور محمد المنجد إن الشيخ محمد بن صالح العثيمين
- رحمه الله- قد سئل سؤالا مفاده: يغلب على بعض النساء
نقل أحاديث المنزل وحياتهن الزوجية مع أزواجهن إلى أقاربهن وصديقاتهن،
وبعض هذه الأحاديث أسرار منزلية لا يرغب الأزواج أن يعرفها أحد،
فما هو الحكم على النساء اللاتي يقمن بإفشاء الأسرار
ونقلها إلى خارج المنزل ولو لبعض أفراد المنزل؟
فأجاب: إن ما يفعله بعض النساء من نقل أحاديث المنزل
والحياة الزوجية إلى الأقارب والصديقات أمر محرم،
ولا يحل لامرأة أن تفشي سرَّ بيتها،
أو حالها مع زوجها إلى أحدٍ من الناس، قال الله تعالى:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ}،
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن
(شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل
يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها)
، وقال رحمه الله: والصواب في هذه المسألة أي:
التحدث بجماع الزوجة - أنه حرام، بل لو قيل:
إنه من كبائر الذنوب لكان اقرب إلى النص،
وأنه لا يجوز للإنسان أن يتحدث بما جرى بينه وبين زوجته.
وبين الشيخ المنجد أن معنى يفضي:
أي يصل إليها بالمباشرة والمجامعة كما في قوله تعالى:
{وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ } سورة النساء الآية 21).
وأردف فضيلته قائلا: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق باباً، ثم يرخي ستراً،
ثم يقضي حاجته، ثم إذا خرج حدَّث أصحابه بذلك؟!
ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها،
فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها؟
فقالت امرأة سفعاء الخدين: والله يا رسول الله إنهن ليفعلن،
وإنهم ليفعلون،
قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان
لقي شيطانة على قارعة الطريق، فقضى حاجته منها،
ثم انصرف، وتركها. قال الألباني: رواه البزار، وله شواهد تقويه.
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل فيكم رجلٌ إذا أتى أهله أغلق
بابه وأرخى ستره، ثم يخرج فيحدث فيقول:
فعلت بأهلي كذا، وفعلت بأهلي كذا؟
فسكتوا فأقبل على النساء فقال: هل مِنكن من تُحدث؟
فجثت فتاةٌ كعابٌ على إحدى ركبتيها،
وتطاولت ليراها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع كلامها،
فقالت: إي والله إنهم ليحدثون، وإنهن ليحدثن،
قال: هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟
إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما
صاحبه بالسكة، قضى حاجته منها والناس ينظرون إليه.
ونقل الشيخ المنجد قول الإمام الشوكاني - رحمه الله-
فقال قال - رحمه الله: والحديثان يدلان على تحريم إفشاء
أحد الزوجين لما يقع بينهما من أمور الجماع،
وذلك لأن كون الفاعل لذلك من أشر الناس،
وكونه بمنزلة شيطان لقي شيطانة فقضى حاجته منا والناس ينظرون:
من أعظم الأدلة الدالة على تحريم نشر أحد الزوجين للأسرار الواقعة
بينهما الراجعة إلى الوطء ومقدماته، فإن مجرد فعل المكروه
لا يصير به فاعله من الأشرار فضلا عن كونه من شرهم،
وكذلك الجماع بمرأى من الناس لاشك في تحريمه،
وإنما خص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أبي سعيد
الرجل فجعل الزجر المذكور خاصاً به ولم يتعرض للمرأة:
لأن وقوع ذلك الأمر - في الغالب - من الرجال قيل:
وهذا التحريم إنما هو في نشر أمور الاستمتاع،
ووصف التفاصيل الراجعة إلى الجماع،
وإفشاء ما يجري من المرأة من قول أو فعل حالة الوقاع،
وأما مجرد ذكر نفس الجماع فإن لم يكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه،
لأنه خلاف المروءة، ومن التكلم بما لا يعني،
ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه،
وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
وبين الشيخ المنجد أن هذه المسألة عمدة السؤال،
وهي أكثر المسائل انتشاراً في المنتديات، وهو الحديث عن الجماع،
وتفصيل فعل ذلك في الفراش، وإذا كان حديث الزوجة عن فعل زوجها من كبائر الذنوب،
فكيف يكون حكم من نشر تفصيل ذلك في واقعة زنى؟!
قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (سورة النور 19).
روى البخاري (6069) ومسلم (2990) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا
ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا
وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
(والمجانة مذمومة شرعا وعرفا، فيكون الذي يظهر المعصية قد ارتكب محذورين:
إظهار المعصية وتلبسه بفعل المجان).. وقال ابن بطال رحمه الله:
(في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين،
وفيه ضرب من العِناد لهم، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف،
لأن المعاصي تذل أهلها، و(السلامة) من إقامة الحد عليه إن كان فيه حد ومن التعزير إن لم يوجب حداً،
وإذا تمحض حق الله فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه،
فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة، والذي يجاهر يفوته جميع ذلك..
وأيضاً فإن ستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه،
فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره،
ومن قصد التستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره) انتهى من فتح الباري.
فعل هؤلاء أن يقفوا على الحكم الشرعي، فينتهوا عن نشر القبيح من الكلام، والوصف للمحرم من الأفعال.
دور الأسرة
وحذر فضيلته رب الأسرة من ترك الحبل على غاربه لأولاده الذكور والإناث
لأن يشاركوا فيما يشاؤون من منتديات، وتفعيل دور الأسرة في التوجيه، والتربية، والرقابة
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
وعن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته،
والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها
ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مالِ سيده ومسؤولٌ عن رعيته،
وكلكم راع ومسؤول عن رعيته).
ذئاب المنتديات
كما حذر الشيخ المنجد الفتيات من ذئاب المنتديات،
حيث يدخل الواحد فيهم متصنعاً للوقار، أو للفهم والمعرفة، أو لعذب الكلام،
أو لحسن معاملة النساء، فيوقع الكثيرات في شراكه، ويصيدهن بشباكه،
ويحرص الخبيث على تشويقهن، وتهييجهن، حتى يقع منهنَّ مالا يُحمد عقباه،
كما دعا إلى التشجيع على الزواج بذكر الحكم الشرعي بوجوبه على من كان قادراً،
وبالزواج يُملأ جانب العاطفة الذي يفتقده هؤلاء،
فيحاولون ملأه بالكلام المجرد، المهيج للشهوة، والداعي للفتنة.
وحذرا في الوقت نفسه من صحبة السوء،
وأن هذه الصداقة السيئة ستنقلب ندامة في الدنيا، وعداوة في الآخرة.
وفي ختام حديثه سأل الشيخ الدكتور محمد المنجد الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين،
وأن يحفظ علينا أعراضنا وأوقاتنا وطاعاتنا، وعسى الله أن يهدي بما ذكرناه أصحاب المواقع،
والمنتديات، والمشرفين عليها، والكاتبين فيها، وليعلم كل واحد من أولئك أنه مخاطب بما سبق بيانه،
وأنه يتحمل إثم كل مشاركة سيئة فيها إثم وفحش، وأنه يكسب إثم كل بيت يهدم، وعرض يُنتهك ونفسٍ تُفنن.
إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الشيخ المنجد يحذر الفتيات من ذئاب المنتديات
وكل من شارك بالفحش يتحمل إثم مشاركته
مما ينشر على شبكة الإنترنت وخصوصاً في المنتديات
وصف لما يحدث بين الزوجين على فراش الزوجية وهو وصف دقيق
ومفصل تفصيلاً فاحشاً يخدش الحياء ويساهم في إشاعة الفاحشة
وهذا بلا شك له أثر سيئ، وقد تحدث فضيلة الشيخ
محمد بن صالح المنجد الداعية المعروف والمشرف العام على
موقع الإسلام سؤال وجواب عن ذلك مؤكداً فضيلته وجوده
وأنه يكثر في المنتديات، ولا يمكن لأحدٍ أن يوقف ذلك السيل العارم
بالحديد، والقوة، ولا خير من تنمية الوازع الديني عندهم،
فهو الذي يمكن أن يردع هؤلاء المخالفين للشرع عن فعلهم،
وهو الذي يمكن أن يكُف أصابعهم عن كتابة ما لا يليق شرعاً وعرفاً.
الأسباب
وعن الأسباب التي تدعو أولئك المشاركين في تلك الكتابات
لكتابة ذلك الفحش والسوء قال الشيخ المنجد منها
عدم استشعار رقابة الله تعالى، فترى أحدهم يكتب
مع إغفاله لرقابة ربه تعالى عن حركة أصابعه،
وعلى نيته في باطنه والفراغ العاطفي لدى هؤلاء،
فلا زوجة يعف نفسه بها، ولا زوج يعفها ويكفيها وكذلك الفراغ من المسؤولات،
وكثرة الأوقات الفارغة والجهل بالأحكام الشرعية،
والجهل يؤدي إلى المعصية، والمعصية تؤدي إلى النار
وتهييج المشاركين والمشاركات للاصطياد الماكر إضافة
إلى صحبة السوء، والتنافس على القُبح.
العلاج
وعن علاج هذه الظاهرة قال الدكتور المنجد إن العلاج
يتمثل في أمور عدة منها تقوية جانب رقابة الله تعالى للعبد،
ويتجلى ذلك بتوضيح مفهوم الإحسان،
والتعريف بصفات الله تعالى كالرقيب، والبصير والسميع،
مع تقوية جانب الحياء من الله تعالى،
ومن ملائكته الكرام واستشهد بما قاله ابن القيم - رحمه الله -
الإحساء إذا باشر القلب: منعه عن المعاصي، فإنَّ من عبد الله كأنه يراه:
لم يكن كذلك إلا لاستيلاء ذكره، ومحبته، وخوفه، ورجائه على قلبه،
بحيث يصير كأنه يشاهده، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعاصي،
فضلا عن مواقعتها، فإذا خرج من دائرة الإحسان:
فاته صحبة رفقته الخاصة، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التام،
ومن العلاج ذكر الشيخ المنجد بيان الحكم الشرعي لكتابة الفحش،
والسوء، وأن الشريعة المطهرة حرَّمت ذلك،
مع تحريم نشر القبيح من الكلام، والإعانة على القبيح من الأفعال
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلق حسن،
وإن الله ليبغض الفاحش البذيء)،
وكذلك بيان الحكم الشرعي لنشر أسرار الفراش في
الحياة الزوجية عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل
يُفضي إلى امرأته وتُفضي إليه ثم ينشر سِرها)
قال النووي - رحمه الله: وفي هذا الحديث:
تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور
الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك،
وما يجري من المرأة فيه، من قول، أو فعل، ونحوه.
ابن عثيمين
وقال الدكتور محمد المنجد إن الشيخ محمد بن صالح العثيمين
- رحمه الله- قد سئل سؤالا مفاده: يغلب على بعض النساء
نقل أحاديث المنزل وحياتهن الزوجية مع أزواجهن إلى أقاربهن وصديقاتهن،
وبعض هذه الأحاديث أسرار منزلية لا يرغب الأزواج أن يعرفها أحد،
فما هو الحكم على النساء اللاتي يقمن بإفشاء الأسرار
ونقلها إلى خارج المنزل ولو لبعض أفراد المنزل؟
فأجاب: إن ما يفعله بعض النساء من نقل أحاديث المنزل
والحياة الزوجية إلى الأقارب والصديقات أمر محرم،
ولا يحل لامرأة أن تفشي سرَّ بيتها،
أو حالها مع زوجها إلى أحدٍ من الناس، قال الله تعالى:
{فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ}،
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن
(شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل
يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها)
، وقال رحمه الله: والصواب في هذه المسألة أي:
التحدث بجماع الزوجة - أنه حرام، بل لو قيل:
إنه من كبائر الذنوب لكان اقرب إلى النص،
وأنه لا يجوز للإنسان أن يتحدث بما جرى بينه وبين زوجته.
وبين الشيخ المنجد أن معنى يفضي:
أي يصل إليها بالمباشرة والمجامعة كما في قوله تعالى:
{وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ } سورة النساء الآية 21).
وأردف فضيلته قائلا: وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ألا عسى أحدكم أن يخلو بأهله يغلق باباً، ثم يرخي ستراً،
ثم يقضي حاجته، ثم إذا خرج حدَّث أصحابه بذلك؟!
ألا عسى إحداكن أن تغلق بابها وترخي سترها،
فإذا قضت حاجتها حدثت صواحبها؟
فقالت امرأة سفعاء الخدين: والله يا رسول الله إنهن ليفعلن،
وإنهم ليفعلون،
قال: فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل شيطان
لقي شيطانة على قارعة الطريق، فقضى حاجته منها،
ثم انصرف، وتركها. قال الألباني: رواه البزار، وله شواهد تقويه.
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل فيكم رجلٌ إذا أتى أهله أغلق
بابه وأرخى ستره، ثم يخرج فيحدث فيقول:
فعلت بأهلي كذا، وفعلت بأهلي كذا؟
فسكتوا فأقبل على النساء فقال: هل مِنكن من تُحدث؟
فجثت فتاةٌ كعابٌ على إحدى ركبتيها،
وتطاولت ليراها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمع كلامها،
فقالت: إي والله إنهم ليحدثون، وإنهن ليحدثن،
قال: هل تدرون ما مثل من فعل ذلك؟
إن مثل من فعل ذلك مثل شيطان وشيطانة لقي أحدهما
صاحبه بالسكة، قضى حاجته منها والناس ينظرون إليه.
ونقل الشيخ المنجد قول الإمام الشوكاني - رحمه الله-
فقال قال - رحمه الله: والحديثان يدلان على تحريم إفشاء
أحد الزوجين لما يقع بينهما من أمور الجماع،
وذلك لأن كون الفاعل لذلك من أشر الناس،
وكونه بمنزلة شيطان لقي شيطانة فقضى حاجته منا والناس ينظرون:
من أعظم الأدلة الدالة على تحريم نشر أحد الزوجين للأسرار الواقعة
بينهما الراجعة إلى الوطء ومقدماته، فإن مجرد فعل المكروه
لا يصير به فاعله من الأشرار فضلا عن كونه من شرهم،
وكذلك الجماع بمرأى من الناس لاشك في تحريمه،
وإنما خص النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث أبي سعيد
الرجل فجعل الزجر المذكور خاصاً به ولم يتعرض للمرأة:
لأن وقوع ذلك الأمر - في الغالب - من الرجال قيل:
وهذا التحريم إنما هو في نشر أمور الاستمتاع،
ووصف التفاصيل الراجعة إلى الجماع،
وإفشاء ما يجري من المرأة من قول أو فعل حالة الوقاع،
وأما مجرد ذكر نفس الجماع فإن لم يكن فيه فائدة ولا إليه حاجة فمكروه،
لأنه خلاف المروءة، ومن التكلم بما لا يعني،
ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه،
وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وآله وسلم
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).
وبين الشيخ المنجد أن هذه المسألة عمدة السؤال،
وهي أكثر المسائل انتشاراً في المنتديات، وهو الحديث عن الجماع،
وتفصيل فعل ذلك في الفراش، وإذا كان حديث الزوجة عن فعل زوجها من كبائر الذنوب،
فكيف يكون حكم من نشر تفصيل ذلك في واقعة زنى؟!
قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (سورة النور 19).
روى البخاري (6069) ومسلم (2990) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا
ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا
وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
(والمجانة مذمومة شرعا وعرفا، فيكون الذي يظهر المعصية قد ارتكب محذورين:
إظهار المعصية وتلبسه بفعل المجان).. وقال ابن بطال رحمه الله:
(في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين،
وفيه ضرب من العِناد لهم، وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف،
لأن المعاصي تذل أهلها، و(السلامة) من إقامة الحد عليه إن كان فيه حد ومن التعزير إن لم يوجب حداً،
وإذا تمحض حق الله فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه،
فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة، والذي يجاهر يفوته جميع ذلك..
وأيضاً فإن ستر الله مستلزم لستر المؤمن على نفسه،
فمن قصد إظهار المعصية والمجاهرة بها أغضب ربه فلم يستره،
ومن قصد التستر بها حياء من ربه ومن الناس من الله عليه بستره) انتهى من فتح الباري.
فعل هؤلاء أن يقفوا على الحكم الشرعي، فينتهوا عن نشر القبيح من الكلام، والوصف للمحرم من الأفعال.
دور الأسرة
وحذر فضيلته رب الأسرة من ترك الحبل على غاربه لأولاده الذكور والإناث
لأن يشاركوا فيما يشاؤون من منتديات، وتفعيل دور الأسرة في التوجيه، والتربية، والرقابة
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
وعن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته،
والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها
ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مالِ سيده ومسؤولٌ عن رعيته،
وكلكم راع ومسؤول عن رعيته).
ذئاب المنتديات
كما حذر الشيخ المنجد الفتيات من ذئاب المنتديات،
حيث يدخل الواحد فيهم متصنعاً للوقار، أو للفهم والمعرفة، أو لعذب الكلام،
أو لحسن معاملة النساء، فيوقع الكثيرات في شراكه، ويصيدهن بشباكه،
ويحرص الخبيث على تشويقهن، وتهييجهن، حتى يقع منهنَّ مالا يُحمد عقباه،
كما دعا إلى التشجيع على الزواج بذكر الحكم الشرعي بوجوبه على من كان قادراً،
وبالزواج يُملأ جانب العاطفة الذي يفتقده هؤلاء،
فيحاولون ملأه بالكلام المجرد، المهيج للشهوة، والداعي للفتنة.
وحذرا في الوقت نفسه من صحبة السوء،
وأن هذه الصداقة السيئة ستنقلب ندامة في الدنيا، وعداوة في الآخرة.
وفي ختام حديثه سأل الشيخ الدكتور محمد المنجد الله تعالى أن يهدي ضال المسلمين،
وأن يحفظ علينا أعراضنا وأوقاتنا وطاعاتنا، وعسى الله أن يهدي بما ذكرناه أصحاب المواقع،
والمنتديات، والمشرفين عليها، والكاتبين فيها، وليعلم كل واحد من أولئك أنه مخاطب بما سبق بيانه،
وأنه يتحمل إثم كل مشاركة سيئة فيها إثم وفحش، وأنه يكسب إثم كل بيت يهدم، وعرض يُنتهك ونفسٍ تُفنن.
إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.