كتبه/ سيد عبد الهادي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهل حدث ترويض للصحوة الإسلامية؟
هل استكانت الصحوة إلى ما حققته من نجاحات؟
هل تحول العمل الإسلامي إلى عمل روتيني أو موسمي؟
هل انشغلنا بالصراع الداخلي بيننا عن الصراع مع الباطل؟
هذه أسئلة يفرضها واقع الصحوة
الإسلامية وواقع الأمة الإسلامية؛ إذ لا شك أن الصحوة هي الأمل المرجو
لإيقاظ المسلمين من سباتهم حتى يتمسكوا بدينهم؛ فيتحقق لهم النصر والرفعة
-إن شاء الله تعالى-.
ولكن واقع الصحوة الإسلامية
اليوم رغم الانتشار الكبير -بفضل الله تعالى- يستوجب وقفات من علمائها
وأبنائها سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الدعوات والجماعات.
فبعد الهمة العالية والتضحيات
في سبيل نشر المفهوم الصحيح للإسلام بدأت الدعوات والجماعات -بشكل عام-
ترضخ للضغوط الخارجية أو الداخلية، وحدث نوع من التطبيع والرضا بالواقع؛
فضلاً عن وجود تنازلات حقيقية عند البعض لتحقيق مكاسب متوهمة!
قال الله -تعالى-: (أَلَمْ
يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16)، وقال: (وَكَأَيِّنْ
مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا
أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا
وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)، فهذا خطاب للصحابة والمؤمنين عبر العصور أن احذروا طول الأمد والاستكانة والركون إلى الدنيا.
نحتاج إلى وقفة لننظر في واقعنا وواقع أمتنا؛ كي نحدد أولويات العمل الإسلامي:
أولاً: وقفة لإعادة صياغة الشخصية المسلمة المرجوة علمًا وعملاً، سلوكًا ودعوة(1):
فهذا أهم أولويات العمل الإسلامي، ويتم عن طريق الاهتمام بالنواحي:
1- العلمية.
2- الفكرية: ولابد أن تشتمل على إلمام بالنواحي السياسية، والاقتصادية، والإدارية الأساسية.
3- التربوية والسلوكية.
4- الدعوية: لتكوين داعية ميداني في بيته، وعمله، ومسجده، وعائلته، ومدرسته أو جامعته.
5- البدنية: والتي من الخطإ البالغ إهمالها.
6- الاجتماعية: والتي قد تكون عائقـًا في طريق الالتزام لضيق ذات اليد أو غيرها من الأزمات.
ويتم انتقاء الشخصيات السوية
المتميزة في كل جانب والاهتمام بها على حدة، ويجدر بنا أن ننوه على خطر
الإفراط في بث الرسالة السلبية للأجيال الناشئة بأنهم لن يكونوا مثل جيل
المشايخ علمًا وبذلاً، حتى لو كانت هذه هي القاعدة، ولكن هناك استثناءات
كابن تيمية وابن عبد الوهاب -رحمهما الله تعالى-، مع التأكيد على احترام
العلماء والسابقين إلى الله -عز وجل-، وعدم الوقوع في شَرَك العجب والغرور.
ثانيًا: وقفة لتحديد المخاطر التي يتعرض لها المجتمع المسلم، وكيفية علاجها أو مواجهتها:
يتعجب الإنسان من موقف بعض
الجماعات من الرضا بالمنهج العلماني تطبيقـًا لا نظرية! نعم، لقد مر وقت
طويل انحسر فيه الدور الدعوي للصحوة داخل المسجد فقط، وهذا عين ما يرجوه
العلمانيون، فلابد من مراجعة واعية تحدد أمراض المجتمع وتخرج لعلاجها.
أ- الشبهات:
يذكر الشيخ محمد إسماعيل -حفظه الله- عبارة: "نحن في عصر زلزلة الثوابت"، فالطعن في أساسيات الدين الإسلامي لا في شعائره فقط.
- خطر التنصير:
ومن المؤسف رغم استفحال هذا
الخطر أن بعض العلماء والدعاة لم ينتبهوا إليه، بل ما زالوا يخطبون ود
النصارى بتهنئتهم بأعيادهم الشركية، والبعض الآخر ينشغل بقضايا ميتة، أو
يمارس التجريح والطعن في الدعاة؛ في حين أنه لم يدافع عن الإسلام ضد شبهات
أهل الكتاب بكلمة!
فلابد من بث العقيدة الصحيحة
من الإيمان بعيسى ابن مريم وأمه -عليهما السلام-، وتوضيح معاني الولاء
والبراء، والمعاملات الجائزة وغير الجائزة مع أهل الكتاب، وخطورة قضية
الصداقة وقضية زمالة الأديان.
- يتوجه على أهل العلم الرد
على الشبهات حول الإسلام أو القرآن أو النبي -عليه الصلاة والسلام-، مع
معرفة القواعد الأساسية التي يقوم عليها هذا الدين المنحرف، وكيفية الرد
عليها.
- معرفة أساليب التنصير وتوعية الشباب -لا سيما الفتيات- بهذه الأساليب الخبيثة.
- الشيعة:
قد يتصور البعض انحسار خطر
الشيعة بعد الهجمة الشرسة على ديار أهل السنة لا سيما مصر، وهذا غير صحيح؛
فيبدو أنهم تعلموا الدرس بأن المواجهة الواضحة الصريحة تلاقي مقاومة شرسة
بالدفاع عن منهج أهل السنة؛ فأصبح أسلوبهم الآن هو الأسلوب الهادئ البطيء
لا سيما بالتوغل عن طريق التصوف.
فلابد من استمرار حالة
"الاستنفار" التي أعلنها علماء أهل السنة، ونشر فضائل الصحابة كأصل من أصول
الدعوة؛ فهو حماية ووقاية للأجيال القادمة، مع بيان خطإ الجماعات والدعوات
التي تنادي بالوحدة بين أهل السنة والشيعة.
- الصوفية:
تمثل الصوفية البوابة الخلفية
التي ينفذ منها كل منافق للطعن في الدين؛ فلابد من محاربة الانحراف الصوفي
سواء في العقائد التركية: كالحلول والاتحاد، وشرك الدعاء، أو في البدع
المحدثة، أو منهج التلقي المنحرف، لا سيما وقد نظمت الصوفية صفوفها فيما
يسمى: بـ"الصوفية العلمية"؛ فالصوفية هي: البديل "الأمريكاني" للإسلام في
هذه الآونة، كما يتضح من الاهتمام السياسي للسفراء الأمريكيين بهذا الاتجاه
المنحرف.
- العلمانية:
لابد من بيان سمات الإسلام من
الشمولية والواقعية، والإعجاز والجمالية، والرحمة، وغيرها من الصفات؛
لمحاربة دعوى فصل الدين عن الدولة، وبيان فشل التجارب العلمانية بصورها
المختلفة، من: ديمقراطية، ورأسمالية، أو شيوعية، أو غير ذلك... مع توضيح
الأنظمة الإسلامية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية،
وغيرها... وتقديم النماذج الناجحة والأطروحات الإصلاحية، وهي -بفضل الله-
موجودة، ولكنها تحتاج إلى من يبرزها.
ب- الشهوات:
قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ
يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا . يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ
يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (النساء:27-28).
يقوم أولياء الشيطان بتسليط سلاح الشهوات على شباب المسلمين من جنس ومخدرات وغيرها؛ لتدميره أو إلهائه عن قضاياه المهمة.
- المخدرات:
لابد من وجود دور بارز للصحوة
الإسلامية للقضاء على هذا الخطر البالغ سواء من خلال التوعية والوقاية، أو
العلاج بالتعاون مع المصحات والجمعيات المختصة.
- الشهوات الجنسية:
مع ارتفاع السعار الجنسي من
قنوات فضائية أو مواقع إباحية لابد من "عملية إنقاذ" للشباب من هذه
الأوحال، والارتقاء إيمانيًا من خلال البرامج التربوية لا سيما الاهتمام
بالقرآن العظيم.
ثالثًا: الاهتمام بقضايا المجتمع:
توجد قضايا في المجتمع المسلم
تؤثر بلا شك في إعاقة الالتزام مثل: الأمية - العنوسة - الطلاق - الأزمة
الاقتصادية، وغيرها من القضايا، والتي يستطيع أبناء الصحوة المشاركة في حل
جزء منها، وهذا من باب التكافل وتنمية الأخوة الإيمانية بين المسلمين.
كما تستطيع الصحوة تقديم ملفات إصلاحية مثل: تربية الطفل - إصلاح التعليم - الاقتصاد الإسلامي - وغيرها...
رابعًا: الاطلاع على الأخطار الخارجية:
لا يمكن للداعية أن ينعزل عن
العالم الخارجي، لا سيما لمعرفة الأخطار الخارجية من: يهود، ونصارى، وشيعة،
أو مشكلات مصيرية: كأزمة مياه النيل، أو الأزمات الاقتصادية العالمية،
وغير ذلك... مما يكون له تأثير على صنع القرار داخل البلاد.
وختامًا:
فهذه بعض الإشارات التي تحتاج
إلى ملفات يمكننا أن نطلق عليها: "مشاريع للأمة"، وهذا يحتاج إلى قدر من
التعاون بين الاتجاهات الإسلامية بدرجة ما؛ لا سيما فيما فيه خلاف تنوع.
ونسأل الله -عز وجل- أن يوحد صفوفنا، وأن يوحد أمتنا على كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) يراجع مقال
فضيلة الشيخ ياسر برهامي: "الصحوة الإسلامية وأزمة بناء الشخصية"، وكتيب
"سمات الشخصية المسلمة"، والمقال السابق: "الصحوة الإسلامية وقفة مع
النفس"، وهذا يحقق الهدف الأول، وهو إيجاد الفرد المسلم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فهل حدث ترويض للصحوة الإسلامية؟
هل استكانت الصحوة إلى ما حققته من نجاحات؟
هل تحول العمل الإسلامي إلى عمل روتيني أو موسمي؟
هل انشغلنا بالصراع الداخلي بيننا عن الصراع مع الباطل؟
هذه أسئلة يفرضها واقع الصحوة
الإسلامية وواقع الأمة الإسلامية؛ إذ لا شك أن الصحوة هي الأمل المرجو
لإيقاظ المسلمين من سباتهم حتى يتمسكوا بدينهم؛ فيتحقق لهم النصر والرفعة
-إن شاء الله تعالى-.
ولكن واقع الصحوة الإسلامية
اليوم رغم الانتشار الكبير -بفضل الله تعالى- يستوجب وقفات من علمائها
وأبنائها سواء على مستوى الفرد أو على مستوى الدعوات والجماعات.
فبعد الهمة العالية والتضحيات
في سبيل نشر المفهوم الصحيح للإسلام بدأت الدعوات والجماعات -بشكل عام-
ترضخ للضغوط الخارجية أو الداخلية، وحدث نوع من التطبيع والرضا بالواقع؛
فضلاً عن وجود تنازلات حقيقية عند البعض لتحقيق مكاسب متوهمة!
قال الله -تعالى-: (أَلَمْ
يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ
وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16)، وقال: (وَكَأَيِّنْ
مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا
أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا
وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)، فهذا خطاب للصحابة والمؤمنين عبر العصور أن احذروا طول الأمد والاستكانة والركون إلى الدنيا.
نحتاج إلى وقفة لننظر في واقعنا وواقع أمتنا؛ كي نحدد أولويات العمل الإسلامي:
أولاً: وقفة لإعادة صياغة الشخصية المسلمة المرجوة علمًا وعملاً، سلوكًا ودعوة(1):
فهذا أهم أولويات العمل الإسلامي، ويتم عن طريق الاهتمام بالنواحي:
1- العلمية.
2- الفكرية: ولابد أن تشتمل على إلمام بالنواحي السياسية، والاقتصادية، والإدارية الأساسية.
3- التربوية والسلوكية.
4- الدعوية: لتكوين داعية ميداني في بيته، وعمله، ومسجده، وعائلته، ومدرسته أو جامعته.
5- البدنية: والتي من الخطإ البالغ إهمالها.
6- الاجتماعية: والتي قد تكون عائقـًا في طريق الالتزام لضيق ذات اليد أو غيرها من الأزمات.
ويتم انتقاء الشخصيات السوية
المتميزة في كل جانب والاهتمام بها على حدة، ويجدر بنا أن ننوه على خطر
الإفراط في بث الرسالة السلبية للأجيال الناشئة بأنهم لن يكونوا مثل جيل
المشايخ علمًا وبذلاً، حتى لو كانت هذه هي القاعدة، ولكن هناك استثناءات
كابن تيمية وابن عبد الوهاب -رحمهما الله تعالى-، مع التأكيد على احترام
العلماء والسابقين إلى الله -عز وجل-، وعدم الوقوع في شَرَك العجب والغرور.
ثانيًا: وقفة لتحديد المخاطر التي يتعرض لها المجتمع المسلم، وكيفية علاجها أو مواجهتها:
يتعجب الإنسان من موقف بعض
الجماعات من الرضا بالمنهج العلماني تطبيقـًا لا نظرية! نعم، لقد مر وقت
طويل انحسر فيه الدور الدعوي للصحوة داخل المسجد فقط، وهذا عين ما يرجوه
العلمانيون، فلابد من مراجعة واعية تحدد أمراض المجتمع وتخرج لعلاجها.
أ- الشبهات:
يذكر الشيخ محمد إسماعيل -حفظه الله- عبارة: "نحن في عصر زلزلة الثوابت"، فالطعن في أساسيات الدين الإسلامي لا في شعائره فقط.
- خطر التنصير:
ومن المؤسف رغم استفحال هذا
الخطر أن بعض العلماء والدعاة لم ينتبهوا إليه، بل ما زالوا يخطبون ود
النصارى بتهنئتهم بأعيادهم الشركية، والبعض الآخر ينشغل بقضايا ميتة، أو
يمارس التجريح والطعن في الدعاة؛ في حين أنه لم يدافع عن الإسلام ضد شبهات
أهل الكتاب بكلمة!
فلابد من بث العقيدة الصحيحة
من الإيمان بعيسى ابن مريم وأمه -عليهما السلام-، وتوضيح معاني الولاء
والبراء، والمعاملات الجائزة وغير الجائزة مع أهل الكتاب، وخطورة قضية
الصداقة وقضية زمالة الأديان.
- يتوجه على أهل العلم الرد
على الشبهات حول الإسلام أو القرآن أو النبي -عليه الصلاة والسلام-، مع
معرفة القواعد الأساسية التي يقوم عليها هذا الدين المنحرف، وكيفية الرد
عليها.
- معرفة أساليب التنصير وتوعية الشباب -لا سيما الفتيات- بهذه الأساليب الخبيثة.
- الشيعة:
قد يتصور البعض انحسار خطر
الشيعة بعد الهجمة الشرسة على ديار أهل السنة لا سيما مصر، وهذا غير صحيح؛
فيبدو أنهم تعلموا الدرس بأن المواجهة الواضحة الصريحة تلاقي مقاومة شرسة
بالدفاع عن منهج أهل السنة؛ فأصبح أسلوبهم الآن هو الأسلوب الهادئ البطيء
لا سيما بالتوغل عن طريق التصوف.
فلابد من استمرار حالة
"الاستنفار" التي أعلنها علماء أهل السنة، ونشر فضائل الصحابة كأصل من أصول
الدعوة؛ فهو حماية ووقاية للأجيال القادمة، مع بيان خطإ الجماعات والدعوات
التي تنادي بالوحدة بين أهل السنة والشيعة.
- الصوفية:
تمثل الصوفية البوابة الخلفية
التي ينفذ منها كل منافق للطعن في الدين؛ فلابد من محاربة الانحراف الصوفي
سواء في العقائد التركية: كالحلول والاتحاد، وشرك الدعاء، أو في البدع
المحدثة، أو منهج التلقي المنحرف، لا سيما وقد نظمت الصوفية صفوفها فيما
يسمى: بـ"الصوفية العلمية"؛ فالصوفية هي: البديل "الأمريكاني" للإسلام في
هذه الآونة، كما يتضح من الاهتمام السياسي للسفراء الأمريكيين بهذا الاتجاه
المنحرف.
- العلمانية:
لابد من بيان سمات الإسلام من
الشمولية والواقعية، والإعجاز والجمالية، والرحمة، وغيرها من الصفات؛
لمحاربة دعوى فصل الدين عن الدولة، وبيان فشل التجارب العلمانية بصورها
المختلفة، من: ديمقراطية، ورأسمالية، أو شيوعية، أو غير ذلك... مع توضيح
الأنظمة الإسلامية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية،
وغيرها... وتقديم النماذج الناجحة والأطروحات الإصلاحية، وهي -بفضل الله-
موجودة، ولكنها تحتاج إلى من يبرزها.
ب- الشهوات:
قال الله -تعالى-: (وَاللَّهُ
يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا . يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ
يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا) (النساء:27-28).
يقوم أولياء الشيطان بتسليط سلاح الشهوات على شباب المسلمين من جنس ومخدرات وغيرها؛ لتدميره أو إلهائه عن قضاياه المهمة.
- المخدرات:
لابد من وجود دور بارز للصحوة
الإسلامية للقضاء على هذا الخطر البالغ سواء من خلال التوعية والوقاية، أو
العلاج بالتعاون مع المصحات والجمعيات المختصة.
- الشهوات الجنسية:
مع ارتفاع السعار الجنسي من
قنوات فضائية أو مواقع إباحية لابد من "عملية إنقاذ" للشباب من هذه
الأوحال، والارتقاء إيمانيًا من خلال البرامج التربوية لا سيما الاهتمام
بالقرآن العظيم.
ثالثًا: الاهتمام بقضايا المجتمع:
توجد قضايا في المجتمع المسلم
تؤثر بلا شك في إعاقة الالتزام مثل: الأمية - العنوسة - الطلاق - الأزمة
الاقتصادية، وغيرها من القضايا، والتي يستطيع أبناء الصحوة المشاركة في حل
جزء منها، وهذا من باب التكافل وتنمية الأخوة الإيمانية بين المسلمين.
كما تستطيع الصحوة تقديم ملفات إصلاحية مثل: تربية الطفل - إصلاح التعليم - الاقتصاد الإسلامي - وغيرها...
رابعًا: الاطلاع على الأخطار الخارجية:
لا يمكن للداعية أن ينعزل عن
العالم الخارجي، لا سيما لمعرفة الأخطار الخارجية من: يهود، ونصارى، وشيعة،
أو مشكلات مصيرية: كأزمة مياه النيل، أو الأزمات الاقتصادية العالمية،
وغير ذلك... مما يكون له تأثير على صنع القرار داخل البلاد.
وختامًا:
فهذه بعض الإشارات التي تحتاج
إلى ملفات يمكننا أن نطلق عليها: "مشاريع للأمة"، وهذا يحتاج إلى قدر من
التعاون بين الاتجاهات الإسلامية بدرجة ما؛ لا سيما فيما فيه خلاف تنوع.
ونسأل الله -عز وجل- أن يوحد صفوفنا، وأن يوحد أمتنا على كتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) يراجع مقال
فضيلة الشيخ ياسر برهامي: "الصحوة الإسلامية وأزمة بناء الشخصية"، وكتيب
"سمات الشخصية المسلمة"، والمقال السابق: "الصحوة الإسلامية وقفة مع
النفس"، وهذا يحقق الهدف الأول، وهو إيجاد الفرد المسلم.