في الترمذي في كتاب الجهاد (باب ما جاء
في المشورة ) (تحت رقم 1714) قال: ويروى -هكذا بصيغة التضعيف- عن أبي هريرة
قال: ... وذكره.
وأخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (3/801رقم
4413) من طريق معمر، عن ابن شهاب الزهري، عن أبي هريرة .. فذكره. وإسناده
ضعيف؛ لانقطاعه.
قال العلائي في «جامع التحصيل» (ص 269 رقم
712) -في ترجمة الزهري-: «وروَىَ عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، ورافع بن
خديج، وذلك مرسل».
ونقله عنه أبو زرعة العراقي في «تحفة
التحصيل» (ص 289).
وقال الحافظ المنذري: «روى عن أبي هريرة، ولم
يسمع منه».
وانظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (189)،
و«تهذيب الكمال» (26/419).
وللحديث شاهد من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: «ما رأيت رجلاً أكثر
استشارةً للرجال من رسول الله
s».
أخرجه أبو الشيخ في «أخلاق النبي
s»
(رقم 763)، ومن طريقه أبو محمد البغوي في «تفسيره» المسمى «معالم التنزيل»
(1/572-573)، حدثنا علي بن العباس المُقانعي، عن أحمد بن محمد بن ماهان، عن
أبيه، عن طلحة بن زيد، عن عُقيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
ففي هذا السَّند: أحمد بن محمد بن ماهان. قال
أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (2/73): «مجهول».
ووالده: محمد بن ماهان، أبوحنيفة الواسطي،
ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولا سَنَة وفاة
-أيضاً-، وقال: «هو مجهول».
انظر: «الثقات» للعجلي (ص 412 رقم 1497)، «الثقات» لابن حبان (9/150)،
«الجرح والتعديل»
(8/105)، «سؤالات الحاكم» للدارقطني (135)، «الميزان»
(4/23)، «لسان الميزان» (4/484)، وغيرها.
وطلحة بن زيد
القرشي، أبو مسكين. قال أحمد: «ليس بذاك، قد حدَّث بأحاديث مناكير، وقال:
ليس بشيء، كان يضع الحديث»، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا
يعجبني حديثه».
وقال البخاري، والنسائي: «منكر الحديث»، وقال
النسائي -أيضاً-: «ليس بثقة».
وقال الحافظ ابن حجر: «متروك». وانظر: «التهذيب» (5/15)،
و«التقريب» (282)، و«المجروحين»
(1/383)، و«الجرح والتعديل» (4/479)، وغيرها.
قلت:
فهذا إسناد مسلسل بالضعفاء؛ من مجاهيل، ومتروكين، فهو ضعيف جداً،
لا يصلح شاهداً، ولا يُفرح به.
ولكن ثبت من هديه s
أنه كان يشاور أصحابه، كما في غزوة أحد، والأحزاب. تصديقاً منه لقول الله
-تعالى- {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}. وانظر: «الدر المنثور»
(2/358-359).