قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا رواه البخاري .
الشرح
نقل المؤلف - رحمه الله تعالى - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى البردين دخل الجنة البردان : هما صلاة الفجر وصلاة العصر وذلك لأن صلاة الفجر تقع في أبرد ما يكون من الليل وصلاة العصر تقع في أبرد ما يكون من النهار بعد الزوال من صلاهما دخل الجنة يعني أن المحافظة على هاتين الصلاتين وإقامتهما من أسباب دخول الجنة . وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه نظر إلى القمر ليلة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا فقال صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر هذا فيه تشبيه الرؤيا بالرؤيا وليس المعنى تشبيه المرئى بالمرئي # لأن الله ليس كمثله شيء ولكنكم ترونه رؤية حقيقية مؤكدة كما يرى الإنسان القمر ليلة البدر وإلا فإن الله عز وجل أجل وأعظم من أن يشابهه شيء من مخلوقاته . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الحديث فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا يعني بالتي قبل طلوع الشمس الفجر ، والتي قبل غروبها العصر فهاتان الصلاتان هما أفضل الصلوات وأفضلهما صلاة العصر لأنها هي الصلاة الوسطى التي قال الله تعالى عنها : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في غزوة الأحزاب ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر . وهذا نص صريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر . وقوله عليه الصلاة والسلام : من صلى البردين المراد من صلاهما على الوجه الذي أمر به وذلك بأن يأتي بهما في الوقت وإذا كان من أصحاب الجماعة كالرجال فليأت بهما مع الجماعة لأن الجماعة واجبة ولا يحل لرجل أن يدع صلاة الجماعة في المسجد وهو قادر عليها . أما حديثه الثاني : فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا يعني أن الإنسان إذا كان من عادته أن يعمل عملا صالحا ثم مرض فلم يقدر عليه فإنه يكتب له الأجر كاملا والحمد لله على نعمه . إذا كنت مثلا من عادتك أن تصلي مع الجماعة ثم مرضت ولم تستطع أن تصلي مع الجماعة فكأنك تصلي معهم يكتب لك سبعة وعشرون درجة ولو سافرت وكان من عادتك وأنت مقيم في البلد أن تصلي نوافل وأن تقرأ قرآنا وأن تسبح وتهلل وتكبر ولكنك لما سافرت انشغلت بالسفر عن هذا فإنه يكتب لك ما كنت تعمله في البلد مقيما مثلا لو سافرت وصليت وقتك في البر ليس معك أحد فإنه يكتب لك أجر صلاة الجماعة كاملا إذا كنت في حال الإقامة تصلي مع الجماعة . وفي هذا تنبيه على أنه ينبغي للعاقل ما دام في حال الصحة والفراغ أن يحرص على الأعمال الصالحة حتى إذا عجز عنها لمرض أو شغل كتبت له كاملة اغتنم الصحة اغتنم الفراغ اعمل صالحا حتى إذا شغلت عنه بمرض أو غيره كتب لك كاملا ولله الحمد ولهذا قال النبي نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ . وقال ابن عمر وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك هكذا جاء في حديث ابن عمر إما من قوله وإما من قول النبي عليه الصلاة والسلام أن الإنسان ينبغي له في حال الصحة أن يغتنم الفرصة حتى إذا مرض كتب له عمله في الصحة وأن يحرص ما دام مقيما على كثرة الأعمال الصالحة حتى إذا سافر كتب له ما كان يعمل في الإقامة نسأل الله أن يخلص لنا ولكم النية ويصلح لنا ولكم العمل .
الشرح
نقل المؤلف - رحمه الله تعالى - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى البردين دخل الجنة البردان : هما صلاة الفجر وصلاة العصر وذلك لأن صلاة الفجر تقع في أبرد ما يكون من الليل وصلاة العصر تقع في أبرد ما يكون من النهار بعد الزوال من صلاهما دخل الجنة يعني أن المحافظة على هاتين الصلاتين وإقامتهما من أسباب دخول الجنة . وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه نظر إلى القمر ليلة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا فقال صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر هذا فيه تشبيه الرؤيا بالرؤيا وليس المعنى تشبيه المرئى بالمرئي # لأن الله ليس كمثله شيء ولكنكم ترونه رؤية حقيقية مؤكدة كما يرى الإنسان القمر ليلة البدر وإلا فإن الله عز وجل أجل وأعظم من أن يشابهه شيء من مخلوقاته . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخر هذا الحديث فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا يعني بالتي قبل طلوع الشمس الفجر ، والتي قبل غروبها العصر فهاتان الصلاتان هما أفضل الصلوات وأفضلهما صلاة العصر لأنها هي الصلاة الوسطى التي قال الله تعالى عنها : حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ . وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في غزوة الأحزاب ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر . وهذا نص صريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر . وقوله عليه الصلاة والسلام : من صلى البردين المراد من صلاهما على الوجه الذي أمر به وذلك بأن يأتي بهما في الوقت وإذا كان من أصحاب الجماعة كالرجال فليأت بهما مع الجماعة لأن الجماعة واجبة ولا يحل لرجل أن يدع صلاة الجماعة في المسجد وهو قادر عليها . أما حديثه الثاني : فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا يعني أن الإنسان إذا كان من عادته أن يعمل عملا صالحا ثم مرض فلم يقدر عليه فإنه يكتب له الأجر كاملا والحمد لله على نعمه . إذا كنت مثلا من عادتك أن تصلي مع الجماعة ثم مرضت ولم تستطع أن تصلي مع الجماعة فكأنك تصلي معهم يكتب لك سبعة وعشرون درجة ولو سافرت وكان من عادتك وأنت مقيم في البلد أن تصلي نوافل وأن تقرأ قرآنا وأن تسبح وتهلل وتكبر ولكنك لما سافرت انشغلت بالسفر عن هذا فإنه يكتب لك ما كنت تعمله في البلد مقيما مثلا لو سافرت وصليت وقتك في البر ليس معك أحد فإنه يكتب لك أجر صلاة الجماعة كاملا إذا كنت في حال الإقامة تصلي مع الجماعة . وفي هذا تنبيه على أنه ينبغي للعاقل ما دام في حال الصحة والفراغ أن يحرص على الأعمال الصالحة حتى إذا عجز عنها لمرض أو شغل كتبت له كاملة اغتنم الصحة اغتنم الفراغ اعمل صالحا حتى إذا شغلت عنه بمرض أو غيره كتب لك كاملا ولله الحمد ولهذا قال النبي نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ . وقال ابن عمر وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك هكذا جاء في حديث ابن عمر إما من قوله وإما من قول النبي عليه الصلاة والسلام أن الإنسان ينبغي له في حال الصحة أن يغتنم الفرصة حتى إذا مرض كتب له عمله في الصحة وأن يحرص ما دام مقيما على كثرة الأعمال الصالحة حتى إذا سافر كتب له ما كان يعمل في الإقامة نسأل الله أن يخلص لنا ولكم النية ويصلح لنا ولكم العمل .