دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
قال الله تعالى : وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ وقال تعالى : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله - باب الورع وترك الشبهات . الورع والزهد يشتبه معناهما عند كثير من الناس ، لكن الفرق بينهما كما قال ابن القيم - رحمه الله - في كتاب الروح : الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك ما لا ينفع فمقام الزهد أعلى من مقام الورع ، لأن الورع أن يترك الإنسان ما يضر والزهد أن يترك الإنسان ما لا ينفع ، لأن الأشياء ثلاثة أقسام ضار ونافع وما ليس بضار ولا نافع . فالزاهد يترك شيئين من هذا ، يترك الضار ويترك ما ليس بنافع ولا ضار ، ويفعل ما هو نافع . الورع يترك شيئا واحدا منها وهو ما كان ضارا ويفعل النافع ويفعل الشيء الذي ليس فيه نفع ولا ضرر . وبهذا صارت منزلة الزاهد أرفع من منزلة الورع ، وربما يطلق أحدهما على الآخر ، فالورع ترك ما يضر ، ومن ذلك ترك الأشياء المشتبهة ، المشتبهة في حكمها ، والمشتبهة في حقيقتها ، فالأول اشتباه في الحكم والثاني اشتباه في الحال ، فالإنسان الورع هو الذي إذا اشتبه عليه الأمر تركه إن كان اشتباها في تحريمه ، وفعله إن كان اشتباها في وجوبه لئلا يأثم بالترك . ثم إن المؤلف - رحمه الله - ذكر آيتين في هذا الباب ، ذكر قوله تعالى : وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ . وَتَحْسَبُونَهُ : الضمير يعود على ما تلقاه الناس من الحديث الإفك الكذب في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وذلك أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان المنافقون يتربصون بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يشوهوا سمعته ، ويدنسوا عرضه فحصلت غزوة من الغزوات ، فلما قفل النبي صلى الله عليه وسلم راجعا منها نام في أثناء الطريق ، وكان لنساء النبي صلى الله عليه وسلم رجال يساعدون في ترحيلهن . فلما كان في آخر الليل ذهبت عائشة رضي الله عنها لقضاء حاجتها ، فجاء الذين يحملون الهودج الذي تركب فيه فحملوه على البعير وشدوه عليه ، وظنوا أنها بداخله لأنها كانت في ذلك الوقت صغيرة السن خفيفة الوزن . ثم سار الركب فلما رجعت عائشة رضي الله عنها إلى المكان وجدت الناس قد رحلوا فكان من ذكائها وثبات جأشها وطمأنينتها أن بقيت في المكان ، ما ذهبت تتجول يمينا وشمالا ، لأنها لو ذهبت ربما ضاعت وضيعوها لكنها بقيت في مكانها وكان رجل من خيار الصحابة يقال له صفوان بن المعطل نائما ، وكان من قوم إذا ناموا لم يستيقظوا إلا إذا شبعوا من النوم فلو أيقظت أحدهم قبل أن يأخذ كفايته من النوم لم يستيقظ . فاستيقظ صفوان رضي الله عنه فوجد الناس قد رحلوا ورأى هذا الشبح هذا السواد ، فأقبل إليها فإذا هي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وكان يعرفها قبل أن ينزل الحجاب ، فماذا صنع هذا الرجل . أناخ البعير ولم يتكلم بأي كلمة احتراما لفراش رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يتكلم مع زوجته في مثل هذا المكان ، أناخ البعير ووضع رجله على ساق البعير فركبت عائشة رضي الله عنها فأخذ الزمام وجعل يقود البعير ليجعل عائشة خلفه . فلما أقبل على القوم تكلم المنافقون ورأوا في ذلك فرصة وقالوا في أم المؤمنين ما هم فيه كاذبون امرأة في سفر مع رجل تتأخر عن القوم ، فصاروا يتكلمون في عرض عائشة وهم لا يريدون عرض عائشة لا تهمهم فتاة عند زوجها ، الذي يهمهم تدنيس فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم : قاتلهم الله أنى يؤفكون . فجعلوا يتكلمون وكان من حكمة الله عز وجل أن عائشة لما قدموا المدينة مرضت وبقيت في بيتها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليها لكنها لم تر منه ما كانت تراه في السابق كان يمر ويقول : كيف تيكم ؟ يعني كيف هذه يسأل هكذا سؤالا عابرا لا يستقصي في السؤال فيقول مثلا كيف هي اليوم ؟ عساها أحسن من أمس ، وما أشبه ذلك ، ولكنه يقول هذه الكلمة لأن كلام المنافقين قد شاع في المدينة وصار عند بعض المؤمنين تردد والرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يشك في أهله ويرى أن الله عز وجل يأبى بحكمته أن يدنس فراش نبيه صلى الله عليه وسلم . ولم يكن ليصدق بهذا أبدأ لكن مع كثرة الكلام وكثرة القرع وكثرة الإرجاف تردد الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر وبعد أن مضى نحو شهر خرجت عائشة رضي الله عنها وخالتها أم مسطح بن أثاثة خرجت تقضي حاجتها وكانوا في هذا الوقت ليس عندهم مراحيض في البيوت إذا أراد الواحد أن يقضي حاجته خرج إلى الخلاء وبحث عن مكان مطمئن نازل وقضى فيه حاجته . فخرجت عائشة مع أم مسطح إلى مكان قضاء الحاجة ، فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح فتعجبت عائشة كيف تقول لرجل من المهاجرين شهد بدرا تقول فيه : تعس مسطح وهو كذلك ابنها ؟ فسألتها عائشة عن سبب قولها ذلك . فإن تعس معناها خسر وهلك فقالت : أما علمت بكذا وكذا وكذا وأخبرتها بقصة الإفك وأن مسطحا كان ممن صدقوا تلك الفرية ، فازدادت عائشة رضي الله عنها مرضا إلى مرضها وصارت تبكي ليلا ونهارا لا يرقأ لها دمع ولا تهنأ بعيش . وبينما الأمر كذلك حتى انتهى نفاق المنافقين إلى الرأس أنزل الله فيها هذه الآيات الكريمة : إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ يعني طائفة منكم لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ سبحان الله ! ! هذا الإفك والرمي بالفاحشة لا نحسبه شرا ؟ نعم لا نحسبه شرا ، بل هو خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه والمؤمنين لأنه حصل به من تمحيص الذنوب ورفعة المقامات ، والدفاع عن عرض الرسول عليه الصلاة والسلام وفراشه ما هو خير . لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ كل واحد تكلم في هذا الأمر له ما اكتسب من الإثم وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ . أعظمهم إثما الذي قاد هذه الفتنة وأوقد نارها والعياذ بالله . ثم ساق الله تعالى الآيات إلى قوله : إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ وكان الورع والتقى ألا يتكلموا في هذا الأمر ، وأن يسألوا أنفسهم : من أين مصدره ؟ من المنافقين الذين هم أكذب الناس . ولهذا من علامات النفاق الكذب ، استمعوا إلى قول الله عز وجل : إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ شهادة مؤكدة إن واللام . قال الله عز وجل : وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ حق إنك رسوله ومع ذلك وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ شهادة بشهادة أيهما أعظم قولهم : نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ أم قول الله : وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ لا شك أن قول الله أصدق فهو يشهد عز وجل : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ في قولهم : نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ هذه الفاحشة التي أشيعت مصدرها من المنافقين على رأسهم عبد الله بن أبي ابن سلول لكن الخبيث ما كان ليتكلم صراحة ، يأتي إلى الناس ويقول : أما سمعتم ما قيل في عائشة ، قيل كذا وكذا . وهناك أناس من المؤمنين تكلموا بهذا صراحة ، منهم مسطح بن أثاثة ، حسان بن ثابت رضي الله عنه وحمنة بنت جحش تكلموا لأنهم بشر وأقسم أبو بكر رضي الله عنه ألا ينفق على مسطح بن أثاثة وهو ابن خالته ، لكنه أقسم ألا ينفق عليه لا لأنه قال في ابنته بل قال في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يليق . فأنزل الله عز وجل قوله : وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ . وَلاَ يَأْتَلِ أي لا يحلف والمراد بذلك أبو بكر وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ يعني بذلك مسطحا فلا ينبغي لأهل الفضل أمثال أبي بكر رضي الله عنه أن يمتنعوا عن الإنفاق على أولي القربى والمساكين والمهاجرين وإن هم أخطأوا في بعض الأمور . أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ لما نزلت هذه الآية قال أبو بكر : بلى والله نحب أن يغفر الله لنا فرد النفقة على مسطح فامتثل أبو بكر هذا الامتثال العظيم . ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلد مسطح وحسان وحمنة ، كل واحد منهم ثمانين جلدة حد القذف لكن عبد الله بن أبي ما أمر بجلده لأنه خبيث ما يصرح ولأن الحد تطهير للمحدود وعبد الله بن أبي ليس أهلا للطهارة لأنه نجس خبيث . فالحاصل أن من الورع ألا يتكلم إلا بما يعلم ، وهذا الاستشهاد الذي استشهد به المؤلف ينطبق تماما على زماننا الآن ، ما أكثر الذين يتكلمون في ولاة الأمور بغير علم ، ما أكثر الذين يتكلمون في العلماء بغير علم ، ما أكثر الذين يتكلمون في طلبة العلم بغير علم ، ما أكثر الذين يتكلمون في المحسنين من ذوي الأموال بغير علم . فليس عند أكثر الناس ورع يتكلم الإنسان بما جاء على لسانه من غير أن يتحقق وهذا من الظلم والعدوان على من تكلم فيه . لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام في الغيبة إنها : ذكرك أخاك بما يكره قالوا : أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته .

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
شكـــــرا لكـ يا أخــى


جزاك الله كــل خيــــــر .... gg444g

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
شكرا للرد الجميل والمتابعة

عدل سابقا من قبل اعصار في الجمعة 3 ديسمبر 2010 - 16:36 عدل 1 مرات

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
مشكوور

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
جزاكم الله خيرا على المرور النير والرد القيم

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
بارك الله فيك اخي اعصار علي الموضوع

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
شكرا للمرور وجزانا وإياكم الجنة

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك شكرا لك على الموضوع المميز
تقبل تحياتي islamic designer
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا 886773 وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا 886773 وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا 886773 وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا 886773 وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا 886773 وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا 886773 وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا 886773

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
مشكور اخى فى الله على الطرح الممتاز
جعله الله فى موازين حسناتكم
دمتم فى رعاية الله

descriptionوَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا Emptyرد: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

more_horiz
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك شكرا لك على الموضوع المميز



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي