عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فقالت : نسجتها بيدي لأكسوكها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ، فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال فلان اكسنيها ما أحسنها . فقال : نعم فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم ما أحسنت لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلا فقال : إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني . قال سهل فكانت كفنه رواه البخاري .
الشرح
ذكر المؤلف - رحمه الله - هذه الأحاديث في باب الإيثار وهي حديث أبي هريرة وجابر وأبي سعيد . ففي الحديثين الأولين ، بين النبي صلى الله عليه وسلم أن طعام الواحد يكفي الاثنين وأن طعام الاثنين يكفي الأربعة وأن طعام الأربعة يكفي الثمانية وهذا حث منه عليه الصلاة والسلام على الإيثار يعني أنك لو أتيت بطعامك الذي قدرت أنه يكفيك وجاء رجل آخر فلا تبخل وتقول هذا طعامي وحدي بل أعطه منه حتى يكون كافيا للاثنين . وكذلك لو جاء اثنان بطعامهما ثم جاءهما اثنان فلا يبخلان به ويقولان هذا طعامنا بل يطعمانهما فإن طعامهما يكفيهما ويكفي الاثنين وهكذا الأربعة مع الثمانية . وإنما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذا من أجل أن يجود الإنسان بفضل طعامه على أخيه . وكذلك أيضا حديث أبي سعيد في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم على رحل له فجعل يلتفت يمينا وشمالا وكأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم أن الرجل محتاج فقال : عليه الصلاة والسلام : من كان له فضل ظهر فليعد به على من لها ظهر له ، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له . وذكر أنواعا ولم يعين فيقول من كان له فضل زاد مثلا لئلا يخجل الرجل بل قال : من كان له فضل ظهر والرجل لا يحتاج إلى الظهر لأنه كان على راحلته لكن هذا من حسن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم . يقول الراوي : حتى ظننا أنه لا حق لأحد منا في فضل يعني أن الإنسان يبذل كل ما عنده حتى لا يبقي معه فضل يعني من الطعام والشراب والرحل وغير ذلك وهذا كله من باب الإيثار . وأما الحديث الرابع حديث سهل بن سعد فإن امرأة جاءت وأهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بردة وكان صلى الله عليه وسلم لا يرد الهدية بل يقبل الهدية ويثيب عليها صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا من كرمه وحسن خلقه فتقدم رجل إليه فقال : ما أحسن هذه وطلبها من النبي صلى الله عليه وسلم ففعل الرسول عليه الصلاة والسلام خلعها وطواها وأعطاه إياه . فقيل للرجل كيف تطلبها من النبي صلى الله عليه وسلم وأنت تعلم أنه لا يرد سائلا فقال والله ما طلبتها لألبسها ، ولكن لتكون كفني فأبقاها عنده فصارت كفنه . ففي هذا : إيثار النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه لأنه آثر هذا الرجل بهذه البردة التي كان محتاجا إليها لأنه لبسها بالفعل مما يدل على شدة احتياجه إليها
الشرح
ذكر المؤلف - رحمه الله - هذه الأحاديث في باب الإيثار وهي حديث أبي هريرة وجابر وأبي سعيد . ففي الحديثين الأولين ، بين النبي صلى الله عليه وسلم أن طعام الواحد يكفي الاثنين وأن طعام الاثنين يكفي الأربعة وأن طعام الأربعة يكفي الثمانية وهذا حث منه عليه الصلاة والسلام على الإيثار يعني أنك لو أتيت بطعامك الذي قدرت أنه يكفيك وجاء رجل آخر فلا تبخل وتقول هذا طعامي وحدي بل أعطه منه حتى يكون كافيا للاثنين . وكذلك لو جاء اثنان بطعامهما ثم جاءهما اثنان فلا يبخلان به ويقولان هذا طعامنا بل يطعمانهما فإن طعامهما يكفيهما ويكفي الاثنين وهكذا الأربعة مع الثمانية . وإنما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذا من أجل أن يجود الإنسان بفضل طعامه على أخيه . وكذلك أيضا حديث أبي سعيد في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم على رحل له فجعل يلتفت يمينا وشمالا وكأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم أن الرجل محتاج فقال : عليه الصلاة والسلام : من كان له فضل ظهر فليعد به على من لها ظهر له ، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له . وذكر أنواعا ولم يعين فيقول من كان له فضل زاد مثلا لئلا يخجل الرجل بل قال : من كان له فضل ظهر والرجل لا يحتاج إلى الظهر لأنه كان على راحلته لكن هذا من حسن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم . يقول الراوي : حتى ظننا أنه لا حق لأحد منا في فضل يعني أن الإنسان يبذل كل ما عنده حتى لا يبقي معه فضل يعني من الطعام والشراب والرحل وغير ذلك وهذا كله من باب الإيثار . وأما الحديث الرابع حديث سهل بن سعد فإن امرأة جاءت وأهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بردة وكان صلى الله عليه وسلم لا يرد الهدية بل يقبل الهدية ويثيب عليها صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا من كرمه وحسن خلقه فتقدم رجل إليه فقال : ما أحسن هذه وطلبها من النبي صلى الله عليه وسلم ففعل الرسول عليه الصلاة والسلام خلعها وطواها وأعطاه إياه . فقيل للرجل كيف تطلبها من النبي صلى الله عليه وسلم وأنت تعلم أنه لا يرد سائلا فقال والله ما طلبتها لألبسها ، ولكن لتكون كفني فأبقاها عنده فصارت كفنه . ففي هذا : إيثار النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه لأنه آثر هذا الرجل بهذه البردة التي كان محتاجا إليها لأنه لبسها بالفعل مما يدل على شدة احتياجه إليها