تطييب ثوب الإحرام :
من السنة تطييب الرجل بدنه قبل عقد نية الإحرام لأن رسول الله صلى الله
عليه وسلم " كان يطيب في الإحرام رأسه ولحيته " قالت عائشة رضي الله عنها "
كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
محرم " ( أخرجه البخاري ).
أما تطييب ثوب الأحرام فإنه يكره ، فلا يطيب بالبخور ولا بالدهن وغيره من
الطيب وإذا طُيب قال بعض العلماء يكره لبسه وقال الآخرون لا يجوز لبسه .
أما إذا طيب البدن وسال الطيب على ثيابه فلا يؤثر .
ويسن تطيب الرجل كذلك قبل طواف الإفاضة لمن رمى الجمار وحلق وتحلل التحلل الأول
لا يجوز للمحرم تعمد شم الطيب .
أكل الزعفران :
يحرم على المحرم تناول الطيب واستعماله في بدنه أو ثوبه أو استعماله في
أكل أو شرب ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر يعلى بن أمية بغسل الطيب
، وقال في المحرم الذي وقصته راحلته : " ولا تحنطوه " متفق عليهما ولمسلم "
ولا تمسوه بطيب " .
لذلك لا يجوز للمحرم أكل الأطعمة المخلوطة بالزعفران كالأرز أو الشاي المخلوط بالزعفران .
التلفظ بالنية :
لم يكن النبي h إذا أراد أن يحرم بالحج أو بالعمرة يقول : اللهم إني أريد
العمرة ، أو أريد الحج .. فهذه بدعة ، ولكن النية مبناها القلب . وهي شرط
للدخول في النسك .
قال العلماء " وينبغي أن يذكر نسكه في التلبية ، فإذا كان في العمرة يقول :
" لبيك اللهم عمرة وفي الحج لبيك اللهم حجاً ، وفي قران لبيك اللهم عمرة
وحجاً .. " يتلفظ بها ثم يسن له رفع صوته بالتلبية .. أما المرأة فلا ترفع
صوتها إلا بقدر ما تسمع جارتها .
سنة الاضطباع :
والاضطباع : هو أن يجعل المحرم وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن ، وطرفه على
عاتقه الأيسر .. ولا يفعل الاضطباع إلا إذا شرع في الطواف ( طواف العمرة أو
طواف القدوم دون طواف الإفاضة ) والعجب من جهل كثير من الناس اليوم أنهم
يضطبعون من حين أن يحرموا ويستمروا إلى أن يحلوا ! .. وهذا من الجهل .
والبعض يضطبع في طواف الإفاضة وهذا لا يصح .
تحية المسجد الحرام:
من دخل المسجد الحرام للطواف أغناه عن تحية المسجد ، ومن دخله للصلاة ، أو
الذكر أو القراءة ، أو ما أشبه ذلك فإنه يصلي ركعتين ، كما لو دخل أي مسجد
آخر ...
ما يقوله عند رؤية البيت :ت
لم يرد حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذكر أو
دعاء معين عند دخول الحرم أو عند رؤية البيت ... فجميع الأحاديث والأدعية
الواردة عند رؤية البيت أحاديث ضعيفة فيها نظر .. ولكن يسن للداخل إلى
الحرم أن يفعل كما يفعل عند دخوله أي مسجد " يقدم رجله اليمنى ويقول : بسم
الله ، اللهم صليّ على محمد ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " .
مايقوله عند بداية الطواف :
يسن عند ابتداء الطواف أن يشير إلى الحجر الأسود ويقول : "بسم الله والله
أكبر " اللهم إيماناً بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاءً بعهدك ، واتباعاً لسنة
نبيك ، كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول ذلك .. ثم يدعو بما شاء .
تقبيل الحجر الأسود :
يبتدئ المعتمر بطواف العمرة ، والقارن والمفرد بطواف القدوم ، فيحاذي
الحجر الأسود بكله ويستلمه ـ أي يمسه ـ ويقبله فإن شق تقبيله ، استلمه وقبل
يده فإن شق استلامه ، أشار ولا يقبل يده وتكون الإشارة أو الاستلام باليد
اليمنى فقط .. وعند الإشارة يستقبل الحجر الأسود لأن هذه الإشارة تقوم مقام
الاستلام والتقبيل ، فبالاستلام والتقبيل يكون الإنسان مستقبلا له
بالضرورة ، ولكن إن شق عليه لكثرة الزحام ، فلا حرج أن يشير وهو ماشي .
الرمل في طواف القدوم :
من السنة الرمل بطواف القدوم فقط دون طواف الإفاضة وطواف الوداع ويكون
الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ثم يمشي في الأشواط الأربعة الباقية .
والرمل : ليس هو هز الكتفين كما يفعل الجهال ، ولكن هو المشي بقوة ونشاط بحيث يسرع ، ولكن لا يمد خطوة .
ما يقال بين الركن اليماني والحجر الأسود :
إذا حاذى الركن اليماني استلمه ( أي مسه ) دون تكبير ولا يقبل يده بعد
استلامه ولا يقبله .. وإذا لم يستطع استلامه لا يشير إليه بل يستمر بالسير
ويسن له أن يدعو بين الركن والحجر بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ( الآية )
وأما الزيادة : ( وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار ) فهذه لم ترد عن النبي h ، ولكن لو دعا بها أحيانا لم ينكر عليه .
ويسن له أن يستلم الركن والحجر في كل شوط ، أما في الشوط الأخير فيستلم
الركن اليماني ولا يستلم الحجر الأسود ولا يشير إليه ولا يقبله بل ينصرف
ليصلي ركعتي الطواف خلف المقام ثم يعود فيستلم الحجر الأسود بعد الانتهاء
من سنة الطواف ، ولا يسن في هذه المرة تقبيله أو الإشارة إليه ، فإن تيسر
استلمه وإلا انصرف من مكانه إلى المسعى . وهذا الاستلام لمن أراد أن يسعى ،
وأما من طاف طوافا مجردا لم يرد أن يسعى فإنه لا يسن له استلامه .
سنة الطواف :ا
بعد الفراغ من الطواف يصلي ركعتين خلف المقام ، لفعل النبي صلى الله
عليه وسلم ، وينبغي إذا تقدم أن يقرأ قوله تعالى : ( واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى ) ، كما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم وإذا لم يتيسر له
الصلاة خلف المقام لشدة الزحام ، بَعُد عنه قليلا ثم صلىّ .
ومن السنة التخفيف في ركعتي الطواف ، وجاءت السنة أن النبي h قرأ في
الركعة الأولى ( قل يا أيها الكافرون ) والثانية ( قل هو الله أحد ) .
سنة السعي :ا
يسن إذا دنا من الصفا أن يقرأ ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكرٌ
عليمٌ ) ، ثم يقول " أبدأ بما بدأ الله به " فيرقى الصفا حتى يرى الكعبة
فيسقبلها ويقول : الله أكبر ، وهو رافع يديه ثلاث مرات ، ويقول ما ورد ومنه
: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل
شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب
وحده ، ثم يدعو ، ثم يعيد الذكر مرة ثانية ، ثم يدعو ، ثم يعيد الذكر مرة
ثالثة .
ثم ينزل من الصفا متجها إلى المروة ماشيا إلى العلم الأخضر ، ثم يسعى سعياً
شديداً إلى العلم الآخر، يفعل ذلك بجميع الأشواط .. أما المرأة فهي لا
تسعى كسعي الرجل بل تمشي مشيا عاديا طوال الأشواط .. والسعي بمعنى الركض .
ويجب أن يراعي عند السعي عدم إيذاء الآخرين .
ويذكر الذكر السابق في كل شوط دون قراءة الآية إلا في الشوط الأخير فإنه إذا انتهى في آخر شوط إلى المروة انصرف دون أي ذكر .
تقصير الشعر :ا
إذا كان التحلل من الحجة ... فالأولى حلق الشعر ، وإذا كان التحلل من
العمرة للمتمتع فالأوْلى تقصيره حتى يتبقى شعر يُحلق في التحلل من الحج ،
وصفة التقصير يجب أن يأخذ من جميع شعره .
أما الحلق فيبدأ بحلق الجهة اليمنى ثم اليسرى كما فعل الرسول صلى الله
عليه وسلم ، أما المرأة فتأخذ قيد أنمله من ظفائرها . ويجوز للمحرم أن
يقصر شعره بنفسه ولا حرج .
يوم التروية :
يسن للمتمتع أن يحرم للحج من المكان الذي هو فيه في اليوم الثامن من ذي
الحجة ، فيذهب إلى منى فيبيت بها ليلة التاسع ، وعلى هذا فيصلي الظهر
والعصر والمغرب والعشاء كلها في منى قصرا بلا جمع ، وكذلك يصلي الفجر
صبيحة اليوم التاسع في منى ، فإذا طلعت الشمس سار إلى عرفة .
سنة النزول في نمره :
النزول بنمره سنة ، فينزل بها إن تيسر إلى أن تزول الشمس ، فإذا زالت الشمس ، ركب من نمره إلى عرفه .
السنة في عرفة :
السنة في عرفه الجمع والقصر بين الظهر والعصر ، ثم يقف عند الصخرات وجبل
الرحمة إن تيسر له ذلك ولا يشرع صعوده ، وعرفه كلها موقف إلا بطن عُرنه ،
ويدعو إلى غروب الشمس مستقبلا القبلة ، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة ، كما
قال صلى الله عليه وسلم : " خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا
والنبيون من قبلي لا إله إلا الله " رواه الترمذي وحسنه الألباني ( المشكاة
ـ 2/797 ) .
سنة الدفع من عرفه إلى مزدلفه :
من السنة أن يدفع بسكينة إلى مزدلفة ويسرع إذا أتي متسعا ، لأن ذلك أرفق حتى يصل إلى مزدلفه مبكرا .
السنة عند الوصول إلى مزدلفه :
لما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم مزدلفه جمع بين المغرب والعشاء ، فصلى
المغرب قبل حط الرحال ، ثم حطوا رحالهم ، ثم صلى العشاء قصرا ، بأذان
وإقامتين .
سنة النوم في مزدلفه :
من السنة النوم بعد صلاة العشاء في مزدلفه ، وله أن يوتر في تلك الليلة ،
ولكن لا يسن أن يحي هذه الليله بالصلاة والذكر وغيرها ، بل السنة النوم .
السنة بعد صلاة الفجر في مزدلفة :
يصلي الفجر في أول وقتها ، كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم " صلاها
حتى تبين له الصبح ، ولم يتأخر ، فصلاها بغلس " ( كما في حديث جابر رضي
الله عنه عند مسلم ) .
فإذا صلى الفجر يسن له أن يقف فيحمد الله ويكبره ويدعو الله رافعا يديه
إلى أن يسفر جداً ويكون مستقبل القبلة ، ثم ينطلق بسكينة قبل أن تطلع الشمس
.
السنة إذا بلغ وادي محسر :
من السنة أن يسرع السير إذا بلغ وادي محسر وهو وادي بين مزدلفه ومنى ،
فإذا لم يستطع أن يسرع نوى بقلبه أنه لو تيسر له أن يسرع لأسرع ، وإذا علم
الله من نيته هذا ، فإنه قد يثيبه على ما فاته من الأجر والثواب .
حصى الجمار :
الذي يظهر من السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الحصى من عند
الجمرة ، لأنه ( أمر ابن عباس أن يلتقط له الحصى ، وهو يقول للناس بأمثال
هؤلاء فارموا ) ( أخرجه أحمد وغيره ) .
ويمكن أخذ الحصى من أي مكان تيسر له الأخذ منه .
ويأخذ من الحصى لكل يوم بيومه ولا يلتقطهم جميعا .
ولا يغسل الحصى ولا يطيبه فإنها بدعة .
رمي الجمار :
يكبر عند كل حصاة فيقول " الله أكبر " ويرمي بسبع حصيات متتاليات ، قد
يُفهم من الرمي أنه لا بد أن يرمي الشاخص " العمود القائم " ولكنه غير صحيح
، بل المقصود أن تقع في الحوض ، سواء ضربت الشاخص أم لا ، فإذا لم تقع في
الحوض ، وجب عليه إعادة الرمية التي لم تسقط في الحوض .
الدعاء بعد رمي الجمار :
يقطع التلبية بعد رمي الجمار في جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر ، فإذا رمى الجمار انصرف ولا يدعو بعدها .
أما في أيام التشريق فإنه يرمي الجمرة الأولى ( الصغرى ) بعد زوال الشمس
جاعل الجمرة على يساره حال الرمي ويستقبل القبلة ، ثم بعد الانتهاء من
الرمي يتأخر قليلا عن الزحام ، ويستقبل القبلة ويدعو طويلا ( فقد كان
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو طويلا مقدار سورة البقرة ) يفعل ذلك في
جمرة العقبة الثانية ( الوسطى ) ثم يذهب إلى ( الكبرى ) ، فإذا رمى الحصى
انصرف بعدها ولا يدعو .
الشرب من ماء زمزم :
من السنة الشرب من ماء زمزم ، لما ورد في حديث جابر رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم حينما طاف طواف الإفاضة شرب من ماء زمزم . (
أخرجه مسلم ـ 1218 ) .
وله أن يتضلع من ماء زمزم ، وأن ينويه لما أحب ، فإذا كان مريضا وشرب من
أجل أن يذهب مرضه فليفعل ، وإذا كان كثير النسيان فشرب ليقوي حفظه فليفعل ،
وقد فعل ذلك بعض المحدثين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ماء زمزم
لما شرب له " ( حديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجه )
تنبيه هام : إن لم تستطع تطبيق أحد السنن لعذر كشدة الزحام وغيره .. فعليك
بعقد النية أنك لو استطعت لفعلت السنة فلعلك تثاب على نيتك وإن لم يتيسر لك
العمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) .
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
راجعها
الشيخ : محمد الحمود النجدي
19/ ذو القعدة / 1421 هـ
المراجع :
1) الشرح الممتع على زاد المستقنع ـ للشيخ : محمد بن الصالح العثيمين ـ رحمه الله ـ
2) حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه ـ للشيخ : محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ
3) الملخص الفقهي ـ للشيخ : صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ
4) مختصر الناسك في أحكام المناسك ـ للشيخ : عبد الله الخليفي ـ رحمه الله ـ
من السنة تطييب الرجل بدنه قبل عقد نية الإحرام لأن رسول الله صلى الله
عليه وسلم " كان يطيب في الإحرام رأسه ولحيته " قالت عائشة رضي الله عنها "
كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
محرم " ( أخرجه البخاري ).
أما تطييب ثوب الأحرام فإنه يكره ، فلا يطيب بالبخور ولا بالدهن وغيره من
الطيب وإذا طُيب قال بعض العلماء يكره لبسه وقال الآخرون لا يجوز لبسه .
أما إذا طيب البدن وسال الطيب على ثيابه فلا يؤثر .
ويسن تطيب الرجل كذلك قبل طواف الإفاضة لمن رمى الجمار وحلق وتحلل التحلل الأول
لا يجوز للمحرم تعمد شم الطيب .
أكل الزعفران :
يحرم على المحرم تناول الطيب واستعماله في بدنه أو ثوبه أو استعماله في
أكل أو شرب ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر يعلى بن أمية بغسل الطيب
، وقال في المحرم الذي وقصته راحلته : " ولا تحنطوه " متفق عليهما ولمسلم "
ولا تمسوه بطيب " .
لذلك لا يجوز للمحرم أكل الأطعمة المخلوطة بالزعفران كالأرز أو الشاي المخلوط بالزعفران .
التلفظ بالنية :
لم يكن النبي h إذا أراد أن يحرم بالحج أو بالعمرة يقول : اللهم إني أريد
العمرة ، أو أريد الحج .. فهذه بدعة ، ولكن النية مبناها القلب . وهي شرط
للدخول في النسك .
قال العلماء " وينبغي أن يذكر نسكه في التلبية ، فإذا كان في العمرة يقول :
" لبيك اللهم عمرة وفي الحج لبيك اللهم حجاً ، وفي قران لبيك اللهم عمرة
وحجاً .. " يتلفظ بها ثم يسن له رفع صوته بالتلبية .. أما المرأة فلا ترفع
صوتها إلا بقدر ما تسمع جارتها .
سنة الاضطباع :
والاضطباع : هو أن يجعل المحرم وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن ، وطرفه على
عاتقه الأيسر .. ولا يفعل الاضطباع إلا إذا شرع في الطواف ( طواف العمرة أو
طواف القدوم دون طواف الإفاضة ) والعجب من جهل كثير من الناس اليوم أنهم
يضطبعون من حين أن يحرموا ويستمروا إلى أن يحلوا ! .. وهذا من الجهل .
والبعض يضطبع في طواف الإفاضة وهذا لا يصح .
تحية المسجد الحرام:
من دخل المسجد الحرام للطواف أغناه عن تحية المسجد ، ومن دخله للصلاة ، أو
الذكر أو القراءة ، أو ما أشبه ذلك فإنه يصلي ركعتين ، كما لو دخل أي مسجد
آخر ...
ما يقوله عند رؤية البيت :ت
لم يرد حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذكر أو
دعاء معين عند دخول الحرم أو عند رؤية البيت ... فجميع الأحاديث والأدعية
الواردة عند رؤية البيت أحاديث ضعيفة فيها نظر .. ولكن يسن للداخل إلى
الحرم أن يفعل كما يفعل عند دخوله أي مسجد " يقدم رجله اليمنى ويقول : بسم
الله ، اللهم صليّ على محمد ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " .
مايقوله عند بداية الطواف :
يسن عند ابتداء الطواف أن يشير إلى الحجر الأسود ويقول : "بسم الله والله
أكبر " اللهم إيماناً بك ، وتصديقا بكتابك ، ووفاءً بعهدك ، واتباعاً لسنة
نبيك ، كما كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول ذلك .. ثم يدعو بما شاء .
تقبيل الحجر الأسود :
يبتدئ المعتمر بطواف العمرة ، والقارن والمفرد بطواف القدوم ، فيحاذي
الحجر الأسود بكله ويستلمه ـ أي يمسه ـ ويقبله فإن شق تقبيله ، استلمه وقبل
يده فإن شق استلامه ، أشار ولا يقبل يده وتكون الإشارة أو الاستلام باليد
اليمنى فقط .. وعند الإشارة يستقبل الحجر الأسود لأن هذه الإشارة تقوم مقام
الاستلام والتقبيل ، فبالاستلام والتقبيل يكون الإنسان مستقبلا له
بالضرورة ، ولكن إن شق عليه لكثرة الزحام ، فلا حرج أن يشير وهو ماشي .
الرمل في طواف القدوم :
من السنة الرمل بطواف القدوم فقط دون طواف الإفاضة وطواف الوداع ويكون
الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ثم يمشي في الأشواط الأربعة الباقية .
والرمل : ليس هو هز الكتفين كما يفعل الجهال ، ولكن هو المشي بقوة ونشاط بحيث يسرع ، ولكن لا يمد خطوة .
ما يقال بين الركن اليماني والحجر الأسود :
إذا حاذى الركن اليماني استلمه ( أي مسه ) دون تكبير ولا يقبل يده بعد
استلامه ولا يقبله .. وإذا لم يستطع استلامه لا يشير إليه بل يستمر بالسير
ويسن له أن يدعو بين الركن والحجر بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ( الآية )
وأما الزيادة : ( وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار ) فهذه لم ترد عن النبي h ، ولكن لو دعا بها أحيانا لم ينكر عليه .
ويسن له أن يستلم الركن والحجر في كل شوط ، أما في الشوط الأخير فيستلم
الركن اليماني ولا يستلم الحجر الأسود ولا يشير إليه ولا يقبله بل ينصرف
ليصلي ركعتي الطواف خلف المقام ثم يعود فيستلم الحجر الأسود بعد الانتهاء
من سنة الطواف ، ولا يسن في هذه المرة تقبيله أو الإشارة إليه ، فإن تيسر
استلمه وإلا انصرف من مكانه إلى المسعى . وهذا الاستلام لمن أراد أن يسعى ،
وأما من طاف طوافا مجردا لم يرد أن يسعى فإنه لا يسن له استلامه .
سنة الطواف :ا
بعد الفراغ من الطواف يصلي ركعتين خلف المقام ، لفعل النبي صلى الله
عليه وسلم ، وينبغي إذا تقدم أن يقرأ قوله تعالى : ( واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى ) ، كما قرأها النبي صلى الله عليه وسلم وإذا لم يتيسر له
الصلاة خلف المقام لشدة الزحام ، بَعُد عنه قليلا ثم صلىّ .
ومن السنة التخفيف في ركعتي الطواف ، وجاءت السنة أن النبي h قرأ في
الركعة الأولى ( قل يا أيها الكافرون ) والثانية ( قل هو الله أحد ) .
سنة السعي :ا
يسن إذا دنا من الصفا أن يقرأ ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكرٌ
عليمٌ ) ، ثم يقول " أبدأ بما بدأ الله به " فيرقى الصفا حتى يرى الكعبة
فيسقبلها ويقول : الله أكبر ، وهو رافع يديه ثلاث مرات ، ويقول ما ورد ومنه
: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل
شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب
وحده ، ثم يدعو ، ثم يعيد الذكر مرة ثانية ، ثم يدعو ، ثم يعيد الذكر مرة
ثالثة .
ثم ينزل من الصفا متجها إلى المروة ماشيا إلى العلم الأخضر ، ثم يسعى سعياً
شديداً إلى العلم الآخر، يفعل ذلك بجميع الأشواط .. أما المرأة فهي لا
تسعى كسعي الرجل بل تمشي مشيا عاديا طوال الأشواط .. والسعي بمعنى الركض .
ويجب أن يراعي عند السعي عدم إيذاء الآخرين .
ويذكر الذكر السابق في كل شوط دون قراءة الآية إلا في الشوط الأخير فإنه إذا انتهى في آخر شوط إلى المروة انصرف دون أي ذكر .
تقصير الشعر :ا
إذا كان التحلل من الحجة ... فالأولى حلق الشعر ، وإذا كان التحلل من
العمرة للمتمتع فالأوْلى تقصيره حتى يتبقى شعر يُحلق في التحلل من الحج ،
وصفة التقصير يجب أن يأخذ من جميع شعره .
أما الحلق فيبدأ بحلق الجهة اليمنى ثم اليسرى كما فعل الرسول صلى الله
عليه وسلم ، أما المرأة فتأخذ قيد أنمله من ظفائرها . ويجوز للمحرم أن
يقصر شعره بنفسه ولا حرج .
يوم التروية :
يسن للمتمتع أن يحرم للحج من المكان الذي هو فيه في اليوم الثامن من ذي
الحجة ، فيذهب إلى منى فيبيت بها ليلة التاسع ، وعلى هذا فيصلي الظهر
والعصر والمغرب والعشاء كلها في منى قصرا بلا جمع ، وكذلك يصلي الفجر
صبيحة اليوم التاسع في منى ، فإذا طلعت الشمس سار إلى عرفة .
سنة النزول في نمره :
النزول بنمره سنة ، فينزل بها إن تيسر إلى أن تزول الشمس ، فإذا زالت الشمس ، ركب من نمره إلى عرفه .
السنة في عرفة :
السنة في عرفه الجمع والقصر بين الظهر والعصر ، ثم يقف عند الصخرات وجبل
الرحمة إن تيسر له ذلك ولا يشرع صعوده ، وعرفه كلها موقف إلا بطن عُرنه ،
ويدعو إلى غروب الشمس مستقبلا القبلة ، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة ، كما
قال صلى الله عليه وسلم : " خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا
والنبيون من قبلي لا إله إلا الله " رواه الترمذي وحسنه الألباني ( المشكاة
ـ 2/797 ) .
سنة الدفع من عرفه إلى مزدلفه :
من السنة أن يدفع بسكينة إلى مزدلفة ويسرع إذا أتي متسعا ، لأن ذلك أرفق حتى يصل إلى مزدلفه مبكرا .
السنة عند الوصول إلى مزدلفه :
لما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم مزدلفه جمع بين المغرب والعشاء ، فصلى
المغرب قبل حط الرحال ، ثم حطوا رحالهم ، ثم صلى العشاء قصرا ، بأذان
وإقامتين .
سنة النوم في مزدلفه :
من السنة النوم بعد صلاة العشاء في مزدلفه ، وله أن يوتر في تلك الليلة ،
ولكن لا يسن أن يحي هذه الليله بالصلاة والذكر وغيرها ، بل السنة النوم .
السنة بعد صلاة الفجر في مزدلفة :
يصلي الفجر في أول وقتها ، كما صلاها الرسول صلى الله عليه وسلم " صلاها
حتى تبين له الصبح ، ولم يتأخر ، فصلاها بغلس " ( كما في حديث جابر رضي
الله عنه عند مسلم ) .
فإذا صلى الفجر يسن له أن يقف فيحمد الله ويكبره ويدعو الله رافعا يديه
إلى أن يسفر جداً ويكون مستقبل القبلة ، ثم ينطلق بسكينة قبل أن تطلع الشمس
.
السنة إذا بلغ وادي محسر :
من السنة أن يسرع السير إذا بلغ وادي محسر وهو وادي بين مزدلفه ومنى ،
فإذا لم يستطع أن يسرع نوى بقلبه أنه لو تيسر له أن يسرع لأسرع ، وإذا علم
الله من نيته هذا ، فإنه قد يثيبه على ما فاته من الأجر والثواب .
حصى الجمار :
الذي يظهر من السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الحصى من عند
الجمرة ، لأنه ( أمر ابن عباس أن يلتقط له الحصى ، وهو يقول للناس بأمثال
هؤلاء فارموا ) ( أخرجه أحمد وغيره ) .
ويمكن أخذ الحصى من أي مكان تيسر له الأخذ منه .
ويأخذ من الحصى لكل يوم بيومه ولا يلتقطهم جميعا .
ولا يغسل الحصى ولا يطيبه فإنها بدعة .
رمي الجمار :
يكبر عند كل حصاة فيقول " الله أكبر " ويرمي بسبع حصيات متتاليات ، قد
يُفهم من الرمي أنه لا بد أن يرمي الشاخص " العمود القائم " ولكنه غير صحيح
، بل المقصود أن تقع في الحوض ، سواء ضربت الشاخص أم لا ، فإذا لم تقع في
الحوض ، وجب عليه إعادة الرمية التي لم تسقط في الحوض .
الدعاء بعد رمي الجمار :
يقطع التلبية بعد رمي الجمار في جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر ، فإذا رمى الجمار انصرف ولا يدعو بعدها .
أما في أيام التشريق فإنه يرمي الجمرة الأولى ( الصغرى ) بعد زوال الشمس
جاعل الجمرة على يساره حال الرمي ويستقبل القبلة ، ثم بعد الانتهاء من
الرمي يتأخر قليلا عن الزحام ، ويستقبل القبلة ويدعو طويلا ( فقد كان
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو طويلا مقدار سورة البقرة ) يفعل ذلك في
جمرة العقبة الثانية ( الوسطى ) ثم يذهب إلى ( الكبرى ) ، فإذا رمى الحصى
انصرف بعدها ولا يدعو .
الشرب من ماء زمزم :
من السنة الشرب من ماء زمزم ، لما ورد في حديث جابر رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم حينما طاف طواف الإفاضة شرب من ماء زمزم . (
أخرجه مسلم ـ 1218 ) .
وله أن يتضلع من ماء زمزم ، وأن ينويه لما أحب ، فإذا كان مريضا وشرب من
أجل أن يذهب مرضه فليفعل ، وإذا كان كثير النسيان فشرب ليقوي حفظه فليفعل ،
وقد فعل ذلك بعض المحدثين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ماء زمزم
لما شرب له " ( حديث حسن أخرجه أحمد وابن ماجه )
تنبيه هام : إن لم تستطع تطبيق أحد السنن لعذر كشدة الزحام وغيره .. فعليك
بعقد النية أنك لو استطعت لفعلت السنة فلعلك تثاب على نيتك وإن لم يتيسر لك
العمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالنيات ) .
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
راجعها
الشيخ : محمد الحمود النجدي
19/ ذو القعدة / 1421 هـ
المراجع :
1) الشرح الممتع على زاد المستقنع ـ للشيخ : محمد بن الصالح العثيمين ـ رحمه الله ـ
2) حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه ـ للشيخ : محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ
3) الملخص الفقهي ـ للشيخ : صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ
4) مختصر الناسك في أحكام المناسك ـ للشيخ : عبد الله الخليفي ـ رحمه الله ـ