الســؤال :
ما هي أحكام العادة السرية ؟
وما هي النواهي والزواجر عنها ؟
وما كفارتها ؟
----------
فكان الجواب آنذاك :
أخي الحبيب :
هذا بحث مختصر سبق أن أفدت به أحد
الأخوة
مما استدل به المانعون والقائلون
بالتحريم قوله تعالى :
( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاّ عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )
قال الإمام الشافعي – رحمه الله – :
وبين أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم ثم أكّـدها ، فقال : (
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْعَادُونَ )
فلا يحل العمل بالذكر إلا في زوجة أو
في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء ، والله أعلم .
وقال القرطبي في التفسير :
فسمى من نكح ما لا يحل عاديا ، فأوجب
عليه الحد لعدوانه ، واللائط عادٍ قرآنا ولغة بدليل قوله تعالى : ( بَلْ
أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) .
وقال : ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْعَادُونَ ) أي المجاوزون الحد من عدا أي جاوز الحد وجازه . اهـ .
وقال ابن جرير :
وقوله : ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء
ذَلِكَ ) يقول : فمن التمس لفرجه مَـنْـكَـحـاً سوى زوجته وملك يمينه (
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) يقول : فهم العادون حدود الله ، المجاوزون
ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم ، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل
التأويل . ( أي أهل التفسير ) . انتهى .
وقال ابن القيم - رحمه الله - في
الآية :
وهذا يتضمن ثلاثة أمور :
من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين ،
وأنه من الملومين ، ومن العادين
ففاته الفلاح ، واستحق اسم العدوان ،
ووقع في اللوم ؛ فمقاساةُ ألمِ الشهوة ومعاناتـها أيسرُ من بعض ذلك . اهـ
وفي المسألة أحاديث وآثار :
الحديث الأول :
سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
– وذكر منهم – والناكح يده .
والحديث ضعفه الألباني – رحمه الله –
في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1/490 ) ح ( 319 )
والحديث الثاني :
رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس
بن مالك قال : يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حبلى .
وقال سعيد بن جبير : عذب الله أمة
كانوا يعبثون بمذاكيرهم .
وقال عطاء : سمعت أن قوما يحشرون
وأيديهم حبالى من الزنا .
أما حديث أنس الموقوف عليه والذي
رواه عنه البيهقي من طريق مسلمة بن جعفر ، فقد قال فيه الذهبي في ميزان
الاعتدال : مسلمة بن جعفر عن حسان بن حميد عن أنس في سب الناكح يده يُجهل
هو وشيخه . ووافقه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان .
ولكن هذا لا يعني أن العادة السرية ليست
محرمة .
فقد صح عن ابن عمر أنه سئل عن
الاستمناء فقال : ذاك نائك نفسه !
وكذلك صح عن ابن عباس مثله .
ووردت آثارا أخرى عن الصحابة في
تحريم هذا الأمر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما الاستمناء فالأصل فيه التحريم عند
جمهور العلماء ، وعلى فاعله التعزير وليس مثل الزنا . والله أعلم .
وسئل – رحمه الله – عن الاستمناء هل
هو حرام أم لا ؟
فأجاب : أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء ، وهو
أصح القولين في مذهب أحمد ، وكذلك يعزر من فعله ، وفى القول الآخر هو مكروه
غير محرم ، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره ، ونقل عن طائفة من
الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة ، مثل أن يخشى الزنا فلا يُعصم
منه إلا به ، ومثل أن يخاف أن لم يفعله أن يمرض ، وهذا قول أحمد وغيره ،
وأما بدون الضرورة فما علمت أحداً رخّـص فيه . والله أعلم . انتهى .
وممن أفتى بحرمته من العلماء
المعاصرين : الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم . رحم الله الجميع
.
ما هي أحكام العادة السرية ؟
وما هي النواهي والزواجر عنها ؟
وما كفارتها ؟
----------
فكان الجواب آنذاك :
أخي الحبيب :
هذا بحث مختصر سبق أن أفدت به أحد
الأخوة
مما استدل به المانعون والقائلون
بالتحريم قوله تعالى :
( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاّ عَلَى
أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )
قال الإمام الشافعي – رحمه الله – :
وبين أن الأزواج وملك اليمين من الآدميات دون البهائم ثم أكّـدها ، فقال : (
فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْعَادُونَ )
فلا يحل العمل بالذكر إلا في زوجة أو
في ملك اليمين ولا يحل الاستمناء ، والله أعلم .
وقال القرطبي في التفسير :
فسمى من نكح ما لا يحل عاديا ، فأوجب
عليه الحد لعدوانه ، واللائط عادٍ قرآنا ولغة بدليل قوله تعالى : ( بَلْ
أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ ) .
وقال : ( فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْعَادُونَ ) أي المجاوزون الحد من عدا أي جاوز الحد وجازه . اهـ .
وقال ابن جرير :
وقوله : ( فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء
ذَلِكَ ) يقول : فمن التمس لفرجه مَـنْـكَـحـاً سوى زوجته وملك يمينه (
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) يقول : فهم العادون حدود الله ، المجاوزون
ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم ، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل
التأويل . ( أي أهل التفسير ) . انتهى .
وقال ابن القيم - رحمه الله - في
الآية :
وهذا يتضمن ثلاثة أمور :
من لم يحفظ فرجه لم يكن من المفلحين ،
وأنه من الملومين ، ومن العادين
ففاته الفلاح ، واستحق اسم العدوان ،
ووقع في اللوم ؛ فمقاساةُ ألمِ الشهوة ومعاناتـها أيسرُ من بعض ذلك . اهـ
وفي المسألة أحاديث وآثار :
الحديث الأول :
سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة
– وذكر منهم – والناكح يده .
والحديث ضعفه الألباني – رحمه الله –
في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1/490 ) ح ( 319 )
والحديث الثاني :
رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس
بن مالك قال : يجيء الناكح يده يوم القيامة ويده حبلى .
وقال سعيد بن جبير : عذب الله أمة
كانوا يعبثون بمذاكيرهم .
وقال عطاء : سمعت أن قوما يحشرون
وأيديهم حبالى من الزنا .
أما حديث أنس الموقوف عليه والذي
رواه عنه البيهقي من طريق مسلمة بن جعفر ، فقد قال فيه الذهبي في ميزان
الاعتدال : مسلمة بن جعفر عن حسان بن حميد عن أنس في سب الناكح يده يُجهل
هو وشيخه . ووافقه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان .
ولكن هذا لا يعني أن العادة السرية ليست
محرمة .
فقد صح عن ابن عمر أنه سئل عن
الاستمناء فقال : ذاك نائك نفسه !
وكذلك صح عن ابن عباس مثله .
ووردت آثارا أخرى عن الصحابة في
تحريم هذا الأمر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : أما الاستمناء فالأصل فيه التحريم عند
جمهور العلماء ، وعلى فاعله التعزير وليس مثل الزنا . والله أعلم .
وسئل – رحمه الله – عن الاستمناء هل
هو حرام أم لا ؟
فأجاب : أما الاستمناء باليد فهو حرام عند جمهور العلماء ، وهو
أصح القولين في مذهب أحمد ، وكذلك يعزر من فعله ، وفى القول الآخر هو مكروه
غير محرم ، وأكثرهم لا يبيحونه لخوف العنت ولا غيره ، ونقل عن طائفة من
الصحابة والتابعين أنهم رخصوا فيه للضرورة ، مثل أن يخشى الزنا فلا يُعصم
منه إلا به ، ومثل أن يخاف أن لم يفعله أن يمرض ، وهذا قول أحمد وغيره ،
وأما بدون الضرورة فما علمت أحداً رخّـص فيه . والله أعلم . انتهى .
وممن أفتى بحرمته من العلماء
المعاصرين : الشيخ ابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم . رحم الله الجميع
.
وأما النواهي
عنها والزواجر عن هذه العادة السرية
السيئة ، فأمور :
أولها :
مراقبة الله عز وجل في حال الخلوة ،
وتعظيم نظره سبحانه
فإن الإنسان لا يفعلها إلا إذا غاب
عن أعين الناس واستتر وخلا بنظر الله عز وجل .
فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه .
ثبت في سنن ابن ماجه بسند صحيح عن
ثوبان رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأعلمن أقواما من
أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل
هباء منثورا ، قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلـِّـهم لنا أن لا
نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون
من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها .
فقوله عليه الصلاة والسلام : إذا
خلوا بمحارم الله . يدل على الكثرة والاستمرار .
وهذا هو شأن المنافقين الذي قال الله
عز وجل عنهم : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ
اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ
وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا )
وليعلم أن الله مُطّلع عليه يراه
حيثما كان .
دخل رجل غيضة فقال : لو خلوت ها هنا
بمعصية من كان يراني ؟! فسمع صوتا ملأ ما بين لابتي الغيضة ( ألا يَعْلَمُ
مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .
ثانيها :
أن يعلم أن حفظ الفرج مطلب ، وقد
أثنى الله على الحافظين لفروجهم والحافظات ، وتقدّم كلام ابن القيم في ذلك .
وحفظ الفروج من الكليّات والضرورات
التي جاءت الشريعة بحفظها .
وحفظ الفروج سبب لدخول الجنة .
فقال رسول الله صلى الله عليه على
آله وسلم : من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة . رواه
البخاري .
وقال – عليه الصلاة والسلام – :
اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة ؛ اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا
وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا
أيديكم . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
والنساء شقائق الرجال ، ولذا قال –
عليه الصلاة والسلام – : إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها
، وأطاعت زوجها . قيل لها : أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت . رواه
أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
وحفظ الفرج له أسباب ، ومن أعظم
أسبابه غض البصر ، ولذا قال سبحانه : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
وقال بعدها مباشرة : ( وَقُل
لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ )
ولعل من أكثر ما يوقع في هذه العادة
السيئة هو إطلاق البصر ، وعدم غضِّـه ، سواء بالنسبة للرجالأو النساء .
وسواء كان النظر مُباشراً ، أو كان
عن طريق الصور الثابتة أو المتحركة !
ثالثها :
أن يقرأ في الكتب والأبحاث التي
تناولت أضرار تلك الفعل، وذلك العمل .
فقد يكون رادعا له أن يعلم أضرارها
ومخاطرها سواء قبل الزواج أو بعده .
رابعها :
أن يُشغل نفسه بأشياء من طاعة الله
أو على الأقل بأشياء مباح .
ولذا كان السلف يستحسنون أن يكون
للشاب العزب شعر يُرجّـله ويُسرّحه ليشتغل به عن سفاسف الأمور .
وليتذكّر أن النفس إن لم تشغلها
بالطاعة شغلتك بالمعصية .
خامسها :
أن يسأل الله عز وجل أن يُجنّبه
السوء والفحشاء .
وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه
على آله وسلم : اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت . أنت ربي وأنا عبدك ،
ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا ، إنه لا يغفر الذنوب
إلا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها
لا يصرف عني سيئها إلا أنت . رواه مسلم .
سادسها :
أن يحرص على مجالسة الصالحين ، و
يجتنب رفقة السوء التي تعينه على المعصية .
وألا يخلو بنفسه فتأخذه الأفكار
ويسبح في بحور الأوهام .
سابعها :
تجنّب ما يذكّره ويُثير شهوته ويبعث
كوامن نفسه
كالنظر المحرم
سواء كان مباشرا أو عن طريق الشاشات
أو المجلات ونحوها ، وتقدّمت الإشارة إلى هذا في غض البصر ، ولكني أحببت
التأكيد عليه .
هذا ما تم تذكّره وكتابته في هذه
العجالة حول النوهي عنها .
وأما الكفارة فلا كفارة لها إلا التوبة النصوح
فيتوب منها ولو
وقع فيها وعاد إليها فيتوب من الذّنب كلما وقع فيه .
كتبه
عبد
الرحمن بن عبد الله السحيم
عنها والزواجر عن هذه العادة السرية
السيئة ، فأمور :
أولها :
مراقبة الله عز وجل في حال الخلوة ،
وتعظيم نظره سبحانه
فإن الإنسان لا يفعلها إلا إذا غاب
عن أعين الناس واستتر وخلا بنظر الله عز وجل .
فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه .
ثبت في سنن ابن ماجه بسند صحيح عن
ثوبان رضي الله عنهأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأعلمن أقواما من
أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا فيجعلها الله عز وجل
هباء منثورا ، قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلـِّـهم لنا أن لا
نكون منهم ونحن لا نعلم ؟ قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون
من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها .
فقوله عليه الصلاة والسلام : إذا
خلوا بمحارم الله . يدل على الكثرة والاستمرار .
وهذا هو شأن المنافقين الذي قال الله
عز وجل عنهم : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ
اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ
وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا )
وليعلم أن الله مُطّلع عليه يراه
حيثما كان .
دخل رجل غيضة فقال : لو خلوت ها هنا
بمعصية من كان يراني ؟! فسمع صوتا ملأ ما بين لابتي الغيضة ( ألا يَعْلَمُ
مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .
ثانيها :
أن يعلم أن حفظ الفرج مطلب ، وقد
أثنى الله على الحافظين لفروجهم والحافظات ، وتقدّم كلام ابن القيم في ذلك .
وحفظ الفروج من الكليّات والضرورات
التي جاءت الشريعة بحفظها .
وحفظ الفروج سبب لدخول الجنة .
فقال رسول الله صلى الله عليه على
آله وسلم : من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة . رواه
البخاري .
وقال – عليه الصلاة والسلام – :
اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة ؛ اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا
وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا
أيديكم . رواه الإمام أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
والنساء شقائق الرجال ، ولذا قال –
عليه الصلاة والسلام – : إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها
، وأطاعت زوجها . قيل لها : أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت . رواه
أحمد وغيره ، وصححه الألباني .
وحفظ الفرج له أسباب ، ومن أعظم
أسبابه غض البصر ، ولذا قال سبحانه : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
وقال بعدها مباشرة : ( وَقُل
لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ )
ولعل من أكثر ما يوقع في هذه العادة
السيئة هو إطلاق البصر ، وعدم غضِّـه ، سواء بالنسبة للرجالأو النساء .
وسواء كان النظر مُباشراً ، أو كان
عن طريق الصور الثابتة أو المتحركة !
ثالثها :
أن يقرأ في الكتب والأبحاث التي
تناولت أضرار تلك الفعل، وذلك العمل .
فقد يكون رادعا له أن يعلم أضرارها
ومخاطرها سواء قبل الزواج أو بعده .
رابعها :
أن يُشغل نفسه بأشياء من طاعة الله
أو على الأقل بأشياء مباح .
ولذا كان السلف يستحسنون أن يكون
للشاب العزب شعر يُرجّـله ويُسرّحه ليشتغل به عن سفاسف الأمور .
وليتذكّر أن النفس إن لم تشغلها
بالطاعة شغلتك بالمعصية .
خامسها :
أن يسأل الله عز وجل أن يُجنّبه
السوء والفحشاء .
وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه
على آله وسلم : اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت . أنت ربي وأنا عبدك ،
ظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي ذنوبي جميعا ، إنه لا يغفر الذنوب
إلا أنت. واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها
لا يصرف عني سيئها إلا أنت . رواه مسلم .
سادسها :
أن يحرص على مجالسة الصالحين ، و
يجتنب رفقة السوء التي تعينه على المعصية .
وألا يخلو بنفسه فتأخذه الأفكار
ويسبح في بحور الأوهام .
سابعها :
تجنّب ما يذكّره ويُثير شهوته ويبعث
كوامن نفسه
كالنظر المحرم
سواء كان مباشرا أو عن طريق الشاشات
أو المجلات ونحوها ، وتقدّمت الإشارة إلى هذا في غض البصر ، ولكني أحببت
التأكيد عليه .
هذا ما تم تذكّره وكتابته في هذه
العجالة حول النوهي عنها .
وأما الكفارة فلا كفارة لها إلا التوبة النصوح
فيتوب منها ولو
وقع فيها وعاد إليها فيتوب من الذّنب كلما وقع فيه .
كتبه
عبد
الرحمن بن عبد الله السحيم