رسولَ الهوى بلِّغْ سلامي الى سلمى
وعاطِ حُمَيّا ثغرها الباسمِ الألمى
وناجِ هواها، علَّ في الغيب رحمةً
تدارك هذا القلب، أن ينقضي همّا
وبُثَّ شكاةً من مشوقٍ متيَّمٍ
له كبدٌ حرَّى تضيق به غمّا
فكم تحت هذا القلب من لاعج الجوى!
وكم بين هذا الجسم من أضلع كلمى!
وكم بين أستار الدجى من مدامعٍ
تكاد من الآلام أن تشرق الظلما!
وكم بين طيات الأثير من الأسى
يكاد صدى أناته يسمع الصُّمّا!
فيا أيها البينُ المحضُّ صبابةً
ويا أيها الدهر المسيء بنا حكما
ويا أيها القلب الخفوق كأنه
جناح حمامٍ خال منه الردى أمّا
ويا كبدي الحرَّى ويا مهجتي التي
تسيل مع الأيام من لوعتي سقما
هل القربُ مكتوبٌ؟ هل الدهر باسمٌ؟
هل البرء مقدورٌ مرجّى لنا يوما؟
هل الوصل موفورٌ؟ هل الصَّدُّ لائحٌ؟
هل العيشُ مغبوطٌ تلذُّ به النعما؟