قام يختال كالمسيح وئيدا
يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا
باسمَ الثغر، كالملائك، أو كالطْـ
ـطِفل، يستقبل الصباح الجديدا
شامخًا أنفُه، جلالاً وتيهًا
رافعًا رأسه، يناجي الخلودا
رافلاً في خلاخلٍ، زغردت تمـ
ـلأ من لحنها الفضاء البعيدا!
حالمًا، كالكليم، كلّمه المجـ
ـدُ، فشدّ الحبالَ يبغي الصّعودا
وتسامى كالروح في ليلة القد
رِ، سلامًا، يشِعُّ في الكون عيدا
وامتطى مذبحَ البطولة مِعْـ
ـراجًا، ووافى السماءَ يرجو المزيدا
وتعالى، مثلَ المؤذّنِ، يتلو
كلماتَ الهدى، ويدعو الرقودا
صرخةً، ترجف العوالم منها
ونداء مضى يهزُّ الوجودا
اشنقوني، فلست أخشى حِبالاً
واصلبوني، فلستُ أخشى حديدا
وامتثلْ سافرًا محياك جلا
دي، ولا تلتثمْ، فلستُ حقودا
واقضِ يا موتُ فيَّ ما أنت قاضٍ
أنا راضٍ، إن عاش شعبي سعيدا
أنا إن متُّ، فالجزائر تحيا
حرةً مستقلةً، لن تبيدا
قولةٌ، ردّد الزمانُ صداها
قُدُسيًا، فأحسنَ الترديدا
احفظوها زكيةً كالمثاني
وانقلوها، للجيل، ذكرًا مجيدا
وأقيموا، من شرعها صلواتٍ
طيباتٍ، ولقنوها الوليدا
يا «زبانا»، أبلغْ رفاقَكَ عنّا
في السماوات، قد حفظنا العهودا
واروِ عن ثورة الجزائر، للأفـ
ـلاك، والكائنات، ذكرًا مجيدا
ثورةٌ، لم تكن لبغيٍ، وظلمٍ
في بلادٍ، ثارت تفكُّ القيودا
ثورةٌ، تملأ العوالمَ رعبًا
وجهادٌ، يذرو الطغاةَ حصيدا
كم أتينا من الخوارق فيها
وبهرنا بالمعجزات الوجودا
واندفعنا، مثل الكواسر ترتا
دُ المنايا، ونلتقي البارودا