أشرقي كالضحى عداك الظلام
يا وجوه الرضى عليك السلام
وأنيري حفل الشبيبة بشرى
فهو حفل للمهتدين يقام
طاب فيه السماع للمنصت الوا
عي كما طاب للبليغ الكلام
وتجلى فيه الهدى وسما الذو
ق وعم الرضى وساد النظام
والتقت في رضى الاله نفوس
ما لها في رضى سواه مرام
جاثمات كأنها لبؤات
في جسوم كأنها آجام
اشتراها منا الاله بفردو
س كريم يثويه قوم كرام
نحن جند الاله في السر والجهـ
ـر وجند الاله ليس يضام
حولنا منه في البلاء حصون
وعلينا منه لدى البأس لام
نبتغي نصر دينه الحق يحدو
نا ولاء لدينه وذمام
باهتمام كأنه سمهري
واعتزام كأنه صمصام
ونوالي فيه النذارة بالحـ
ـق وان أبغض النذير الأنام
ربما لا يفيد في الأنفس الإغـ
ـضاء والصفح ما يفيد الملام
فرط الناس في الحدود فأمست
تتبارى في دوسها الاقدام
نشر الكفر في حمى الدن ذكرا
هـ وأحيت عهودها الأصنام
وغدا البغي ظافرا حوله الجنـ
ـد عزيزا تظله الأعلام
وفشا الزور والقمار على الار
ض وراج الخنا بها والمدام
واستطار الفساد واستفحل الشـ
ـر وعم الاذى وطم الخصام
هذه الأرض للقوي سماط
ليس فيها غير الضعيف طعام
أكثر الناس يوزعون عليها
بالهراوي كانهم أنعام
هذه أنفس البرايا مرايا
أصدأتها الذنوب والآثام
حل فيها من الخطيئات ران
وعلاها من المعاصي غمام
ملؤها شهوة وكبر ومكر
وغرور وفتنة واغتمام
واحاط الهوى بها فاصيبت
بسقام الهوى وبئس السقام
هذه الدور جلها تهتك الاعـ
ـراض فيها وتقطع الارحام
ويشيع المغتاب فيها الاقاويـ
ـل فيعنى بنقلها النمام
ألسن تحتوي على السم كالحيـ
ـات فيها ليونة وعرام
لاذعات كأنها جمرات
قاطعات كأنها أجلام
كم اصابت بإفكها من بريء
لم يحم حوله مدى العمر ذام
هذه الطرق للمناكر سوق
وعليها من العصاة ازدحام
تبصر العن كل ما يؤلم القلـ
ـب فكم في قلوبنا آلام
ينهر السائلون فيها وتستبـ
ـكى الايامى وتقهر الأيتام
ويساق الأجير كالعير للشغـ
ـل على وجهه الحزين قتام
ويتيه الثراة كبرا على النا
س وتقسو عليهم الحكام
والملاهي مذاعة تعلن الافـ
ـواه عنها وتكتب الاقلام
والمشاريع صعبة يندر البـ
ـناء فيها ويكثر الهدام
وينادى لها الغني ويرجى
وهو لاه بماله مستهام
واثق بالحياة وهي غرور
مستعز بالمال وهو حطام
والبغايا طليقة يفتن الشيـ
ـخ بإغوائها ويغرى الغلام
آه من عشرة القصور ففيها
موبقات من الأمور جسام
آه من عشرة القصورففيها
ليس ينجي من الشرور اعتصام
ليتني كنت سائحا موطني البيـ
ـد ولبسي المسوح والأهدام
وطعامي النبات من كل نوع
ومبيتي الكهوف والآكام
وسميري النجوم والطير فيها
وعشيرى الوعول والآرام
وجهتي للذي هداني وقصدي
وصلاتي لوجهه والصيام
والبراري مثل الفراديس يصفو الـ
ـمكث في ظلها ويسمو المقام
ليس فيها خطيئة وانتقاص
ليس فيها قطيعة وانتقام
ما بها حرم الحلال بلا خو
ف من الله أو أحل الحرام
فأقيموا شعائر الله واخشوا
جانب الله أيها الاقوام
علموا أهلكم من العلم حظا
نافعا تستغله الافهام
علموا الطفل ما به يتزكى
قبل أن يستبين منه احتلام
علموا البنت ما به تحصن النفـ
ـس لينكف عن أذاها اللئام
علموا المرء كل ما فيه مجد
وشفوف لقدره واحترام
علموا المرأة الحقائق في الديـ
ـن فقد طوحت بها الاوهام
علموها كيف النظام وكيف السـ
ـعي في بيتها وكيف القيام
علموها كيف الرعاية للطفـ
ـل وكيف التلقين والإلهام
علموها كيف التودد للزو
ج وكيف التقدير والإعظام
علموها كيف الوقأية مما
هاجمتها بشره الايام
لا تغرنها بضاعة نخا
سين كانت بها الإماء تسام
كيف تنجو من الشرور نساء
لا يواري وجوههن لثام؟
صار خلق العفاف أندر خلق
وتفشى الفسوق والاجرام
عصمة المرأة احتجاب وصون
وإباء وعفة واحتشام
علموا أمة الجزائر فالعلـ
ـم دليل لخيرها وزمام
علموها دينا من الله سمحا
ليس فيه إصر ولا إرغام
بثه في الورى رسول أمين
منقذ للورى رؤوف همام
جاء والناس في ضلال وزيغ
فهداهم صراطه فاستقاموا
ولسانا حروفه نبرات
مطربات كأنها أنغام
أبديا لا يعتريه فناء
عربيا ما شابه إعجام
صالحا في اللغات للدرس كالعسـ
ـجد تجلى شذوره وهو خام
باهت البيد زخرف الروض بالفصـ
ـحى وتاهت على القصور الخيام
واحرسوا حقكم فقد سيم نهبا
لا تناموا عن حقكم لا تناموا
وجهوا وجه شعبكم للمعالي
فهي أهدافه ونحن السهام
واجعلوا الدين رائدا وإماما
ليس كالدين رائد وإمام
كل ما يشرع ابن آدم يفنى
ولما يشرع الاله الدوام
سوف تهوي مبادئ الكفر صرعى
فانيات ويخلد الإسلام!