وأنت في مرحلة ما قبل البداية لتنفيذ أي فكرة أو التخطيط لمشروع أو حتى النية بتنفيذ أي عملٍ ما، من الأفضل أن تتعلم فن الكتمان وأن تبقي الكثير من الأجزاء مفقودة بالنسبة للناس أو ربما ستحتاج بأن تخفيها عن من هم قريبين جداً منك مكانة ومنزلة، وصلة قرابة، ومحبةً، وثقةً.
تعلم الكتمان وعدم إفشاء النوايا في الكثير من الأعمال أمر رائع وغاية في الأهمية، فمثلاً تخيل أنك وضعت نية شراء سيارة وبدأت بجمع المال من أجل ذلك وأخبرت الجميع بذلك وبعد أن جمعت المبلغ أو بعضه، لكن قدر الله بأن تقوم بدفع المبلغ في أمر آخر أو فكرت بالقيام بتنفيذ فكرة وأخبرت الكوكب بأكمله بتلك الفكرة ولم تنفذها، ما هو موقف الأشخاص وإن كانوا على صلة قرابة من الدرجة الأولى بك.
ولو بدأت بتنفيذ فكرة معينة مثلاً تأليف كتاب وبقي هذا الأمر سراً بينك وبين نفسك، وبعد مدة توقفت عن الكتابة ولم تستطع إكمال الكتاب لعدة أسباب وشعرت حينها بخيبة آمل كبيرة، في ذات الوقت لو أن جميع من حولك كانوا يعلموا بأنك بدأت فعلياً بتجهيز ذلك الكتاب وفشلت فيه، كم سيكون حجم خيبة الأمل مقارنةً بما قبلها ؟!
مؤكداً إن خيبات الأمل العلنية تكون مؤلمةٌ جداً، فإنه باستطاعتنا أن نقلص حجم تلك الدائرة المطلعة على الكثير من خططنا وأفكارنا التي لم نبدأها بعد، وإن اقتصرت أن نجلس وحدما في تلك الدائرة لا حرج!
ولا تضيع الوقت بالحديث ولا تهدر الكثير من الطاقة بالقول بل استثمرها بالفعل، وقلت لن أتحدث في الموضوع عن الحسد لكن تحملوني أن أعبر عن موافقتي للمثل الشعبي الشهير: "داري على شمعتك تقيد ".
وفي نهاية الموضوع أؤكد على التفريق بالتصريح والتحدث عن الأشياء والمواضيع قبل اكتمالها والحديث عنها بعد اكتمالها، بمعنى أننا لو نجحنا في مشروع أو تنفيذ فكرة فلا بأس ولا حرج أن نتحدث عن نجاحنا بنية الامتثال لأمر الله عندما قال: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ".
