سواءً أكنت رائد أعمالٍ سابق أم كنت بصدد بدء مشروعك الجديد وتريد انطلاقة قويّة وتأسيس سمعة سريعة في ظلّ المنافسة الشرسة في الأسواق المحليّة والعالميّة؛ في كلتا الحالتين لا يمكنك تجاهل التقدّم التقني والتوجّهات العصريّة الرائجة التي احتلّت فيها الهواتف الذكيّة وتطبيقاتها مكانًا راسخًا وأضحت حاجةً أساسيّة لا غنى عنها. قد يجول في ذهنك من أين أبدأ؟ ما هي الخطوات التي يجب عليّ اتّباعها من أجل إنشاء تطبيق خاصٍّ لمشروعك التجاري؟
لم عليك المسارعة في إنشاء تطبيق خاص بمشروعك؟
تتقدّم عجلة التطوّر في أسواق الهواتف والتطبيقات الذكيّة بسرعة غير متوقعة، فقد بلغ معدّل بيع الهواتف الذكيّة نحو 1.5 مليار هاتف ذكي سنويًّا. ووصل عدد التطبيقات إلى قرابة 9 مليار تطبيق، مع عدد مُستخدمين يتجاوز حاجز 3 مليارات مستخدم حول العالم. لا تريد أن يفوتك السباق صحيح؟ حسنًا إذًا عليك تبنّى استراتيجيّة لتصميم تطبيق خاص بمشروعك أو شركتك بأقرب وقت وإلا فستكون في موقفٍ ضعيف في سوق المنافسة.
هل التطبيقات الذكيّة لها تلك الأهميّة حقًّا لعملك؟ في الواقع إن التطبيقات الذكيّة غدت أحد أبرز وسائل تبادل المعلومات حول العالم وشعبيّتها وصلت إلى أرقامٍ خياليّة ما زالت في ازدياد، ورواد الأعمال يسعون بجدّ في تطوير تطبيقاتهم الخاصّة لترسيخ علامتهم التجاريّة والاستحواذ على ولاء العملاء من خلال هواتفهم الذكيّة.
قبل أن نبدأ في سرد خطوات إنشاء تطبيق خاص بك، يجب أن تدرك أن أساس بناء أيّ مشروعٍ ناجح يكمن في حسن التخطيط والتدبير له. فكلُّ خطوة تحتاج إلى دراسة مُتأنّية، فلا تبخل أبدًا في منح الوقت والموارد الكافية لكل مرحلة. إليك على سبيل التشجيع بعضًا من نماذج تطبيقات العمل في الوطن العربي التي حظيت بنجاح كبير وساهمت بشهرة واسعة وأرباحٍ ضخمة لمؤسساتها:
- تطبيق نمشي: أطلق تطبيق متجر “نمشي” عام 2011 المتخصّص بتسويق الأزياء والألبسة بواسطة ثلاثٍ من المطوّرين الشباب الفلسطينيين. ضمَّ التطبيق أكثر من 400 علامة تجاريّة، ووصل عدد المتسوّقين خلال سنوات قليلة إلى مليون عميل، وبلغت مبيعات الشركة عام 2016 ما يقارب 550 مليون درهم إماراتي. وكان للتطبيق الأثر الأهم في هذه المبيعات إذ بلغت عمليّات التسوّق والشراء عبر التطبيق نحو 70% من إجمالي عمليّات البيع.
- تطبيق فتشر: طوّره ثلاثة شبّان أيضًا عام 2012، وتخصّص التطبيق في إيصال الطلبات والطرود توصيلًا سلسًا بعيدًا عن تعقيدات عمليّات الشحن، مع التواصل المستمر مع العميل للاستدلال على العنوان بدقّة. فالتطبيق ها هنا يلعب دور الوسيط بين شركات الشحن والعميل ويمكن الرجوع إليه مباشرةً لتحديد العنوان الفعلي للعميل عبر الخرائط بدون الحاجة إلى التواصل المستمر عبر الهاتف. وحصلت الشركة عبر تطبيقها الفريد على فرص تمويل بقيمة 11 مليون دولار عام 2015 وأطلقت خدمات جديدة في معظم دول الخليج العربيّ.
- تطبيق سيرفس ماركت: هو تطبيق متخصّص في تقديم حلول مُبتكرة وفريدة في مجال خدماتِ الصيانة والنقل والنظافة أطلق عام 2013. واعتمد مصمّموه على فكرة معاناة العديد من الأفراد من مشكلة إيجاد جهة الصيانة والنقل المناسبة لهم في منطقتهم وحاجتهم إلى السؤال والتحريّ عنها، لا سيّما للقاطنين الجُدد. فقدّم التطبيق قائمةً بهذه الخدمات المتاحة في منطقتهم ووفّر إمكانيّة الوصول إليها بسهولة، وصل إجمالي تمويل الشركة عام 2016 حوالي 4 مليون دولار، وكان للتطبيق دورٌ بارز في استجلاب التمويل الخارجي.
خطوات إنشاء تطبيق خاص بمشروعك
التطبيقات ببساطة شأنها شأن البرامج الحاسوبيّة، لكنّها تكون مخصّصة وموجّهة لهدفٍ أو غايةٍ محدّدة وواضحة، للتواصل ربما أو تصفّح الإنترنت أو حتى للعب. وكما أن البرامج الحاسوبيّة مخصّصة عمومًا لأنظمة الويندوز والماك فإن التطبيقات موجّهة للهواتف الذكيّة العاملة على أنظمة الأندرويد وiOS، إضافة إلى الأنظمة الثانوية مثل ويندوز.
تتميّز التطبيقات بأنها غير متطلّبة؛ أي لا تحتاج إلى قدرة معالجة كبيرة، فهي تختص كما ذكرنا بأداء وظيفة معيّنة. ستمر في رحلة إنشاء تطبيق خاص لك بثلاث محطّات أساسيّة تنتهي باختيار مطور التطبيقات المناسب. ولا بد من منح كل واحدةٍ منها الوقت والموارد الكافية للحصول على عملٍ مميّز:
المحطّة الأولى: إدراك أهميّة التطبيقات الذكيّة لمشروعك
قد تتساءل هل عليّ حقًّا الخوض في تعقيدات إنشاء تطبيق ذكيّ وتصميم خطّة تطوير متكاملةً؟ حسنًا الأمر أبسط مما تتخيّل والنتائج التي ستحصل عليها في حملتك التجاريّة أو مشروعك ستكون ملحوظةً. لذلك فإن معرفة أين تكمن قوّة وفائدة إنشاء تطبيق خاص بمشروعك سيعزّز من ثقتك ويساعدك على بناء استراتيجية واضحة، لتصميم تطبيقك الخاص وتقييم مدى نجاحه بعد إطلاقه. يمكن تلخيص نقاط قوّة التطبيقات الذكيّة في:
إشهار العلامة التجاريّة
إن سألنا الأفراد ماذا تعني لك ثلاث دوائر متداخلة، ماذا ستكون إجابة الأغلبيّة العظمى؟ بالطبع ستكون شركة السيّارات الفاخرة أودي، لم هذا الانطباع الراسخ؟ في الواقع ذلك مردّه إلى جهودٍ كبيرة لترسيخ العلامة التجاريّة وسمعة الشركة في أذهان العملاء، وهذا تمامًا ما سيقوم به تطبيقك إن نجحت في جعله تجربة فريدةً لعملائك.
التطبيقات أداة بسيطة، مقارنةً بحملات التسويق والترويج الميدانيّة التقليديّة. يمكنك من خلالها ترسيخ اسم وميّزات منتجاتك وخدماتك وتذكير العميل بها باستمرار، من خلال الإشعارات والعروض والخصومات وغيرها من الميّزات التي توفّرها التطبيقات الذكيّة، بمعنى آخر ستغدو علامتك التجاريّة في صحبة عملائك أينما ذهبوا من خلال تطبيقك.
التسويق
إن كنت قد أسست عملك التجاري مسبقًا هذا يعني أنك بدأت فعلًا بحملة تسويقيّة على وسائل التواصل الاجتماعي وعبر البريد الإلكتروني وغيرها. لكن حملتك ستكون ناقصةً دون إنشاء تطبيق خاص بمشروعك أو مؤسستك، لا سيّما إن كان مشروعك يتطلّب بعض الميّزات التي لا يمكن تحصيلها إلا من خلال التطبيقات الذكيّة.
من الأمثلة على ذلك، إن كنت بصدد افتتاح سلسلة مطاعم فبإمكانك من خلال تطبيق الهواتف الذكيّة أن تستغل ميّزة نظام تحديد المواقع وإرسال إشعار تلقائي إلى العميل يتضمّن عروض المأكولات التي تقدّمها في مطعمك عند وجوده بالقرب منه.
كسب ولاء العملاء
يمكنك من خلال استغلال الواجهات التفاعليّة في التطبيقات الذكيّة تقديم العروض والجوائز والهدايا والقسائم الشرائيّة المجانيّة، ما سيجذب العملاء ويرسّخ لديهم كفاءة علامتك التجاريّة. يمكنك مثلًا أن تضمِّن في تطبيقك الخاص بمطعمك ميّزة النقاط، بحيث يحصل عميلك على نقاط يسجّلها التطبيق لقاء كل طلبيّة لوجبةٍ ما، ومن ثم منحه تخفيضًا أو وجبةً مجانيّة عندما يصل إلى حدٍّ معيّن من النقاط. أفكار صغيرة نعم ولكن ستلاحظ أن لها وقعًا نفسيًّا كبيرًا لدى عملائك.
كما يمكنك من خلال التطبيق تقديم استجابةٍ سريعة ومرنة لطلبات عملائك، من خلال بعض النقرات على هاتفهم بإمكانهم طلب منتجك أو خدمتك وليس عليهم الاتّصال ومتابعة الإجراءات الصوتيّة التي تكون مزعجة للبعض. بالإضافة إلى إمكانية إفرادٍ قسم للشكاوى والاقتراحات في تطبيقك، كلُّ ذلك من شأنه إضفاء الثقة في نفوس عملائك وكسب ولائهم.
وصول أكبر لعملائك
حسنًا إن كان مشروعك يتضمّن تبنّي وتسويق علامات تجاريّة ومنتجاتٍ محليّة أو عالميّة مشهورة، أو إن كنت تسعى إلى بيع منتجاتك وخدماتك الخاصّة فإن التطبيقات الذكيّة طريقك المختصر للوصول إلى مبيعات مرضية، لكن كيف؟
كما تعلم فإن عرض منتجاتك في إحدى منصّات المتاجر الإلكترونيّة المحليّة أو العالميّة مثل: أمازون أو إيباي يتطلّب من العميل تسخير وقته وانتباه واستهدافه لمنتجاتك مسبقًا. بمعنى أن منتجاتك يجب أن تكون معروفةً وأن يقرّر العميل شراء منتجك ويبحث عنها من بين مئات المنتجات المشابهة في المتجر، فالمنافسة في تلك المتاجر كبيرة، في نهاية الأمر المتجر ليس متجرك الخاص.
أما عندما تعمل على إنشاء تطبيق خاص بمُنتجاتك أو خدماتك عندها ستكون قد منحت مشروعك طابع الخصوصيّة، فلك تطبيقك الخاص وبإمكان عملائك الدخول إلى تطبيق ورؤية كافّة مُنتجاتك دون أن يلفت نظرهم المُنتجات المنافسة، سيكون ذلك التطبيق بمثابة متجرك الإلكتروني الخاص.
المحطّة الثانية: تعرّف على أنواع التطبيقات المختلفة
معرفة نوع التطبيق المناسب لمشروعك هو أساس عمليّة تصميم التطبيق كلّها، فاختيار النوع الأنسب لن يوفّر عليك الاستثمار الأولي فحسب وإنما سيجنّبك الأخطاء وتكاليف الصيانة والمتابعة الكبيرة وغير الضروريّة. هنالك ثلاث أنواع أساسيّة لتطبيقات الهواتف الذكيّة في الأسواق العالميّة، وهي تطبيقات الويب (web apps) والتطبيقات الأصلية (native apps) والتطبيقات الهجينة (hybrid apps).
وتجدر الإشارة إلى أمرٍ مهم وهو أن كل نوع من أنواع التطبيقات له استخدامه المناسب، فليس هنالك نوع تطبيقات واحد مناسب لكل الاستخدامات، لذا عليك أنت أن تختار النوع المناسب لمشروعك فيما يلي تفصيل ميّزات كل نوع لكلي تسُهل عليك عمليّة الاختيار.
تطبيقات الويب
في الواقع تطبيقات الويب ليست تطبيقات بالمعنى الذي يُدركه المستخدمون العاديون، وإنما هو واجهة عرض تفاعليّة مبرمجة ضمن متصفّح داخليّ مستقل. ماذا يعني هذا الكلام؟ هذا يعني أن تطبيقات الويب هي عبارة عن صفحات إنترنت (مواقع) مبرمجة ومهيّئة لتوفّر سهولة أكبر وتجربةً أفضل في تفاعل المستخدمين المتصفّحين.
تختلف تطبيقات الويب عن المواقع أو الصفحات التقليدية في أنّها تتضمّن واجهات وأدوات وخدمات تفاعليّة، في حين أن المواقع التقليدية تعتمد على الإخبار أي تتضمّن معلومات فقط> ومن الأمثلة على ذلك الفرق، موقع مستقل وخمسات اللذان يمثّلان شكلًا من أشكال تطبيقات الويب، وموقع ويكيبيديا الذي يُعدُّ موقعًا صرفًا لتقديم المعلومات.
تتميّز تطبيقات الويب عن التطبيقات الأصلية والتطبيقات الهجينة في أنّها لا تتطلّب جهدًا كبيرًا أثناء عمليّة التصميم والبرمجة، كما أنها تعمل على كافّة منصّات وأنظمة التشغيل في الهواتف الذكيّة. هذا يعني أنك ستحتاج إلى كودٍ برمجيّ واحد من أجل إنشاء تطبيق ويب خاص بمشروعك، هذا الكود سيعمل على كافّة أنظمة التشغيل، المطلوب فقط متصفّح داخلي واتّصال بالإنترنت.
أحد أبرز إيجابيّات تطبيقات الويب هي أنها لا تتطلّب جهدًا كبيرًا في عمليّات الصيانة والتحديث، فقاعدة بيانات التطبيق لن تكون على الهاتف وإنما ستكون على الموقع الأصلي للمشروع. بالتالي بإمكانك تحديث محتوى التطبيق وصيانة الأخطاء البرمجيّة بسهولة.
أما عن النواحي السلبيّة لتطبيقات الويب فتتمثّل في محدوديّة ميّزاتها، فهي بخلاف التطبيقات الأصليّة والتطبيقات الهجينة ليس مثبّتة على الهاتف المحمول وبالتالي ليس لها صلاحيّات استخدام ميّزات الهواتف الذكيّة، مثل الكاميرا والميكروفون وأجهزة الاستشعار والـGPS وغيرها، كما أنّها تتطّلب اتّصالًا بالإنترنت ليتفاعل المستخدم مع بيانات مشروعك.
تمثّل تطبيقات الويب خيارًا جيّدًا في حال كنت تريد عرض منتجات أو خدمات وربطها بقاعدة بيانات أساسيّة على الإنترنت، أو في حال كنت بصدد عرض مُنتجاتك أو خدماتك في مراكز محليّة أو عالميّة وربطها بقاعدة بياناتك الأساسيّة على موقعك الخاص، كما حال تطبيق أمازون على سبيل المثال.
أما إن كان هدفك هو توظيف ميّزات الهواتف الذكيّة وخدماتها في استعراض منتجاتك أو خدماتك فالتطبيقات الأصليّة والهجينة ستكون الخيار الأفضل بالنسبة لك، وأذكر لك مثالًا على ذلك إن كنت تريد استعراض منتجاتك وتسويقها للعملاء بتقنيّة الواقع المعزّز (Augmented reality)، كما في تطبيق شركة IKEA،فأنت بحاجة إلى توظيف كاميرا الهواتف المحمولة وبالتالي ستكون التطبيقات الأصليّة الخيار الأفضل في مثل هذه المشاريع.
التطبيقات الأصلية
تتميّز التطبيقات الأصلية (Native apps) عن تطبيقات الويب في تعقيدها واعتمادها على ميّزات وقدرات الهواتف الذكيّة، وهي تشبه البرامج الحاسوبية؛ إذ على المستخدم تنصيبها على الهاتف، بمعنى آخر البيانات الأساسيّة للتطبيق تكون على وحدة التخزين الداخليّة للجهاز ولا تتطلّب إنترنت لكي تعمل، وتتميّز بسرعة الأداء والسلاسة وسهولة الاستخدام وتُقدّم تجربّة أفضل للعميل.
تحتاج التطبيقات الأصلية إلى كتابة شيفرات برمجة مختلفة لكل منصّة أو نظام تشغيل. هذا يعني أنك إن أردت إنشاء تطبيق خاص بمشروعك على الهواتف العاملة بنظام أندرويد وiOS على سبيل المثال، فأنت بحاجة إلى تصميم شيفرتين مختلفين لكل نظام على حدة، وهذا يتطلّب أن تُعيّن مطوريّن اثنين (أو مبرمجًا ملمًّا بكلا النظامين) للعمل على كل شيفرة، كما أن جهد عمليّات الصيانة والتحديث سيكون مضاعفًا، بالتالي فإن تكاليف ضخمة ستكون في انتظارك!
كما ذكرنا فإن التطبيقات الأصلية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بنظام التشغيل. لذا، من ميّزاتها إمكانيّة استغلال ميّزات الهواتف الذكيّة، مثل: الكاميرا والميكروفون ونظام التتبّع وغيرها في عرض أو تسويق المنتجات والخدمات. كما يمكن وصل هذه التطبيقات بقاعدة بيانات عبر الإنترنت، وبالتالي يمكنك تعزيز عمليّة التواصل مع العملاء من خلال توليد التطبيق للإشعارات ورسائل التذكير. جذب انتباه العميل يساهم في ترسيخ علامتك التجارية وتعزيز ثقة وارتباط العميل بها.
يمكن بيع أو عرض هذه التطبيقات عن طريق متاجر التطبيقات المشهورة مثل: غوغل بلاي وآب ستور وآيتونز، وتتطلّب من المستخدم تحميل ملفّات التطبيق ومن ثمَّ تنصيبها على الهاتف بخلاف تطبيقات الويب التي لا تتطلّب ذلك كما أسلفنا الذكر.
التطبيقات الهجينة
تجمع التطبيقات الهجينة (Hybrid apps) بين تطبيقات الويب والتطبيقات الأصلية، فهي تتميّز بالتخصيص الواسع واستخدام ميّزات الهاتف الذكيّ. كما أنّها تتميّز بشيفرة برمجية واحدة تعمل على مختلف أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة. فهي بذلك أسهل في مرحلة التطوير والصيانة من التطبيقات الأصلية ولكنها أكثر صعوبة من تطبيقات الويب، ولا تتطّلب سوى جهد برمجي إضافي بسيط لنشرها على كافّة منصّات التشغيل.
تفتقر التطبيقات الهجينة إلى قوّة التطبيقات الأصليّة وسلاسة أدائها واستغلالها الكامل لميّزات الهواتف الذكيّة، إلا أنّها على الرغم من ذلك تقدّم تجربةً مميّزة وأداءً أفضل من تطبيقات الويب. يجب على المستخدم تحميل التطبيق من المتاجر الرئيسية لكل نظام تشغيل ومن ثم تنصيبه كما في التطبيقات الأصليّة، ويمكن ربط هذه التطبيقات بقاعدة بياناتك عبر الإنترنت أيضًا.
المحطّة الثالثة: بناء استراتيجيّة تصميم التطبيق الأمثل لمشروعك
كل ما ناقشناه سابقًا يصبُّ في إطار بناء الاستراتيجيّة المناسبة لك التي ستقودك للنجاح في كل خطوة من خطوات التصميم، لذلك يجب عليك منح هذه المرحلة الوقت الكافي، فهي ستُقرّر مدى نجاح تطبيقك على المدى القريب والبعيد. فيما يلي المفاتيح الخمس الأساسيّة لبناء استراتيجيّة متماسكة من أجل إنشاء تطبيق ناجح لأي مشروع ريادي.
دوّن النتائج التي ترجوها من التطبيق
قد تبدو هذه الخطوة بديهيّة ولكنّها ضروريّة لنجاح باقي الخطوات. ضع قلمًا وورقة أمامك ثم دوّن النتائج التي تتطلّع إليها من التطبيق. هل هدفك منه هو التسويق أم ربما تقديم تجربة تسوّق فريدة وجديدة للعملاء الذين يتعاملون باستمرار مع منتجاتك؟ ما هي الزيادة التي تتوقّعها في عدد العملاء أو نسب المبيعات من التطبيق؟ احرص على تدوين كل النقاط التي تتوقّع الحصول عليه من استخدام التطبيق الذكي في مشروعك.
حدد طبيعة العملاء المستهدفين من تطبيقك الذكي
إن كنت قد أسّست عملك سابقًا فلا بُدَّ أنك قد حدّدت طيف العملاء الذين تريد جذبهم إلى منتجك أو خدمتك، وإن لم تبدأ بتلك الخطوة فعليك إنجازها الآن. من سيكون مهتمًّا بمنتجاتك؟ من هم العملاء المحتملون لاستخدام خدماتك؟ ما هي النقاط التي يمكنك من خلالها جذب انتباه هؤلاء العملاء؟ أجوبة كلُّ تلك الأسئلة تعتمد على تحديد عملائك المستهدفين بدقّة.
ادرس استراتيجيّات وتطبيقات منافسيك
تريد لتطبيقك دخول سوق المنافسة بقوّة؟ عليك إذًا أن تبحث جيّدًا في نقاط القوّة والضعف في تطبيقات منافسيك. ما هي الميّزات التي تجذب العملاء في تلك التطبيقات؟ وما هي الميّزات التي يتمنى العملاء وجودها فيها؟ معرفة تلك الميّزات سيُشكّل أرضيّة صلبة لتطبيقك. بالطبع فإن التقليد الأعمى سيجعلك في مؤخّرة السباق حتمًا، عليك الاستفادة من تجارب خصومك ومن ثمّ تضع استراتيجيّتك الخاصّة.
اختر نوع التطبيق الذي يحتاجه مشروعك للنجاح
فصّلنا سابقًا الأنواع الثلاث لتطبيقات الهواتف الذكيّة وميّزات ومساوئ كلٍّ منها، وعليك تحديد نوع التطبيق الأفضل لمشروعك الخاص، وإليك بعض الملاحظات التي ستكون عونًا لك في تحديد النوع المناسب لك:
- إن كنت تخطط لجعل تطبيقك مدفوعًا، فالتطبيقات الأصليّة هي الخيار الأفضل؛ إذ يمكن نشرها في متاجر التطبيقات المشهورة، وهذا سيساعد على تسويقها وعرضها على عملائك، بالإضافة إلى أن التطبيقات الهجينة تُعدّ خيارًا مطروحًا أيضًا فبإمكانك الطلب من المبرمج تهيئتها لعرضها في متاجر التطبيقات.
- إن كان هدفك من التطبيق هو زيادة موصوليّة موقعك الإلكتروني ونشره إلى أكبر عددٍ من المُستخدمين، فإن التطبيق الهجين هو الخيار الأفضل، فهو لا يتطلّب جهدًا برمجيًّا كبيرًا كما حال التطبيقات الأصليّة وبإمكانك تصميمه للعمل على كافّة منصّات تشغيل الهواتف الذكيّة.
- أما إن أردت تطبيقًا جذّابًا لعرض مُنتجاتك ضمن واجهة تفاعليّة بمجهودٍ وتكاليفٍ مقبولة، فوجهتك هي تطبيقات الويب، بإمكانك عبر توظيف مبرمجٍ واحد تصميم تطبيق ويب شامل يعمل على مُختلف أنظمة تشغيل الهواتف الذكيّة، ولكن لا تنس أن محدوديّة استخدام تطبيقات الويب لا تُمكّنك من استغلال ميّزات الهواتف الذكيّة.
انتقِ نظام التشغيل الذي تريد استهدافه من التطبيق
أندرويد أم نظام ios أيهما عليك الاختيار؟ أم ربما من الأفضل اختيار كلا نظامي التشغيل؟ حسنًا هذا في الواقع يعتمد على مشروعك ذاته، ولكن هنالك بعض النقاط التي يجب عليك معرفتها قبل اتّخاذ قرارك. بالطبع إن كنت قد اعتمدت إنشاء تطبيق ويب أو تطبيق هجين فبإمكانك تجاوز هذه المرحلة.
لكن إن كان التطبيق الأصلي هو الخيار الأمثل لمشروعك فيجب عليك أن تدرك أن تصميم تلك التطبيقات يتطلّب مهارة برمجيّة جيّدة من المطور، وسوف تضطر إلى تعيين مطور لكل نظام تشغيل إن قررت تبنّي كلا نظامي التشغيل لتطبيقك. فلكل نظامٍ منصّة ولغة برمجيّة مختلفة، بالطبع فإن توسيع تطبيقك ليشمل نظامي تشغيل الأندرويد وiOS يزيد من القاعدة الشعبيّة المحتملة لتطبيقك.
نظام أندرويد يعتمد على لغة جافا (Java) التي تتميّز بسهولة استخدامها ومرونتها، والبحث عن مبرمج مُتمرّس بها يُعدّ أمر سهلًا، في حين يعتمد نظام iOS على لغتي أوبجيكتيف سي (Objective C) وسويفت (Swift)، والأخيرة هي اللغة المفضّلة في الوقت الحالي لتطبيقات الآيفون.
إليك بعض النقاط التي ستساعدك في اختيار نظام التشغيل المناسب:
- برمجة التطبيق في منصّة تشغيل آمنة ومضبوطة كنظام iOS، يساعدك على توقّع نتائج التطبيق وتفادي الأخطاء البرمجيّة بل والثغرات الأمنيّة في التطبيقات. ومن المفيد أن تعلم أن مُستخدمي أجهزة آبل مُجبرون على تحديث أنظمة تشغيل هواتفهم باستمرار، بالتالي هذا سيقلل من الأخطاء البرمجيّة ويُسهّل عمليّة الصيانة والتحديث لتطبيقك.
- إن كنت تميل إلى إنشاء تطبيق مرن وبإمكانك تحصيل أكبر قدر من ميّزات الهواتف الذكيّة، فنظام الأندرويد يتفوّق على نظيره ios. فهو يتميّز بأنه مصدر مفتوح للتطبيق ويتمتّع بمرونة برمجيّة أكبر واستغلالٍ أفضل لقدرات الهواتف الذكيّة.
- إذا كنت تخطط لبيع تطبيقك فإن نظام ios مناسبٌ لذلك، إذ يتضمّن متجر آيتونز وآب ستور تطبيقات مدفوعة أكثر من المجانيّة، بالتالي قاعدة أكبر من المُستخدمين المُحتملين لشراء تطبيقك.
- يتفوّق نظام الأندرويد على نظيره من ناحية عوائد الإعلانات، بالتالي إن كنت بصدد تحصيل عائد ماديّ من الإعلانات في تطبيقك، فمُستخدمي أجهزة الأندرويد هو الهدف الأفضل.
- إن كان تطبيقك موجّهًا او مُهيّئًا لاستخدامه على الأجهزة اللوحيّة (tablets)، كما في التطبيقات الإحصائيّة والدراسات البيانيّة، فإن أجهزة آبل تتفوّق على نظيرتها العاملة بنظام الأندرويد شهرةً وتمتلك قاعدة شعبيّة أكبر.
- النقطة الجوهريّة والأهم، هي رأي عملائك المُحتملين والأفراد في المجُتمع الذي تشرع بتنفيذ مشروعك فيه، عليك أن تصنع استبيانًا خاصًّا بك، ما هو نظام التشغيل المٌفضّل بالنسبة لهم؟ ما هي الأجهزة المُنتشرة والسائدة في بلدتك أو مجتمعك؟
في ظلِّ ازدحام سوق التطوير: كيف تبحث عن المطوّر المناسب لك
وصلنا الآن إلى محطّتك الأخيرة والأهم وهي توظيف المطور المناسب لتصميم تطبيقك، لقد أشرنا سابقًا إلى أن معرفتك بتفاصيل التطبيق المتوافق مع مشروع عملك أمرٌ ضروري لكي تكون شروط ومتطلّبات العمل واضحة مع المطور، ولكي يسهل عليك توقّع النتائج التي ستحصل عليها من تطبيقك.
اختيار المبرمج المناسب أمرٌ حسّاس فهو يتطلّب مصدرًا موثوقًا وجهةً تتكفّل بدقّة ومصداقيّة العمل. أفضل طريقة لضمان إنشاء تطبيق مميز بتكاليف مناسبة، هي توظيف مطور تطبيقات عبر منصّة مستقل؛ أكبر منصة عربية للعمل الحر. إذ تضمّ جمهورًا من المطورين العرب المتمكّنين، بإمكانك إضافة مشروعك، وانتقاء المطور المناسب والتأكد من جودة عمله و التقييمات والآراء حوله.
عليك أن تعلم ما هو دور المُبرمج بدقّة لتجنّب سوء التفاهم وعدم الوضوح في النتائج المُتوقّعة، يُتوقّع من المُبرمج المُختار إنجاز الأعمال التالية:
- يعمل معك في مرحلة التخطيط للميّزات المُراد إضافتها للتطبيق
- كتابة شيفرة برمجية واضحة ودقيقة في لغة البرمجة لنظام التشغيل المستهدف
- التنسيق مع كادر العمل في حال وجود ضرورة، مثل التنسيق مع مسؤول التسويق والموارد المالية من أجل إضافة ميّزات الدفع الإلكتروني على سبيل المثال.
- اختبار أمان الكود وفعاليّته وخلّوه من الأخطاء البرمجيّة.
- متابعة عمل التطبيق وتطويره باستمرار لمواكبة تحديثات أنظمة التشغيل.
ولضمان إنجاز المُبرمج المُختار للمهام السابقة يجب عليك أن تبحث في صفات معيّنة يمتلكها المُبرمج، من هذه الصفات:
مهارات مطور التطبيقات
- مهارة التواصل: التواصل المستمر والدؤوب بينك وبين المطوّر وبين المطوّر وسائر الأفراد المسؤولين عن المشروع، شرط جوهري لنجاح المشروع. لذا احرص على اختيار مُبرمجٍ مرن ويتمتّع بمهارة تواصل ومتابعة جيّدة.
- دقّة العمل: لا تتوانى أبدًا عن اختيار المُبرمج المُحترف، فالتطبيق المُتقن سيولّد أرباحًا أفضل حتمًا كما أنّه سيوفر عليك الكثير المال والجهد في صيانة الأخطاء والعيوب البرمجية.
- الإبداع: من شأن المبرمج المبدع أن يقترح عليك حلولًا واعدة قد تكون فاتتك في مرحلة التخطيط، لذا ابحث عن مبرمج رائد في مجاله.
- إتقان اللغات: على المُبرمج المُختار أيضًا أن يُتقن لغة البرمجة المناسبة لنوع التطبيق الذي اخترته لمشروعك، تطبيقات الويب تتطلّب مهارة في لغة HTML و CSS و Javascript. والتطبيقات الأصليّة تتطلّب لغة Objective C و Swift لنظام iOS ولغة Java لأنظمة أندرويد، في حين تحتاج التطبيقات الهجينة خبرةً في لغة HTML5 و Javascript.
الأمر الآن عائدٌ إليك في اختيار المطور المناسب، كن واضحًا دائمًا وشفّافًا في المتطلّبات التي تريدها في تطبيقك، واحرص على اختيار مطور ملتزم. فبرمجة التطبيق جزء من النجاح وتحتاج إلى متابعة مستمرّة لأداء التطبيق وتطويره إن لزم الأمر.
عصرنا الآن أصبح عصر التكنولوجيا بجدارة، وبات من الصعب -إن لم يكن ضربًا من الخيال- أن يتمكّن أي صاحب أعمال ببدء أي مشروع جديد ناجحٍ ورائدٍ دون تبنّي التكنولوجيا الحديثة. لذلك لا تتردّد بقرار إنشاء تطبيق خاص بمشاريعك وأعمالك، فأي تأخير قد يخلّفك عن ركب المنافسة المحليّة والعالميّة.