بلاد بابل أو البابلية أو بابل تعني بالأكّدية (بوابة الإله)، وكان الفرس يطلقون عليها "بابروش" دولة بلاد ما بين النهرين القديمة. كانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر كانت تقع بين نهري دجلة والفرات (جنوب بغداد حاليا) بالعراق. فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 قبل الميلاد. مركز هذا الإقليم هو مدينة بابل والتي مرّ عليها خلال فترات وجودها العديد من الشعوب والحكام.
وكانت بلاد بابل تقوم على الزراعة وليس الصناعة. وبابل دولة أسسها حمورابي عام 1763ق.م. وهزم حمورابي آشور في عام 1760 ق.م، وأصدر قانونه (شريعة حمورابي).
وفي عام 1603ق.م. استولى ملك الحيثيين مارسيليس على بابل. وبعد نحو أربعة مئة سنة استولى الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين. وظهر نبوخدنصر كملك لبابل (1245ق.م.- 1104 ق.م.). ثم دخلها الكلدانيون عام 721 ق.م. ثم دمر الآشوريون مدينة بابل للمرة الثانية في عام 689 ق.م.، إلا أن البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين في عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 قبل الميلاد، واستولى نبوخدنصر الثاني على أورشليم عام 587 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. إلى بابل. وهزم نبوخدنصر الثاني الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة. ثم استولى الإمبراطور الفارسي قورش علي بابل عام538 ق.م. في زمن الملك الكلداني بلشاصر وضمها لإمبراطوريته.
أعظم ملوكها حمورابي (توفي عام 1750 ق.م.) والذي اشتهر بمجموعة القوانين المعروفة باسمه. وبعد حمورابي بفترة يسيرة أفل نجم هذه الإمبراطورية لتعود وتزدهر من جديد وتتسع رقعتها فتشمل فلسطين وتبلغ الحدود المصرية وذلك في الفترة التي سيطر خلالها الكلدانيون على بابل ابتداءً من عام 625 قبل الميلاد. ويطلق على الإمبراطورية البابلية في هذهِ المرحلة اسم " الإمبراطورية البابلية الثانية". ويعتبر نبوخذ نصر أعظم ملوك بابل (605-562 ق.م.) في عهدها الجديد هذا، وكانت آنذاك مطوقة بأسوار ضخمة ذات أبواب عريضة. وما هي إلا فترة قصيرة حتى سقطت بابل في يد كورش الثاني ملك الفرس (عام 539ق.م.). والحضارة البابلية من أعظم الحضارات القديمة. وقد حققت إنجازات ذات شأن في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى.
وبصورة عامة إن سكان ما بين النهرين الأقدمين، قسمان:
الكلدانيون وعاصمتهم بابل على نهر الفرات، والآشوريون وعاصمتهم نينوى على نهر دجلة. وتاريخهم الذي اتُّفق على أنه يبدأ منذ أربعة آلاف سنة قبل المسيح، فينقسم إلى أربعة عصور، وهي:
●عصر الأمبراطورية الكلدانية الأولى، ويبدأ منذ أربعة آلاف سنة قبل المسيح، وينتهي في القرن الثالث عشر قبله: كان فيها انحسار الحكم في أيدي أشراف كلدة(نظام الإقطاعات). ولقد سبق هذا العصر الملوك الفاتحين في الشرق القديم كما في الغرب الحديث، وكان قادة بابل وغيرها مستقلين يحملون اسم "باتيزي"، أي القساوسة والكهنة
ومن أكبر حوادث الدهر الذي دام ستة وعشرين قرناً حادثة إغارة العلميت( أعجام بيروز) الذين انحدروا من شرق دجلة وجعلوا عاصمة ملكهم شوشن قبل الميلاد بألفين وثلاثمائة سنة، حيث نقلوا إلى هياكلها تماثيل الآلهة مثل آلهة (نانا) ولكن آشور بانيبال استردها بعد ذلك بستة عشر قرناً. واستمر ملك الكلدانيين إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حينما سقطت كلدة تحت سيادة نينوى.
●عصر الإمبراطورية الآشورية الأولى، إلى الف سنة قبل المسيح
●عصر الإمبراطورية الآشورية الثانية، منذ ألف سنة، إلى سنة ٦٢٥ قبل المسيح
●عصر الإمبراطورية الكلدانية الثانية، من سنة ٦٢٥ إلى ٥٣٣ قبل المسيح : تسلّم (نبوخذ نصر) مقاليد الملك الذي أسسه أبوه (نابو نصر) في عهده فأخضع أورشليم وقضى على شعبها بالسبي، وحمل على صور، وبعد دفاع ثلاث عشرة سنة فتحها عنوة. وكذلك نازل "نيخو" ملك مصر وهزمه شر هزيمة. ثم وقف يستريح من عناء الفتوحات، وانصرف إلى تجميل بابل، فبلغت شأواً بعيداً من الرفعة والفن والمجد، وفاقت نينوى حضارة وتمدناً، حتى أصبحت أعجوبة العالم القديم. وكذلك وجه همه إلى أعمال الري في بابل، فأنشأ مساقي جديدة، ثم نشط الملاحة في الخليج العربي. حتى إن التوراة أشارت إلى زهوه وذكرت أن الله عاقبه على شروره فمسخه دابة رعت الكلأ سبع سنين. وقد ذكر في التوراة أيضا (دانيال، الإصحاح الخامس) سيرة بلشاصر آخر ملوك بابل وكيف فوجيء وهو في وسط لهوه بالجيش الفارسي الذي دخل المدينة بعد أن حول مجرى الفرات.
النظام السياسي والإداري
عرف في البابلية نظام الحكم الملكي الوراثي، ونادراً ما تمتع الملوك بالسيادة المطلقة، فالقصر الملكي هوالمركز الإداري إلى جانب المعبد. ومع ادعاء الملوك أن الآلهة هي التي اختارتهم لحكم البلاد وفوضت إليهم التصرف في شؤون الرعية، فلم يؤلهوا أنفسهم كما فعل غيرهم.
والملك هو من يقرر للموظفين الكبار في القصر حدود المهام. و كان يكلفهم بالأعمال العسكرية أيام الحرب. ولم يكن الملك يحمل ألقاباً فضفاضة مثل ملك الجهات الأربع التي كانت شائعة في المملكة الأكدية، بل كانوا يكتفون بلقب "الملك الكبير"، و "الملك القوي"، كما أطلق حمورابي على نفسه لقب "الراعي الوالد". وكان الوزير ("سوكَلّو") يساعد الملك، والمحافظ "ربيانون" (الكبير) يدير الأقاليم والمقاطعات باسم الملك. ثم شاعت تسمية "خَزْيانُم/خَزَنّمُ" له. وتوجب على مختلف موظفي الإدارة أن يكونوا قادرين على الكتابة، ولذلك كثيراً ما أشير لهم بصفة كاتب "طبُشَروّ" (الكتّاب)، وأداروا شؤون زراعة القصر والمعبد. كما توجب عليهم قياس الأراضي لأصحاب الأملاك والمزارعين المستأجرين، ومراقبة شؤون تربية الحيوان والصيد. ووجد موظفون مسؤولون عن تنظيم القنوات المائية الرئيسة وصيانتها، وإقامة الحواجز والسدود على الأنهار ؛ أما أمر تحصيل الضرائب والرسوم المختلفة من التجار وأصحاب المهن المختلفة فكانت تقع على مسؤولية الجباة " ماكِسُ ".
وكانت بلاد بابل تقوم على الزراعة وليس الصناعة. وبابل دولة أسسها حمورابي عام 1763ق.م. وهزم حمورابي آشور في عام 1760 ق.م، وأصدر قانونه (شريعة حمورابي).
وفي عام 1603ق.م. استولى ملك الحيثيين مارسيليس على بابل. وبعد نحو أربعة مئة سنة استولى الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين. وظهر نبوخدنصر كملك لبابل (1245ق.م.- 1104 ق.م.). ثم دخلها الكلدانيون عام 721 ق.م. ثم دمر الآشوريون مدينة بابل للمرة الثانية في عام 689 ق.م.، إلا أن البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين في عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 قبل الميلاد، واستولى نبوخدنصر الثاني على أورشليم عام 587 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. إلى بابل. وهزم نبوخدنصر الثاني الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة. ثم استولى الإمبراطور الفارسي قورش علي بابل عام538 ق.م. في زمن الملك الكلداني بلشاصر وضمها لإمبراطوريته.
أعظم ملوكها حمورابي (توفي عام 1750 ق.م.) والذي اشتهر بمجموعة القوانين المعروفة باسمه. وبعد حمورابي بفترة يسيرة أفل نجم هذه الإمبراطورية لتعود وتزدهر من جديد وتتسع رقعتها فتشمل فلسطين وتبلغ الحدود المصرية وذلك في الفترة التي سيطر خلالها الكلدانيون على بابل ابتداءً من عام 625 قبل الميلاد. ويطلق على الإمبراطورية البابلية في هذهِ المرحلة اسم " الإمبراطورية البابلية الثانية". ويعتبر نبوخذ نصر أعظم ملوك بابل (605-562 ق.م.) في عهدها الجديد هذا، وكانت آنذاك مطوقة بأسوار ضخمة ذات أبواب عريضة. وما هي إلا فترة قصيرة حتى سقطت بابل في يد كورش الثاني ملك الفرس (عام 539ق.م.). والحضارة البابلية من أعظم الحضارات القديمة. وقد حققت إنجازات ذات شأن في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى.
وبصورة عامة إن سكان ما بين النهرين الأقدمين، قسمان:
الكلدانيون وعاصمتهم بابل على نهر الفرات، والآشوريون وعاصمتهم نينوى على نهر دجلة. وتاريخهم الذي اتُّفق على أنه يبدأ منذ أربعة آلاف سنة قبل المسيح، فينقسم إلى أربعة عصور، وهي:
●عصر الأمبراطورية الكلدانية الأولى، ويبدأ منذ أربعة آلاف سنة قبل المسيح، وينتهي في القرن الثالث عشر قبله: كان فيها انحسار الحكم في أيدي أشراف كلدة(نظام الإقطاعات). ولقد سبق هذا العصر الملوك الفاتحين في الشرق القديم كما في الغرب الحديث، وكان قادة بابل وغيرها مستقلين يحملون اسم "باتيزي"، أي القساوسة والكهنة
ومن أكبر حوادث الدهر الذي دام ستة وعشرين قرناً حادثة إغارة العلميت( أعجام بيروز) الذين انحدروا من شرق دجلة وجعلوا عاصمة ملكهم شوشن قبل الميلاد بألفين وثلاثمائة سنة، حيث نقلوا إلى هياكلها تماثيل الآلهة مثل آلهة (نانا) ولكن آشور بانيبال استردها بعد ذلك بستة عشر قرناً. واستمر ملك الكلدانيين إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حينما سقطت كلدة تحت سيادة نينوى.
●عصر الإمبراطورية الآشورية الأولى، إلى الف سنة قبل المسيح
●عصر الإمبراطورية الآشورية الثانية، منذ ألف سنة، إلى سنة ٦٢٥ قبل المسيح
●عصر الإمبراطورية الكلدانية الثانية، من سنة ٦٢٥ إلى ٥٣٣ قبل المسيح : تسلّم (نبوخذ نصر) مقاليد الملك الذي أسسه أبوه (نابو نصر) في عهده فأخضع أورشليم وقضى على شعبها بالسبي، وحمل على صور، وبعد دفاع ثلاث عشرة سنة فتحها عنوة. وكذلك نازل "نيخو" ملك مصر وهزمه شر هزيمة. ثم وقف يستريح من عناء الفتوحات، وانصرف إلى تجميل بابل، فبلغت شأواً بعيداً من الرفعة والفن والمجد، وفاقت نينوى حضارة وتمدناً، حتى أصبحت أعجوبة العالم القديم. وكذلك وجه همه إلى أعمال الري في بابل، فأنشأ مساقي جديدة، ثم نشط الملاحة في الخليج العربي. حتى إن التوراة أشارت إلى زهوه وذكرت أن الله عاقبه على شروره فمسخه دابة رعت الكلأ سبع سنين. وقد ذكر في التوراة أيضا (دانيال، الإصحاح الخامس) سيرة بلشاصر آخر ملوك بابل وكيف فوجيء وهو في وسط لهوه بالجيش الفارسي الذي دخل المدينة بعد أن حول مجرى الفرات.
النظام السياسي والإداري
عرف في البابلية نظام الحكم الملكي الوراثي، ونادراً ما تمتع الملوك بالسيادة المطلقة، فالقصر الملكي هوالمركز الإداري إلى جانب المعبد. ومع ادعاء الملوك أن الآلهة هي التي اختارتهم لحكم البلاد وفوضت إليهم التصرف في شؤون الرعية، فلم يؤلهوا أنفسهم كما فعل غيرهم.
والملك هو من يقرر للموظفين الكبار في القصر حدود المهام. و كان يكلفهم بالأعمال العسكرية أيام الحرب. ولم يكن الملك يحمل ألقاباً فضفاضة مثل ملك الجهات الأربع التي كانت شائعة في المملكة الأكدية، بل كانوا يكتفون بلقب "الملك الكبير"، و "الملك القوي"، كما أطلق حمورابي على نفسه لقب "الراعي الوالد". وكان الوزير ("سوكَلّو") يساعد الملك، والمحافظ "ربيانون" (الكبير) يدير الأقاليم والمقاطعات باسم الملك. ثم شاعت تسمية "خَزْيانُم/خَزَنّمُ" له. وتوجب على مختلف موظفي الإدارة أن يكونوا قادرين على الكتابة، ولذلك كثيراً ما أشير لهم بصفة كاتب "طبُشَروّ" (الكتّاب)، وأداروا شؤون زراعة القصر والمعبد. كما توجب عليهم قياس الأراضي لأصحاب الأملاك والمزارعين المستأجرين، ومراقبة شؤون تربية الحيوان والصيد. ووجد موظفون مسؤولون عن تنظيم القنوات المائية الرئيسة وصيانتها، وإقامة الحواجز والسدود على الأنهار ؛ أما أمر تحصيل الضرائب والرسوم المختلفة من التجار وأصحاب المهن المختلفة فكانت تقع على مسؤولية الجباة " ماكِسُ ".