المدح فى القرآن
المدح هو التزكية وهو على نوعين :
الأول تزكية النفس وهو أمر محرم لأن الله وحده هو الذى يعلم حقيقة الإنسان المادح لنفسه وفى هذا قال تعالى بسورة النجم :
"فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
الثانى تزكية الغير وهو أمر مشروط بوجود سؤال عن الإنسان المزكى أى الممدوح من الغير سواء من القضاء أو من أهل عروس تقدم لها أو من إنسان يريد أن يشاركه فى تجارة أو شىء من هذا القبيل فهذا المدح هو شهادة حق يجب ان تؤدى فى حق المسئول عنه وفى هذا قال تعالى فى سورة الأنعام :
"وإذا قلتم فاعدلوا "
وقال فى سورة البقرة :
"ولا تكتموا الشهادة "
والملاحظ هو أن من يزكى نفسه غالبا هو كاذب إن لم يكن دوما فهو يحب أن يحمد بما لم يفعل وهو يذيع بنفسه أو عن طريق غيره الأكاذيب عن أفعاله العظيمة والصالحة أو حتى النكراء التى يحبها المجتمع الكافر وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
" ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا "
وقد عرف الله نبيه (ص) هو والمؤمنين بأن من يزكون أنفسهم ليسوا بمؤمنين لكونهم مفترين للكذب على الله والمؤمن يعرف أن الله هو من يزكى من يريد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا "
ومن هنا لا يجوز فى اختيار أصحاب المناصب فى دولة الإسلام أن يرشح أحد نفسه للمنصب لكون الترشيح تزكية للنفس والجائز هو :
تزكية الناس لمن يرونه عالما جديرا بالمنصب بعلمه وعمله