اول امرأءه قتلت رجلا في سبيل الله
هي سيدتنا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صل الله عليه وسلم واخت حمزه اسد الله وام حواري رسول الله الزبير بن العوام رضي الله عنهم .. فقد ثبت عنها ذلك الموقف البطولي في مجابة الكفار واعانة الرجال الاسلام والذب عن حرم المسلمين ولم يعجزها كبر سنها ولا انوثتها .. فقد ذكر ان يوم الاحزاب في السنه الخامسه للهجره يوم اجتمع الباطل كله على اهل الحق .. ذلك اليوم الذي زلزل فيه المؤمنين زلزال عظيما وبلغت فيه القلوب الحناجر ..تسللت مجموعه من يهود الى حصن فارع هو حصن حسان بن ثابت الانصاري شاعر رسول الله صل الله عليه وسلم وقد أوى هذا الحصن النساء والصبيان حين خندق النبي صلى الله عليه وسلم
قالت صفية: فمر بنا رجل من يهود،
فجعل يطيف بالحصن، فقلت لحسان: اليهودي بالحصن إن هذا كمآ ترى ولا آمنه آن يدل على عوراتنا، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه فقم إليه فاقتله.
فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا! قالت صفية: فلما قال ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت، وأخذت عمودا من الحصن، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته ، ثم رجعت إلى الحصن،
فقلت: يا حسان انزل فاستلبه، فإنه لم يمنعني أن أسلبه إلا أنه رجل! فقال: ما لي بسلبه من حاجة .. ويروى ايضا انها نزلت فحزّت رأسه بسكين، وقذفت بها من أعلى الحصن، فطفق يتدحرج حتى استقر بين أيدي يهود كانوا يتربصون في أسفله، فلما رأى اليهود رأس صاحبهم؛ قالوا: «قد علمنا إن محمداً لم يكن ليترك النساء والأطفال من غير حماة»، فعادوا أدراجهم.
المصدر:
●السيرة النبويه ابن هشام ج3/ص131
طبعه مصححه دار الكتب العلميه
●الاصابه في تميز الصحابه ج2 /ص56