هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionﺧﻄﺒﺔ ﻋﻦ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ Emptyﺧﻄﺒﺔ ﻋﻦ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ

more_horiz
ﺧﻄﺒﺔ ﻋﻦ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ
ﺧﻄﺒﺔ ﻋﻦ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ‏)  
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ‏)
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻻﻳﻤﺎﻥ . ﻭﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺁﻳﺎﺗﻪ :
‏( ﺇِﻥَّ ﻋِﺪَّﺓَ ﺍﻟﺸُّﻬُﻮﺭِ ﻋِﻨْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﺛْﻨَﺎ ﻋَﺸَﺮَ ﺷَﻬْﺮًﺍ ﻓِﻲ ﻛِﺘَﺎﺏِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻳَﻮْﻡَ ﺧَﻠَﻖَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ‏) ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ‏( 36 ‏)
ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻨﻪ ، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺳﻨﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ :
‏( ﻗَﺎﻝَ ﺃُﺳَﺎﻣَﺔُ ﺑْﻦُ ﺯَﻳْﺪٍ ﻗُﻠْﺖُ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻢْ ﺃَﺭَﻙَ ﺗَﺼُﻮﻡُ ﺷَﻬْﺮًﺍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸُّﻬُﻮﺭِ ﻣَﺎ ﺗَﺼُﻮﻡُ ﻣِﻦْ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ . ﻗَﺎﻝَ ‏« ﺫَﻟِﻚَ ﺷَﻬْﺮٌ ﻳَﻐْﻔُﻞُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻋَﻨْﻪُ ﺑَﻴْﻦَ ﺭَﺟَﺐٍ ﻭَﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ﻭَﻫُﻮَ ﺷَﻬْﺮٌ ﺗُﺮْﻓَﻊُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻷَﻋْﻤَﺎﻝُ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ﻓَﺄُﺣِﺐُّ ﺃَﻥْ ﻳُﺮْﻓَﻊَ ﻋَﻤَﻠِﻲ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺻَﺎﺋِﻢٌ ‏» .
ﺇﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﺭﺟﺐ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﺳُﻤﻲ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺸﻌّﺒﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﺭﺽ، ﺃﻱ ﻳﻨﺘﺸﺮﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ،
ﻭﻗﺪ ﻓﻀّﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ، ﻭﻣﻴّﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ،
ﻭﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻀﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ،
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻪ :
‏« ﺫَﻟِﻚَ ﺷَﻬْﺮٌ ﻳَﻐْﻔُﻞُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﻋَﻨْﻪُ ﺑَﻴْﻦَ ﺭَﺟَﺐٍ ﻭَﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ﻭَﻫُﻮَ ﺷَﻬْﺮٌ ﺗُﺮْﻓَﻊُ ﻓِﻴﻪِ ﺍﻷَﻋْﻤَﺎﻝُ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ﻓَﺄُﺣِﺐُّ ﺃَﻥْ ﻳُﺮْﻓَﻊَ ﻋَﻤَﻠِﻲ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺻَﺎﺋِﻢٌ ‏» .
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻭﻫﻮ ﺻﺎﺋﻢ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳُﻮَﻓَّﻰ ﺍﻟﺼَّﺎﺑِﺮُﻭﻥَ ﺃَﺟْﺮَﻫُﻢ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﺣِﺴَﺎﺏٍ ‏) ﺍﻟﺰﻣﺮ 10 ، .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺭﺑﻊ ﺻﻮﺭ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻭﻫﻲ :
ﺍﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ، ﻭﺍﻷﺳﺒﻮﻋﻲ ، ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ، ﻭﺍﻟﺨﺘﺎﻣﻲ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ :
ﻓﺈﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﻤﺼﺪﻭﻕ، ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﺄﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻤﻠﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﺎﺋﻢ، ﻭﻳﻌﺮﺽ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻳﻮﻡ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﻩ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺃﺧﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻧﻘﻀﻰ ﺍﻷﺟﻞ ﺭﻓﻊ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﻠﻪ، ﻭﻃﻮﻳﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ”.
ﻭﻓﺎﺋﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ : ﺃﻥ ﻧﺠﺘﻬﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ، ﻭﻧﻤﻸﻫﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ، ﻛﻲ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻡ ،ﺃﻭ ﺫﻛﺮ ، ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻛﺎﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﺸﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﻓﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ :
‏( ﻋَﻦْ ﻋَﺎﺋِﺸَﺔَ – ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﻗَﺎﻟَﺖْ ﻛَﺎﻥَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻳَﺼُﻮﻡُ ﺣَﺘَّﻰ ﻧَﻘُﻮﻝَ ﻻَ ﻳُﻔْﻄِﺮُ ، ﻭَﻳُﻔْﻄِﺮُ ﺣَﺘَّﻰ ﻧَﻘُﻮﻝَ ﻻَ ﻳَﺼُﻮﻡُ . ﻓَﻤَﺎ ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﺍﺳْﺘَﻜْﻤَﻞَ ﺻِﻴَﺎﻡَ ﺷَﻬْﺮٍ ﺇِﻻَّ ﺭَﻣَﻀَﺎﻥَ ، ﻭَﻣَﺎ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻪُ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺻِﻴَﺎﻣًﺎ ﻣِﻨْﻪُ ﻓِﻲ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ ‏)
ﻭﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ : ‏( ﺃﻥ ﻋَﺎﺋِﺸَﺔَ ‏( ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ‏) ﺗَﻘُﻮﻝُ :
‏( ﻛَﺎﻥَ ﺃَﺣَﺐُّ ﺍﻟﺸُّﻬُﻮﺭِ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃَﻥْ ﻳَﺼُﻮﻣَﻪُ ﺷَﻌْﺒَﺎﻥَ ﺛُﻢَّ ﻳَﺼِﻠَﻪُ ﺑِﺮَﻣَﻀَﺎﻥَ ‏) .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻲ ‏( ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‏) : ﺻﻴﺎﻣﻪ ﻛﺎﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻟﺌﻼ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻘﺔ ﻭ ﻛﻠﻔﺔ ،ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻤﺮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻋﺘﺎﺩﻩ ﻭﻭﺟﺪ ﺑﺼﻴﺎﻡ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻟﺬﺗﻪ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻧﺸﺎﻁ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻛﺎﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻟﺮﻣﻀﺎﻥ ﺷﺮﻉ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﺄﻫﺐ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭ ﺗﺮﺗﺎﺽ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ . ‏)
ﻭﻟﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻤﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﺳﺘﻬﻼﻙ ﻣﺨﺰﻭﻧﻪ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ﻭﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻓﻴﻨﺘﺞ ﺑﺴﺒﺐ ﺫﻟﻚ ﺳﻤﻮﻣﺎ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ‏( ﻫﺮﻣﻮﻥ ﺍﻷﺩﺭﻳﻨﺎﻟﻴﻦ ‏) ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﻀﻼﺕ ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ : ﻛﺎﻟﺼﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻮﻫﻦ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﻗﺪ ﻳﺸﺘﻢ ﻭﻳﺴﺐ … ﺍﻟﺦ ، ﻣﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻀﻄﺮﻩ ﻷﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺗﺰﻭﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻧﺴﺐ ﺍﻟﻬﺮﻣﻮﻧﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻡ ﺧﻼﻝ ﺃﻳﻢ ﻣﻦ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺼﻮﻡ – ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ‏( ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻼﺣﻆ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻴﻦ ‏) .
ﻓﺼﻴﺎﻡ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻛﺎﻟﺘﻤﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻘﺔ ﻭﻛﻠﻔﺔ ، ﻓﺤﺘﻰ ﻳﻮﻓﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ , ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺏ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﻗﺒﻠﻪ , ﻟﻴﺮﺯﻗﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻹﻋﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﺄﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ , ﻓﺎﻟﺴﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ..
ﻭﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﺃﻥ ﻳﺨﺬﻟﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺜﺒﻄﻚ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﻢ
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
ﻭﻟﻨﺎ ﻣﻊ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺛﻼﺙ ﻭﻗﻔﺎﺕ : ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :
ﻓﺸﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﻓﻀﻴﻞ، ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺼﻮﻡ ﺃﻛﺜﺮﻩ، ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺳﻮﺗﻨﺎ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺺ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺧﺎﺻﻪ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻪ ﺷﻬﺮ ﻋﺎﺩﻩ ﻣﺎ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻭﺃﻧﻪ ﺷﻬﺮ ﺗﺮﻓﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻮﻃﺌﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﻳﻀﺔ، ﻓﺼﻮﻡ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻣﻔﻀﻞ، ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻪ، ﻣﻀﺎﻋﻒ ﺃﺟﺮﻩ . ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﺐ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
“ ﺻﻴﺎﻡ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﺍﻷﺷﻬﺮ ﺍﻟﺤﺮﻡ، ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻜﻤﻠﺔ ﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺻﻴﺎﻡ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺑﻌﺪﻩ، ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻴﺎﻡ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﻣﺎ ﺑَﻌُﺪ ﻋﻨﻪ ”
‏( ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‏) .
ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : “ ﺃﻥ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻫﻮ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺴﻘﻲ ”
ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻫﺎﻣﺔ، ﻭﻫﻲ ﻷﺣﺪ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺒﻠﺨﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ :
“ ﺭﺟﺐ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﻭﺷﻌﺒﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺴﻘﻲ ﻟﻠﺰﺭﻉ ﻭﺭﻣﻀﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﺣﺼﺎﺩ ﺍﻟﺰﺭﻉ ” ‏( ﻟﻄﺎﺋﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ‏) .
ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺰﺭﻉ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﻘﻲ ﺯﺭﻋﻪ ، ﺃﻥ ﻳﺤﺼﺪ ، ﻭﺃﻥ ﻳﻨﺘﺞ ، ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻛﻤﻦ ﺯﺭﻉ ﻭﺳﻘﻰ ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﻭﺍﻫﺘﻢ ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻫﺬﺍ ﻭﺫﺍﻙ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻮﻱ ﻣﻦ ﺟﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻠﺖ ﻫﻤﺘﻪ ﻭﻗﻮﻳﺖ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﺑﻠﻐﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺒﻠﻎ ﺍﻟﺘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :
} ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺟَﺎﻫَﺪُﻭﺍ ﻓِﻴﻨَﺎ ﻟَﻨَﻬْﺪِﻳَﻨَّﻬُﻢْ ﺳُﺒُﻠَﻨَﺎ ﻭَﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﻤَﻊَ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ { ‏( 69 ‏) ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ
ﻓﻤﻦ ﺑﺬﻝ ﻭﺳﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻏﺘﻨﺎﻡ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻷﺟﺮ ،ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺬﻟﻚ، ‏( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺟَﺎﻫَﺪُﻭﺍ ﻓِﻴﻨَﺎ ‏) ﺃﻱ : ﺍﺟﺘﻬﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ، ﻳﺴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﻣَﻦْ ﺃَﻋْﻄَﻰ ﻭَﺍﺗَّﻘَﻰ ‏( 5 ‏) ﻭَﺻَﺪَّﻕَ ﺑِﺎﻟْﺤُﺴْﻨَﻰ ‏( 6 ‏) ﻓَﺴَﻨُﻴَﺴِّﺮُﻩُ ﻟِﻠْﻴُﺴْﺮَﻯ { ‏( 5 ‏) : ‏( 7 ‏) ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻓﺎﻟﻌﺠﻞ ﺍﻟﻌﺠﻞ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﺟﻞ، ﻓﺄﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ؟ ﻭﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻭﺭﺩﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟
ﻭﺃﻳﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻹﺻﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ؟
“ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺳﺒﺎﻕ؛ ﻓﻤﻦ ﺣﺎﺯ ﻗﺼﺐ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﺣﺎﺯ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺣﺎﺯ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺯ ﺑﺠﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ .”
ﻧﻌﻢ : ﺇﻧﻪ ﺳﺒﺎﻕ ﺷﺮﻳﻒ ﻧﺰﻳﻪ ،ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻧﺒﻴﻠﺔ ،ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﻃﻴﺐ ،ﻭﻫﻮ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﻗﻮﻝ ﻗﻮﻟﻲ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﻭﻟﻜﻢ
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ ‏)
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻻﻳﻤﺎﻥ . ﻭﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﺃﻥ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ . ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ . ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
ﻭﻧﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮﻝ ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻣﻊ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ :
ﺍﻟﻮﻗﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ : ﺣﺎﺟﺘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻄﻬﻴﺮ، ﻭﺃﻋﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﻄﻬﻴﺮ ‏( ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺡ ‏) ﻓﻬﻲ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﺏ ﻓﻴﻤﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ، ﻳﻐﻔﺮ ﺍﻟﺰﻻﺕ ﻭﻳﻘﻴﻞ ﺍﻟﻌﺜﺮﺍﺕ ، ﻭﻳﻀﺎﻋﻒ ﺍﻷﺟﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗَﺎﻝَ :
‏( ﺇِﻥْ ﻛُﻨَّﺎ ﻟَﻨَﻌُﺪُّ ﻟِﺮَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤَﺠْﻠِﺲِ ﺍﻟْﻮَﺍﺣِﺪِ ﻣِﺎﺋَﺔَ ﻣَﺮَّﺓٍ
‏« ﺭَﺏِّ ﺍﻏْﻔِﺮْ ﻟِﻲ ﻭَﺗُﺐْ ﻋَﻠَﻲَّ ﺇِﻧَّﻚَ ﺃَﻧْﺖَ ﺍﻟﺘَّﻮَّﺍﺏُ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢُ ‏» ‏( ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‏)
ﻓﻬﺬﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻫﻮ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻐﻔﻮﺭ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ﻭﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ، ﻳﺘﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻟﻴﻠﻔﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﺣﺎﺟﺘﻨﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ؛ ﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
‏« ﻛﻞُّ ﺍﺑﻦِ ﺁﺩﻡَ ﺧﻄَّﺎﺀٌ، ﻭﺧﻴﺮُ ﺍﻟﺨﻄًّﺎﺋﻴﻦَ ﺍﻟﺘَّﻮَّﺍﺑﻮﻥَ ‏»
‏( ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ، ﻭﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ‏) .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻟﻤﺴﻠﻢ ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ :
‏« ﻟَﻠَّﻪُ ﺃَﺷَﺪُّ ﻓَﺮَﺣًﺎ ﺑِﺘَﻮْﺑَﺔِ ﻋَﺒْﺪِﻩِ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻦِ ﻣِﻦْ ﺭَﺟُﻞٍ ﻓِﻲ ﺃَﺭْﺽٍ ﺩَﻭِﻳَّﺔٍ ﻣَﻬْﻠَﻜَﺔٍ ﻣَﻌَﻪُ ﺭَﺍﺣِﻠَﺘُﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻃَﻌَﺎﻣُﻪُ ﻭَﺷَﺮَﺍﺑُﻪُ ﻓَﻨَﺎﻡَ ﻓَﺎﺳْﺘَﻴْﻘَﻆَ ﻭَﻗَﺪْ ﺫَﻫَﺒَﺖْ ﻓَﻄَﻠَﺒَﻬَﺎ ﺣَﺘَّﻰ ﺃَﺩْﺭَﻛَﻪُ ﺍﻟْﻌَﻄَﺶُ ﺛُﻢَّ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺭْﺟِﻊُ ﺇِﻟَﻰ ﻣَﻜَﺎﻧِﻲ ﺍﻟَّﺬِﻯ ﻛُﻨْﺖُ ﻓِﻴﻪِ ﻓَﺄَﻧَﺎﻡُ ﺣَﺘَّﻰ ﺃَﻣُﻮﺕَ . ﻓَﻮَﺿَﻊَ ﺭَﺃْﺳَﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﺳَﺎﻋِﺪِﻩِ ﻟِﻴَﻤُﻮﺕَ ﻓَﺎﺳْﺘَﻴْﻘَﻆَ ﻭَﻋِﻨْﺪَﻩُ ﺭَﺍﺣِﻠَﺘُﻪُ ﻭَﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺯَﺍﺩُﻩُ ﻭَﻃَﻌَﺎﻣُﻪُ ﻭَﺷَﺮَﺍﺑُﻪُ ﻓَﺎﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺷَﺪُّ ﻓَﺮَﺣًﺎ ﺑِﺘَﻮْﺑَﺔِ ﺍﻟْﻌَﺒْﺪِ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻦِ ﻣِﻦْ ﻫَﺬَﺍ ﺑِﺮَﺍﺣِﻠَﺘِﻪِ ﻭَﺯَﺍﺩِﻩِ ‏» .
ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀ، ﻓﺮﺑﻨﺎ ﻛﺒﻴﺮ ،ﻳﺤﺐ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ،ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ، ﻓﻨﺤﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﺪﺧﻞ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﺗﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺡ .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
ﻭﻗﺪ ﺳﺌﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ؟
ﻭﻫﻞ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺓ ﺧﺎﺻﺔ ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ : ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ، ﻭﻛﻞ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻬﺎ ، ﻭﻫﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ، ﻻ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﻻ ﺻﻼﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻻ ﺟﻤﺎﻋﺔ ..
ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻗﻮﻝ ﺿﻌﻴﻒ ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺨﺺ ﺑﺸﻲﺀ
ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ

descriptionﺧﻄﺒﺔ ﻋﻦ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ Emptyرد: ﺧﻄﺒﺔ ﻋﻦ ‏( ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺷﻬﺮ ﺷﻌﺒﺎﻥ

more_horiz
جزاك الله خيراً



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي