فوائد من قصة جُلَيبيب رضي الله عنه
عن أبي بَرْزَة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في مغزى له، فأفاء الله عليه، فقال لأصحابه: ((هل تَفقدون من أحد؟))، قالوا: نعم، فلانًا وفلانًا وفلانًا، ثم قال: ((هل تفقدون من أحد؟))، قالوا: نعم، فلانًا وفلانًا وفلانًا، ثم قال: ((هل تفقدون من أحد؟))، قالوا: لا، قال: ((لكني أفقد جُليبيبًا، فاطلبوه))، فطُلب في القَتلى، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتَلوه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فوقَف عليه، فقال: ((قتَل سبعةً، ثم قتلوه، هذا منِّي وأنا منه، هذا مني وأنا منه))، قال: فوضَعه على ساعدَيه ليس له إلا ساعِدَا النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: فحُفرَ له وَوُضع في قَبرِه، ولم يذكُر غسلاً[1].
من فوائد الحديث:
1 - الله سبحانه هو الذي يفيءُ على الإنسان.
2 - أنعم الله على نبيه بالغنائم في هذه الغزوة، مع فقدِه لبَعضِ أصحابه رضي الله عنهم.
3 - النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن أصحابه، ويهتمُّ بهم، ويتفقَّدهم.
4 - النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأل أصحابه كان يُريد بسؤاله إجابة معيَّنة.
5 - فضيلة، ومنقبَة، وتكريم لهذا الصحابي، بأمور:
أ - اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم به.
ب - سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وتأكيد ذلك لكي يَذكره الصحابة.
ج - التصريح باسمه من النبي صلى الله عليه وسلم.
د - طلبُه صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يبحثوا عنه بين القتلى.
هـ - وقوف النبي صلى الله عليه وسلم عليه.
و- التأكيد على شجاعته بقتل السبعة.
ز - تصريح النبي صلى الله عليه وسلم وتكريره بقوله: ((هذا مني وأنا منه)).
ح - وضع النبي صلى الله عليه وسلم له على ساعديه الشريفين.
ط - حضوره صلى الله عليه وسلم حفر القبر والدفن، وأنَّه لم يأمُر بتغسيله.
6 - شهيد المعركة لا يُغسَّل ولا يُصلَّى عليه.
7 - التأكيد من النبي صلى الله عليه وسلم على أنَّ هذا الصحابي ((منِّي وأنا منه)).
8 - كانت وقائع هذه القصَّة تدور في غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم[2].
9 - ضع لك هدفًا أو مجموعة من الأهداف؛ لتُحقِّقَها في حياتك.
10 - تفاوت الهمم عند الناس، فمِن الناس من همَّته في الثريا، ومنهم من همَّته في الثَّرى.
11 - التضحية بكل غالٍ ونفيس؛ من أجل تحقيق الهدف المنشود، ما دام أمرًا مشروعًا.
12 - فيما يبدو فإن الصحابة رضي الله عنهم قد ذكروا الشهداء بأسمائهم، لكن راوي الحديث لم يُسَمِّهم؛ إما لأنه نسيَ أسماءهم، أو لأنَّه لا حاجة لذكرهم.
13 - وجوب طاعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
14 - فضل الجهاد في سبيل الله.
15 - قوَّة هذا الصحابي وشجاعته، وكيف أنَّه وحده قتل سبعة، حتى أثخنوه بالجراح، ومات بعدها في ساحة المعركة.
16 - حبُّ النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وحبُّه لجليبيب خاصة.
17 - تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي، بقتله وحده ذلك العدد الكبير، فهذه مفخرةٌ ورفعة.
18 - القبر هو نهاية المطاف الدُّنيوي، ولا بدَّ من الإيمان بما فيه من نعيم أو جحيم.
19 - تأثُّر النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل جُليبيب رضي الله عنه.
20 - فضيلة لمن يُقتل في سبيل الله.
21 - كان صلى الله عليه وسلم غالبًا ما يكرر الكلام ثلاثًا، فهنا كرر السؤال: ((هل تفقدون من أحد؟)) ثلاث مرات.