إنّ التِهابَ السَّحايا هو التهابُ الغشاﺀ الرقيق الذي يحيطُ بالدماغِ وبالحبلِ الشوكيّ ويُدعى هذا الغشاﺀ "بالأم الحنون". هناك عدّةُ أنواعٍ من التِهاب السَّحايا وأكثرُها انتشاراً هو النوع الفيروسي الذي يصيبُ البشرَ بسببِ دخول فيروس إلى الجسمِ من خلالِ الأنف أو الفمِّ ثم ينتقلُ إلى الدماغ. كما أن حدوثَ التِهابِ السَّحايا الجرثومي نادرٌ، لكنّه قد يكونُ مميتاً، ويبدأُ عادةً بالإصابة بالجراثيم التي تسببُ عدوى تشبهُ الرشحَ، وبإمكانِ التِهابِ السَّحايا أن تسدَّ الأوعيةَ الدمويّة الموجودة في الدماغ وأن تقودَ إلى السكتةِ الدماغية وإلى أذيّةِ الدماغ، كما بإمكانِها أن تؤذي أجهزةَ الجسم الأخرى.
كلُّ إنسانٍ معرّضٌ للإصابةِ بالتِهابِ السَّحايا، لكنّه منتشرٌ أكثر عند الأشخاصِ الذين تعاني أجسامُهم من مشاكل في مقاومة الالتهابات. بإمكانِ التِهاب السَّحايا أن يتطورَ بسرعةٍ ويجبُ أن يحصلَ المصابُ على العنايةِ الطبية بأقصى سرعةٍ إذا ظهرت هذه الأعراضُ:
• الحمّى المفاجئة
• الصداع الحادّ
• تصلّب العنق
بإمكانِ المساعدة المبكرة أن تمنعَ المشاكلَ الخطيرة وأن تجنّبَ المصابَ الموتَ، كما بإمكانِ اللقاح أن يمنعَ بعضَ أنواعِ الإصابة الجرثومية التي تسببُ التِهابَ السَّحايا.
يجبُ أن يستشيرَ أهالي الطلابِ المراهقين والمقيمين في السّكنِ الداخلي أو السكنِ الجامعي الطبيبَ من أجل الحصول على اللّقاح.
مقدمة
التهاب السحايا هو عدوى خطيرة جداً تصيب السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل النخاعي الشوكي.
يمكن أن يكون التهاب السحايا مميتاً. ولكن معالجته ممكنة إذا اكتشف مبكراً.
يساعدك هذا البرنامج على فهم أسباب التهاب السحايا، وكيف يمكن تشخيصه ومعالجته والوقاية منه.
التهاب السحايا
يعتبر الدماغ والحبل النخاعي الشوكي المركزين القياديين في الجسم، فهما يسمحان للإنسان بأن:
يتكلم
يسمع
يفهم
يرى
يتحرك
يشعر
يحيط بالدماغ والحبل الشوكي سائل شفاف يدعى السائل الدماغي الشوكي أو سي إس إف، وهو سائل شفاف يبدو شبيهاً بالماء، ويقوم بدور امتصاص الصدمة وحماية الدماغ والحبل النخاعي الشوكي من الضرر.
هناك أغشية تسمى السحايا تقوم بحماية الدماغ والحبل النخاعي الشوكي والسائل الدماغي الشوكي، فالسحايا تمنع هذا السائل من التسرب خارجها.
التهاب السحايا هو عدوى تصيب السائل الدماغي النخاعي الشوكي، وهو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل النخاعي الشوكي. أحياناً يسمي الناس التهاب السحايا بالحمى الشوكية أو التهاب السحايا النخاعية الشوكية.
أسباب التهاب السحايا
يمكن للجراثيم والفيروسات أن تصيب بالعدوى السحايا والسائل الدماغي النخاعي الشوكي. حين يصاب السائل الدماغي النخاعي الشوكي بالعدوى بالفيروسات يقال أن هناك إصابة بالتهاب السحايا الفيروسي. وحين يصاب السائل الدماغي النخاعي الشوكي بالعدوى بالجراثيم يقال أن هناك إصابة بالتهاب السحايا الجرثومي. الجراثيم تبدو تحت المجهر أكبر من الفيروسات.
من المهم أن يعرف الطبيب ما إذا كان التهاب السحايا فيروسياً أم جرثومياً، لكي يتمكن من معالجته بشكل مناسب. ويكون التهاب السحايا الفيروسي عادة أقل شدة من التهاب السحايا الجرثومي، وقد لا يحتاج إلى علاج نوعي.
يمكن أن يكون التهاب السحايا الجرثومي شديداً جداً، وقد يؤدي إلى تلف دماغي أو إلى فقدان السمع أو العجز عن التعلم إذا لم يعالج باكراً.
ومن المهم في التهاب السحايا الجرثومي أن يعرف الطبيب نمط الجرثوم المسبِّب للمرض. فالمضادات الحيوية أساسية في معالجة مرضى التهاب السحايا الجرثومي، كما أنها يمكنها أن تقي من انتشار بعض أنواع الجراثيم وإصابتها لأشخاص آخرين.
أعراض التهاب السحايا
أعراض التهاب السحايا عند أي شخص فوق السنتين هي:
حرارة عالية
صداع
تيبس الرقبة
يمكن أن تظهر هذه الأعراض خلال عدة ساعات، أو قد يستغرق ظهورها يوماً أو يومين.
وهناك أعراض أخرى لالتهاب السحايا تشمل الغثيان والقيء وصعوبة الرؤية في الضوء الساطع وتشوش الوعي وكثرة النعاس.
عند حديثي الولادة والأطفال الصغار قد يكون من الصعب التحري عن الأعراض المعتادة من حمى وصداع وتيبس الرقبة، لذلك قد يكون الطفل المصاب:
بطيئاً أو خاملاً
متهيجاً
كثير القيء
قليل الطعام
مع تفاقم التهاب السحايا، يمكن أن يصاب المريض بالاختلاجات أو التشنجات. والاختلاجات أو التشنجات هي تقلص العضلات بشكل مفاجئ عنيف لايمكن السيطرة عليه. يمكن أيضاً أن تكون النوبة على شكل تشتت وعي مفاجئ يدوم لبضع لحظات، يبدو خلالها كما لو أن المريض يعيش في أحلام اليقظة.
تشخيص التهاب السحايا
إن وضع تشخيص التهاب السحايا والبدء في علاجه المبكران أمران هامان جداً للتخفيف من المضاعفات الخطيرة. لذا ينبغي على الإنسان أن يراجع الطبيب فوراً إذا لاحظ أعراض التهاب السحايا.
يمكن أن يشك الطبيب في الإصابة بالتهاب السحايا بعد أخذ القصة المرضية المفصلة وإجراء الفحص السريري. إن الصداع وتيبس الرقبة وكثرة النعاس من العلامات الشائعة في التهاب السحايا.
تزرع عينة من السائل الدماغي الشوكي في المختبر لمعرفة ما إذا كان التهاب السحايا جرثومياً. فإذا كانت نتيجة الزرع إيجابية، يتأكد التشخيص.
تؤخذ عينة السائل الدماغي الشوكي عن طريق البزل. وبزل السائل الدماغي الشوكي هو إجراء يقوم به الطبيب بإدخال إبرة في منطقة أسفل الظهر وسحب كمية قليلة من السائل من القناة النخاعية الشوكية.
قد يستغرق نمو الجراثيم في السائل الدماغي النخاعي الشوكي يوماً أو يومين في المختبر. وفي هذه الفترة، هناك اختبارات أخرى يمكن أن تساعد الطبيب في تشخيص التهاب السحايا، وفي تمييز الالتهاب الجرثومي من الالتهاب الفيروسي.
ومن الاختبارات التي يمكن أن يطلب الطبيب إجراءها على عينة السائل الدماغي الشوكي:
اختبار عدد الخلايا
اختبار مستويات السكر والبروتين
البحث عن الجراثيم تحت المجهر باستخدام تقنيات متعددة للتلوين
من المهم تحديد نوع الجراثيم المسؤولة عن التهاب السحايا، فهذا يساعد الطبيب على اختيار المضادات الحيوية المناسبة.
قد يحتاج الطبيب إلى تصوير طبقي محوري للدماغ للتأكد من أن الأعراض غير ناجمة عن أمراض أخرى في الدماغ مثل الأورام أو النزوف أو الخراجات.
يمكن أيضاً سحب الدم لمعرفة ما إذا كان عدد خلايا الدم البيضاء مرتفعاً. إن خلايا الدم البيضاء تساعد في محاربة العدوى.
علاج التهاب السحايا
يوجد عدد من المضادات الحيوية التي تعالج التهاب السحايا الجرثومي. ولكن من المهم أن تبدأ المعالجة باكراً.
إن معالجة الأنواع الشائعة من التهاب السحايا الجرثومي بالمضادات الحيوية تقلل خطر الموت الناجم عن هذا المرض إلى أقل من 15%، على أن خطر الموت يكون أعلى عند كبار السن.
تعطى المضادات الحيوية عن طريق الوريد، ويبدأ العلاج بها حالما يشتبه الطبيب بوجود التهاب السحايا. وحين يتعرف الطبيب على الجرثوم المسبب للالتهاب، يمكنه تغيير المضادات الحيوية إلى الدواء الأنسب إذا احتاج الأمر.
ويعطي الطبيب لمريضه عادة السوائل عن طريق الوريد، ويضعه تحت مراقبة دقيقة. ويمكن للطبيب أن يكرر البزل للتأكد من أن معالجة التهاب السحايا قد تمت بنجاح.
ولا تكون شدة التهاب السحايا الفيروسي عادةً بمثل شدة الالتهاب الجرثومي. فالالتهاب الفيروسي لا يتطلب عادة إعطاء المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات. بل يكتفي الطبيب بمعالجة مريضه بالسوائل الوريدية والراحة والمراقبة الدقيقة.
مضاعفات التهاب السحايا
التهاب السحايا الجرثومي أكثر خطراً من التهاب السحايا الفيروسي بسبب ما يسببه التهاب السحايا الجرثومي من مضاعفات.
يمكن أن يؤثر التهاب السحايا على العصب السمعي فيؤدي إلى صمم دائم.
ويمكن أن يؤدي التهاب السحايا إلى تلف دماغي شديد، وإلى عجز عن التعلم بل حتى إلى الموت. ومن حسن الحظ فإن التشخيص والمعالجة المبكرين يمكن أن يخففا الضرر إلى الحدود الدنيا.
انتشار العدوى بالتهاب السحايا
بعض أنواع التهاب السحايا الجرثومية سارية، أي أنها يمكن أن تنتقل بالعدوى من شخص إلى آخر. وتنتشر الجراثيم عن طريق تبادل مفرزات التنفس والبلعوم، وهذا ما يحدث أثناء السعال أو التقبيل.
إن الجراثيم التي تسبب التهاب السحايا أقل قدرة على السراية والانتقال بالعدوى من الأنفلونزا أو الرشح. فهي لا تنتقل عن طريق الاختلاط العارض مثل تنفس الهواء في مكان مر به مريض بالتهاب السحايا.
وقد تنتقل الجراثيم المسببة لالتهاب السحايا أحياناً إلى أشخاص كانوا مخالطين لصيقين أو مخالطين لفترة طويلة لمريض التهاب السحايا.
أما الذين يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بالعدوى بالتهاب السحايا فهم:
أفراد أسرة المريض
كل من يشارك المريض في مكان معين كرياض الأطفال أو المدارس.
كل من يكون على تماس مع المفرزات الفموية للمريض، ولاسيما الزوج أو الزوجة.
وينبغي على المخالطين اللصيقين بالمصاب بالتهاب السحايا الجرثومي أن يتناولوا المضادات الحيوية لوقاية أنفسهم من العدوى.
ويجب إبلاغ السلطات الصحية المحلية عن حالات التهاب السحايا لضمان متابعة الأشخاص المخالطين اللصيقين بالمرضى ولضمان الوقاية من تحول المرض إلى وباء.
وتعاني بعض البلدان من أوبئة واسعة النطاق من التهاب السحايا. إن الوباء هو انتشار المرض انتشاراً كبيراً بين السكان. وعلى من يرغب بالسفر إلى بلاد بعيدة أن يستفسر حول التوصيات بأخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا قبل سفره.
لقاح التهاب السحايا
توجد لقاحات مضادة للجراثيم التي تسبب التهاب السحايا. وهي لقاحات آمنة جداً وفعالة جداً. وينبغي على الإنسان أن يسأل الطبيب حول التوصيات بأخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا.
وتعاني بعض البلدان من حدوث أوبئة واسعة النطاق من التهاب السحايا. ففي عام 1996 أصيب في غرب أفريقيا 213658 شخصاً بالتهاب السحايا، ومات منهم 21830 شخصاً بسبب ذلك المرض.
ويجب على من يرغب بالسفر إلى المناطق التي يمكن أن يكون فيها وباء التهاب السحايا أن يأخذوا التطعيم باللقاح المضاد لالتهاب السحايا قبل أسبوع على الأقل من سفرهم. ويمكن الحصول على معلومات عن التطعيم باللقاحات المفيدة بزيارة المواقع الخاصة بكل من منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على شبكة الإنترنت. كما يمكن الحصول على اللقاحات التي تشترط كل دولة أخذها قبل السماح بالدخول إلى أراضيها أو حتى قبل منح تأشيرة الدخول إليها بزيارة مواقع وزارات الصحة ووزارات الخارجية على الإنترنت. وعلى سبيل المثال، فإن المملكة العربية السعودية تشترط أخذ اللقاح الرباعي التكافؤ المضاد لالتهاب السحايا قبل الحصول على تأشيرة الدخول بقصد الحج أو العمرة.
الخلاصة
التهاب السحايا هو عدوى تصيب السائل المحيط بالدماغ والحبل النخاعي الشوكي. ويمكن لالتهاب السحايا أن يكون مرضاً خطيراً للغاية، وقد يكون مميتاً.
إن فهم أعراض التهاب السحايا والتعرف عليها أمر مهم جداً من أجل التشخيص المبكر. فكلما كان التشخيص والعلاج أبكر قل احتمال حدوث المضاعفات. ومن علامات التهاب السحايا الصداع وتيبس الرقبة والميل إلى النوم والخوف من الضوء وضعف الاستجابة.
من المهم معرفة ما إذا كان التهاب السحايا جرثومياً أم فيروسياً من أجل اختيار العلاج المناسب. والتهاب السحايا الفيروسي أقل شدة من التهاب السحايا الجرثومي عادة ويشفى دون معالجة، أما التهاب السحايا الجرثومي فيمكن أن يكون شديداً وقد يؤدي إلى تلف دماغي أو فقدان السمع أو العجز عن التعلم.
معالجة التهاب السحايا الجرثومي تكون بالمضادات الحيوية. وتتوفر لقاحات للوقاية من بعض أنواع التهاب السحايا الجرثومي. وينبغي على الإنسان أن يسأل طبيبه في ما إذا كان يتوجب عليه أخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا.
وينبغي على من يرغب بالسفر إلى بلاد بعيدة، ولاسيما البلدان النامية في أفريقيا، أن يسأل طبيبه حول أخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا.
كلُّ إنسانٍ معرّضٌ للإصابةِ بالتِهابِ السَّحايا، لكنّه منتشرٌ أكثر عند الأشخاصِ الذين تعاني أجسامُهم من مشاكل في مقاومة الالتهابات. بإمكانِ التِهاب السَّحايا أن يتطورَ بسرعةٍ ويجبُ أن يحصلَ المصابُ على العنايةِ الطبية بأقصى سرعةٍ إذا ظهرت هذه الأعراضُ:
• الحمّى المفاجئة
• الصداع الحادّ
• تصلّب العنق
بإمكانِ المساعدة المبكرة أن تمنعَ المشاكلَ الخطيرة وأن تجنّبَ المصابَ الموتَ، كما بإمكانِ اللقاح أن يمنعَ بعضَ أنواعِ الإصابة الجرثومية التي تسببُ التِهابَ السَّحايا.
يجبُ أن يستشيرَ أهالي الطلابِ المراهقين والمقيمين في السّكنِ الداخلي أو السكنِ الجامعي الطبيبَ من أجل الحصول على اللّقاح.
مقدمة
التهاب السحايا هو عدوى خطيرة جداً تصيب السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل النخاعي الشوكي.
يمكن أن يكون التهاب السحايا مميتاً. ولكن معالجته ممكنة إذا اكتشف مبكراً.
يساعدك هذا البرنامج على فهم أسباب التهاب السحايا، وكيف يمكن تشخيصه ومعالجته والوقاية منه.
التهاب السحايا
يعتبر الدماغ والحبل النخاعي الشوكي المركزين القياديين في الجسم، فهما يسمحان للإنسان بأن:
يتكلم
يسمع
يفهم
يرى
يتحرك
يشعر
يحيط بالدماغ والحبل الشوكي سائل شفاف يدعى السائل الدماغي الشوكي أو سي إس إف، وهو سائل شفاف يبدو شبيهاً بالماء، ويقوم بدور امتصاص الصدمة وحماية الدماغ والحبل النخاعي الشوكي من الضرر.
هناك أغشية تسمى السحايا تقوم بحماية الدماغ والحبل النخاعي الشوكي والسائل الدماغي الشوكي، فالسحايا تمنع هذا السائل من التسرب خارجها.
التهاب السحايا هو عدوى تصيب السائل الدماغي النخاعي الشوكي، وهو السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل النخاعي الشوكي. أحياناً يسمي الناس التهاب السحايا بالحمى الشوكية أو التهاب السحايا النخاعية الشوكية.
أسباب التهاب السحايا
يمكن للجراثيم والفيروسات أن تصيب بالعدوى السحايا والسائل الدماغي النخاعي الشوكي. حين يصاب السائل الدماغي النخاعي الشوكي بالعدوى بالفيروسات يقال أن هناك إصابة بالتهاب السحايا الفيروسي. وحين يصاب السائل الدماغي النخاعي الشوكي بالعدوى بالجراثيم يقال أن هناك إصابة بالتهاب السحايا الجرثومي. الجراثيم تبدو تحت المجهر أكبر من الفيروسات.
من المهم أن يعرف الطبيب ما إذا كان التهاب السحايا فيروسياً أم جرثومياً، لكي يتمكن من معالجته بشكل مناسب. ويكون التهاب السحايا الفيروسي عادة أقل شدة من التهاب السحايا الجرثومي، وقد لا يحتاج إلى علاج نوعي.
يمكن أن يكون التهاب السحايا الجرثومي شديداً جداً، وقد يؤدي إلى تلف دماغي أو إلى فقدان السمع أو العجز عن التعلم إذا لم يعالج باكراً.
ومن المهم في التهاب السحايا الجرثومي أن يعرف الطبيب نمط الجرثوم المسبِّب للمرض. فالمضادات الحيوية أساسية في معالجة مرضى التهاب السحايا الجرثومي، كما أنها يمكنها أن تقي من انتشار بعض أنواع الجراثيم وإصابتها لأشخاص آخرين.
أعراض التهاب السحايا
أعراض التهاب السحايا عند أي شخص فوق السنتين هي:
حرارة عالية
صداع
تيبس الرقبة
يمكن أن تظهر هذه الأعراض خلال عدة ساعات، أو قد يستغرق ظهورها يوماً أو يومين.
وهناك أعراض أخرى لالتهاب السحايا تشمل الغثيان والقيء وصعوبة الرؤية في الضوء الساطع وتشوش الوعي وكثرة النعاس.
عند حديثي الولادة والأطفال الصغار قد يكون من الصعب التحري عن الأعراض المعتادة من حمى وصداع وتيبس الرقبة، لذلك قد يكون الطفل المصاب:
بطيئاً أو خاملاً
متهيجاً
كثير القيء
قليل الطعام
مع تفاقم التهاب السحايا، يمكن أن يصاب المريض بالاختلاجات أو التشنجات. والاختلاجات أو التشنجات هي تقلص العضلات بشكل مفاجئ عنيف لايمكن السيطرة عليه. يمكن أيضاً أن تكون النوبة على شكل تشتت وعي مفاجئ يدوم لبضع لحظات، يبدو خلالها كما لو أن المريض يعيش في أحلام اليقظة.
تشخيص التهاب السحايا
إن وضع تشخيص التهاب السحايا والبدء في علاجه المبكران أمران هامان جداً للتخفيف من المضاعفات الخطيرة. لذا ينبغي على الإنسان أن يراجع الطبيب فوراً إذا لاحظ أعراض التهاب السحايا.
يمكن أن يشك الطبيب في الإصابة بالتهاب السحايا بعد أخذ القصة المرضية المفصلة وإجراء الفحص السريري. إن الصداع وتيبس الرقبة وكثرة النعاس من العلامات الشائعة في التهاب السحايا.
تزرع عينة من السائل الدماغي الشوكي في المختبر لمعرفة ما إذا كان التهاب السحايا جرثومياً. فإذا كانت نتيجة الزرع إيجابية، يتأكد التشخيص.
تؤخذ عينة السائل الدماغي الشوكي عن طريق البزل. وبزل السائل الدماغي الشوكي هو إجراء يقوم به الطبيب بإدخال إبرة في منطقة أسفل الظهر وسحب كمية قليلة من السائل من القناة النخاعية الشوكية.
قد يستغرق نمو الجراثيم في السائل الدماغي النخاعي الشوكي يوماً أو يومين في المختبر. وفي هذه الفترة، هناك اختبارات أخرى يمكن أن تساعد الطبيب في تشخيص التهاب السحايا، وفي تمييز الالتهاب الجرثومي من الالتهاب الفيروسي.
ومن الاختبارات التي يمكن أن يطلب الطبيب إجراءها على عينة السائل الدماغي الشوكي:
اختبار عدد الخلايا
اختبار مستويات السكر والبروتين
البحث عن الجراثيم تحت المجهر باستخدام تقنيات متعددة للتلوين
من المهم تحديد نوع الجراثيم المسؤولة عن التهاب السحايا، فهذا يساعد الطبيب على اختيار المضادات الحيوية المناسبة.
قد يحتاج الطبيب إلى تصوير طبقي محوري للدماغ للتأكد من أن الأعراض غير ناجمة عن أمراض أخرى في الدماغ مثل الأورام أو النزوف أو الخراجات.
يمكن أيضاً سحب الدم لمعرفة ما إذا كان عدد خلايا الدم البيضاء مرتفعاً. إن خلايا الدم البيضاء تساعد في محاربة العدوى.
علاج التهاب السحايا
يوجد عدد من المضادات الحيوية التي تعالج التهاب السحايا الجرثومي. ولكن من المهم أن تبدأ المعالجة باكراً.
إن معالجة الأنواع الشائعة من التهاب السحايا الجرثومي بالمضادات الحيوية تقلل خطر الموت الناجم عن هذا المرض إلى أقل من 15%، على أن خطر الموت يكون أعلى عند كبار السن.
تعطى المضادات الحيوية عن طريق الوريد، ويبدأ العلاج بها حالما يشتبه الطبيب بوجود التهاب السحايا. وحين يتعرف الطبيب على الجرثوم المسبب للالتهاب، يمكنه تغيير المضادات الحيوية إلى الدواء الأنسب إذا احتاج الأمر.
ويعطي الطبيب لمريضه عادة السوائل عن طريق الوريد، ويضعه تحت مراقبة دقيقة. ويمكن للطبيب أن يكرر البزل للتأكد من أن معالجة التهاب السحايا قد تمت بنجاح.
ولا تكون شدة التهاب السحايا الفيروسي عادةً بمثل شدة الالتهاب الجرثومي. فالالتهاب الفيروسي لا يتطلب عادة إعطاء المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات. بل يكتفي الطبيب بمعالجة مريضه بالسوائل الوريدية والراحة والمراقبة الدقيقة.
مضاعفات التهاب السحايا
التهاب السحايا الجرثومي أكثر خطراً من التهاب السحايا الفيروسي بسبب ما يسببه التهاب السحايا الجرثومي من مضاعفات.
يمكن أن يؤثر التهاب السحايا على العصب السمعي فيؤدي إلى صمم دائم.
ويمكن أن يؤدي التهاب السحايا إلى تلف دماغي شديد، وإلى عجز عن التعلم بل حتى إلى الموت. ومن حسن الحظ فإن التشخيص والمعالجة المبكرين يمكن أن يخففا الضرر إلى الحدود الدنيا.
انتشار العدوى بالتهاب السحايا
بعض أنواع التهاب السحايا الجرثومية سارية، أي أنها يمكن أن تنتقل بالعدوى من شخص إلى آخر. وتنتشر الجراثيم عن طريق تبادل مفرزات التنفس والبلعوم، وهذا ما يحدث أثناء السعال أو التقبيل.
إن الجراثيم التي تسبب التهاب السحايا أقل قدرة على السراية والانتقال بالعدوى من الأنفلونزا أو الرشح. فهي لا تنتقل عن طريق الاختلاط العارض مثل تنفس الهواء في مكان مر به مريض بالتهاب السحايا.
وقد تنتقل الجراثيم المسببة لالتهاب السحايا أحياناً إلى أشخاص كانوا مخالطين لصيقين أو مخالطين لفترة طويلة لمريض التهاب السحايا.
أما الذين يعتبرون أكثر عرضة من غيرهم لخطر الإصابة بالعدوى بالتهاب السحايا فهم:
أفراد أسرة المريض
كل من يشارك المريض في مكان معين كرياض الأطفال أو المدارس.
كل من يكون على تماس مع المفرزات الفموية للمريض، ولاسيما الزوج أو الزوجة.
وينبغي على المخالطين اللصيقين بالمصاب بالتهاب السحايا الجرثومي أن يتناولوا المضادات الحيوية لوقاية أنفسهم من العدوى.
ويجب إبلاغ السلطات الصحية المحلية عن حالات التهاب السحايا لضمان متابعة الأشخاص المخالطين اللصيقين بالمرضى ولضمان الوقاية من تحول المرض إلى وباء.
وتعاني بعض البلدان من أوبئة واسعة النطاق من التهاب السحايا. إن الوباء هو انتشار المرض انتشاراً كبيراً بين السكان. وعلى من يرغب بالسفر إلى بلاد بعيدة أن يستفسر حول التوصيات بأخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا قبل سفره.
لقاح التهاب السحايا
توجد لقاحات مضادة للجراثيم التي تسبب التهاب السحايا. وهي لقاحات آمنة جداً وفعالة جداً. وينبغي على الإنسان أن يسأل الطبيب حول التوصيات بأخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا.
وتعاني بعض البلدان من حدوث أوبئة واسعة النطاق من التهاب السحايا. ففي عام 1996 أصيب في غرب أفريقيا 213658 شخصاً بالتهاب السحايا، ومات منهم 21830 شخصاً بسبب ذلك المرض.
ويجب على من يرغب بالسفر إلى المناطق التي يمكن أن يكون فيها وباء التهاب السحايا أن يأخذوا التطعيم باللقاح المضاد لالتهاب السحايا قبل أسبوع على الأقل من سفرهم. ويمكن الحصول على معلومات عن التطعيم باللقاحات المفيدة بزيارة المواقع الخاصة بكل من منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها على شبكة الإنترنت. كما يمكن الحصول على اللقاحات التي تشترط كل دولة أخذها قبل السماح بالدخول إلى أراضيها أو حتى قبل منح تأشيرة الدخول إليها بزيارة مواقع وزارات الصحة ووزارات الخارجية على الإنترنت. وعلى سبيل المثال، فإن المملكة العربية السعودية تشترط أخذ اللقاح الرباعي التكافؤ المضاد لالتهاب السحايا قبل الحصول على تأشيرة الدخول بقصد الحج أو العمرة.
الخلاصة
التهاب السحايا هو عدوى تصيب السائل المحيط بالدماغ والحبل النخاعي الشوكي. ويمكن لالتهاب السحايا أن يكون مرضاً خطيراً للغاية، وقد يكون مميتاً.
إن فهم أعراض التهاب السحايا والتعرف عليها أمر مهم جداً من أجل التشخيص المبكر. فكلما كان التشخيص والعلاج أبكر قل احتمال حدوث المضاعفات. ومن علامات التهاب السحايا الصداع وتيبس الرقبة والميل إلى النوم والخوف من الضوء وضعف الاستجابة.
من المهم معرفة ما إذا كان التهاب السحايا جرثومياً أم فيروسياً من أجل اختيار العلاج المناسب. والتهاب السحايا الفيروسي أقل شدة من التهاب السحايا الجرثومي عادة ويشفى دون معالجة، أما التهاب السحايا الجرثومي فيمكن أن يكون شديداً وقد يؤدي إلى تلف دماغي أو فقدان السمع أو العجز عن التعلم.
معالجة التهاب السحايا الجرثومي تكون بالمضادات الحيوية. وتتوفر لقاحات للوقاية من بعض أنواع التهاب السحايا الجرثومي. وينبغي على الإنسان أن يسأل طبيبه في ما إذا كان يتوجب عليه أخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا.
وينبغي على من يرغب بالسفر إلى بلاد بعيدة، ولاسيما البلدان النامية في أفريقيا، أن يسأل طبيبه حول أخذ اللقاح المضاد لالتهاب السحايا.