البوتاسيوم هو أحد العناصر المعدنية الهامّة جدًا في الجسم، فهو ضروري لعمل الجسم بشكل طبيعي، وهو نوع من الإليكترولات، أي إنّه يتوسط عمل الخلايا التي تعتمد على الإشارات الكهربائية، مثل خلايا العضلة القلبية، فهو يقوم بتنظيم معدّل ضربات القلب، والبوتاسيوم يساعد الأعصاب في عملها بشكل سليم كما يساعد في تقلّص العضلات، كما يساعد في إدخال الموارد الغذائية إلى الخلايا وطرح الفضلات منها، ويمكن للحميات عالية البوتاسيوم أن تساعد في حجب الآثار الرافعة للضغط والتي يمكن أن تحدث بفعل الصوديوم، وتعمل الكليتان على تنظيم معدّل البوتاسيوم في الدم بشكل رئيس، وسيتم الحديث في هذا المقال عن ارتفاع البوتاسيوم في الجسم وكيفية الوقاية منه. [١] ارتفاع البوتاسيوم في الجسم إنّ ارتفاع البوتاسيوم أو ما يُدعى طبيًا بفرط بوتاسيوم الدم هو الحالة التي يحدث فيها زيادة في قيمة البوتاسيوم الحر عن المعدّل الطبيعي، فقيمة البوتاسيوم الطبيعية تتراوح بين 3.6 و5.2 ميلي مول في الليتر الواحد mmol/L، وإنّ ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم عن 6 mmol/L يمكن أن يؤدّي إلى حالة خطيرة تتطلب التدخل الطبي السريع والعلاج المناسب، وقد يكون السبب وراء ارتفاع البوتاسيوم في العينة هو تمزّق خلايا الدم وتحرّر البوتاسيوم منها، وبالتالي يرتفع مستوى البوتاسيوم في العينة المأخوذة فقط دون أن يكون هذا الارتفاع حقيقيًا في دمّ المريض، ولحلّ هذه المشكلة عادة ما يتم طلب إعادة تحليل لقيمة البوتاسيوم على عينة طازجة والقيام بالتحليل مباشرة بعد أخذ العينة أي دون انتظار الإجراءات الروتينية في المستشفى والتي قد تستغرق وقتًا يمكن أن يغير من دقّة النتيجة. [٢]. أسباب ارتفاع البوتاسيوم في الجسم تعد الأمراض الكلوية من أكثر الأسباب شيوعًا والتي تؤدي إلى ارتفاع البوتاسيوم في الدم، حيث تقوم الكلية بشكل طبيعي بتحقيق توازن البوتاسيوم بالإضافة إلى الشوارد الأخرى في الدم، وعند فشل الكليتين في العمل بشكل جيد، يمكن أن يتراكم البوتاسيوم في الجسم بدون زيادة الوارد الخارجي، ويعمل هرمون الألدوستيرون على جعل الكليتين تطرحان البوتاسيوم مع البول، حيث تؤدي الأمراض التي تخفض من مستوى الألدوستيرون -مثل داء أديسون- إلى رفع مستوى البوتاسيوم، كما يمكن للحميات الغنية جدًا بالبوتاسيوم أن ترفع من مستواه في الدم، خصوصًا عند ترافق هذه الحميات مع أمراض كلوية مزمنة، فمن الأطعمة التي ترفع البوتاسيوم: البطيخ وعصير البرتقال والموز وغيرها. كما أنّ هناك بعض الأمراض التي تؤدي إلى تحرر البوتاسيوم من الخلايا الطبيعية في الجسم، مما يرفع من تركيزه الحر في الدم، من هذه الأمراض أو الحالات المرضية ما يأتي: [٣] الانحلال الدموي Hemolysis. الانحلال العضلي Rhabdomyolysis. الحروق والرضوض الشديدة وأذية الأنسجة. داء السكري غير المضبوط جيدًا. أعراض ارتفاع البوتاسيوم يمكن لارتفاع البوتاسيوم أن يكون لا عرضيًا، أي دون أن يشعر المريض بأي تغير ملحوظ، بينما في كثير من الأحيان يتظاهر ارتفاع البوتاسيوم في الجسم بأعراض غير نوعية مثل: [٤] الغثيان. الإرهاق. الضعف العضلي. الإحساس بالتنميل. وتشمل الأعراض الأكثر شدّة من ارتفاع البوتاسيوم -والتي غالبًا ما تحتاج إلى عناية طبية- انخفاض معدّل ضربات القلب وضعف النبض، بينما يؤدّي الارتفاع الشديد في قيمة البوتاسيوم إلى أعراض قلبية مميتة قد تصل إلى توقف القلب، وبشكل عام، يُعد الارتفاع التدريجي في قيم البوتاسيوم -كما يحدث في القصور الكلوي المزمن على سبيل المثال- أفضل إنذارًا وأكثر قابلية للتحسن والعلاج من الارتفاع المفاجئ، وبخلاف الحالات التي يحدث فيها الارتفاع السريع في قيم البوتاسيوم، يمكن أن تبقى الحالة غير عرضية إلى أن يصل البوتاسيوم إلى قيم عالية جدًا، وبشكل نموذجي إلى 7 mmol/L أو أكثر، وبالإضافة إلى ذلك، قد تترافق الأعراض السابقة بالأعراض الأساسية للمرض الذي أدّى بشكل رئيس لارتفاع قيم البوتاسيوم. علاج ارتفاع البوتاسيوم في الجسم تتفاوت الطريقة التي يتم فيها علاج ارتفاع البوتاسيوم في الجسم من النصائح التي يتم تقديمها للمريض حول تجنّب بعض الأطعمة، إلى الأدوية الإسعافية التي تعمل على تخفيض آثار البوتاسيوم على العضلة القلبية من جهة، وتخفيض نسبة البوتاسيوم في الدم من جهة أخرى، وبشكل عام، تتضمن الخيارات العلاجية لعلاج ارتفاع البوتاسيوم ما يأتي: [٣] الالتزام بحمية قليلة البوتاسيوم. إيقاف الأدوية التي من شأنها إحداث ارتفاع البوتاسيوم. تناول الأدوية التي تساعد في تخفيض نسبة البوتاسيوم في الدم، مثل المدرّات البولية الطارحة للبوتاسيوم، أو سلفونات بوليسترين الصوديوم التي تساعد في التخلص من البوتاسيوم في السبيل الهضمي. يساعد علاج الحالة الأساسية التي أدّت إلى ارتفاع البوتاسيوم في التخلص من هذه المشكلة، مثل تخفيف حالة القصور الكلوي بالتحال الدموي، والذي يطرح البوتاسيوم خارج الدم. كما أنّ هناك بعض الأدوية التي ترتبط مع البوتاسيوم وتخفض نسبته في الدم، من هذه الأدوية ما يأتي: باتيرومر. سيكلوسيليكات الصوديوم الزركونيوم. ويتم تناول هذه الأدوية عن طريق الفم، ولا يجب استخدامها في الحالات الإسعافية، والتي يجب عندها الذهاب للمستشفى للحصول على العناية الإسعافية اللازمة. الوقاية من ارتفاع البوتاسيوم في الجسم يمكن تحقيق الوقاية من ارتفاع البوتاسيوم في الجسم بعد معرفة السبب الرئيس الذي أدّى إلى حدوث هذه المشكلة وعلاجه، حيث يجب مراقبة قيم البوتاسيوم بشكل دقيق عن طريق القيام بالتحاليل الدورية وعرضها على الطبيب أو مقدّم الرعاية الطبية المسؤول عن حالة المريض، وبشكل عام، يجب تجنّب المتممات الغذائية الحاوية على البوتاسيوم عند المريض الذي يعاني من المشاكل الكلوية المزمنة كالقصور الكلوي، ويجب على هؤلاء الالتزام بالحميات الغذائية البعيدة عن البوتاسيوم [٥]، وتبعًا لمنظمات القواعد الإرشادية الغذائية في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم نسبيًا بحسب حجمها هي ما يأتي: [٦] البطاطس الحلوة. مربّى البندورة. الشمندر الأخضر. الفاصولياء البيضاء. الزبادي. ومن الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من البوتاسيوم أيضًا: المنتجات الحاوية على البطاطس المعلّبة. العصائر الحاوية على الخوخ والجزر. فول الصويا وسمك التونا وسمك القد